آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:39م

ملفات وتحقيقات


(في لحج) .. سلطة محلية وموارد غنية .. وغياب تام لمقومات الحياة

الإثنين - 31 يوليه 2017 - 10:37 م بتوقيت عدن

(في لحج) .. سلطة محلية وموارد غنية .. وغياب تام لمقومات الحياة

استطلاع / ناصر عوض لزرق

تعيش محافظة الخضيرة تلك المحافظة التي قضوا على كل شيء جميل فيها، لحج الفل والكادي صارت اليوم تعيش اجواء سيئة تجاوزت ما مرت به أبان حرب الانقلابيين على المحافظات الجنوبية خاصة واليمنية عامة، حيث لم تعد تحظى محافظة لحج بأي شيء يستطيع الفاسدين في هرم السلطة أن يتبجحوا به وأن يقدموه على أنه من انجازاتهم التي ساعدت على نهوضها وإخراجها من ما مرت به.

ما تعانيه لحج اليوم من كوارث ومصائب واحدة تلو الأخرى يجعل منها محافظة ينتظر ساكنوها إلى معجزات خارقة طالما وتحولت قوى السلطة فيها إلى مومياءات تمتص خيرات المحافظة دونما بالعودة بالنفع على المحافظة التي تكاد تكون قرية منسية تحمل أسم عريض طوت صفحاته مافيات الفساد.

لم يعد يتمنى المواطنون في لحج ازدهار محافظتهم وافتتاح الحدائق والمنتزهات في ظل غياب الجانب الحكومي في المحافظة، صارت أبسط متطلبات محافظة لحج أن تتحسن أوضاعهم ويجدوا فيها الرحمة بعد أن فقدوه من المحافظ الدكتور ناصر الخبجي واعضاء السلطة المحلية وعلى رأسهم مدير الكهرباء الذي لم يعطي ساكنيها حصتهم في الكهرباء وشارك بدرجة أولى في ما يتجرعونه يومياً من ويلات الانقطاعات المتكررة وطويلة الأمد .

يشتكي المواطنون في لحج من غياب محافظ المحافظة الدكتور ناصر الخبجي الذي كان أخر ظهور له في أعماله ونشاطه الذي عُرف به منذ توليه منصب المحافظ، هو تاريخ 11 مايو 2017م، المنعطف الذي غير مسار المحافظ الخبجي وجعله منشغلاً عن محافظة لحج .

اختير محافظ محافظة لحج الخبجي عضواً في المجلس الانتقالي الجنوبي ومنذ ذلك اليوم وحتى اليوم سقطت محافظة في مستنقع الفساد جراء عدم متابعته للأحداث التي أعادت محافظة لحج إلى خلف المتخلفين، فغياب المحافظ وانشغاله بأمور خارجة عن المحافظة سبب أرهق كاهل المواطنين الذين يفتقرون لكامل مقومات الحياة للنهوض بالمحافظة.

تفتقد لحج اليوم إلى جميع مقومات الحياة من احتياجات خدمية وانترنت ونظافة الشوارع ومن متابعة المجال الصحي جراء انتشار وباء الكوليرا الذي فتك بالمواطنين، ما تحتاجه لحج في وقتنا الحالي هو متابعة المحافظ الخبجي ومعاقبة الفاسدين والمقصرين في اعمالهم لتعود عجلة المحافظة إلى مسارها الصحيح.

تمتلك محافظة لحج موارد مالية كثيرة تعمل على إعادة شريان الحياة للمحافظة، غير أن هذا لم يرى منه شيء، حيث تطرح هذه الموارد التي لا يعلم أين تذهب أسئلة كثيرة لابد للمحافظ الخبجي أن يجيب عليها.

تعاني محافظة لحج من تراجع كبير وتدني في المستوى التعليمي وغياب الكوادر التعليمية جراء غياب الرقابة التربوية في المحافظة وعدم إعطاء التعليم حقه في المجتمع، فبالعلم تبنى الشعوب والدول، إلا أن لحج لم تعر ذلك شيئاً .

لم تكتفي لحج بما ذكرنا من معاناة يومية وتجهيل مستشري، بل لم تكترث للكثير من الأسر التي صارت دون مأوى لها بعد أن دمرت الحرب الأخيرة التي شنها الانقلابيين، فأصبحوا مشردين لا مسكن ولا مأوى، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، بينما السلطة المحلية تعيش في بيوت مزخرفة وفاخرة .

سلط تقرير نشر مؤخراً في المواقع الأخبارية معلومات مغلوطة عن محافظة لحج وعن الانجازات الوهمية التي قدمت للمحافظة، حيث أن كل ما ذكر في التقرير خالي من الصحة وليس فيه شيء على أرض الواقع وبشهادة وقول المواطنين الذي سيتحدثون في الاستطلاع .

 

فساد الكهرباء والانقطاعات لساعات طويلة

تعتبر محافظة لحج من أكثر المحافظات عرضة للانقطاعات المتكررة والطويلة للكهرباء حيث تعتبر هذه المشكلة من أهم المشاكل التي تعصف بالمحافظة، ولكي نسلط الضوء كثيراً على هذه المعاناة، استقطبنا مواطنين من لحج، حيث حكوا لنا قصتهم مع الكهرباء، حيث قال المواطن سامي أحمد وهو من الحوطة عاصمة المحافظة :"لو أن المسئولين يحسون بما نحس به من عذاب الحر الشديد والانقطاع المتواصل للكهرباء لما آلت محافظة لحج إلى ما آلت إليه اليوم ولما احس المواطن بالعذاب والتنكيل جراء حصوله على ساعة أو ساعة ونصف من الكهرباء وانقطاعها لخمس ساعات أو ست .

طالما والمسئولين لا تنقطع عليهم الكهرباء، فعلينا أن نعرف ونعي جيداً أننا سنظل نراوح مكاننا دون أن تتغير عجلة الكهرباء للأحسن ولو جلبوا لنا مئات الميجاوات".

 

وهنا عبدان حيدان ومن عاصمة المحافظة أيضاً يدندنُ بكلماته ويسردها بألم وحسرة بعد أن تملكه اليأس من الحكومة ومن دعم التحالف الذي وصفه بالغير مرئي، حيث قال :"معاناة الكهرباء لم تقف عند هذا الحد ولن تتوقف وطالما لم يتم إزالة ومحاسبة الفاسدين في الكهرباء وإنزال فيهم العقاب القانوني جراء فسادهم الذي أوصل المحافظة إلى هذا المستوى المتدني الذي لم تشهده المحافظة حتى في ظل حكم المخلوع وجبروته .

ما تمر به كهرباء محافظة لحج اليوم ما هو إلا غيض من فيض تدفق الفساد والسرقة وهلوسة العملة الصعبة التي افسدت كبار الشخصيات، فطالما المحافظ الخبجي مستغرق في منامة وانشغاله خارج المحافظة وبأمور لا تهمنا فعلينا أن ندرك أننا بسكوتنا على فساد إدارة الكهرباء وفشل المحافظ كمن يغطي الشمس بمنخل".

 

مركز الفيوش الديني بمحافظة لحج هو الأخر لم يسلم من الانقطاعات المتكررة رغم أنه يعتبر تابع لكهرباء عدن إلا أنه عانا مثل بقية مديريات محافظة لحج وغُيب عنه الكهرباء حيث ترى النور ساعة ونصف لتعيش في الظلام لمدة 5 أو 6 ساعات، حيث قال الأهالي في الفيوش أن ما يحزُ في النفس أن هناك عاملون في الكهرباء يأتي أليهم لمطالبتهم بتسديد فواتير الكهرباء، مشيرين أنهم لا يجدون الكهرباء لكي يسددون فواتيرها .

 

أجزم مواطنون في محافظة لحج أن أزمة الكهرباء لن تُحل ولن ترى محافظتهم النور، فاقدين الثقة في السلطة المحلية بالمحافظة أن تقدم أي شيء للمحافظة التي لن يفلحوا فيها ولن يتفقوا غي في تقاسم الأموال وخيرات المحافظة .

وقال المواطنون في اتصال هاتفي لمكتب صحيفة (عدن الغد) مساء يوم الأحد أن لا حلول على طاولة محافظ لحج الدكتور ناصر الخُبجي ولا في وكلائه ولا في أصغر موظف في سلطة الخبجي، حيث جاء في كلامهم :"نتذكر في يوم الاثنين 10 يوليو 2017م أن وكيل محافظة لحج وضاح الحالمي خرج بتصريح لوسائل الإعلام ونشرت (عدن الغد) تصريحه المطول والذي قال فيه (أن اللجنة المشكلة من قبل المحافظ كشفت تورط المسئولين عن كهرباء لحج في الفساد وذلك بالأدلة)، إذا أين هؤلاء المتورطين ولماذا لم يتم ذكر اسماءهم أو الخروج بالحلول التي المفروض أن تأتي بعد التحقيق، أم أن هذا فقط لتهدئة المواطنين وعامل نفسي لهم".

المواطنون طالبوا الصحيفة بأن توصل رسالة للمحافظ الخبجي رسالتهم بأن كهرباء لحج ستبقى تراوح مكانها ولو شكل ألف لجنة تحقيق، فكفى الضحك على عليهم، وأشاروا في كلامهم إلى الدعم المقدم من الحكومة ومن دول التحالف، حيث قالوا :"(لقد اسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي)، ناشدنا ووجهنا دعوات لإغاثة المحافظة والنهوض بها لكن يبدوا أن هناك من يأخذ كل ما يقدم للمحافظة، وهذا الاتهام يوجه للمحافظ شخصياً كونه المسئول الأولى عن المحافظة وكل ما يحدث لها، وعليه أن يشرح للمواطنين ولأهالي لحج من يقوم بالفساد وأن يعاقبهم ويقدمهم للمحاسبة القانونية كونهم محسوبين على الدولة ومختلس أموال الدولة يعتبر خائن للدولة".

وخُتم الاتصال بتساؤل وجه لمحافظ لحج الدكتور ناصر الخبجي :"لماذا تم تغيير منيف العقربي مدير كهرباء لحج السابق وعين مستشاراً للمدير الحالي حافظ الشعبي، وما الذي قدمه الشعبي لكهرباء".

 

المياه والصحة .. لا حلول على طاولة السلطة المحلية

تشهد محافظة لحج تردي صارخ في المجال الصحي اصاب المحافظة وشل حركتها في ظل انتشار الأمراض والاوبئة التي تقتل الأطفال وكبار السن نساء ورجال في ظل صمت مهُيب من السلطة المحلية التي لم تحملُ على عاتقها ذلك وتركت المحافظة تسقط في مستنقع الأمراض .

تردي الصحة يأتي بسبب غياب معظم مستشفيات المحافظة لاسيما في الأرياف أو غياب الأدوية والمستلزمات الطبية، أو التحجج بنقص الكادر الطبي، كل هذا جعل لحج على حافة الموت خاصة في ظل التحذيرات الأممية من سقوط اليمن في دائرة الكوليرا التي حصدت الآلاف من المواطنين .

يشكو المواطنون في عاصمة محافظة لحج من انقطاع المياه عنهم لأيام دونما تحرك حكومي من السلطة المحلية، حيث أشار المواطنون أن ما يتحصلون عليه من مياه هو من فاعلين خير حفروا آبار عند كل مسجد في صارت الملاذ الأخير لهم، أما الديريات المتبقية فحدث ولا حرج من معاناتهم اليومية .

 

موارد كفيلة بالنهوض بلحج في مهب الرياح

تمتلك محافظة لحج موارد كفيلة أن تنهض بالمحافظة وأن لا تحتاج إلى الاغاثات والمساعدات الخارجية، في حال وجدت القيادة الحكيمة والرشيدة البعيدة عن الفساد التي لا ترى من نهب الخيرات طريقاً لرفع رصيده .

ويضخ مصنع الإسمنت في محافظة لحج 33 مليون ريال يمني شهرياً، وهو مورد كفيل أن يُعيد للحج رونقها الذي عُرفت به منذ الأزل، غير أن هذا المبلغ لا يعرف أحداً إلى أين يذهب أو طريقة صرفيته، حيث يطرح هذا المورد أسئلة محيرة في كيفية صرفه ومن المتحكم فيه، ناهيك عن خيرات كثيرة أهمها الزراعة التي عُرفت بها محافظة لحج الخضيرة، لم تجد العقل المُدبر رجل الدولة .

كل هذه الموارد لم تكن كفيلة في توفير مأوى يلتجأ إليه المواطنون الذي شردوا منازلهم المدمرة جراء ما خلفته حرب أواخر مارس من العام 2015م لم تستطع قيادة المحافظة أن تكون حازمة وتعطي لهؤلاء بصيص من الأمل في الحياة بتوفير لهم مسكن ولو بسيط حتى تتم عملية الأعمار أو تقدم قيادة المحافظة بطلب لدول التحالف بتوفير او بناء لهم منازل تأويهم حر الشمس ونكد العيش .

 

مناشدة أخيرة

في ظل الشكاوي والمناشدات التي تتلقاها (عدن الغد) من المواطنين في محافظة لحج .. توجه الصحيفة نداها إلى الرئيس عبدربه منصور هادي وإلى رئيس الحكومة ومحافظ لحج انتشال المحافظة من ماهي عليه من أوضاع مأساوية وموجعة، تجعل من يراها يرثي لحالها ويتوقع أن لا سلطة فيها ولا قانون .. انتشلوا لحج من الاوضاع الكارثية التي تمارسة مافيات الفساد في الكهرباء والمياه والصحة ووفروا لها الخدمات الأساسية واحصروا الاضرار وتفقدوا الأسر المحتاجة واغيثوا الفقراء والمحتاجين .. فبغير هذا لن تبنى لحج يا دكتور خُبجي .