آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-04:32م

ملفات وتحقيقات


مع غلاء الأسعار في الملابس والأضاحي وكل شيء .. المواطنون يصرخون .. بأي حال عدت يا عيد ؟!

الإثنين - 28 أغسطس 2017 - 09:01 ص بتوقيت عدن

مع غلاء الأسعار في الملابس والأضاحي وكل شيء .. المواطنون يصرخون .. بأي حال عدت يا عيد ؟!

عدن (عدن الغد) خاص:

لا شك أن فرحة العيد لا بديل عنها، ويكون لها طعم آخر في حياتنا، فنحن ننتظره من السنة إلى السنة كي نشعر بالألفة والمحبة التي تجمعنا مع الأهل والأصدقاء داخل الوطن وخارجه, ونرى مراسيمه تزين الشوارع والبيوت، ونشاهد مظاهره في لبس الأطفال ولعبهم وحتى الشباب والرجال، وكل من في الشوارع يشعرونك بأجواء العيد وطقوسه.

لكن عندما تتدخل الأوضاع الصعبة الناتجة عن الحرب، وتردي مستوى الخدمات والأزمات المتتالية تجد أن مظاهر الفرح تبدأ بالزوال والبهتان يوما بعد يوم، وعاما بعد عام, هذا ما توصل إليه المواطن اليوم الذي ما يزال يبحث عن لقمة العيش والتي أصبحت هي أكبر طموحه بعيدا عن المظاهر في اللبس والترف الذي كان يسعى بأن يوفره لعائلته.

كيف يمكن أن يشعر بالعيد وهو يدرك تماما أن هناك أشياء لا يمكنه أن يتحصل عليها، فالغلاء الفاحش في أسعار ملابس العيد جعلت الأمهات والأباء يشاهدون الملابس من خلف زجاج المحلات التجارية ليخاطبوها بلسان الصمت الذي يقتلهم من الداخل.

وكيف يمكن أن يلمس حلاوة العيد والأضاحي سعرها خيالي لا تتناسب مع حجمها وشكلها ودخل المواطن إن كان له دخل، فأصبحت معظم الأسر لا تتمكن من شراء كبش العيد أو الأضحية تكتفي بقدر من الطعام البسيط أو اللحم الذي يتصدق عليهم به أحد جيران الحي.

لم نكن نتخيل في يوم أن نصل إلى هذا الوضع المأساوي الذي جعل المواطن يبحث عن الرخص في بسطات بعض العمال على أرصفة الشوارع بدل من دخول المحلات، لم ندرك أنه سيأتي زمان لا يتمكن رب الأسرة من شراء كل متطلبات أولاده؟؟!

كيف سيستطيع وراتبه في علم الغيب، وحتى وإن تحصل عليه لا يمكنه أن تلك الأسعار الجنونية في كل شيء ليصرخ المواطنون بصوت يملئه الحزن... بأي حال عدت يا عيد ؟!

تم أخد آراء بعض المواطنين الذين أوضحوا وضعهم الصعب وأعددنا هذا التقرير التالي:

 

تقرير / دنيا حسين فرحان

 

يقول الإعلامي رامي محمد الردفاني:

لاشك بأن المواطن في اليمن والفقراء بالأخص يشكون كثيرا من ارتفاع الأسعار الجنونية والملتهبة، وذلك لعدم متابعة الدولة بضبط الأسعار وترك الحبل على الغارب، والضحية المواطن المسكين، فالدولة في اليمن شماله وجنوبه غائبة عن المشهد، وعن حياة الناس، دولة ترعى مصالحها فقط، ولا تنظر للمواطن بعين الرحمة.

 وهذا الفساد يشاركه جشع التجار وكلهم منظومة للعبث، والفقراء لهم الله وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن لا يخاف الله في الشعب.

 في وقتنا الحاضر حدث ولا حرج خصوصا ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك – أعاده الله علينا وعليكم بالخير والُيمن والبركات - فأي عيد سيعود علينا وحال الناس تئن وتتوجع لا أمن ولا استقرار ولا عيد سينعم به المواطن، فالدولة لم تحرك ساكنا أمام جشع التجار، فالأسعار قصمت ظهر المواطن، فتجدهم  يذبحون المواطن من الوريد إلى الوريد دون رأفة أو رحمة.

فلنتذكر قليلا ولنعود بذاكرتنا إلى الماضي القريب ونوجز الوضع الاقتصادي بين الماضي والحاضر في سطور لنأخذ العبّرة فقط في وضيعة وحياة المواطن بين الماضي والحاضر, فمثلا في الجنوب نستطرق عن بعض الدول ما كانت سياستها اشتراكية كانت لها اليد الممتدة والتحكم في السوق وتقلباته فكانت تضبط الأسعار لتتواكب مع شريحة الفقراء ومساواتهم بالأغنياء فضبطت الأسعار، وأصبح المواطن يأخذ حاجته من السوق وأهلا يا عيد، هنا كانت رحمة موجودة وكان المواطن يعيش فرحته في جميع الأعياد، ومنها عيد الأضحى الذي سيكون ضيفا علينا وانظر لحالنا اليوم وحالنا بالأمس القريب خصوصا في الجنوب الوضع يختلف كليا ففي الماضي في عيد الأضحى المبارك تجد البسمة والفرحة تعم الأسرة جميعا.

وأما الدول التي تبنت المبدأ الرأسمالي والذي يقوم بسياسته على مبدأ ترك السوق يتحكم في أوضاعه ولم يضبط أسعاره فنتج عن ذلك سلبيات جمة وكثيرة القت بظلالها على الفقراء المحتاجين والمواطن الغلبان فأصبح تجارهم من يتحكمون في السلع التجارية والمواد الغذائية والسوق والدولة هي المتفرج على ذبح المواطن دون أن تحرك ساكنا والفقراء لاحول لهم ولا قوة.

 وسيأتي العيد وحالتهم وقلوبهم شتى لا أضحية ولا كسوة العيد ولا فرحة سيتهنون بها مثلهم مثل أولاد الوزراء والرؤساء والمحافظين، فما نقول إلا لك الله يا شعب اليمن شماله وجنوبه وعيدكم مبارك.

 

تضيف تهاني محمد ربة منزل :

لا أعرف من أين أبدأ كلامي ولا كيف أرتب العبارات حتى أوصف الوضع الصعب الذي نعيش به اليوم، فالحرب أخذت مني ومن أولادي العائل الوحيد لنا (زوجي) ولم أكن أعرف أنني سأصل لهذه المرحلة من التشتت والتجاهل من قبل الجهات المختصة والحكومة سمعنا كثيرا بتعويضات أسر الشهداء والمبالغ التي تصرف لهم ولكن لم نر شيئا منها وحتى من وصلت اليهم كان مبالغ بسيطة جدا لا تكفي في شيء, عندما اقترب موعد العيد شعرت بالأسف كيف سأتمكن من توفير كسوة العيد وأضحيته، ونحن نفكر فقط بكيفية توفير ما نأكله، إنه لمشهد مؤلم أن ترى أولادك يريدون أن يلبسوا ملابسا جديدة كغيرهم من أطفال الحي وأن يذهبوا للمطاعم والمنتزهات في العيد للاستمتاع لكن العين بصيرة واليد قصيرة, نشتكي إلى الله لأنه وحده من سينصفنا.

 

الجهات التي تقدم المبالغ للأسر البسيطة :

معظم مديريات عدن تشهد بعض الجهات التي تقوم بتوزيع مبالغ على المواطنين جاءت تزامنا مع اقتراب العيد اعتقد المواطنون أنه الفرج الذي انتظروه طويلا لم يكونوا يدركوا أن تلك الطوابير الطويلة التي تصل إلى الشارع ولا الازدحام الكبير والفوضى والتشابك بالألسن والأيادي سيكون نتيجتها إضافة إلى تماطل القائمين عليها وتأجيل بعض المبالغ من يوم لآخر وحرمان البعض منها أو خصم مبلغ من المخصص لهم حقا أنها مأساة عندما تجد أناس يستغلون مواطنين بسطاء لسلب أموال خصصت لهم بسبب حاجتهم لها وأنك لا تدرك أنك تصبح لص يسرق فرحة هذا المواطن الذي وصل إليك بشق الأنفس لا يريد منك سوى حقه يجب على هذه الجهات أن تتقي الله في أموال هؤلاء الناس وأن تراعي الذمة والضمير ولا تصبح مشتركة في نفس الجريمة.

 

انعكاس الحرب على الوضع الاقتصادي:

القت الحرب بظلالها على الوضع الاقتصادي الذي انعكس بدوره  على المواطن من المواطن المسن وحتى الطفل الرضيع وكل هذا بسبب الفساد.. واصبح الشغل الشاغل للحكومة يقتصر على التعيينات والعزل دون ان تلتفت لمعاناة الشعب.

فعندما نتحدث مع الاطفال وتقوله العيد اقترب يرد الأطفال ويقولون لا نريده كيف سيريد الطفل العيد ووالده بدون راتب وهم بدون أضحية وبدون ملابس وبدون ألعاب عن أي عيد تتحدثون؟؟

فإلى متى سيتمر هذا الوضع والى متى سيظل المواطن يتلقى الضربات من كل حدب وصوب لا يعرف لا يستطيع أن يدافع عن نفسه ولا حتى من أن يجد من يمد له يد العون لإنقاذه يجب على الحكومة وكل من يعتلي كرسي القيادة ومسؤول عن هذا الشعب أن يلتفت له ويعرف أنه راع وانه مسؤول عن رعيته، ويجب عليه تخفيف هذه المعاناة بأي شكل من الأشكال وإلا سينفجر الوضع وسينقلب السحر على الساحر .. فإذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن سيتجيب القدر.