آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:40ص

ملفات وتحقيقات


مأساة جريح جنوبي في عدن

الثلاثاء - 01 أغسطس 2017 - 09:46 م بتوقيت عدن

مأساة جريح جنوبي في عدن

عدن ((عدن الغد) خاص:

صباحآ واني في عملي في مكتب الصحة والسكان خرجت من مكتبي متوجهه الى مكتب المدير العام ..تفاجأت بسماع أصوات مشاجرة !

ورأيت مشهدا لم يستوعبه عقلي ولم تصدقه عيناي ! رأيت شاب في العشرينات من عمره نحيل شاحب الوجه برئ الملامح تعتلي وجهه ملامح التعب وكان بساق واحده ويقف على عكاز !

رأيته بحدة وبسرعة يخرج من مكتب الإدارة غاضبا يتمتم كلمات السب وتنهمر دموعه وبيده عبوه توقف وبداء يشرب منها وكانت رائحه البنزين تنبعث منها واستمر يشرب ويصب على نفسه البنزين بشده وسرعة واخرج الولاعة وهناك علت أصوات الصراخ من كل من في الباحة.

 وخرج طاقم الادارة والجميع يرجوه ان يتوقف ويصرخ الكل ! في لحظتها توجه د/ شكري وجلس عند قدميه يرجوه ويحلفه انه يضع الولاعة .. كان الشاب يبكي بشده وسقطت الولاعة من يده وقبض عليه الحارس وبداء الجميع في تهدئته وأخذه الحارس الى الحمام ليغتسل .. حينها كنت واقفه وتجمدت كل عروقي ولم ابعد ناظري ولا دموعي عنه ولا دقيقه ومرت امامي كل وجوه الشباب الذين قتلوا في الحرب وكل الشباب الذين جرحوا وعانوا ومازالوا يعانوا من الألم ومن الإهانة !!

 تذكرت لحظه بلحظه كل تلك الأيام التي عشناها وتلك الأصوات ومناظر الدم والأشلاء لأننا كنّا اغبياء نظن انها الخرية وفجاءة ترآت الى مخيلتي أشكال لصوص السلطة الان وأكلين حقوق الناس واصحاب البدل الرسمية التي تفوح منها رائحه المال الحرام النتنه ودماء الشهداء ! رأيت التسلط والبلطجة في خطوط وجوه القساة الممتلئين بالحقد وشاربين الكذب والخداع والمتاجرة بقضايا الأمن المزيفة ! رأيت بلاطجة الحواري وهم يرتدون رداء الأمن وهم للسرقة والقتل عنوان !! 


علمت حينها وانا أراه يخرج من الحمام وهو حزين الوجه مكسور القلب يحيط به شباب الحراسة ويتحدثون معه ! تمنيت لو اقبل راْسه وأقول له لم نعد الجنوبيين كما كنّا .. لم نعد بشرآ بل لصوصآ .. لا تأمل شيئآ من حكومة الغش والسرقة .. لاترجو  شيئآ فلست من قبيلة ابو فلان وعلان وللبس لك ضلع قبيلة المذكور والمأمور ! لا تأمل من إعلام موسمي وفق المكتوب يسيرون .. لن ينصفك سواه من في السماء وعِش بساق واحده ياعزيزي وكرامتين .
*من د. نجوين المرزرقي