آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:40ص

فن


عمرو خالد من نجم ديني لمثار انتقاد ولماذا أبعد عن مصر؟

الأربعاء - 06 سبتمبر 2017 - 05:39 م بتوقيت عدن

عمرو خالد من نجم ديني لمثار انتقاد ولماذا أبعد عن مصر؟

القاهرة ((عدن الغد)) العربية.نت - أشرف عبدالحميد:

هو أحد الشخصيات المثيرة للجدل، وأبرز #الدعاة الذين حظوا بملايين المعجبين والمريدين بسبب طريقته في الدعوة، وملايين المعارضين لتلك الطريقة أيضاً.

لم يكن #عمرو_خالد قبل 18 عاماً سوى شاب مصري بسيط، تخرج في كلية التجارة وعمل بأحد مكاتب المحاسبة لمدة 7 سنوات، ثم افتتح مكتب محاسبة خاصا به، وخلال فترة بسيطة أصبح من أشهر الدعاة الجدد في #مصر، أو كما أطلق بعض المصريين عليهم "دعاة الملابس الكاجوال"، الذين غيروا نظرة #المصريين نحو الدعاة من عالم الدين الذي يرتدي العمامة والقفطان الأزهري، إلى عالم الدين الذي الذي يرتدي الجينز والتي شيرت.

اسمه بالكامل عمرو محمد حلمي خالد، مواليد 5 سبتمبر 1967 بمدينة الإسكندرية، وكان رئيس اتحاد طلاب كلية التجارة بجامعة القاهرة، ونائب رئيس اتحاد كليات جامعة القاهرة. حصل على درجة الدكتوراة في الشريعة الإسلامية تحت عنوان "الإسلام والتعايش مع الغرب" من جامعة ويلز ببريطانيا 2010.

في بدايات الألفية الجديدة كان قد برزت في مصر ظاهرة إلقاء الدروس الدينية في تجمعات الأثرياء والطبقات الراقية والجامعات الكبرى، ومن خلالها ظهر اسم عمرو خالد لأول مرة كداعية جديد يقدم الدعوة بطريقة تناسب لغة هذه الطبقات وثقافتهم.

بدأ عمرو خالد بإلقاء الدروس في نادي الصيد الراقي في حي الدقي، ثم انتقل إلى مسجد الحصري بالعجوزة، ثم إلى مسجد المغفرة في حي العجوزة، وكان يحضر دروسه الدينية الآلاف الذين ازدحمت وضاقت بهم المساجد فانطلق لتقديم دروسه عبر الفضائيات.

شهرة كبيرة

بدأ عمرو خالد تقديم برامج دينية على الفضائيات، يتناول فيها سيرة النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة والخلفاء الراشدين، مثل برنامج "ونلقي الأحبة"، و"باسمك نحيا"، و"صناع الحياة"، وبعد شهرته التي وصلت الآفاق عربياً وإسلامياً دشن حملة لحماية الشباب من المخدرات وهي الحملة التي لاقت رواجاً مصرياً وعربيا.

كان هدف الحملة توعية 5 آلاف مدمن عربي لبدء برنامج العلاج ضد إدمان المخدرات، وكانت ضمن برنامج "الجنة في بيوتنا"، وبلغ عدد الشباب المشارك 5 ملايين شاب، الأمر الذي دفع الحكومة المصرية برئاسة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وقتها إلى رعاية الحملة.

رغم كل هذا النجاح والشهرة، أُبعد عمرو خالد عن مصر مرتين دون إعلان رسمي من السلطات، الأولي كانت في العام 2002 فقد غادر مصر في 30 أكتوبر 2002 متجهاً إلى بيروت وظل هناك حتى مقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في فبراير 2005، حيث قرر المغادرة إلى بريطانيا ثم عاد لمصر.

وفي مايو 2009 اختفى عمرو خالد تماماً من مصر، وقيل إنه أبعد عن البلاد بقرار أمني، وتزامن ذلك مع توقف بث برامجه من مصر، وعدم عرضها على القنوات الفضائية المصرية مثل المحور والحياة.

اين اختفى عمرو خالد؟

ونقلت صحيفة "الشروق" المصرية عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن السبب الحقيقي وراء خروج الداعية من مصر، هو طلب شخصيات نافذة في الحزب الوطني الحاكم منه أن ينضم للجنة السياسات بالحزب، وأن يشارك في الهجوم على جماعة "الإخوان" في برامجه على اعتبار أن عمرو خالد عُرف عنه الدعوة إلى الإسلام المتحضر والوسطي وهو ما تقول الجماعة إنها تدعو إليه.

وقالت المصادر إن خالد رفض أن يهاجم أحداً في حلقات برامجه، مشيراً إلى أنه يحمل رسالة هادئة ويريد إيصالها للشباب للنهوض بالأمة، وإنه لا يريد الدخول في معارك مع أي طرف وأن مثل هذا الهجوم سيضر بالدعوة التي يريد توصيلها.

وقال الداعية المصري إنه لا يريد أي شيء من مصر، وكل ما يرجوه أن يعلم الجميع أنه يحمل رسالة لنهضة الأمة وشبابها ويريد أن يكمل مشواره في هذا المضمار، ولكن هناك أشخاصاً لا يريدون سماع صوت عمرو خالد في مصر، على حد تعبيره.

وأضافت الصحيفة المصرية أن عمرو خالد رحل إلى لندن في رحلة طويلة قد تمتد بين عامين و3 أعوام، وأن زياراته لمصر سوف تقتصر على زيارات قصيرة وعلى فترات متباعدة ولأيام قليلة للاطمئنان على والديه، بشرط ألا يتواجد إعلامياً أو يقوم بأي أنشطة عامة خلال تلك الزيارات القصيرة.

وتابعت أن عمرو خالد يتكتم أنباء رحيله بعد تلقيه أوامر بألا يتحدث للصحف أو وسائل الإعلام، مشيرة إلى أنه قام بتجميد مشروعاته في مصر، وحجز مكاناً لابنه في إحدى المدارس في لندن، موضحة أن خالد يحاول إعادة ترتيب أوراقه لتقديم الجزء الثاني من برنامجه "قصص القرآن"، والذي كان من المفترض أن يتم تصويره داخل مصر، خاصة أنه لن يجد نصيباً له في الإذاعة على الفضائيات المصرية بعد أن أصدرت السلطات أوامرها للقنوات الفضائية المصرية بعدم إذاعة برنامجه الجديد.

 

السياسة أم الدعوة؟

عقب ثورة يناير 2011، عاد عمرو خالد لمصر وعاد للظهور بقوة مجدداً، فقد بدأ في تأسيس حزب سياسي باسم "مصر المستقبل" عام 2012، لكنه استقال منه لأسباب سياسية، ورغبته التفرغ إلى الدعوة من جهة أخرى، حسبما أعلن بنفسه.

القنبلة الأخرى التي فجرها الداعية المصري هو ما أعلنه في حواره مع الإعلامي عمرو أديب في أنه يفكر في الترشح لرئاسة الجمهورية، ولكن ليس الفترة القادمة ولا التي تليها، لأنه يرى أنه حالياً غير مهيأ لمثل هذه الخطوة، فيما اعتذر عن قبول منصب وزير الشباب في حكومة ما بعد ثورة يناير.

بعد ثورة يونيو 2013 تغير الأمر تماماً بالنسبة لعمرو خالد، فقد طالته اتهامات كثيرة بالانتماء لجماعة "الإخوان" واعترف بانتمائه للإخوان في مقابلة فضائية مع الإعلامية لميس الحديدي، كما اعترف في مقابلة أخرى مع الإعلامي عمرو أديب بأنه تعلم من "الإخوان" وتشرب من أفكارهم خلال فترة الجامعة، وهو ما أثار تحولاً هاماً في مسيرة عمرو خالد وتغيراً دراماتيكياً في نظره المصريين إليه.

ملايين المصريين الذين احتشدوا ضد "الإخوان"، بدؤوا في الانصراف عنه واعتبروه بوقاً للجماعة، ولذلك بدأت حملات كثيرة في مصر للتشكيك في طريقته للدعوة واعتبارها وسيلة إخوانية لحشد الأنصار نحو الجماعة وكسب التعاطف معها في معركتها ضد النظام الحاكم.

الإخوان والثورة

أصبح عمرو خالد بعد ثورة يونيو واعترافه بأنه كان إخوانياً محط انتقادات كثيرة وسخرية لاذعة طالته في كل الاتجاهات، وشوهت تاريخه في الدعوة، ولذلك أصبحت صفحته الشخصية على مواقع التواصل هي الوسيلة الوحيدة الباقية للتواصل مع مريديه، بعدما انصرفت عنه الفضائيات المصرية، وتخلى عنه الملايين ممن كانوا يعتبرونه داعية مستقلاً لا ينتمي لأي تيارات سياسية، ولا يستخدم الدين والدعوة للقفز على تقلبات السياسة.

كان فيديو دعاء #الحج الأخير لعمرو خالد أبسط مثال وتعبير عما حدث من تحول في حياته، فقد انتقده الآلاف، وسخر منه كثيرون، واعتبروه خطوة في مسلسل استخدام الداعية للدين كوسيلة للترويج والدعاية لنفسه، متأسياً ومقتدياً بمنهج "الإخوان" في استخدام الدين والشعائر المقدسة في الترويج للجماعة وحشد الأنصار.

وبسبب اعترافه بالالتحاف برداء "الإخوان"، ولاستراتيجيته في استخدام السوشيال ميديا للترويج لطريقته في الدعوة، تحول عمرو خالد من نجم ديني في بدايات الألفية، لمحط انتقادات من ملايين المصريين والعرب بعد 18 عاماً، فقد طالته السياسة ولم تفلح جهوده في الدعوة في تخليصه من آثار السياسة وتداعياتها السلبية.