آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-11:55ص

عالم المرأة والأسرة


هل تعملين أكثر لأنّكِ عزباء؟

الأربعاء - 06 سبتمبر 2017 - 09:24 م بتوقيت عدن

هل تعملين أكثر لأنّكِ عزباء؟

عدن الغد: جي بي سي

"لينا" متزوّجة، وفور انتهاء دوام عملها تغادر المكتب مسرعة... لا تبقى لدقيقة إضافية واحدة، تبدأ برصد الساعة قبل ربع ساعة من موعد مغادرتها وتنتظر بفارغ الصبر لحظة إطلاق سراحها. أمّا القيّمون على المؤسّسة، فاعتادوا على سلوك المتزوجين والمتزوجات مثل لينا. هم لا ينهالون عليهم بالأعمال الإضافية في نهاية يوم العمل بل يطلبون من العزّاب القيام بهذه المهمات.

إذا كنتِ عزباء وتشعرين بأنّك تتعرّضين لتمييز لأنك لستِ زوجة وأماً، وبأنّ الآخرين ينظرون إلى حياتك ويقولون في أنفسهم: «شو عندا»؟ فرّبما هم يستغلون وقتكِ ويقدّمون الأعذار لأنفسهم. يؤكد كثير من الموظفين العازبين أنهم يعملون لساعات أطول ليحلّوا محل زملاء لديهم أطفال. وينصح المدرّبون المهنيون هؤلاء بأن يواجهوا التمييز ضدهم في مكان العمل.

بالأرقام
يصعب الحصول على إحصاءات تُثبت وجود تمييز ضد الموظفين العزاب في مكان العمل، ورغم ذلك، ينقل موقع بي بي سي دراسة حديثة في بريطانيا، توصلت إلى أنّ ثلثي النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 28 و40 عاماً ولم ينجبن أطفالاً، شعرن أنّ مديريهم يتوقعون منهن أن يعملن لساعات أطول من زملائهن الذين لديهم أطفال.

تمييز
يسود اعتقاد في المجتمع بأنّ الموظف الأعزب قادر على إلغاء أيّ نشاط و أن ليس لديه هموم والتزامات في الحياة. وقد أجرى إيريك كلينينبرغ، أستاذ علم الاجتماع في جامعة نيويورك، أبحاثاً، حاور خلالها مئات العزاب في أوروبا وأميركا، ولاحظ أنّ «العزاب يُنظر إليهم في مكان العمل على أنهم مَن يجب أن يتحمّلوا الأعباء المهنية».

ويؤكد كلينينبرغ: «قابلت موظفين كثراً يشكون من أنّ مديريهم يفترضون أنهم دائماً مستعدون لتولّي المهام التي تتطلّب البقاء في أوقات متأخرة من الليل والعمل في عطلة نهاية الأسبوع، فقط لأن ليس لديهم أزواج ولا أبناء».

جراء ذلك، ترتدي أشكال التمييز التي تطال العزاب في أماكن العمل أوجهاً كثيرة، ومنها:

• يُطلب من العزاب السفر أكثر من المتزوجين
• يجد العاملون العزاب أو الذين لم ينجبوا أطفالاً صعوبة أكبر في الحصول على إجازة.

• غالباً ما تعطي المؤسسة للمتزوجين فرصة اختيار مواعيد الإجازات السنوية التي يفضلونها، على حساب العزاب.
• تتساهل المؤسسات مع المتزوجين والآباء والأمهات بالنسبة لأوقات العمل بينما تنتظر من العزاب البقاء إلى ما بعد الدوام وتحمّل أعباء المهمّات الإضافية.
• إن تأخّرت متزوجة عن الدوام أو غادرت قبل انتهائه متحجّجة باصطحاب ولدها إلى الطبيب يقدّر الآخرون وضعها، بينما لا يُقبل عذر مَن تغادر باكراً للقيام بنشاطات ترفيهية.

فليحترموا اختيارَهم
ترى بيلا ديباولا، أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا، أنّ الكثير من أصحاب العمل يغفلون عن جوانب مهمة من حياة الموظفين غير المتزوجين. فهؤلاء لا يعيشون بمفردهم وليسوا منعزلين، بل على الأرجح يتفاعلون ويندمجون مع مجتمعاتهم وتربطهم علاقات قوية بأصدقائهم، الذين «يعتبرونهم أفراداً من أسرتهم، حتى لو لم يكونوا أسرة بالمعنى التقليدي».

كما أنّ هؤلاء ربّما اختاروا عدم الزواج لينعموا بحياة أكثر راحة لا تجتاحها المسؤوليات المترتّبة على العائلة، فلمَ يبادر أولياؤهم في العمل إلى زيادة مسؤولياتهم المهنية والتعامل معهم بصرامة أكبر دون احترام اختيارهم.

زيادة عدد العزّاب
في ظل الحياة العصرية الحديثة لا يخفى على أحد أنّ عدد الأشخاص الذين يؤجّلون الزواج أو لا يتزوجون على الإطلاق يزداد بمعدلات غير مسبوقة.

في هذا الصدد، تنقل شيريل ساندرغ، مديرة عمليات فيسبوك، في كتابها «تقدّمي إلى الأمام»، قصة إمرأة عزباء تطالب بأن يعدّ حضورها حفلاً، سبباً لا يقل وجاهة عن حضور مباراة كرة قدم يشارك فيها الأبناء، لتبرير مغادرة العمل في الموعد المقرر. وتؤكد أنّ العزاب يحتاجون لمقابلة وجوه جديدة حتّى يتمكّنوا من تأسيس أسرة وإنجاب أطفال.

صحيح أنّ مسؤوليات كثيرة تترتّب على المتزوجين والآباء والأمهات ولكنّ تعاطف أرباب العمل معهم لا يجب أن يأتي على حساب حياة مَن اختار عدم الانغماس بمسؤوليات حياتية إضافية، إذ يحق للعزاب الاستمتاع بالحياة واستثمار وقتهم كما يشاؤون، دون التعرّض للضغوط المهنية الكبيرة فقط لكونهم عزاباً. علماً أنّ الشركات التي لا تسأل، أو لا تهتم، بالأسباب التي دعت الموظف/ة إلى طلب الإجازة ليست بكثيرة.