آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:11ص

حوارات


اليزيدي: التوازن بين «الشرعية» و«الانتقالي» يخدم القضية الجنوبية

الإثنين - 31 يوليه 2017 - 05:20 م بتوقيت عدن

اليزيدي: التوازن بين «الشرعية» و«الانتقالي» يخدم القضية الجنوبية

حاوره - علي القميشي - العربي

قال مأمور مديرية البريقة بعدن، الشيخ، هاني اليزيدي، إن الوضع الأمني في المديرية مستتب، وأكّد أن المديرية مازالت تعاني خدماتياً في قطاعي الكهرباء والصرف الصحي.

واعتبر اليزيدي في حوار مع صحفي بأن حل القضية الجنوبية أصبح مرتبطاً بمواقف إقليمية ودولية، داعياً إلى التقارب بين الجنوبيين في حكومة «الشرعية» و«المجلس الانتقالي الجنوبي».

- كيف نجحتم في تثبيت الوضع الأمني في المديرية وهل إجراءاتكم الأمنية ستبقى على ما هي عليه؟

مديرية البريقة ممتدة وواسعة ومساحتها كبيرة، وبالتالي فهي من المناطق التي تعاني من الانفلات الأمني، لكن الخطوات الجيدة التي قامت بها المديرية في فترة الحرب، منها تشكيل مجلس عسكري موحّد جمع جميع قادة المقاومة، أدّی إلی توافق القادة وكان بمثابة النواة الأولی التي حافظت علی المديرية، ثم تشكيل لجان أمنية قبل وجود «الحزام الأمني». وقبل وجود النقاط العسكرية، عملت مديرية البريقة علی تثبيت هذه النقاط والترتيب مع مجلس أمني أنشئ من جديد بالتوافق والتنسيق مع المجلس العسكري المشكل في البداية.

وكان للمجلس الأمني دور وأيضاً للنقاط العسكرية وتكاتف أبناء البريقة شبابها ورجالها، في تحجيم الإرهاب، وعزل القوى الإرهابية والمتطرّفة من المديرية مباشرة، وودفعها إلى الفرار من داخلها..

- ما هي الحلول والمعالجات لتحسين وضع الكهرباء والمياه في المديرية من قبلكم؟

أكبر مشكلة تعاني منها البريقة والتي لا توجد في مديريات عدن الأخری، ضعف البنية التحتية. مثلاً الصرف الصحي تقريباً أقل من 50% ترتبط فيه مديرية البريقة و50% لازالت تحتاج إلی شبكات، وهناك كذلك خطوط المياه القديمة التي تحتاج إلی تغيير وتبديل، وهناك مشكلة أيضاً في شبكة الكهرباء والخط الهوائي القادم من محطة البخارية البريقة تحتاج إلی تغيير في المحولات، وقد تم اعتماد ذلك من قبل مجلس الوزراء.لا يضر القضية الجنوبية أكثر من الانقسام والتشرذم والاتهام بالتخوين

وإصلاح هذه الأمور يعتبر أولية لمجلس البريقة، وخصوصاً البنية التحتية التي يلزم إصلاحها أكثر من 500 مليون ريال. وقدمنا الدعم كمرحلة أولی، من خلال إصلاح المحولات والبنية التحتية لشبكات الكهرباء، ونشرع في المرحلة الثانية ثم الثالتة، بعد توفير الدعم من مجلس الوزراء. فمديرية البريقة الآن تعتبر أكثر المديريات التي تعاني من مشكلة انقطاع الكهرباء بسبب الهوائي الذي ينقطع باستمرار.

- كيف تصفون علاقتكم بالسلطة المحلية ودعم التحالف للمديرية؟

نحن جزء من السلطة المحلية، ونشكر المحافظ عبدالعزيز المفلحي، على التعاون معنا، كما نشكر المحافظ السابق، عيدروس الزبيدي، علی ما قدّمه للمديرية. وحقيقة نحن لنا علاقة مع كل الشخصيات التي كانت معنا في الميدان في المقاومة، والآن لها دور في القرار، ولا أخفي أن هناك تعاون حتی من مدراء مديريات أخری ومكاتب مدراء المديريات مع المديرية التي تعتبر ثلثي محافظة عدن. ومديرية البريقة العريضة ستكون عدن الجديدة، وعدن الكبيرة، التي سيحتاج السكان فيها إلی التعمير وإنشاء بنية جديدة علی أراضيها ومساندة المحافظة والاعتناء بشواطئها وإيجاد مشاريع استثمارية ناجحة موافقة للتخطيط الحضري وتوسيع مساحات المناظر الجميلة في المديرية بما يتلاءم مع التزايد السكاني القادم من كل المديريات.

- لكم تجربة في استعادة بعض المباني الحكومية والمقار من عناصر حاولت السيطرة عليها حدثنا عنها؟

طبعا البريقة لم تتعرّض إلی أي عدوان «حوثي»، بحيث أنها تحتاج لاستعادة أراضٍ أو عقارات، والقصد مباني حكومة البريقة كانت منطلق قيادة «المقاومة» أثناء الحرب. وللأسف، فإنه بعد الحرب تم اقتحام بعض المدارس، ومبنى المحكمة بحجة النازحين، لاسيما مبنى المحكمة، الذي تم اقتحامه والعبث بمعداته ووثائقه. لكن إن شاء الله سيستعاد مبنى المحكمة من جديد. فالمباني الحكومية في البريقة كاملة آمنة ومؤمّنة ومحافظ عليها في الأغلب، وما تم العبث به كان للأسف ما بعد الحرب، ولم يكن ما قبلها.

- الهئية الجنوبية للإفتاء الإرشاد هل هي معطلة أم انتهت فعلياً؟

الهيئة الشرعية الجنوبية، بقيادة، الشيخ حسين بن شعيب، وإنما كُلفت أنا مؤقتاً بالنيابة عنه حتی عودته، وقد تم ترتيب لقاء قبل حوالي أسبوع مع أعضاء الهيئة الشرعية لمناقشة أمور وأحوال الهيئة وترتيب أوضاعها. والهيئة الشرعية الجنوبية موجودة ولها حضور في كل محافظات الجنوب، وسيتم قريباً الإعلان عن اجتماع لكافة أعضاء الهيئة، وستبقی الهيئة كما بدأت مساعدة ومساندة لمطالب شعب الجنوب متمسكة بحق تقرير مصير هذا الشعب.بعد الحرب تم اقتحام بعض المدارس ومبنى المحكمة بحجة النزوح

- القضية الجنوبية إلى أين في ظل الضبابية التي تسيطر على المشهد؟

طبعاً القضية الجنوبية قضية متينة وقوية سوى كانت قبل الحرب في التحضير الشعبي وخروج التأييد الشعبي وزادتها المقاومة الجنوبية قوة واصطفافاً، حيث اصطف الجميع وأظهر القضية الجنوبية أنها قضية سياسية، قضية هوية، قضية دينية، بسبب محاولة العدوان الشمالي طمس الهوية الدينية والمنهج السلفي الذي تتبنّاه الأغلبية الساحقة لشعب الجنوب.

وأنا أعتقد أن القضية الجنوبية بخير ما دام الناس تتوحّد وتتكاتف، فلا يضر القضية الجنوبية أكثر من الانقسام والتشرذم والاتهام بالتخوين. والقضية الجنوبية ليست خاصة لشعب الجنوب، وإن كان لا أحد يستطيع أن يسلب هذا الشعب حق تقرير المصير، لكن هناك، لا شك تدخل إقليمي ودولي يمنع اتخاد قرار مستعجل بخصوص دولة الجنوب.

أتمنی المحافظة علی المكاسب التي أنجزت في خضم هذه السنين حتى أوجدت قضية واضحة عادلة.

- كيف ترون تشكيل المجلس الانتقالي في الوقت الحاضر؟ وهل سياسة المجلس مقبولة في الوضع الراهن؟

«المجلس الانتقالي الجنوبي»، مقصود به مجلس سياسي أو كيان سياسي يعبّر عن مطالب الجنوبيين، وهو كذلك لا يتعارض حتی مع ما يريده الرئيس، عبدربه منصور هادي. ونريد له أن يكون كياناً سياسياً يجمع كل الجنوب. ولو أن الذي أعلن المجلس الانتقالي تواصل ومدّ الجسور مع الرئيس هادي، وتم تسليم محافظة عدن، ولم يعبر عن الخروج عن شرعية هادي، لن يكون هناك أي مخالفة.

وقد صرّح المجلس بالاعتراف بشرعية الرئيس هادي، وهذا الآن واضح بعيداً عن الأصوات "الفيسبوكية" التي يتداولها بعض النشطاء المتشددين والمتعصبين، فهناك تقارب وهناك أمل في أن يكون كل الجنوبيين يداً واحدة تعمل من أجل الجنوب. فلا يمكن أبداً أن ننسی هادي وشرعيته ورجال الدولة، ويكون المجلس هو البديل، ولا يمكن كذلك أن يقال مع وجود المجلس وما يتمتع به من شعبيه، إنه غير مقبول كلياً ولا أثر له. في ظل توازنات اللعبة بين الطرفين وتوازنات القوة، لم يعد لهم إلا أن يعترف بعضهم ببعض.