آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-06:51م

ملفات وتحقيقات


عدن من الداخل : يوميات وقت الظهر

الأحد - 16 يوليه 2017 - 06:58 م بتوقيت عدن

عدن من الداخل : يوميات وقت الظهر

كتب / بلال غلام حسين

أنا أبن هذا المجتمع البسيط، أفرح لفرحة وأحزن لمأسيه واتألم لأوجاعه. يومياتي مع الناس في وقت الظهر هي قصص تعايش الواقع والشخصيات التي أخذكم معهم لتعيشوا تفاصيل هذه اليوميات كما هي بدون رتوش أو مكياج، حتى الشخصيات التي أذكرها وأتكلم عنها بسفطه وضحكة وأدحشهم أحياناً لا يزعلون مني بالخالص لأننا أتحدث عنهم بصفاء نفس لهذا تراهم يأتون إليه في حال لم أذكرهم لمدة فيقولوا لي يا بلال لك فترة ما تذكرنا بيومياتك أيش نسيتنا..?!

اليوم طبعا كعادتي أتمشى في الأسواق أسلم على هذا وأضحك مع ذاك، وأسفط مع أبو التمباك والفحم الزبيدي وأقوله الفحم حقك ما ينفع يتقارح زي الطماش فيقولي ولا عليك يأستاذ بلال با هبلك اليوم فحم مليح وفوقه زيادة كمان، أخرج من عنده أجزع عند أبو الروتي في سوق الكدر، يكون واحد من أصحابنا الشيوبة جالس فوق الدكة يقولي فينك يا بلال مغيب علينا لك فترة ما نشوفك، فأقوله سافرت ورجعت قبل رمضان، يقولي أسمع معيه لك حاجات قديمة با تعجبك بأطرحه لك في مقهاية ملتقى الأحبة، بس أسمع أشتري لي حبة كيك أبو ثمانين ريال هههههههه... ناس عدن طيبين وبسطاء بالفطرة والله، أشل الخمسة أقراص الروتي أبو صندوق حقي أروح عند أبو الحلاوة الصوري وأشتري بميتين حلاوة حامية على كيف كيفكم، لأننا أتعودت أشرب الشاهي حق الظهر حقي مع الحلاوة لأنها تجيب لي الفاقة للأكل وأدور بعده لحاويس وبسابيس وصانونة أزكعه مع الروتي الشاحط أبو صندوق. أروح بعدها إلى أحب مكان إلى قلبي وهو مقهاية ملتقى الأحبة وكالعادة أضرب واحد شاهي رزين مع الهيل والجوز وهات يا شوهة مع الأحباب والأصحاب ومحارشة بين ذه وذاك والنفوس والقلوب صافية، وبينما نحن كذلك يطلع لنا فته موز من القمقم زي جني الظهر هههههههه ويقولي دحين يا بلال أنت با تخلي اللوك حقك وتعزمنا شاهي والا لا..?! أزكن له الشاهي وأقوله أشربه وأنت ساكت بلا دوكاك حقك، ويجلس سكته قليل كذه الا وصوته أرتفع، أسمع أنا با شل ربع وباجي خزن عندك اليوم..!! أقوله طيب، فيقولي طيب كيف أسوي دحين معي 300 ريال هات با غلق فوقه وأشتري ربع هههههههه قلتله شوف عشان كذه أنا قلت لك أشرب الشاهي وأنت ساكت لأننا أعرفك يا لوك.

وبعد هذه الجولة أمر على الدوبي وأشل ثيابي منه وأقوله هااا كيف كويت الكرر حق الشميز زي الناس والا خليته مشاطل..?!! يقولي أبب على كيف كيف هذه المرة، وأجزع عند مطبعة الحاج موسى رحمة الله عليه وأتشوه مع حبايبنا أحمد ومحمد موسى كالعادة مع قليل حشوش لأن المطبعة ذي معي فيها ذكريات وكانت أول مكان أشتغل فيه بعد تخرجي من التجنيد. أخلص من المطبعة وبينما أنا ماشي للبيت والدنيا شمس تتقارح وأنا محمل الثياب والبرد والفحم يجيلك واحد محشر فيبه طافه يشتي يهادرك سياسة، أخليه يهدر وأنا أمسك الفكة من الزغط الثاني والبرطحيس للبيت، نعم أنا فيبي طافة للخاوي السياسي حقه وهكذا تكمل جولتنا لهذا اليوم مع حياتنا البسيطة في شوارعها وحواريها العتيقة.