آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-11:03ص

اليمن في الصحافة


الضغوط الإيرانية تختبر جدية صالح في فض الشراكة مع الحوثيين

الثلاثاء - 22 أغسطس 2017 - 11:36 ص بتوقيت عدن

الضغوط الإيرانية تختبر جدية صالح في فض الشراكة مع الحوثيين
حذر وترقب يخيمان على صنعاء

(عدن الغد) العرب

 قالت مصادر سياسية في العاصمة اليمنية صنعاء إنّ إيران غير بعيدة عن الخلاف الشديد الذي تفجّر بقوّة وخرج إلى العلن بين الحوثيين وحزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

 

وأكّدت ذات المصادر أن أوامر وصلت من طهران لقيادة “أنصارالله” بوجوب تحجيم دور صالح وأنصاره في ظلّ تنامي تيار قريب من قيادة المؤتمر الشعبي العام أصبح يدفع باتجاه إيجاد مخرج سلمي للصراع الدامي، استنادا إلى خطورة الوضع الذي آل إليه البلد وإيمانا باستحالة انتصار أي طرف على الآخر ما يعني تواصل الحرب إلى ما لا نهاية، وهو ما تدفع طهران باتجاهه لمشاغلة خصومها في المنطقة وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، وفق المصادر نفسها.

 

وتجزم ذات المصادر، التي تقول إنّها على اطلاع على كواليس السياسة في صنعاء، أنّ زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي من المستحيل أن يبادر بخطاب ناري يعلن فيه ما يشبه الطلاق مع شركائه في الانقلاب، دون علم إيران وقبل الحصول على ضوء أخضر منها، كون خطوة من حجم فضّ الشراكة مع حزب علي عبدالله صالح مسألة استراتيجية مؤثرة على مسار الصراع في اليمن الذي يخطّط له ويدار عمليا من طهران.

 

ويذهب بعض المحلّلين إلى أنّ الخلاف بين طرفي الانقلاب في اليمن لا يخلو من فرصة لزعيم المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح للقفز من مركب الحوثيين وفض التحالف غير المنطقي معهم .

 

وقال عضو سابق في حزب المؤتمر (انفصل عنه إثر الغزو الحوثي لصنعاء بمساعدة القوات الموالية لعبدالله صالح) إن جديّة الرئيس السابق في فض الشراكة مع الحوثيين موضع اختبار، وإنّه يستحق أن يُمنح فرصة التراجع عن مسار الحق ضررا بالغا باليمن والمشاركة في إخراج البلد من الوضع الخطير الذي ساهم في صنعه بتحالفه مع أنصارالله.

 

وتعرف دول الإقليم ذات الصلة بالملف اليمني بدقّة الدور الإيراني السلبي في اليمن، ومساعي طهران لتأبيد الصراع فيه خدمة لأغراضها.

 

 

أنور قرقاش: خطاب صالح قد يكون فرصة لكسر الجمود السياسي الذي كرسه تعنت الحوثي

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إنه بإمكان إرادة اليمنيين أن تحقق الاتفاق السياسي، وأن تبنى دولة المستقبل.

 

واعتبر أن هذا الاتفاق لا يجب أن يستثني أحدا إلاّ أنه لا يمكن أن يؤسس على الانقلاب.

 

وشدد في تغريدات نشرها الإثنين على حسابه في تويتر، على أن الحل السياسي للصراع في اليمن يبقى الأساس، قائلا “يبقى المسار السياسي أساس الحل في الأزمة اليمنية عبر اتفاق يجمع اليمنيين ويمنع التدخل الإيراني ويعالج مسائل الإرهاب ومستقبل الجنوب وطبيعة الحكم”.

 

وأضاف قرقاش “خطاب صالح الأخير ظاهره خلاف مع الشريك الحوثي حول السلطة في مناطق الانقلاب، ويبقى أنه قد يمثل فرصة لكسر الجمود السياسي الذي كرّسه تعنت الحوثي”.

 

وكان حراك لأنصار الرئيس اليمني السابق قد تحوّل إلى هجوم مباشر على الدور الإيراني في اليمن من خلال شعارات رفعها متظاهرون أمام مقر وزارة الخارجية بالعاصمة صنعاء رافضة للتدخلات الإيرانية في اليمن.

 

وندد هؤلاء بما اعتبروه استغلال إيران للأزمة اليمنية، وبدعم طهران للحوثيين بالمال والسلاح لتفتيت النسيج الاجتماعي اليمني وتغذية النزعة العنصرية والطائفية في البلد.

 

وتؤكّد تصريحات كبار القادة في حزب علي عبدالله صالح أن الموقف من مسار السلام والمبادرات التي تأتي في إطاره -إلى جانب الصراع الحادّ على السلطة- سبب في الخلاف بين المؤتمر وأنصارالله الذين يعتبرون أي بوادر استجابة لتلك المبادرات أو حتى مناقشتها “خيانة” و”طعنة في الظهر”، وفق ما ورد في خطاب عبدالملك الحوثي الناري الموّجه للمؤتمريين.

 

وقال أمين عام حزب المؤتمر عارف الزوكا إن كل مبادرات السلام التي تمّ تقديمها كانت باتفاق مسبق مع الحوثيين منذ جنيف الأولى والثانية إلى الكويت. ووصف كلام زعيم الحوثيين بغير الصحيح، مؤكّدا “نحن مع السلام ونريد السلام”.

 

وفي مؤشر على تصاعد الخلافات بين الحوثيين وحزب صالح، اتهم الزوكا أنصاراللّه بنهب 4 مليارات دولار من خزينة الدولة، إلى جانب استمرار سيطرة اللجنة الثورية التابعة لهم على الميدان وعلى كل صغيرة وكبيرة، ومنعها الوزراء المحسوبين على حزب المؤتمر من دخول الوزارات. وقال إنّ الحوثيين يعتقلون المدنيين خارج القانون وسيطروا على الإعلام الحكومي وعدّلوا المناهج الدراسية، معتبرا ذلك “قضية وطنية ومشكلة كبرى ستثير الفتنة”.

 

وفي المقابل رد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، فجر الإثنين، في منشور على فيسبوك، واصفا خطاب علي عبدالله صالح الذي أبدى فيه استعداد حزبه لفك التحالف مع أنصارالله بأنّه نتاج توجيهات مباشرة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية و”ضمن توزيع الأدوار”.

 

وأضاف عبدالسلام أن “حزب المؤتمر قضى على مفهوم الدولة وحوّلها إلى ممتلكات حزبية”، مهددا بـ”فتح ملفات فساد صالح وقيادات حزبه”.