آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-06:59م

ملفات وتحقيقات


جبهة ثرة .. بين ثبات وصمود وكفاح المقاتلين .. ونقص في العتاد والغذاء

الثلاثاء - 25 يوليه 2017 - 10:19 م بتوقيت عدن

جبهة ثرة .. بين ثبات وصمود وكفاح المقاتلين .. ونقص في العتاد والغذاء

تقرير / محمد مهيم

من بين حنايا وشوق الانتصار، ومن بين ضلوع المعاناة ولهيب النار، ومن وسط الحرمان، تكتب مقاومة جبهة ثرة بلودر للنصر عنوان.. مهما طال أمد الزمان والمكان، ومهما كانت الهموم والأحزان، ومهما كان الجحود والنكران، ومهما كانت اللا مبالاة والإهمال.. نعم بعزيمة الرجال الأبطال ستتحقق الأحلام والآمال وسيشع النصر نوره ( فإذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تظن أن الليث يبتسم )، نعم( لا تأسفاً على غدر الزمان لطالما - رقصت على جثث الأسود كلاب – لا تحسبا برقصها تعلوا على اسيادها - تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب )

 

من الشتات.. ومن رحم المعاناة.. نحن لها فداء فترابكِ ينبض بأجسادنا وبكِ مجد أصالة اجدادنا يا أرضنا الجريحة وإن كنتِ بالموت صريحة نحن سنفديكِ بـ حياتنا وان احرقوا كياننا فسنزرع الأمل بكِ .

 

هكذا كانت العزيمة والإصرار لدى المقاومين المرابطين في عقبة "ثرة" بلودر بمحافظة أبين اثناء زيارتنا الميدانية لهم، حيث باتت هذا الجبهة منسية إعلاميا ومعنويا رغم انها ذات أهمية بالغة نظرا لموقعها الاستراتيجي والجغرافي، حيث تعتبر شريان ربط لأبين والجنوب بالمحافظات الاخرى كالبيضاء وذمار وصنعاء ومأرب وغيرها، فمنذ الوهلة الأولى من انطلاق عاصفة الحزم ووصولا لإعادة الأمل وانتهاء بالسهم الذهبي لم تحرك قوات التحالف العربي ساكنا تجاه هذه الجبهة وكأنها ليست موقعاً استراتيجياً ذات أهمية، باستثناء غارات جوية لاتسمن ولا تغني من جوع ،ولكن عزيمة اولئك الجنود المجهولين والمرابطين في عقبة ثرة بلودر على اشدهم ولم يدخلهم الإحباط واليأس، والتذمر إلى قلوبهم رغم قلة الدعم والاهتمام المناط بهم.

 

وقد تجولنا خلال زيارتنا الصباحية لجبهة عقبة ثره بلودر بين مواقع المقاتلين وكانت زيارة رائعة وفي أجواء رائعة وشبه ممطرة تذكرنا خلالها وعادت بنا الذكرى إلى ماقبل عامين من الآن تقريبا عندما كانت عقبة ثرة الملتوية خطوطها تزدحم بالسيارات والمسافرين، وتمنينا والأمل يحدونا بالنصر على هؤلاء الشرذمة الحوثية العفاشية الانقلابية التي قطعت طريق جبل ثرة الإستراتيجي والتي ترابط على قمته العالية وتستهدف المقاومة الجنوبية بكافه انواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بل وتستهدف ايضا لودر وقراها المترامية الأطراف بين كل فترة وأخرى مما تسبب في نزوح الكثير من الساكنين حيث يقتل الاطفال الرضع والشيوخ الركع والنساء الرضع وبلا خوف ولا رحمة.

 

اللقاء بالمقاتلين

وكانت البداية مع قائد جبهة ثرة الاخ/ طه حسين بوبك حيث تحدث إلينا مقدما شكره الجزيل وتقديره لنا على زيارتنا لهذه الجبهة المنسية إعلاميا ومعنويا داعيا في سياق حديثه فخامة الرئيس هادي ودول التحالف العربي إلى ضرورة دعم هذه الجبهة نظرا لأهميتها الاستراتيجية حيث تعتبر انطلاقة نحو تحرير العاصمة صنعاء، حيث قال في حديثه :"نحن نطالب الرئيس عبدربه منصور هادي ودول التحالف العربي إلى النظر بعين الاعتبار لجبهة عقبة "ثرة" الاستراتيجية ودعم مقاومتها الأبطال من أجل تحريرها من قبضة المليشيات الانقلابية وحيث تعتبر انطلاقة نحو تحرير العاصمة صنعاء فهي شريان رابط بين عدد من المحافظات وبتحريرها سوف تكون انطلاقة حقيقية نحو النصر".

وحول سؤالنا عن الدعم والاهتمام تحدث قائلاً :"ان هناك دعم لابأس به من قبل الحكومة والتحالف العربي وقائد اللواء ١١٥مشاه بلودر العميد/ناصر عبدربه الضمجي"، كما أوضح ايضا أن رواتب الجنود مستمرة ولكن الأهم والمهم هو الدعم العسكري من أجل تحقيق النصر.

وعند سؤالنا له حول التغذية بالجبهة؟ يتحدث إلينا وبمرارة ويقول إن الوضع الغذائي سيء للغاية وهذا ما التمسناه خلال زيارتنا، ورغم كل هذا الإهمال والتهميش إلا أن ابطالنا صابرين ومحتسبين الأجر من ربهم.

واختتم طه حسين حديثه قائلا :"نطالب للمرة الثانية دعمنا عسكريا وماديا ومعنويا ونتمنى ذلك في القريب العاجل".

 

بعد ذلك التقينا بالأخ المناضل والمرابط على الدوام وقائد أحد المواقع بالجبهة الاخ/ صالح عامر، والذي تحدث إلينا قائلا :"نحن لن نغادر جبهة ثرة إلا بالنصر أو الشهادة مهما حدث لنا من تخاذل او إهمال أو جحود أو نكران من اي أحد كان سواء من قبل قيادات الشرعية ممثلة بالرئيس هادي أو قوات التحالف العربي وسنبقى صامدين في وجه القوات الانقلابية العفاشية حتى يتحقق لنا النصر أو نستشهد دفاعا عن بلادنا الجنوبية من رجس قرود مران القادمة من كهوف شمال الشمال".

واستغرب عامر في حديثه عن عدم دعم مقاومة جبهة ثرة وتأخر الحسم فيها وهي تعتبر ذات أهمية استراتيجية وعسكرية.

 

واختتمنا زيارتنا والتقينا بالأخ المقاوم/محمد مزاحم قائد أحدى الفرق المرابطة بالصفوف الأمامية وتحدث إلينا على عجل نظرا لحرارة شمس الظهيرة وموعد قرب صلاة الظهر، قائلا :"نطالب الرئيس هادي وقوات التحالف دعمنا بالسلاح والعتاد وبالقوة العسكرية المدربة حيث اننا في انطلاقتنا الأولى نحو تحرير عقبة ثرة كنا على مشارف النصر لولا العشوائية والهوشلية".

وقدم مزاحم شكره لنا على تغطيتنا الإعلامية لهذه الجبهة المنسية إعلاميا .

 

بعد ذلك اختتمنا زيارتنا المحفوفة بالمخاطر حيث كان القنص ولعلعة الرصاص والهاونات تنهال علينا من قبل الانقلابيين الحوثيين المرابطين في أعلى قمة جبل ثرة الاستراتيجي.. ولا يبقى لنا إلا أن نناشد ونطالب الرئيس عبدربه منصور هادي وقوات التحالف العربي دعم هذه الجبهة لما لها من أهمية بالغة حيث تعتبر موقع استراتيجي وانطلاقة لتحرير مكيراس والبيضاء وصنعاء وإعلان الانتصار الذي طال له الانتظار.

 

فهل من دعم واهتمام يا سيادة الرئيس هادي وقوات التحالف العربي من اجل نصرا آتي؟!