آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-08:44ص

أدب وثقافة


عائد من الجبهة

الثلاثاء - 22 أغسطس 2017 - 05:14 م بتوقيت عدن

عائد من الجبهة

كتب/ عصام عبدالله مسعد مريسي

كعادتها قبل أن ينتصف النهار تبدأ بالتجهيز للغذاء وخالتها مستلقية على سريرها الخشبي في الغرفة الداخلية للمنزل ( الدارة) واذا بطارق يطرق باب المنزل تتجه نحو الباب وقبل أن تفتح الباب تسأل :

من الطارق ؟

يجيبها الزوج العائد بصوت يتدفق شوقاً وحنيناً قائلاً:

أنا مجاهد        00افتحي الباب 00 افتحي

ما إن سمعت رنات صوته يتدفق في أدنيها شلال حب وشوق وقبل أن تذهب في أحلام اليقظة تفتح الباب فتقف العينان تداعب العينيين قبل ان تمتدا اليدان تتصافح وتتلاقى الاجساد التي طال بها الشوق والحنين عناقاً فتشير الزوجة بنظرات عينيها أن يخفف من شدة العناق لان بطنها تحمل الغد الجميل فترتسم علامات الفرح على تقاسيم الزوج وهو يتسأل متى تحقق الحلم الجميل قائلاً:

متى ظهرت علامات الحمل؟

تجيب الزوجة منتشية بحملها الخبر الجميل والنبأ السار قائلةُ:

بعد خروجك للجبهة شعرت بآلام توجهت للفحص فتبين الحمل

ويقطع اللقاء الجميل هدير صوت الام المستلقية على سريرها في الغرفة الداخلية قائلة:من القادم .

وقبل أن تكمل الام سؤالها توجه العائد ليقف بين دراعي امه مقبلاً راسها وجبينها فترفع الأم هامتها للسماء تحمد المولى على عودة ولدها قائلةً:

حمداً لله على عودتك ياولدي00 ولكن ما سبب تأخرك فقد عاد كثير من رفاقك الذين ذهبوا معك

يجيب  العائد أمه بحماس أنه لن يرجع ويستقر إلا والبلاد كلها محررة قائلاً:

أقسمت يا أمي ان لا ابقى إلا والبلاد محررة ، فكنت كلما تحررت جبهة انتقلت الى جبهة أخرى ، وبعد أسبوع سوف أعود للجبهة ، وما نزلت هذه الاجازة إلا نزولاً عند رغبة القائد الذي اصر على نزولي الاجازة0

وبفطنة وذوق تنسحب الام لتترك الفرصة للزوجين التمتع بالإجازة قائلةً :

اعذرني يا ولدي  فقد تناولت حبة الضغط والسكر وحبة مهدئة وسوف أنام

استلقت الام على فراشها متصنعة النوم ، وتشابكت أنامل الزوجين وصعدا نحو غرفة نومهما