آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:42ص

اليمن في الصحافة


صالح يستثمر الرفض الشعبي للحوثيين ليطرح نفسه بديلا

الخميس - 07 سبتمبر 2017 - 01:25 م بتوقيت عدن

صالح يستثمر الرفض الشعبي للحوثيين ليطرح نفسه بديلا
سياسي مراوغ لا أحد يعرف خطواته التالية- شروخ عميقة في حلف المصلحة تسلط الضوء على أزمة ثقة بين الشريكين في الانقلاب وتوجس متبادل من "الغدر" في أية لحظة.

صنعاء ((عدن الغد)) ميدل إيست اونلاين:

 ربما يكون الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح قد نجح في رأب الصدع العنيف الذي أصاب تحالفه مع جماعة الحوثي المسلحة، لكن الأحداث الأخيرة أربكت أصدقاءه وأعداءه على حد سواء بشكل جعلهم عاجزين عن معرفة الخطوة القادمة من جانب هذا السياسي المراوغ الذي لا يزال صامدا حتى الآن.

ووسط مخاوف من أن يكون الحوثيون أداة في يد الخصم اللدود إيران يسعى التحالف العسكري المؤلف في معظمه من دول خليجية عربية إلى مساعدة الحكومة المعترف بها دوليا للتحرك من قاعدتها في الجنوب صوب صنعاء.

وعلى مدى 34 عاما حكم صالح واحدا من أكثر المجتمعات القبلية المدججة بالسلاح في العالم مستخدما الترغيب والترهيب. وخاض معارك مع الحوثيين لنحو عشر سنوات من فترة حكمه قبل أن يصادقهم عقب الإطاحة به من السلطة.

وبعدما لم تترك احتجاجات الربيع العربي المؤيدة للديمقراطية أمامه أي خيار وقع صالح على قرار استقالته وقد علت وجهه ابتسامة مبهمة في مراسم بثها التلفزيون عام 2012. ومثلما هو الحال الآن لم يستطع أحد آنذاك سبر أغواره وفهم ما كان يفكر فيه.

لكن ما كان جليا تماما هو رغبته في الحفاظ بأي ثمن على نفوذه ونفوذ أسرته التي يشغل كثير من أفرادها مناصب عسكرية مهمة.

وظل نفوذه صامدا في حين انتهى المطاف بقادة عرب آخرين منذ 2011 إما قتلى أو معزولين بعد الانتفاضات والحروب الأهلية.

وبعد أن فجر الصراع أزمة إنسانية، تعالت الاتهامات المتبادلة بشأن المعاناة الاقتصادية في شمال اليمن الذي يحكمه صالح والحوثيون وبلغت ذروتها باشتباكات مسلحة بين أنصار الطرفين الأسبوع الماضي.

واجتمع قادة من حزب صالح والحوثيين وأعلنوا رأب الصدع.

وعلى الرغم من تعهدهم بالتركيز على الحرب ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف بقيادة السعودية، إلا أن التوترات تشير إلى أن صالح يسعى لاستغلال استراتيجيته السياسية بعد أن أنهك الصراع جميع الأطراف.

وقال أدم بارون وهو خبير في شؤون اليمن بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "صالح يريد استغلال المعارضة الشعبية للحوثيين والحكومة ليطرح نفسه كبديل".

وأدت الحرب إلى مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص ونزوح مليونى شخص من منازلهم مما تسبب في انتشار الجوع وتفشي وباء الكوليرا الذي حصد أرواح ألفى شخص. واكتسبت الفصائل وفرع القاعدة في اليمن قوة في ظل الفوضى.

وأي انهيار كامل داخل التحالف بين صالح والحوثيين سيكون دمويا لأنه سيعني مواجهة بين القادة المحليين ورجال القبائل ووحدات الجيش الموالية لصالح منذ عقود.

وبدا صالح حريصا على تجنب هذه المواجهة في مقابلة بثت الاثنين على قناة اليمن اليوم وهي قناة تلفزيونية يملكها.

وقال "لا توجد أي أزمة أو خلاف على الإطلاق إلا في مخيلات أولئك أصحاب الخلافات والذين يزرعون الشقاق والخلاف سواء كانوا في الداخل أو في الخارج".

لكن الزعيم السابق الذي يتحدث في بعض الأحيان عن نفسه بصيغة الغائب، قال إن "الاختلالات" لا تزال قائمة في التحالف، مما يشير إلى أن الجروح لم تلتئم كلها بعد.

ويقول محللون انه لا يزال يشعر بالانزعاج من استمرار وجود "لجنة ثورية" حوثية حكمت بمفردها قبل تشكيل حزبها رسميا مع حزب المؤتمر الشعبي العام ضمن "مجلس الحكم" الذي يقتسمان فيه السلطة.

کما يشعر بالقلق أيضا من تعيين مسؤولين محليين ومن الرقابة علي السياسة المالية وهما أمران كانا ضمن صلاحيات سابقة للمؤتمر الشعبي العام.

وبعيدا عن الخلافات المحلية، فإن العلاقات الجيدة التي كان يتمتع بها صالح مع دول الخليج خلال رئاسته تثير مخاوف الحوثيين من طعنة في الظهر.

وكان أحمد علي صالح نجل الرئيس اليمني السابق شخصية عسكرية قوية ويبدو أن والده كان يعده لخلافته ومن ثم فإن نقل السلطة من صالح إلى الجيل المقبل قد يكون ضمن حساباته.

وقال بارون خبير شؤون اليمن "حتما يريد أن يؤمن مكانا لأسرته في أي نظام سيقوم بعد الحرب... الحوثيون مرتابون بشدة في أن صالح قد يبرم اتفاقا مع الخليج ويتخلى عنهم".

ونفى صالح أنه يسعى لدعم مستقبل ابنه السياسي أو إبرام صفقات مع أعدائه من وراء الكواليس.

ولإصلاح هذا التحالف سيحتاج الحوثيون لإقناع صالح بأنه رغم تاريخهما العنيف فإنهما حليفان أفضل من بعض أعضاء المؤتمر الشعبي العام مثل الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي الذي سبق واختلف معه.

وكتب حميد رزق المسؤول الحوثي في صفحته على فيسبوك الثلاثاء "مجددا أقول للرئيس صالح بدافع صدق ومحبة.. احذر هذه الأفاعي الإخوانية المتلونة فأنت تعرفها أكثر منا. هؤلاء هم من دفعوا بك لخوض الحروب ضد الشرفاء والأوفياء من مجتمعك وأهلك وحاضنتك ومن ثم تخلوا عنك وقالوا أنت سفاح ومجرم".