آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-03:40م

ملفات وتحقيقات


تقرير : مهمتان مزدوجتان،أحداها لدعم التحرير وأخرى للتأمين.. قرار نقل القوات العسكرية خارج عدن هل سينجح؟!

الأربعاء - 19 يوليه 2017 - 02:39 م بتوقيت عدن

تقرير : مهمتان مزدوجتان،أحداها لدعم التحرير وأخرى للتأمين..   قرار نقل القوات العسكرية خارج عدن هل سينجح؟!
صورة ارشيفية

عدن (عدن الغد)خاص:

تقرير :صالح محوري

 

تكتظ مدينة عدن أقصى جنوبي البلاد بأكبر عدد من الألوية العسكرية مع مزيج من فصائل شعبية مسلحة،

وبعدما تحررت المدينة في يوليو من العام قبل الماضي،بدأ إن واقعًا عسكريًا جديدًا يتشكل رويدًا رويدا في المدينة الساحلية،مركز جنوب اليمن.

في عدن بات المواطن البسيط يبحث  عن إجابة لسؤالين ظلّا يشغلانهُ كثيرًا.

 

ما الذي تفعله كل تلك القوات والفصائل المسلحة؟!

 

هل تعلب دورًا في تأمين المدينة؟

أو لها مهام محددة تقوم بها في النطاق الجغرافي لعدن؟

 

ثمة إجماع شعبي واسع النطاق في عدن، إنه لم يعد هناك جدوى من بقاء كل تلك التشكيلات العسكرية في المدينة بالنظر إلى وجود قوات أمنية هي من تضطلع بالدور الأمني في المحافظة.

في عدن تتوزع العديد من ألوية الجيش في شمال المدينة وغربها ومحورها الشرقي وبين الحين والآخر تتخرج دفعات جديدة من حديثي التجنيد ويتم مضاعفة الحشد دونما جديد يمكن إن تقدمه كل تلك الدفعات المتخرجة لمسرح العمليات العسكرية جنوبًا وفي مناطق إلتماس بين الجنوب والشمال.

 

في يونيو/حزيران من العام الجاري، تداولت مواقع إخبارية خبرًا تضمن قرارًا عسكريًا بنقل الألوية العسكرية إلى محافظات أبين ولحج وتعز المجاورة لعدن، وفيما تواترت الأنباء بشكل متضارب عن القرار يدور نقاش واسع وإستفسارات عديدة عن أبرز وأهم ما يمكن الحديث عنه في قرار نقل القوات العسكرية من عدن إلى المناطق المتاخمة لها إلى الشرق والشمال والغرب منها،من حيث الزمان والمكان والعوائق ومدى نجاح تنفيذ القرار من عدمه.

 

 

يسود في عدن تأييد شعبي لنقل الألوية العسكرية في إنعكاس واضح للمخاوف التي يبديها السكان المحليون من تحول عدن لمخزن سلاح،وبالتوازي تتعزز بعض المخاوف مع التناقض الصارخ في الإتجاهات والميول السياسية لقادة الفصائل العسكرية في المدينة.

 

يعتقد السكان في عدن إن قرار نقل القوات العسكرية هو قرار صحي إذ إن المواقع التي ستنقل إليها القوات ترتبط إرتباطًا مباشرًا بعدن من الناحية الجغرافية ومن ناحية التأثير الأمني الذي سيحدثه وجود تلك القوات على حالة الأمن في عدن،مع إتصال بعض مواقع الألوية المنقولة بالمسرح الأمني في عدن خاصة تلك التي قد تنتظم في مواقع رئيسية هامة تشرف على عدن من الناحية الشرقية والشمالية .

ومن جانب آخر يعتقد آخرون إن نقل القوات قد يسهم في تعزيز الوضع الأمني مستندين على حقيقة إن تواجد بعض الألوية العسكرية في عدن  غير صحي بعدما بدأ جليًا للعيان إن ثمة مماحكات ناعمة بين بعض الأطراف يمكن إن تتطور وتأخذ إشكال الحشد العسكري أبعادًا أخرى قد تضرب سلام المدينة وإستقرارها.

 

بيد إن متابعون يرون إن قرار نقل القوات يتطلب وضع كل الإحتياطات الأمنية بالتوازي مع الوضع غير الآمن في بعض المناطق التي مفترض إن تنقل إليها بعض القوات فيما إذا تم فعليًا.

 

بيد إن قرار نقل القوات العسكرية لا يتطلب تنفيذًا للقرار من ناحية تغيير المكان فقط، قدر ماهي المشكلة تكمن في خلق مساحة عسكرية ملائمة وآمنة لكل لواء عسكري وإيجاد تحصينات عسكرية في المواقع التي ستنقل إليها القوات وتفعيل الإحتراز الأمني لدى أفرادها بما ينعكس على الوضع العام في نطاق تواجدهم الجغرافي.

 

ثمة مهمتان يمكن قراءتهما لقرار نقل القوات العسكرية،

الأولى مهمة عسكرية والمعنى هنا في أختيار بعض المواقع القريبة من مناطق إلتماس مواجهات الحرب الدائرة،ويبرز هنا دور تلك القوات في دعم جهود الجبهات العسكرية القريبة ورفدها بالمقاتلين المتدربين من ناحية وضبط الإيقاع الأمني حيث إن بعض المناطق تعاني من غياب الأمن بداخلها وقربها من نطاق القتال مع حلفاء الحرب شمالًا ما يعني هنا إن المهمة هنا مزدوجة بغرض التحرير والتأمين،وهذه الحالة في المواقع العسكرية المجاورة لمناطق الصراع.

 

وبالمقابل،نقل بعض الألوية إلى البعض المناطق البعيدة من مناطق الصراع الدائر مع الحوثيين وقوات صالح،يمكن إستشّرافه في دعم جهود الأمن فيها حيث تعاني هذه المدن من حالة إنفلات أمني وغياب للموسسة العسكرية الرسمية مع المخاوف التي يبديها البعض من تصاعد نشاط بعض الفصائل المتشددة فيها،والنجاح الأمني في هذه المواقع يمكن إن ينعكس طرديًا على الوضع في عدن حيث تلجأ بعضال الفصائل للمناورة على مشارف عدن وأحيانًا تضرب في عمق المدينة وهذا يعود بطبيعة الحال لغياب الأمن وغياب الداعم الشعبي مع الحضور الخجول لمؤسسات الدولة الرسمية،ولما لا تجد هذه الفصائل من يردعها في معاقلها يمكن إن تتوسع ويشكل هذا عاملًا محفزًا يجعلها تتمدد حتى تضرب أهدافها الأبرز.

 

 

عندما صدر القرار حينها وهو مالم يتم التأكد منها بدأ إن البعض مؤيدًا لهذه الخطوة لكن القرار فقط لا يشكل إلا 1%من التطبيق العام للقرار الناجح إذ كيف يصح إن  ترسل لواءً عسكريًا وأنت لا تملك خطة واضحة لعملية النقل.

الحديث هنا عن بناء تحصينات عسكرية تطوّق المكان حيثت تقع بعض المواقع قرب خطوط عامة وفي مواقع تشهد توترًا أمنيًا في أغلب الأحيان لذا من السهل إن تضرب من بعض الفصائل المتشددة لسهولة مواقعها وبالتالي يجب إن تنقل القوات العسكرية في أماكن مرتفعة بحيث يصبح المجال المحيط بها تحت السيطرة وهنا موقفك سيكون مدعمًا وتحتاج في الاثناء لنظام إتصالات فعاّل تحسبًا لأي تطور أمني.

 

 

جزئية وجود مباني محصّنة ولو في مكان منخفض أو مرتفع ، وتحتضن الأفراد، مهمة جدًا وهي أفضل بكثير من إن تضع  عددًا من الجنود في مكان مرتفع دونما تحصينات أو مباني عتيدة يمكن إن تقاوم تقلبات الأجواء.

 

في قراءة موجزه لبعض المواقع التي من المفترض إن تنقل إليها بعض القوات،نجدها تفتقد لوجود مباني وتحصينات عدا عن بقايا أطلال وبالتالي من الخطأ الكبير إن تنقل قوات بهذا الحجم والعتاد العسكري في مكان مكشوف ومضطرب أمنيًا.

 

قبل نقل القوات يجب إن تختار الأماكن بعناية وتبنى مواقع محصّنة وبالتوازي يجب تعزيز الثقة مع السكان المحليون المتواجدين في النطاق الجغرافي ذاته ومحاولة كسبهم وتجنيد العديد من أفرادها وبذلك تختار موقعك بعناية وتدًعّم وجودك بدعم وثقة السكان المحليون.