آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-08:20ص

ملفات وتحقيقات


انعدام النظافة وطفح مياه الصرف الصحي وتراكم النفايات .. أسباب هيأت الكوليرا لغزو عدن

الإثنين - 14 أغسطس 2017 - 02:55 م بتوقيت عدن

انعدام النظافة وطفح مياه الصرف الصحي وتراكم النفايات .. أسباب هيأت الكوليرا لغزو عدن

عدن (عدن الغد) خاص:

 من المفروض أن يكون الاهتمام بصحة المواطن ، وسلامة الغذاء الذي يتناوله من أولويات عمل الجهات المعنية وخصوصا مكتب البلدية بالعاصمة عدن المتمثلة بقسم الصحة وحماية المستهلك ، وذلك من خلال الرقابة الصحية على كل المواد الغذائية وأماكن تداولها وصحة المطاعم وهل مطاعم العاصمة عدن نظيفة ، كونها ذات صلة مباشرة بصحته وسلامته المواطن ، ولاسيما أن الأمراض المنقولة عن طريق الطعام  هي أكثر الأمراض المعدية شيوعاً وهي (الكواليرا ) وضنك والتفويئد وغيرها..

 

تقرير \ وليد الحميدي

 

بالطبع لا ننكر أن توجد جهود مبذولة في هذا المجال ، ولكن بالتأكيد لمّا تزل قاصرة إلى حد ما ، حيث نرى ظاهرة منتشرة بكثرة وهي وجود الباعة الذين يباعون الأطعمة المكشوفة من فلافل الطعمية وكبدة الدجاج التي (تغلى بزيت يتكرر مئة مرة)  وسندويشات لخم وبطاط الحُمر  وغيرها  ، حتى المطاعم المرخصة قسم كبير منها نراه يضرب بعرض الحائط كل التعليمات والقوانين الصحة وخصوصا في مديريات الشيخ والمنصورة .

 

محببة ومرغوبة لدى  الكثيرين:

علماً أنه وللأسف ، هذه الأطعمة مرغوبة لدى فئات كثيرة من المواطنين ومحببة خاصة عند الأطفال ونساء وهذا ما أكده العديد منهم  لقارئ صحيفة "عدن الغد" حيث  قالوا :

لا يمكننا الابتعاد عن هذه الأطعمة من شاورما وسندويش وحتى  العتر والبطاط الحمر السمبوسة  وغيرها أولاً لأنها محببة ولذيذة لدينا، وثانياً أحياناً ضيق الوقت يجعلنا نعتمد على هذا النوع من الأطعمة ..

 

لا أستطيع الوقوف في وجه أولادي:

وأيضاً السيدة أروى محمد قالت : لا أستطيع الوقوف في وجه أولادي عندما يرغبون بتناول هذه الأطعمة ، وكثيراً يلجؤون إليها ويفضلونها على الأكل الموجود في المنزل وما نتمناه فعلاً هو رقابة حقيقية على هذه الأطعمة حتى لا نبقى في حالة قلق مما يأكلون ويشترون وخصوصا أنتشار الكوليرا والاسهال العام ..

 

أهل الاختصاص

ماهي وجهة نظر أهل الاختصاص بتناول هذه الأطعمة وما هي أضرارها في حال عدم نظافتها وكيف تتحول إلى أطعمة فاسدة؟ ..

 

الدكتور\ أحمد غانم اختصاصي طب أطفال قال :ظاهرة تناول الأطعمة المكشوفة وحتى الجاهزة واحدة من أبرز الممارسات الحياتية أو الظواهر المجتمعية المؤثرة سلبياً على صحة الإنسان  وحياتهم ، كونها تلعب دوراً كبيراً في حدوث بعض المشكلات وكذلك انتشار الأمراض المعدية / كالديدان و الاسهالات  (الكوليرا) ، والتسممات الغذائي لأن الأطعمة المكشوفة تكون أكثر عرضة للتلوث والكوليرا هي عدوى بكتيرية، تُسبِّب الإسهال. وتوجد بكتيريا أو جراثيم الكوليرا عادةً في المياه المُلوَّثة أو الأغذية المُلوَّثة بفعل البراز أو الغائط. الكوليرا حالةٌ نادرة في البلدان المتقدِّمة. لكن من الممكن أن يلتقطها الإنسان في بعض أجزاء العالم، حيث لا تكون معالجة المياه كافية، وحيث تسود شروطٌ صحيةٌ سيِّئة، أو حيث تنعدم معالجة مياه الصرف الصحي. كما يمكن أيضاً أن تحدث جائحات الكوليرا بعد الكوارث الطبيعية. لكنَّ انتقال المرض عن طريق العدوى من شخصٍ لآخر أمرٌ مستبعد. تكون العدوى خفيفةً أو من غير أعراض عادةً. لكنَّها يمكن أن تكون شديدةً في بعض الحالات. وتشتمل الأعراض الحادة على إسهالٍ مائي غزير، وتقيُّؤ، وتقلُّصات في الساقين. وفي بعض الحالات الشديدة جداً، يمكن أن تؤدي سرعة فقدان سوائل الجسم إلى الإصابة بالتجفاف والصدمة. ومن غير معالجة، فإنَّ المريضَ يمكن أن يموت في غضون ساعاتٍ فقط.

يقوم الأطباءُ بتشخيص إصابة لكوليرا من خلال أخذ عَيّنة من البراز أو مَسحة شرجية. وتشتمل المعالجةُ على تعويض السوائل والأملاح، إضافةً إلى استخدام المضادات الحيوية أحياناً. إن على كل من يشتبه في أنَّه قد أصيب بالكوليرا أن يطلب رعايةً طبيةً فورية، لأنَّ الجفاف يمكن أن يكون سريعاً، ممَّا يجعل سرعة تعويض السوائل أمراً أساسياً.

بشكل عام الأطعمة المكشوفة غير محفوظة بشكل جيد وتتعرض لدرجات حرارة عالية تساعد على نمو البكتريا وسرعة تعفنها ..

كذلك الأطعمة المكشوفة لا تخضع لمعايير النظافة الكاملة ..من حيث تعرضها للذباب والأتربة وأيضاً ما يحمله الباعة أنفسهم من جراثيم من خلال أيديهم الملوثة وما نجده تحت أظافرهم وكذا دخولهم الخلاء دون غسل أيدهم  وهذا كاف لأن يتسبب بالتهاب الكبد الفيروسي المنتشر بكثرة هذه الأيام وكوليرا وغيرها من الامراض.

 

الشاورما سيئا للغاية:

 أما طالبة الطب حنان السعدي قالت بهدوء شديد: توجد أطعمة لاتعد بشكل صحيح كالشاورما مثلاً والتي تسبب بالديدان دفترية ، اللحوم تتلوث أثناء عملية الذبح والتقطيع جراثيم سالمونيلا هذا عدا عن أن بعضهم يلجأ إلى وضع اللحوم وسط غرف درجات الحرارتها فيها مرتفعة ضمن بوالد بلاستيكية ما يسبب تلوثها ومنهم من يلجأ إلى شراء كميات من الدجاج غير مراقبة صحياً أو يشتري الدجاج المجمد والتي تساهم إذابتها في شروط  غير صحية إلى التلوث ، وأحياناً منهم من يضعها بالماء الساخن ثم يعود إلى تجميد ما لا يتم استهلاكه ما يؤدي إلى فسادها .

وتضيف بحماس رهيب قائلة: ظاهرة بيع الأسماك الجوالة وتحت أشعة الشمس ..وكثيراً ما تكون مجمدة ، يذوب ثلجها تحت أشعة الشمس ،ويتضح أن الباعة الجوالون الذين يقومون بصنع سندويش الفلافل أو البطاطا في عرباتهم تحت أشعة الشمس والغبار ودخان السيارات وبجانب قمامة أو مجاري صرف صحي كيف لهم أن يحققوا شروط النظافة ..أيضاً تحضير المايونيز المصنع غالي ، فيلجأ العديد  بتحضيره بطرق بدائية..

 

ماذا فعلت الجهات المعنية ؟

أمام هذه الظواهر والمخاطر ، ماذا فعلت الجهات المعنية وما هي الجهود المبذولة والإجراءات للحد من غش الأطعمة المكشوفة والجاهزة .

لدى سؤالنا وجدنا أنه أكثر من جهة مختصة بمراقبة هذه الظواهر ..

 

دورنا إشرافي

بدأنا من المنطقة الصحية التي تؤدي دوراً إشرافياً على المطاعم والمحال ..حيث أكدوا لنا بأن مراقبين صحيين يجولون على المطاعم ومحال بيع المواد الغذائية ، للكشف على صلاحية المواد وتاريخ الانتهاء ، وإجراء تحاليل للعاملين للتأكد من خلوهم من الأمراض ..وهذه المهمة تنتهي بالإشراف وإعطاء الإرشادات والتعليمات ضمن مجال التثقيف الصحي أي المهمة إشرافية  وليست تنفيذية ..

علماً أنه يتم تحليل عينات من الأطعمة وهذا غالباً في حال وجود شكاوى وعندها يأتي فريق مختص من حماة للتقصي ....

 

أما نحن فنقول:

حسب إحصائيات توجد إصابات بالملايين في كل عام بتسموم الغدائي نتيجة تناول الأطعمة المكشوفة والجاهزة ، وهنا لابد للجهات المعنية من تشديد الرقابة على هذه المحال والمطاعم وتكثيف الجهود والتنظيم  و التنسيق بين الجهات المسؤولة حتى نرى نتائج إيجابية فعلية على أرض الواقع .  

مياه الصرف الصحي تحوي اكثر من  15 مرضا خطيرا مميتا نتيجة لاحتوائها على أنواع كثيرة من الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والطفيليات والفيروسات وكذلك للمعادن الثقيلة والمواد السامة المستخدمة في الغسيل والنظافة.

 مما يهدد بكارثة صحية وبيئية لا علاج لها. وتزداد خطورتها إذا كانت هناك نسبة عالية من المرضى في المجتمع الذي خرجت منه مياه الصرف الصحي كالمستشفيات مثلاً..

والميكروبات في مياه الصرف الصحي كثيرة كما اسلفنا ومنها أنواع من البكتريا المرضية وتتواجد بتركيزات عالية ومنها الهوائية واللاهوائية، وعلى سبيل المثال بكتيريا السالمونيلا المسببة لمرض التيفود والباراتيفويد والنزلات الحصوية الحادة وبمعدل قد يصل إلي 8 آلاف خلية في كل مائة ملليتر مياه المجاري، حيث ثبت أن نحو واحد في الألف من السكان يخرجون السالمونيلا مع فضلاتهم، وهناك أيضا "الشيجلا" المسببة للدوسنتاريا والدوسنتاريا الباسيلية والإسهال ويسهل انتشارها بسرعة بين المعرضين لمياه الصرف الصحي وهي بكتيريا طويلة العمر .