آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:12م

ملفات وتحقيقات


تقرير : سد حسان .. الحلم الضائع

الثلاثاء - 08 أغسطس 2017 - 10:58 ص بتوقيت عدن

تقرير : سد حسان  ..  الحلم الضائع
صورة من سد حسان بابين - عدن الغد

ابين (عدن الغد)خاص:

تقرير : علي المسحري

 

تعد محافظة ابين احد ابرز المحافظات اليمنية  في الجانب الزراعي والاهتمام به لخصوبة أراضها وطبيعة المواطن الابيني الذي احب الزراعة منذ نعومة أظافرة وعاش وترعرع بين  الأراضي والوديان واكل من من محصولها فطبيعة الإنسان الابيني انه لا يستغني عن أرضة ويبذل كل حياته فيها .

 

 

 

اكتسبت دلتا أبين شهرة عالمية بما تنتجه من قطن ذو جودة عالية منذ الاستعمار البريطاني للجنوب فأراضي الدلتا خصبة لوجودها وسط واديين هما  وادي حسان من الشرق ووادي بناء من الغرب ماجعل الدلتا تمتلك أفضل الأراضي الزراعية على مستوى البلد.

 

 تأتي السيول والتي تتدفق من الواديين في قنوات منظمة وحواجز تحكم وجسور ممتدة على طول مساحة الدلتا من شمال الدلتا الى جنوبها فتسقي الأرض ويفرح المزارعون وتكتسي الدلتا باللون الأخضر .

 

الآن وبعد زمن طويل أصبحت هذه  الحواجز والجسور متهالكة فقد مر أكثر من نصف قرن على بناءها ولم يتم تعاهدها بالصيانة والترميم منذ وقت طويل.

وحين تتجه إلى شرق الدلتا تنظر إلى سلسلة الجبال الممتدة على امتداد وادي حسان والتي توفر حماية طبيعية للأراضي الزراعية من الكثبان الرملية الزاحفه.

 

هنا في شرق الدلتا حيث وادي حسان الذي توسع كثيرآ وصار عميقآ عجز المزارعون عن إعادة الحواجز والقنوات التي تم إزالتها عند بداية أعمال إنشاء سد حسان والتي توقفت بسبب ظروف الحرب.

هذه الحواجز التي يعتمد عليها المزارعين في ري أراضيهم لم تقم الشركة او المقاول او وزارة الزراعة بإعادة إصلاحها مع قدرتهم على ذلك، بينما ينظر المزارعون للسيول وهي تمر وحالهم كقول الشاعر:

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ------  والماء فوق ظهورها محمول

 

  هؤلاء المزارعون البسطاء ينتظرون استجابة عاجلة لإصلاح هذه الحواجز فالموسم الجديد قد بدأ وأرضهم التي يقتاتون منها لن تصلها السيول  مالم يتم إقامة هذه الحواجز.

ومثل ما استجابة الشقيقة الأمارات وتعهدت ببناء السد فأننا على ثقة بتجاوب الهلال الأحمر الأماراتي والصندوق الاجتماعي للتنمية ومختلف المنظمات العاملة مع نداء المزارعين فحناجرهم  بحت ولم يسمعهم احد منذ أعوام  فعملية إعادة الحواجز المؤقتة والتي تنجرف مع اول سيل هي عملية عبثية تشبه عملية تكرار الحديث لمن لا يفقه.

 

الأهالي وفي مقدمتهم الشيخ ناصر العاقل  وعلى مدى ثلاثة أسابيع يبذلون جهود كبيرة لإعادة حاجز التوزيع في قناة عبر الحسين، لكنهم غير قادرين على إعادة الحاجز الرئيسي في وسط وادي حسان وهو حاجز المشابك الحديدية والأحجار الذي كان قائم في السابق.

 

المخجل هو اللا مبالاة من قبل مكتب الزراعة في محافظة أبين وقد مرت خمسة اعوام منذ إزالة الحواجز ولم تحرك ساكن وكأنه ليس من هامهم  عمل كهذا فحججهم بانعدام الدعم الحكومي لا يعفيهم من متابعة مطالب المزارعين  لدى منظمات قادرة على انجاز مشروع لن يأخذ الكثير.