آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-07:25م

ملفات وتحقيقات


تقرير : بعد زيادة حالات الغرق.. خفر السواحل بعدن: نعاني من التهميش والاهمال وغياب وعي المواطنين يضاعف حجم المشكلة

الأربعاء - 09 أغسطس 2017 - 11:14 ص بتوقيت عدن

تقرير : بعد زيادة حالات الغرق..  خفر السواحل بعدن: نعاني من التهميش والاهمال وغياب وعي المواطنين يضاعف حجم المشكلة
جزء من مبنى مصلحة خفر السواحل بعد وماتزال اثار الدمار فيه

عدن (عدن الغد)خاص:

ما أن تحل العطلة نجد معظم العائلات وتحديدا الشباب يتهافتون على الشواطئ للاستمتاع بمنظر البحر او للسباحة فيه والخروج من اجواء الضغوطات في المنزل والعمل وقضاء وقت ممتع بعيدا عن كل شيء.

لكن عندما تفسد هذه الاجواء بارتفاع حالات الغرق لدى العديد من الاشخاص سواء بعلم اهاليهم ام لا هنا يتوجب منا الوقوف ومعرفة اسباب التي اودت بحياة الكثير خلال هذه الفترة.

فالجميع يعرف أننا في موسم رياح وارتفاع في منسوب الامواج ورغم ادراك البعض لذلك الا انهم لا يكترثون لهذا الكلام بل يصيرون على الذهاب للبحر والسباحة لساعات طويلة نتيجة الاستهتار وغياب دور خفر السواحل الفعال الذي عهدناه وعدم وجود حملات توعية بشكل مباشر أو عبر وسائل الاعلام للمواطنين القريبون من سواحل او بمختلف المديريات.

ما يؤسف فعلا هو التهميش الكبير الحاصل لمبنى خفر السواحل وعدم التفات السلطات له بأي شكل من الأشكال فهو أحد ضحايا الحرب الأخيرة على عدن وتعرض للسرقة والنهب والدمار وأزمة رواتب للموظفين فيه ناهيك عن إبطال دورة في فترات الرياح لتوعية المواطنين والتجول في السواحل بين حين وآخر ليجد نفسه ضحية للامبالاة والتجاهل الذي يعتقد بعض العاملون فيه أنه متعمد كانت لي زيارة لمبنى خفر السواحل بمديرية التواهي والتحدث مع مدير التوجيه المعنوي(عبدالرحمن محمد عبده) ومدير مكتب المدير (أحمد عمر الشهري) ومدير البحث الجنائي (ناصر محمد سالم ) والمسؤول العسكري (عادل شينه) , والتماس معاناتهم ومناشداتهم التي يجب أن تصل لكل من يعنيه الأمر وايجاد حل سريع لإنقاذ ما تبقى من أشخاص قبل أن يصبحوا ضحية الأمواج وعدم توفر الأدوات اللازمة لمساعدتهم في حال الغرق وأعددت التقرير التالي...

 

تقرير : دنيا حسين فرحان

 

دور خفر السواحل لا يمكن تجاهله :

كلنا يعلم حجم الدمار الذي حل بمدينة عدن ونصيب كل قطاع من القطاعات منه ولا أحد ينكر قيام بعض المرافق في فترة الحرب بدورها الطبيعي متحدية أصوات الرصاص والأسلحة ورائحة الموت التي كانت تسكن في كل زاوية.

خفر السواحل كان أحد هذه المرافق الذي ظل يعمل فترة الحرب دون أي توقف فالدور الكبير الذي كان يقوم به من نقل للزوارق التي تحمل المواطنين وشباب عدن اللذين قاتلوا بك بسالة من مديرية الى أخرى اضافة لنقل الأسلحة وادخال وإخراج المواد الغذائية الى الميناء القريب من المبنى وتوزيعه على سكان المناطق القريبة هناك ولم يكترثوا أبدا لتواجد القناصة على الجبال أو حرب الشوارع التي كانت تقتل الكثير يوميا بل ضحوا بشهيد كان يقوم بواجبه ولم يجدوا أي وسيلة للتعبير عن الشكر له سوى تعليق صورته على جدار المبنى كل هذا لا يمكن أن يتجاهله أي فرد أو جهة داخل محافظة عدن وحتى دوره قبل الحرب على الشواطئ وحملات التوعية التي كان يقوم بها بعض رجال خفر السواحل لا يمكن لأحد أن يغفل عنه ليجد نفسه اليوم غائب بشكل كبير أن لم يكن تماما فلماذا يجازى مرفق مهم كخفر السواحل بهذا التجاهل والاهمال من قبل السلطات المعنية؟؟

 

الافتقار لسيارة اسعاف ومعدات الانقاذ :

من المؤسف فعلا أن يفاجأ الموظفون في خفر السواحل بعد الحرب بكمية النهب والسرقة التي حدثت لمعدات وأدوات كانت العمود الفقري في تفعيل دوره فبدلات الغوص وسيارة النقل ومعدات الاسعافات الأولية وحتى زوارق التفقد والانقاذ لم تعد موجودة فعاودوا دوامهم دون كلل بل يقوم البعض منهم باستخدام سيارته الشخصية لنقل الغرقى من الشاطئ الى المستشفى أو تأجير سيارة ولا يمكن لأي غواص أن ينزل لانتشال الجثة أو حتى مساعدة أي شخص على وشك الغرق بسبب عدم توفر الزي الخاص بذلك , وقد يعد ذلك أحد أسباب زيادة حالات الغرق دون أن يكون هناك حل فوري لتدارك الموقف إلا اذا فكر أحد بالمجازفة والدخول لإنقاذ شخص وإخراجه أو موتهما معا كما حدث قبل أيام من موقف بطولي لرجل مقاومة حاول أن يساعد شاب وإخراجه لكنه توفى .

وحتى وأن تم اخراج الغريق لا توجد أي وسائل اسعافيه لإنقاذ حياته أنبوبة الأكسجين أو سيارة الاسعاف لنقله لأقرب مستشفى هناك أمور كثيرة بحاجة لوقفه ولو بسيطة فمن الملاحظ أن أقسام الشرطة لاقت نصيب الأسد من السيارات والدراجات النارية القادمة من دولة الأمارات عن طريق الهلال الأحمر الذي سلم العديد من المعدات لمختلف المرافق لكنه لم يسلم أي شيء لخفر السواحل برغم أنه يعد من أهم المرافق اذا فكرنا في الأمر فأرواح الناس التي تزهق كل يوم في هذه الفترة تحديدا في البحار تتطلب لفته ولو بسيطة لهذا المرفق ومساعدته حتى يتمكن هو الآخر من مساعدة المواطنين في نفس اللحظة.

 

 

غياب الإعلانات الإرشادية والحملات التوعوية :

تعد الحملات التوعوية من أهم أعمال خفر السواحل لإعلام المواطنين بمدى خطورة السباحة في مواسم محددة تبدأ من شهر 6 الى 9 بسبب الرياح وارتفاع منسوب المياه وقد قامت إدارة خفر السواحل بالتنسيق مع العلاقات العامة بعمل دوريات وحملات توعية على الشواطئ لمختلف الأسر وتوزيع ملصقات حتى يتم توعيتهم لكن كل هذا كان قبل الحرب بفترة طويلة.

ومع عودة الحياة لعدن بعد الحرب اختفى تماما دور خفر السواح في حملات التوعية ولم نلاحظ أي إعلانات تحذيرية على شريط قناة اخبارية محلية وحتى أن ظهرت كذب كل الموظفين أن تكون الأرقام الظاهرة تابعة لهم , وافتقد خفر السواحل لأبسط حقوقه وهي تمكنه من تعلق لافتات على أعمدة الشوارع للفت انتباه المواطنين أو حتى ملصقات بسيطة يمكن تعليقها على جدران المنازل والأحياء السكنية ليتمكن كل من مر بقراءتها وأخذ فكرة عن خطورة السباحة في مواسم محدده.

الرسائل الكثيرة التي قام بها مسؤولون في خفر السواحل للسلطة المحلية بمديرية التواهي لم تشفع لهم ولا حتى تواصلهم مع عدة جهات بأن يوفروا لهم ولو مبلغ بسيط أو التكفل بطباعة لوحت اعلانية تحذيرية أو ارشادية كما يتم طبع العديد من الإعلانات التجارية بسرعة وتجاوب فوري , لذلك نطالب بضرورة التفاعل من قبل المجلس المحلي بمديرية التواهي بقد الإمكانيات حتى وإن كانت بسيطة بطباعة اعلانات وتعليقها أو ملصقات وتوزيعها على المواطنين كما تقوم بعض المبادرات الشبابية والمنظمات الانسانية بعض الاحيان في الشوارع خفر السواحل بحاجة للفته انسانية ممن يريد عدن أن تنهض من جديد وتحد من حالات الغرق الكثيرة هذه الفترة.

 

مبنى متهالك وقديم بحاجة للترميم :

مع كل خطوة كنت اخطوها على مبنى خفر السواحل أدركت تماما حجم المعاناة التي يعيشها العاملون فيه كل يوم فالمبنى قديم جدا وبدأت جدرانه بالتهالك ولم يرمم منذ سنوات طويلة وحتى الأثاث الذي يتواجد في المكاتب قديم جدا وعند سؤالي عن التواصل معهم من قبل جهة خاصة أو حكومية للقيام بعمل ترميم أو على الأقل طلاء لجدران المبنى كانت الاجابة صاعقة أنه لا توجد أي جهة قامت بالتواصل معهم لتوفير أبسط المعدات التي سرقت فكيف سيقومون بالترميم.

رسالة للهلال الأحمر الاماراتي الذي ساهم بشكل كبير في إعمار عدن وترميم مختلف المدارس والمرافق التي لاقت نصيب من الدمار أن تلتفت لمبنى خفر السواحل والتواصل معهم لعمل اللازم لإنقاذ ما تبقى من المبنى  الذي قدم وما زال يقدم كل جهوده حتى لا يتوقف عمله تماما ومن مال عماله الخاص دون أن يشعروا بالتذمر أو الضجر هم بحاجة للدعم المادي والمعنوي معا بحاجة لمد يد العون لهم كأي مرفق آخر له حقوق على الدولة وعلى القائمين فيها فنتمنى أن يتم كل ذلك في وقت قريب.

 

مناشدات ومطالب للجهات الحكومية والمواطنين :

عملت من العاملين في خفر السواحل أنهم قدموا العديد من الرسائل لمكتب المحافظة والمجلس المحلي وجهات مختلفة لكن لم يتم الرد عليها أو متابعة موضوعهم والتواصل معهم لتوفير أبسط الأشياء أو حتى سماع همومهم وما يزيد الطين بله هو عدن تجاوب المواطنين معهم والذهاب للشواطئ والسباحة واحيانا في متنصف الليل وبعد أن يحدث غرق للبعض يقع اللوم على رجال الانقاذ في خفر السواحل لعدم قدرتهم على اخراج الغريق أو عمل اللازم للحفاظ على بقائه على قيد الحياة وعمل مشاكل لهم بل الاعتداء عليهم بالرصاص والتهديد الى داخل المكاتب أو التصرف بشكل شخصي في إجراءات النقل للمستشفى وإخراج الجثة دون اشعار أو تعريف ادارة البحث التابعة لخفر السواحل بذلك , نطالب المواطنين بالتعاون مع خفر السواحل ومعرفة خطورة السباحة في هذه المواسم وعدم التهاون في أرواح ابنائهم وأيضا توعية كل فرد داخل الأسرة نفسها كنوع من التقليل بحجم المشكلة.

كذلك نطالب محافظ محتفظة عدن الدكتور عبد العزيز المفلحي للتجاوب مع خفر السواحل والرد على رسائلهم ومعرفة مطالبهم توفيرها وكذا المجلس المحلي بمديرية التواهي وعلى رأسهم مدير عاد المديرية الاستاذ عبد الحميد ناصر الشعبي بالجلوس مع أدارة خفر السواحل وتوفير جزء ولو بسيط من احتياجاتهم , ونطالب مكتب الصحة بعدن التابع لوزارة الصحة بتوفير سيارة اسعاف على مقربة من شواطئ عدن في حال حدوث طارئ والهلال الأحمر الاماراتي بالتواصل معهم وتوفير المعدات اللازمة وكذلك المبادرات الشبابية التي تقدم أعمال انسانية بالتعاون مع خفر السواحل على الأقل بتوفير الملصقات بتوعية الشباب في كل مكان واخيرا وهم الأهم وسائل الاعلام المختلفة تلفزيون اذاعة صحافة مواقع التواصل الاجتماعي بعمل اعلانات تحذيرية بشكل يومي ومستمر والتواصل معهم عبر الأرقام عمليات القطاع 222541 الأمن البحري 207610 حتى يدرك المواطنون خطورة ما يحدث وتجنب زيادة حالات الغرق الذي أصبحت تأرق منام ك أسرة خوفا على أبنائها ونرجو التجاوب السريع وعمل الحلول في الفترة القادمة.