انتشرت في عدن بعد الحرب الأخيرة العديد من الظواهر السلبية التي تسببت في انزعاج المواطنين فيها , وبرغم محاولات بعض الجهات كالسلطة المحلية في مختلف المديريات لتفادي تفاقم الوضع والقيام ببعض الاصلاحات والحلول الطفيفة ظل البعض منها على حاله وأصبحت تشكل مشكلة للمجتمع بشكل عام.
ظاهرة الكلاب الضالة في شوارع عدن شكلت هاجسا لدى سكانها اللذين أصبحوا يتعايشون معها كل يوم رغما عنهم.
الخطير في الأمر أن هناك العديد من الحالات التي سجلت في المستشفيات تم الاعتداء عليها من قبل الكلاب التي لم يخلو شارع أو حارة في أي مديرية منها.
ناهيك عن المضايقات التي تحدث كل يوم للأطفال والنساء وأغلب المارة , ورغم تقديم العديد من الشكاوى للجهات المعنية وقيامهم بحملات قتل وأخذ الكلاب من الشوارع إلا أن هناك مجموعة أخرى ما زلنا نشاهدها كل يوم في الطرقات.
وما زاد الأمر تعقيدا قيام مجموعة من الشباب بتربية هذه الكلاب وادخالهم الى منازلهم أو التجول بهم في الشوارع على مرئا الجميع وتشويه منظر المدينة التي لم تعرف مظاهر مثل هذه من قبل.
تم رصد اراء مجموعة من المواطنين بمشكلة انتشار ظاهرة الكلاب في الشوارع ومناشداتهم لتدخل السلطات المحلية في المديريات لحلها في الاستطلاع التالي.
استطلاع / دنيا حسين فرحان
اعتداء على بعض النساء وملاحقة الأطفال
تقول بثينة علي :
تواجد الكلاب في الشارع سبب لنا حالة خوف وخاصة نحن النساء فلا نستطيع المرور من جانبهم نغشى أن يتعرضوا لنا في اي لحظة , سمعت في الآونة الأخيرة بعض النساء اللاتي تعرضن للاعتداء من قبل الكلاب أو ملاحقتهم للأطفال , الموضوع أصبح تطور لمشكلة كبيرة يجب أن تجد الجهات المعنية في كل مديرية حل وإلا سيصبح الوضع خطير خاصة أن بعض هذه الكلاب مسعورة.
نريد أن نسير في الشارع بكل اريحيه ولا نشعر بالخوف والقلق من أي شيء يكفينا الوضع الأمني الصعب وتردي الخدمات الأساسية , من أبسط حقوقنا كمواطنين أن يتم أخذ هذه الكلاب من الشوارع حفاظا على سلامتنا جميعا.
تجول الكلاب في النهار أمر يتطلب التدخل :
يقول جلال أحمد :
الوضع أصبح مزري جدا كلنا نعرف أن الكلاب عادة موطنها الجبال والخبوت ولا تنزل الى الشوارع الى وقت الليل والأكثر فجرا ونسمع نباحها ونحن في المنازل , لكن اليوم اصبحنا نشاهدها متواجدة في وضح النهار وتتجول بين المواطنين بشكل طبيعي والكثير منها يشكل خطورة علينا خاصة وان البعض منها كان فترة الحرب يأكل من الجثث الملقاة على الأرض , فقد يتعرض كلب لشخص مار أو يعض طفل أو يقل آخر , صحيح أنه تم تنفيذ حملة لانتشال الكلاب من الشوارع بعد الحرب , لكن مازال هناك مجموعة كبيرة تتجول في شوارع المديريات إلى الآن.
لذلك نوجه رسالة الى المجلس المحلي في كل مديرية والقائمين عليه بأن يهتموا بموضوع محاربة الكلاب والقضاء عليها لا وإعادة الحملة مرة أخرى حتى يتسنى لنا كمواطنين أن نتحرك في الشوارع دون خلف أو قلق.
مظاهر دخيله تخل بشكل المدينة
يقول محمد عارف :
بعد الحرب لاحظنا انتشار الكلاب في الشوارع بشكل مثير جدا حتى أننا لم نستطع من الخروج في بداية أيام العودة للمنازل بعد التحرير , فرحنا بالحملة التي نفذتها السلطات المحلية للتخلص من الكلاب لكن بقت مجموعة أخرى تسكن في الشوارع وتأكل من القمامة , لكن هناك ظاهرة سلبية جدا انتشرت مؤخرا قيام بعض الشباب بأخذ كلاب من الشوارع وتربيتها في المنزل واطعامها بل والتجول بها في الطريق دون ادراك خطورة ذلك عليهم وعلى من حولهم .
فقد تحمل هذه الكلاب مرضا معديا أو فيروس ناقلا للمرض فهي ليست نظيفة وتأكل من الشوارع وهذه الأيام هناك وباء فتك انتشر بالمدينة وفتك بأهلها إضافة الى أعاقة حركة النساء والفتيات والأطفال وقدم قدرتهم على المشي في الشارع خوفا من اعتراض الكلاب ومهاجمتها لهم وبالفعل تم ذلك عدة مرات.
لم تكن تعرف عدن من قبل مثل هذه المظاهر التي تشوه شكلها وتعكس صورة سلبية عنها نطالب بتدخل سريع من مدراء المديريات بالتعاون مع قسم صحة البيئة بمكتب الأشغال العامة وأن يقوموا بحملات مستمرة للقضاء على تواجد الكلاب في الشوارع وتأمين حياة المواطنين اللذين انهكتهم الأزمات وتردي الخدمات ولا يريدون سوى الحفاظ على أرواحهم والتخلص من هذه الظاهرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة.
محاولات بعض الجهات المحلية للتخلص من ظاهرة انتشار الكلاب
هناك محاولات قامة بها بعض مديريات عدن منها حملة للقضاء على الكلاب التي في الشوارع من ضمن خططها لترتيب وضع المديرية وبسبب تفاقم الوضع والسبب بمشكلة للمواطنين فيها.
قمنا بتسليط الضوء على مديرية صيرة ومعرفة تفاصيل الحملات للتخلص من الكلاب الضالة في شوارع المديرية عن طريق أخذ تصريح لمدير عام مديرية صيرة الأستاذ خالد سيدو جاء فيه:
بعد الحرب الأخيرة على عدن وتسلمنا لإدارة المجلس المحلي واجهنا العديد من الصعوبات وظهرت الكثير من الظواهر السلبية كان منها انتشار مجموعات كبيرة من الكلاب في شوارع المديرية بل هناك مواطنون تعرضوا للاعتداء ووصلتنا عدة شكاوى لضرورة التدخل , لذلك قمنا بحملة بالتعاون مع قسم صحة البيئة بمكتب الأشغال العامة وتم صرف مبلغ لشراء السم لأنه المكتب تعرض للسرقة في الحرب ونفذت الحملة وتم التخلص من عدد كبير من الكلاب.
ونفذنا حملة أخرى قبل رمضان للتخلص من مجموعة أخرى وسنواصل الحملات حتى يتم القضاء على الكلاب بشكل عام في الشوارع لكننا بحاجة للتعاون والتنسيق بين مديرية صيرة والمديريات الأخرى حتى يتم التخلص من الكلاب نهائيا.
ويضيف علي عبد الكريم رئيس قسم صحة البيئة في ادارة الأشغال العامة\صيرة :
رغم الحملات التي قمنا بها بدعم وتنسيق مع المجلس المحلي في مديرية صيرة إلا أننا نواجه مشكلة وهي عودتهم مرة أخرى لأن المديرية مرتبطة بسلسلة جبلية مع مديريات أخرى كالمعلا والتواهي وخور مكسر فالكلاب تأتي من هناك أو تتنقل اليها عبر الجبال فلا نتمكن من القضاء عليها كلها.
لذلك نطالب بضرورة التنسيق بين كافة المجالس المحلية في مختلف مديريات عدن حتى تقام حملات متتالية وبنفس الوقت وبهذا سيتم التخلص من عدد كبير من الكلاب وبالتالي لن نتلقى شكاوى أخرى من المواطنين ولن يتعرض أي شخص مار في الشارع لأي أذى أتمنى أن يتم ذلك في أقرب وقت.
