آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

ملفات وتحقيقات


تقرير : أصوات تنادي بمنع التجوال به .. حمل السلاح بعدن .. عقبة في طريق الأمن والاستقرار

الأحد - 30 يوليه 2017 - 03:29 م بتوقيت عدن

تقرير : أصوات تنادي بمنع التجوال به ..  حمل السلاح بعدن .. عقبة في طريق الأمن والاستقرار
مواطن يحمل السلاح في مدينة عدن

عدن (عدن الغد)خاص:

تعد ظاهرة حمل السلاح من الظواهر الدخيلة على المجتمع خاصة في محافظة عدن التي لم يشهد تاريخها هذه الظاهرة على امتداده الزمني السبر في أغوار التاريخ فهي كما قيل عنها "مدينة بلا سلاح، عطرها فواح، لا تسكنها أشباح، الداخل فيها مرتاح والخارج منها همه ما ينزاح".

فعدن المدينة الوحيدة في العالم التي تشعر حين تدخلها أنك تعرفها منذ زمن بعيد حتى لو كانت أول مرة تزورها فالناس فيها سواسية لا شيخ إلا (الشيخ عثمان) وسكانها وجوههم رضية، وقلوبهم نقية، ومشاعرهم بريئة.

 

بعد تحرير المدينة من مليشيات الحوثي وصالح في 27 من شهر يوليو 2015 شهدت المدينة موجة من الاغتيالات والتفجيرات بسبب الاختلالات الأمنية كون المدينة  لاتزال في تبعات الحرب  في ظل جهود من قيادات عسكرية لإعادة تفعيل أجهزة الأمن، وإعادة الحياة إلى ما كانت عليه من قبل.

بعد هذه الحرب الظالمة انتشر السلاح بين صفوف المواطنين وامتلأت الأسواق والشوارع بالمسلحين والأطقم العسكرية التي لا تنطوي تحت أية وحدة عسكرية أو  أمنية في ظل انتشار بعض الجماعات المتطرفة، وبعد جهود حثيثة بذلتها قيادات أمنية وعسكرية وبدعم من قوات التحالف العربي تحسنت الأوضاع الأمنية في  محافظة عدن إلا أن انتشار السلاح بين صفوف المواطنين وأفراد المقاومة مازال يخيف المواطنين في ظل عدم وجود قرار يمنع حملة والتجوال به في شوارع  المدينة.

منذ أكثر من عام قامت قوات الأمن بمداهمة أسواق بيع السلاح في المديريات بعدن  إلا أن تلك الأسواق  عادت مجددا وأصبحت أمام مرأى  ومسمع  من قوات الأمن وبصورة شبه شرعية .

الكثير ممن التقينا بهم  طالبوا إدارة الأمن في المحافظة ومن كافة الوحدات العسكرية منع التجوال بالسلاح وإطلاق الأعيرة النارية في الأعراس والمناسبات   واتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يتجول به، كما طالبوا بتنفيذ قرار إخراج كافة المعسكرات من المدينة والإبقاء على الوحدات الأمنية.

صحيفة "عدن الغد" التقت بعدد من الصحفيين والكتاب والمواطنين وخرجت باللقاءات الذي ستدلفون إليه في الآتي:

 تقرير :  محمد الحنشي

منظر غير حضاري يضر بسمعة المدينة

المواطن ناصر أحمد الجعري من أبناء مديرية خور مكسر تحدث لنا عن هذه الظاهرة قائلا: "حمل السلاح وانتشاره  في مدينة (عدن) يعد من المظاهر غير  حضارية والتي تضر بسمعة المدينة التي كانت قبلة للزائرين من كافة دول العالم.

وأضاف "الجعري" انه منذ ما بعد الحرب انتشر السلاح في صفوف المواطنين  حتى أصبح البعض يمتلك من الأسلحة المتوسطة والأطقم العسكرية مما تم اغتنامها  من المعسكرات أو الأسلحة التي تركتها المليشيات قبل طردها من المحافظة في وقت غابت فيه الدولة وأجهزتها .

وأشار الجعري إلى أن امتلاك المواطنين للسلاح ووجوده بين صفوفهم جعلهم يتفاخرون ويطلقون الأعيرة النارية في المناسبات والأعراس، وهو ما تسبب في مقتل  وإصابة الكثير من المواطنين بسبب الرصاص الراجع".

وناشد ناصر من فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي ومن مدير الأمن اللواء شلال علي شايع إصدار قرار يقضي بمنع التجوال بالسلاح وحملة في المدينة.

 

انتشار الأسلحة وتراجع هيبة الدولة

الصحفي أدهم فهد تحدث عن الظاهرة قائلا: "تمثل ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس بالعاصمة عدن مؤشرا على تراخي القبضة الأمنية، وتهاونها في ضبط مثل هكذا ظواهر من شأنها إقلاق السكينة العامة، وقبلها التسبب في مقتل وإصابة عشرات المواطنين".

وأضاف فهد: "أن هذه الظاهرة باتت تغض مضاجع أهالي العاصمة عدن، والذين طالبوا الأجهزة الأمنية لأكثر من مرة، إما عبر الوقفات الاحتجاجية أو الحملات في مواقع التواصل الاجتماعي، بسرعة إيقافها ومحاسبة المخالفين، لكن دون جدوى".

وتابع أدهم "لم تتوان إدارة الأمن في المحافظة، وعبر تصريحات مباشرة وصريحة من مديرها  اللواء شلال شائع، بأن ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية ستنتهي تماما، لكن تلك التصريحات لم تكن سوى مواد للاستهلاك الإعلامي، فالمواطن العدني لم يلمس آثارها على الواقع".

وأشار  الصحفي  أدهم إلى أن تنامي ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في عدن، يعتبر من نتائج الحرب التي شنتها ميليشيا الحوثي  على المدينة، حيث انتشرت الأسلحة، وتراجعت معها هيبة الدولة، لتبرز مثل هذه الظواهر والتي كانت في السابق حكرا على الريف اليمني".

 

نحن في مجتمع مدني ويجب أن يكون بلا سلاح

كما تحدثت الكاتبة والإعلامية ريام المرفدي قائلة: "ظاهرة حمل السلاح داخل المدن الرئيسة والتجوال به في الأسواق العامة يسيء إلى سلوكياتنا وعاداتنا, كما أنها تعطي انطباعاً سيئا عن المدينة".. مشيرة بالقول "نحن مجتمع مدني نمت هذه الظاهرة التي انتشرت بعد الحرب بشكل كبير بحمل سلاح غير مرخص في ظل غياب الدولة لتصبح ظاهرة تحت مسمى المقاومة الشعبية حيث كثرت في هذه المرحلة الاغتيالات، وانتشرت ظاهرة العراك بالسلاح بين أوساط الشباب تعقبه إصابات بالغه ووفيات بسبب هذه الظاهرة المقيتة بعد الحرب وبعدها مرحلة الاستقرار الأمني".

 وأضافت المرفدي: "خفت وتلاشت ظاهرة حمل السلاح وكان هناك حملات تشديد اختفى  فيها مرتادون السلاح في الشوارع   وفي الأواني الأخيرة نلاحظ رجوع هذه الظاهرة  في حمل السلاح في  الشوارع دون ترخيص، وذلك بحضور الأمن  وإطلاق الأعيرة النارية في الأعراس بشكل مخيف من كل الجهات وتخلف عنها ضحايا بسبب الرصاص الراجع حتى وأنت جالس ومطمئن داخل منزلك الرصاص الراجع لا يرحمك".

وطالبت الكاتبة ريام المرفدي من  الأجهزة الأمنية وإدارة الأمن عمل حملات لظاهرة حمل السلاح، وإعطاء رخص للرجال الأمن ومن لم يكن لديه رخصة تصادر أسلحته بذلك تعود هيبة الأمن في البلد وتخف الجرائم والقتل.. مختتمة "نحن في مجتمع مدني بلا سلاح".

 

انتشار المسلحين باللباس المدني

في إطار لقاءاتنا تحدث لنا المواطن سعيد أحمد محمود حيث قال: "ظاهرة حمل السلاح في المدن من أخطر الظواهر التي تواجه المواطن في المحافظات المحررة عموما وفي العاصمة عدن خصوصا لما لها من أهمية خاصة وإنها تعد العاصمة للبلاد".

وأضاف سعيد "انتشرت ظاهرة وجود المسلحين باللباس المدني والذين يملكون كافة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وبعض الأطقم وأصبح الأمر مخيف للغاية للمواطن البسيط الذي ما لبث أن خرج من هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس ودمرت البنية التحتية للدولة".

وناشد سعيد من إدارة الأمن في العاصمة عدن منع التجوال بالسلاح وإلزام العسكريين بعدم الخروج وهم يحملون الأسلحة، وفرض هيبة الدولة  حتى لا تتكون مليشيات وتشكل خطرا على الدولة والمواطنين.

 

عودة الاغتيالات وعمليات السطو المسلح

ومن جانبه تحدث المواطن سالم صالح قائلا: "في الأيام الأخيرة وبسبب وجود السلاح بين يدي الكثير من المواطنين عادة بعض عمليات الاغتيال وعمليات السطو المسلح على بعض البنوك ومحلات الصرافة بل وصل إلى محلات تتبع مواطنين".

وأضاف سالم "بعد حادثة السطو على البنك الأهلي بمديرية المنصورة من قبل فرقة  تمتلك من الكثير من  الأسلحة المتطورة الخفيفة  طالبنا بضرورة منع التجوال بالسلاح  والتحري للقبض على مثل هكذا جماعات تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المدينة لكن ذلك لم يحدث بل عادة تلك الجماعة إلى السطو المسلح  يوم أمس الأحد على محل لبيع المجوهرات في الشيخ عثمان وبالأسلحة".

وتابع سالم "كما شهدت مدينة إنماء في أمس الأول السبت اغتيال شاب من أبناء مديرية  المنصورة على يد مسلحين مجهولين واغتالوه ولاذوا بالفرار فيما لم تستطع الشرطة معرفة الجناة، وكل ذلك بسبب الانتشار الكبير للسلاح بين صفوف المواطنين".

واختتم المواطن سالم بقوله: "إننا ناشد الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة وإيقاف  كل من يحمل السلاح في المدينة وإلزام كافة الجنود بعدم التجول بالسلاح في مديريات العاصمة عدن لوقف كافة الأعمال التخريبية التي تخدم جماعة الحوثي  وصالح وغيرها من الأطراف".