مما يفخر به مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر اتجاهه نحو البحث العلمي الرصين والتأليفات الجادة منذ أن بدأت إصداراته الأولى مع ابتداء تأسيسه في العام الماضي 2016م وما زال متابعاً لخطه هذا بحيوية لا يكاد يكف معها عن تقديم إصدار وراء إصدار في تتابع يُعنى بالناحية المنهجية والعمقية (الرأسية) للبحث.
وفي إطار هذه الرؤية صدر عن المركز حديثاً أربعة كتب جديدة في مجالها تعرّضت للتنقيح والفحص العلمي من قبل اللجنة العلمية المختصّة في المركز قبل الموافقة على طباعتها، هي : كتاب ( تطور المؤسسة العسكرية في حضرموت 1936 – 1945م ) للدكتور صادق عمر مكنون . وكتاب ( سياحة مع الأمثال الحضرمية ) للأستاذ محمد عوض محروس ، وكتاب ( مساجد الشحر من القرن الأول حتى القرن الثاني عشر الهجري – القرن السابع حتى القرن الثامن عشر الميلادي – دراسة أثرية معمارية ) تأليف الأستاذ محمد حسين محمد بن الشيخ أبو بكر ، وكتاب ( مقالات وحوارات واستطلاعات الأستاذ أحمد عوض باوزير في صحيفة الطليعة الحضرمية 1959 – 1967م ) تقديم أ. د. عبدالله سعيد الجعيدي ، فضلاً عن إعادة المركز لطباعة كتاب ( معالم تاريخ الجزيرة العربية ) للأستاذ سعيد عوض باوزير الذي صدرت طبعته الثانية قبل خمسين عاماً تقريباً وما زال مطلوباً مقروءاً من قبل الباحثين والقراء.
إن هذه الكتب تشكّل في مجملها تنوعاً في الثراء الثقافي الذي يهتم به المركز من دراسة المكان، إلى دراسات الوعي الجمعي الحضرمي، إلى دراسة المؤسسات، إلى دراسة الأثر الصحفي الذي كان فاعلاً ورائداً في خمسينات وستينات القرن الماضي، إلى إعادة ابتعاث الكتب التاريخية ذات الأثر العلمي المشهود له.
وتأتي هذه الإصدارات في إطار ترافد ما زال يتوالى ويأتي تباعاً ليس من كتب مؤلفة فحسب وإنما من كتب مترجمة تُعنى بالنواحي التاريخية والأثرية والانثروبولوجية لحضرموت فذلك هو ديدن مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر منذ أن بدأ ماضياً نحو اشتداد عوده وتوسيع إمكاناته ليحظى باهتمام القراء والاختصاصيين الذين يعدّون سنده الأساسي في مواصلة رسالته وتجذيرها .
إن هذه الكتب تفي بحاجة باحثيها عامة وحاجة المركز خاصة في بث ثقافة مرجعية شاملة ورصينة تبحث عن دقائق الأشياء في التاريخ ومختلف تصانيف الثقافة وصولاً إلى المعرفة الدقيقة بل الأكثر دقة لبناء وعي علمي وتاريخي أكثر حصافة وتدقيقاً وتتبعاً لمقولات التاريخ بما ينبني معه الحاضر والقادم بصورة دقيقة أيضاً تستبصر ما خفي من الخيوط وما غمض منها بغية رؤيتها بعين واسعة مدققة .
