آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-07:28م

ملفات وتحقيقات


احداثيات خلف استشهاد قيادات الجنوب.. من يقف خلف الخيانة؟

الثلاثاء - 08 أغسطس 2017 - 03:25 م بتوقيت عدن

احداثيات خلف استشهاد قيادات الجنوب.. من يقف خلف الخيانة؟

عدن (عدن الغد)خاص:

يسلط نجاح قوات موالية للحوثيين وصالح باستهداف مدرعات عدة على متنها قيادات بارزة من الجيش والمقاومة احتمالية وجود افراد يزودون هذه القوات بمعلومات تفصيلية عن مواقع القيادات الجنوبية بجبهة المخا.

ويوم الاثنين استهدف صاروخ حراري اطلق عن بعد مدرعة كان يتواجد فيها القيادي في المقاومة حمدي شكري، واصيب شكري بجراح بالغة في حين قتل احد مرافقيه.

وقال عسكريون كانوا بالقرب من موقع الهجوم الصاروخي لـ "عدن الغد" ان الصاروخ أصاب مدرعة شكري، رغم أنها كانت ضمن عدد من المدرعات وتقف خلف طابور من المدرعات، الأمر الذي يرجح ان مطلق الصاروخ كانت لديه معلومات مسبقة عن مكان تواجد شكري.

وليس هذا الهجوم هو الأول، حيث استهدفوا بهجوم آخر، وترجح أعمال الاستهداف هذه وجود مخبرين في صفوف قوات المقاومة والجيش بالمخا يعملون لصالح قوات الحوثيين وصالح!

أمثلة وشواهد:

في سبتمبر 2015 أعلنت الإمارات العربية المتحدة استشهاد 45 جندياً من قواتها العسكرية، بعد قصف مخزن أسلحة باليمن، عبر صاروخ أرض - أرض.

وفي ديسمبر 2015 أعلنت قيادة قوات التحالف العربي رسمياً عن مقتل قائد القوات الخاصة السعودية في اليمن، العقيد الركن عبدالله بن محمد السهيان، وقائد القوات الإماراتية سلطان بن محمد علي الكتبي .

وقالت قيادة تحالف العدوان في بيان "إن ضابطي قوات التحالف استشهدا فجر الاثنين أثناء قيامهما بواجبهما في متابعة سير عمليات تحرير ( تعز) ضمن عملية «إعادة الأمل» باليمن، في ميدان الشرف والبطولة، في عملية استهداف لتجمع قوات التحالف المتمركزة في شعب الجن في باب المندب بصاروخ دوشكا".

وفي يناير 2017 استشهد العميد ركن عمر سعيد الصبيحي، وهو قائد اللواء ثالث حزم الموالي للرئيس هادي، في المواجهات التي دارت مع ميليشيا جماعة الحوثي بمنطقة ذوباب برصاص قناص خلال عملية تطهير مدينة ذوباب ادرك مكانه بدقة.

وفي فبراير 2017 استشهد اللواء احد سيف اليافعي، نائب رئيس هيئة الأركان، هو عدد من مرافقيه اثر استهداف موكبهم بصاروخ حراري في المخا.

وفي اغسطس الجاري، تحديدا يوم امس، اصيب القائد حمدي شكري إثر استهدافه بصاروخ حراري بموزع أصابه بجراح متوسطة .

وقالت مصادر ميدانية لـ (عدن الغد) إن القيادي حمدي شكري أصيب وعدد من مرافقيه إثر استهدافه بصاروخ حراري من قبل الحوثيين.

وأضافت المصادر أن الحوثيين استهدفوا المدرعة التي كان يستقلها القيادي حمدي شكري ومرافقوه بصاروخ حراري غرب موزع بمحافظة تعز، مشيرة الى أن القائد حمدي شكري أصيب بجراح متوسطة وأربعة من مرافقيه، فيما استشهد أحدهم .

جدل حول دقة الإصابة وفرضيات الخيانة:

اثارت دقة التصويب وتحقيق الاهداف لشخصيات ومعسكرات واماكن تعد سرية كثير من الشكوك والفرضيات حول وجود خيانات وأعمال تجسسية تمنح الانقلابيين احداثيات لحظية دقيقة.

وفي يونيو 2017 نشرت صجيفة (الخليج) الاماراتية في كلمتها مقالا بعنوان (خيانة الدوحة استهدفت 45 جندياً إماراتياً في اليمن)، جاء فيه: "كشف شاهد عيان يمني عن معلومات سرية خطرة تؤكد دوراً قطرياً في استهداف قوات التحالف العربي في مأرب وعدن بين عامي 2015 و2016، كان نتيجتها استشهاد أكثر من 45 جندياً إماراتياً وآخرين من القوات السعودية والبحرينية". وجاء استهداف القوات الإماراتية من قبل جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بتوجيه من قبل شخص عميل من المعسكر نفسه، بدليل أن القوات الإماراتية والتحالف كانوا يتناولون وجبة الإفطار، وعلى مقربة منهم قوات يمنية.

وعندما تم استهدافهم نتج عن ذلك استشهاد 45 جندياً إماراتياً، وقطر كانت لها اليد العليا في تزويد جماعة الحوثي بالمعلومات. وأكد الشاهد الوحيد والموجود في إحدى الدول الآسيوية للعلاج، أن المخابرات القطرية قدمت المعلومات للجماعات الإرهابية، لاستهداف مقر قيادة قوات الإمارات والتحالف في عدن، سقط فيها نحو 10 شهداء من الجنود الإماراتيين، وآخرون يمنيون.

وقال الشاهد: حدث الاعتداء في محافظة عدن، حيث استهدفت القوات الإماراتية وقيادة الحكومة اليمنية بقيادة نائب الرئيس خالد بحاح، آنذاك، وفي الوقتنفسه؛ تم استهداف القوات الإماراتية في محافظة عدن، التي كانت تقطن في منزل الشيخ العولقي، كما تم استهداف قافلة الهلال الأحمر الإماراتي في المنصورة بمحافظة عدن.

من جانبه؛ قال قاسم داود، رئيس مركز عدن للدراسات: ربما الوضع سيتحسن للأفضل في الصراع مع الانقلابيين، فقد كانت قطر تقوم بعمل تخريبي ونقل المعلومات، باغتيالات في الجنوب، وتعطيل المقاومة في الشمال بتقديم معلومات للحوثيين.

ولم يمتد دور قطر المشبوه والخطر إلى ابتزاز قوات التحالف واستهداف مواقعها في اليمن فقط، بل إن معلومات العمليات الجوية يتم تسريبها للانقلابيين ويتم معها إخلاء المواقع قبل استهدافها من قوات التحالف. وقال الشاهد: إن قطر تسرب المعلومات إلى الحوثيين، بدليل أن أحد عناصر المخابرات الشمالية تواصل معي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحدثني عن أن المعلومات تصل إلى الحوثيين أولاً بأول، قبل انطلاق الطائرات من قواعد التحالف في الإمارات والسعودية لقصف الجبهات الحوثية، مؤكداً أن قطر هي أساس شريك الحوثيين لتسريب المعلومات قبل حدوثها، وهذا ما أدى إلى إطالة العمليات في اليمن.

من جانبه؛ قال المحلل السياسي وليد الصالحي: يجب أن يكون هناك تحقيق لإظهار الحقائق في عملية الخيانة، ولا يجب أن تتم المسامحة في الدم العربي. كما كشف الشاهد الكثير من الحقائق وخيوط للعبة القطرية التي أضرت باليمن، وبالتحالف العربي من أجل استعادة الشرعية اليمنية، وحماية أمن المنطقة العربية.

وفي فبراير 2017 نشرت وسائل اعلام خليجية تقارير قالت بأن مقتل اللواء أحمد سيف اليافعي يشير إلى “عملاء” في صفوف القوات اليمنية. جاء في نصها: "نعى اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي نائب رئيس أركان قواتهم اللواء الركن أحمد سيف اليافعي، الذي قتل اليوم الأربعاء في قصف صاروخي استهدفه بأطراف مدينة المخا اليمنية الساحلية.

وأحدث نبأ مقتل اليافعي حالة من الصدمة والحزن بين اليمنيين، على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا الجنوبيين، الذين وصفوا الراحل بـ “الشهيد البطل.”

لكن كثيرا من المعلقين اليمنيين أشاروا إلى أن مقتل اليافعي يشير إلى وجود “عملاء” بالمنطقة يعملون لصالح الحوثيين وقوات صالح، ويزودونهم بالمعلومات عن تحرك القيادات والإحداثيات الضرورية لشن مثل هذه الهجمات الصاروخية.

وكتب الباحث في شؤون الخليج والجزيرة العربية‎ خالد القاسمي، في تغريدة على حسابه بتويتر : ”نتمني أن تكون الاستخبارات العسكرية للتحالف علي يقظة تامة، فالإحداثيات تعطى للعدو من وسط المندسين بين المقاومة والجيش الوطني”.

كما دارات احاديث مشابهة عن شبهة خيانات في الحوادث الاخرى التي استشهد على اثرها قائدا القوات السعودية والاماراتية، وكذلك الصبيحي واللحجي وصولا الى شكري.

جديد يتكشف!

في نهاية الشهر الماضي، وفي برنامج (للقصة بقية) على قناة (الجزيرة) القطرية تبنى وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد العطية رواية الحوثيين، وخلايا عزمي التي وافقت هواه، متهما إعلاميا يمنيا بأنه نشر صورة مع معدات عسكرية أدت إلى استشهاد 50 جنديا إماراتيا في مأرب اليمنية، لكن فاته الانتباه إلى أن صورة الإعلامي اليمني التُقطت في محافظة الجوف، وليس في مأرب.

وجاءت رواية الوزير القطري بعد عامين من تبني الحوثيين الرواية نفسها، وترويجهم لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما نفاه الإعلامي حينئذ في بيان، مبديا استعداده للمساءلة والمحاكمة لإثبات براءته من الإشاعات التي اتُّهم بها بهتانا وتلفيقا.

ولاحقا؛ قالت صحيفة (الوطن) السعودية تفنيد الإعلامي اليمني سام الغباري لما وصفتها بالأكاذيب التي ساقها وزير الدولة لشؤون الدفاع، القطري خالد بن محمد العطية، من منبر قناة الجزيرة، في محاولة يائسة من هذا الأخير لتبرير مواقف دولته التي حاولت النيل من تماسك قوات التحالف في اليمن، مسرّبة معلومات أدت في كثير من الأحيان إلى النيل من قوات التحالف، كحادثة استشهاد أكثر من 50 جنديا إماراتيا في مأرب اليمنية.

وكان العطية قد قال في تصريحاته "لم تتواجد القوات القطرية على الإطلاق في مأرب، ولم تدخلها، بل كان لها مهماتها على الحدود السعودية، حيث كلفت بأن تكون مع أشقائنا في القوات السعودية على الحدود الجنوبية. كان لدينا سبع نقاط، وكانت مسؤوليتنا حمايتها.. وأعتقد أن مقتل الجنود الإماراتيين كان بسبب أن أحد الصحفيين العاملين لدى إحدى صحف دول الحصار صوّر المنطقة العسكرية التي يتواجد فيها الإماراتيون، ورفع الصورة على الفيسبوك، ما أدى لاستهدافهم"، مشيرا بذلك إلى الإعلامي اليمني سام الغباري.

وكانت وسائل التواصل الإعلامي أظهرت صورة للإعلامي سام الغباري مع عربات قوات الجيش، لكن فات العطية أن الصورة التقطت في الجوف، بينما استشهد الإماراتيون في مأرب.

وبشكل متهكم قال الغباري «لو كان العطية مقتنعا فعلا بما جاء في تصريحاته، وبأن صورتي المنشورة في الفيسبوك في 2 سبتمبر 2015 كانت سببا في الحادث الإجرامي الذي تعرضت له القوة الإماراتية والبحرينية بمنطقة صافر بمأرب، فتلك فضيحة ومهزلة معلوماتية يجب أن تدفع أمير قطر إلى تغيير هذا الوزير الجاهل، لأن قناعته تلك تؤكد أن القوات المسلحة القطرية في خطر».

وأضاف الغباري «وصلت إلى اليمن من الرياض في 30 أغسطس 2015 عبر منفذ الوديعة مع وزير الداخلية السابق اللواء عبده الحذيفي، واللواء محمد المقدشي رئيس هيئة الأركان العامة لدعم الإعلام في الجيش الوطني، وتدريب عدد من الإعلاميين المتطوعين، وفي 2 سبتمبر 2015 وصلنا إلى الجوف لزيارة معسكرات الجيش الوطني، وهناك التقطت عدد من الصور الشخصية، ومنها الصورة التي انتشرت في الفيسبوك، وظهرت فيها ماشيا وسط المدرعات الحديثة الممنوحة لجيشنا البطل، وقد نشرت الصورة في حينه، وذهبنا في المساء للمبيت في شركة صافر النفطية.. وفي السادسة من صباح 4 سبتمبر 2015 سمعت صوت انفجار ضخم هز المكان، فخرجت على الفور من غرفتي وشاهدت من بعيد دخانا أسود، فارتديت ملابسي على عجل وذهبت مسرعا إلى غرفة اللواء المقدشي لأتبين ما حدث، فوجدته منطلقا إلى مكان الانفجار ومعه الحذيفي.

وسمعت من أحد موظفي الشركة الذين كانوا يسارعون لإغلاق آبار النفط والغاز بالمنطقة أن الانفجار حدث في معسكر قريب، لم أكن أعلم أنه يخص قوات التحالف العربي، واستدعيت أصدقائي الإعلاميين للحاق بالمقدشي، حتى استوقفتنا نقطة تفتيش يمنية على مقربة من المعسكر ونصحونا بالعودة لأن الوضع خطير، فقررت العودة رغم اعتراض بعض الأصدقاء الذين طالبوا بالمغامرة، لكنني منعتهم وصرخت إننا إعلاميون ولسنا ذوي خبرة بهذه الظروف، وفعلا عدنا إلى الشركة وذهب كل منا لحزم أغراضه تحسبا لأي طارئ، وخلال ذلك مررت بعيادة الشركة الطبية فاستوقفني أنين رجل فوق عربة عسكرية ضخمة كانت ذراعه ملفوفة بالأغطية الطبية وعليه آثار تعب وغبار وألم ودم، وقال لي بلهجة خليجية إنه يشعر بنزيف في ذراعه ويرجو أن أخبر الطبيب بإعادة معالجته، فسألته: من أين أنت؟ فأجابني من الإمارات، وسألت عمن بجواره، وكانوا أربعة جنود؟ أجابني بأنهم جميعا من الإمارات مستلقين على عربة مكشوفة، فهرعت إلى العيادة، ودلفت إلى غرفة الجراحة ورأيت أحدهم ينطق بالشهادتين بصوت عال وفي ظهره جرح غائر والطبيب يحاول إيقاف النزيف وقد بدا مرتبكا وبجواره ثلاثة ممرضين يحاولون إنعاش بقية الجرحى، فعرضت على الطبيب المساعدة فهز رأسه، وصار يأمرني بجلب الوسائل الطبية من الخزانة المعدنية المثبتة على الأرض فأفعل، وسرعان ما أقبل عددا من الطواقم العسكرية الطبية الإماراتية ونزلت على مقربة من العيادة لتحمل جميع المصابين وتنقلهم عبر الهيلكوبتر.

ويكمل الغباري «التقطت صورة للدخان وهو يتصاعد في السماء من موقعي، وأرسلتها لمراسل «العربية» في دبي حمود منصر، فاتصل بي وأوصلته بالحذيفي والمقدشي اللذين عادا لتوهما من موقع الحادث، وقد تمكنا ببطولة نادرة من إنقاذ عدد كبير من المصابين وانتشالهم من وسط الحريق الهائل الذي أصاب مخزن السلاح.

عصر ذلك اليوم، أرسل لي أحد الأصدقاء تغريدة للسكرتير الصحفي للرئيس السابق صالح يكتب فيها «شكرا سام» ويضع صورتي التي تم التقاطها في الجوف على أنها في صافر بمأرب، وأنها هي التي زودت الحوثيين بالإحداثيات لقصف موقع معسكر التحالف العربي، سخرت من التغريدة وأغلقت هاتفي، وفوجئت عند المساء بآلاف الرسائل في تويتر من إماراتيين وبحرينيين يلعنونني ويتهمونني بالتسبب في الجريمة، وقد تبرع أحد الحمقى بالشرح أنني أبقيت نظام «gbs» الذي لا أعرف ما هو حتى الآن شغالا، وأن صاروخ توشكا استهدف مخازن الأسلحة بدقة عالية متتبعا إشارات الهاتف!، ولو كان كلامه صحيحا، فإن الصاروخ كان سينفجر في الجوف وليس في مأرب».

ويكمل الغباري «اتهمني كثيرون بتلك الرواية التي اختلقها الحوثيون والعفافيش وصدّقها كثيرون في حينه، فاضطررت لنشر بيان نفي وقتذاك، ذكرت فيه حقيقة الأمر، مبديا استعدادي للمساءلة والمحاكمة لإثبات براءتي، لكن الغريب والمريب أن تعود الاتهامات من جديد على لسان وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري شخصيا، وهو ما يعني أن هوى قطر كان موافقا ومترجما لما قاله الحوثيون وأشاعوه عني باطلا وزيفا وكذبا".

01 الغباري يلتقط صورة بين معدات الجيش في الجوف

02 المتمردون يستهدفون معسكرا للتحالف في مأرب

03 الاستهداف يوقع نحو 50 شهيدا من الجنود الإماراتيين

04 سكرتير المخلوع صالح يغرد بمكر شديد «شكرا سام»

05 العطية يتبنى رواية الحوثيين المطابقة لهوى قطر ويتهم الغباري

اذا "الخيانة" حقيقة فقط الخلاف على من قام بها؟

وتدحرجت كرة الثلج الفضائحية لتكشف المزيد وتضع قضية "الخيانة" كحقيقة مسلم بها والخلاف ليس الا على "من قام بها" ولم يعد على هل هي موجودة.

ففي اغسطس الجاري أكد ناشطون تورط الدوحة وجماعة إخوان اليمن في رسم إحداثيات للانقلابيين، الذين استهدفوا القوات الإماراتية في مأرب، مطلع سبتمبر 2015.

وأعلنت قوات التحالف العربي استشهاد 45 جندياً إماراتياً و5 بحرينيين، في قصف صاروخي استهدف معسكراً يحتوي على مخزن أسلحة في بلدة صافر النفطية بمأرب صباح الجمعة الـ4 من سبتمبر 2015.

واتهمت أطراف في الحكومة اليمنية حينها جماعة الإخوان بالتورط في رسم إحداثيات للانقلابيين لاستهداف القوات الإماراتية، وعلى الرغم من مرور عام ونصف العام على الحادثة، إلا أن التمرد القطري كشف عن علاقة الدوحة وجماعة إخوان اليمن بالوقوف وراء الحادثة. وقال ناشطون، إن «حادثة صافر تؤكد خيانة قطر وتورط حزب الإصلاح (الإخوان) في رسم إحداثيات للانقلابيين».

وقال مصدر حكومي يمني في الرياض لـ24، إنه «اتُهم صحفي مؤتمري بالوقف وراء الحادثة، في محاولة ربما للهرب من الفضيحة المتوقعة»، وقال الناشط اليمني خالد بقلان في منشور على فيس بوك «إن الوزير القطري لم يكذب بشأن استهداف القوات الإماراتية بصافر»، موضحاً «لمح الوزير العطية أن الإحداثيات تم رفعها عن طريق صحفي يمني، وهذا صحيح لكن الصحفي لم يُكن سام الغباري الذي تريد قطر وحلفاؤها الإخوان في اليمن نسب التهم إليه».

وأكد بقلان أن الصحفي المتورط ضمن خلية كانت تقطن في مقر فرع التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة مأرب هو مراسل قناة بلقيس الإخوانية الممولة من قطر، والتابعة لتوكل كرمان، ويديرها الصحفي المقرب من حميد الأحمر أحمد الزرقة، والصحفي الذي كان في مأرب ضمن مهمة أُسندت إليه من قبل اللوبي القطري المتوزع كالتالي:

- مجموعة من الخلية في مأرب بمقر الإصلاح ومركز إعلامي.

- مجموعة في تركيا يتزعمهم حميد الأحمر وشوقي القاضي وتوكل كرمان.

- مجموعة في قطر ومن ضمنهم الصحفي اليمني المقرب من توكل كرمان محمد الجرادي.

وأضاف «أما الصحفي الذي رفع الإحداثيات وحضر اجتماع قيادات عسكرية قبل وقوع الحادثة بيوم في تاريخ 3 سبتمبر 2015 بمقر المنطقة العسكرية وكان في صافر في نفس اليوم الذي تم استهداف القوات الإماراتية فيه هو مراسل قناة بلقيس الإخوانية الممولة من قطر». ولفت إلى أن «الصحفي بعد تنفيذ المهمة بفترة وجيزة أعلن تقديم استقالته كمراسل لقناة بلقيس ومن ثم تم منحه كتيبة عسكرية يقودها اسمها كتيبة محمد اليمني»، مؤكداً أن المتورط وفق معلومات دقيقة ودلائل هو يحيى السواري، فالوزير القطري لم يكذب حين صرح بأن من رفع الإحداثيات هو صحفي يمني لقد أنطقه الله. ونشر بقلان منشورات للصحفي الإخواني الذي قال إنه متورط في رسم الإحداثيات للانقلابيين، وقال إنه انتقل للعيش في صنعاء التي يسيطر عليها الانقلابيون الموالون لإيران.

هل الخيانة في مارب فقط ام للمخا نصيب ايضاً؟

وباستنتاج منطقي يمكن سحب قضية الخيانة ـ التي اقرت في مارب واختلف فقط على من قام بها وليس وجودها من عدمه ـ يمكن سحبها على منطقة المخا والساحل الغربي وكل الحوادث المشابهة فيه.

اذا هناك من يحدد للانقلابيين اماكن القيادات والمعسكرات بدقة شديدة وهو يقيم بين صفوف القوات الشرعية والمقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي.

تاريخ الخيانة ممتد في الحروب في اليمن ويمكن استدعاء التاريخ القريب للقوات المصرية التي كتب الكثير حول خيانات بالجملة لها في مساندتها لثورة 26 سبتمبر.

ومن هنا يمكن القول ان على المقاومة الجنوبية والتحالف العربي ليس اليقظة فقط، بل رفع ملف الخيانات هذا بالادلة في اطاره القانوني والقومي، ومحاسبة من ازهقت على ايديهم ومساعدتهم ارواح الشهداء من الطرفين.

*من حسين حنشي