آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-07:37م

ملفات وتحقيقات


تقرير : الجرحى الجنوبيون ... آلام وآمال

الأحد - 16 يوليه 2017 - 09:30 م بتوقيت عدن

تقرير : الجرحى الجنوبيون ... آلام وآمال

عدن (عدن الغد)خاص:

تقرير :  محمد الحنشي

يعيش المئات من الجرحى الجنوبيين أوضاعا مأساوية صعبة، بعد أن تخلت الحكومة عنهم نظرا للتكلفة المالية الباهظة لعلاجهم سواء في الخارج أو حتى في المستشفيات المحلية في العاصمة عدن.

عشرات الجرحى الذين سقطوا في معارك الشريط الساحلي والقطاع الغربي، والبعض منذ معارك تحرير عدن وأبين ولحج والضالع أصيبوا بإعاقات دائمة والمتمثلة في حالات الشلل المختلفة، جراء إصاباتهم الخطيرة بالعمود الفقري والحبل الشوكي والدماغ، في حين تعرض العشرات منهم لبتر أقدامهم جراء إصابتهم بالألغام والشظايا.

الكثير من الجرحى قالوا لو عاد بنا الزمن الى ما قبل الحرب قد لا نخرج لها ونحن رأينا كيف تسلق وتصلط علينا من كانوا في بيوتهم ومن كانوا في فنادق الرياض والقاهرة .

أمام مكتب وكيل محافظة عدن لشؤون الجرحى علوي النوبة يتجمع المئات من الجرحى من أبناء عدن ومن القادمين من محافظات أبين ولحج والضالع وغيرها للحصول على مستحقات، ومنهم من يسعى للحصول مساعدات لمواصلة العلاج سواء في عدن أو إن وفق في السفر إلى الخارج.

لنقل جزء من معاناة الجرحى الجنوبيين التقت "عدن الغد" ببعض الجرحى الذين تحدثوا عن الحالة المأساوية التي وصلوا إليها وكيف تخلت عنهم الحكومة وتناستهم.. فإلى التقرير التالي :

 

- لماذا تتجاهلنا الحكومة ؟

حينما اقتحمت قوات الحوثي وصالح الجنوب حمل الشاب "الخضر ناصر ذو "18" ربيعا بندقيته وهب للدفاع عن محافظة الضالع.

"الخضر" ابن مدينة لودر بمحافظة أبين كان مقاتلا شرسا مع أصدقائه بجبهات القتال بمدينة الضالع للتصدي للعدو المعتدي القادم من شمال اليمن.

قبل تحرير محافظة "الضالع " (والتي كانت أول محافظة جنوبية تطرد قوات الاحتلال الحوثية العفاشية) أصيب "الخضر" وقتل ثلاثة من رفاقه وكانت إصابة "الخضر" في الركبة ونقل إلى أحد المستشفيات بالمدينة وتلقى علاجه هناك لعدة أشهر.

بعد تحرير المحافظات الجنوبية وفي الوقت الذي كان بعض الجرحى يتم تسفيرهم إلى الأردن والهند وغيرها من البلدان ذهب الشاب الخضر إلى محافظة عدن للمتابعة بالسفر لمتابعة العلاج في الخارج كون إصابة خطيرة ولا يستطيع السير على قدميه التي تعرضت للإصابة.

يقول "الخضر" في حديثه لـ"عدن الغد": "ذهبت الى كل الجهات الرسمية وغير الرسمية وقدمت ملفاتي وأوراقي الى كل مسؤول وقائد في المقاومة إلا أنهم لم ينظروا لي بعين الاعتبار , متسائلا : لماذا تتعامل الحكومة معنا هكذا ؟ لماذا تتجاهل الحكومة مطالبنا؟.

 

-لا نستطيع السفر لعدم وجود "الواسطة"

في إطار جمع المعلومات والبحث عن الجرحى التقينا بالجريح "أحمد سالم" من أبناء محافظة لحج أصيب في معارك تحرير المخا.

يقول "أحمد" منذ أن أصبت في معارك المخا لم يلتفت إلي أحد، بل تم إيقاف مرتبي".. مضيفا: "عندما تسأل عن مرتبك وعن إجراءات علاجك يأتيك الرد بأن تذهب إلى معسكرك ووحدتك العسكرية التي أنت مقيد فيها بينما لا نستطيع الذهاب كونها في رأس الجبهات".

وأردف أحمد: "أنا ومثلي الكثير وللأسف يمنعنا من السفر عدم وجود "الواسطة " في الحقيقة  انه اذا لم يكن لديك علاقة او قرابة مع قيادي من المقاومة او مسؤول في الحكومة لن يتم تسهيل سفرك ومن المستحيل ان تسافر".

وتابع: "أعرف الكثير من الجرحى ليس لديهم معرفه مع القيادات بالمقاومة تم خذلانهم ونسيانهم وبعضهم من توفي بسبب الإهمال وعدم تلقي العلاج".

 

- عدم جدية اللجنة

ابن مدينة عدن "محمد ناصر" كان له حديث معنا حيث قال: تعرضت للإصابة عندما كنت حارسا على إحدى الوحدات العسكرية، وتعرضنا لهجوم وأصبت فيه وبعدها نقلت إلى أحد المستشفيات بعدن وبعد فترة قال لي الأطباء أن علي التوجه إلى الهند لتكملة العلاج هناك".

ويضيف محمد: "تقدمت للجنة المكلفة بتسفير الجرحى أكثر من مرة لكن لم أجد أي تجاوب بالرغم من أن إصابتي خطيرة وتستدعي السفر إلى الخارج ولدي من التقارير ما يؤكد ذلك لكن اللجنة رفضت تسفيري".

وناشد محمد في ختام حديثه لنا التحالف العربي والحكومة اليمنية ومركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي التجاوب مع مناشدات الجرحى وعمل لجنة خاصة لهم والتكفل بعلاجهم سواء في عدن أو في الخارج".

 

- مناشدة للحكومة وأهل الخير

"نظمي عبده" من أبناء مدينة الشريجة بمحافظة لحج وجه مناشدة إلى الحكومة وأهل الخير لإنقاذه والتكفل بعلاجه وذلك بسبب سوء حالته المعيشية وخطورة إصابته .

الجريح "نظمي"  كان قد جُرح بقذيفة أدت إلى بتر يده اليمنى وبعض أصابع يده اليسرى وإصابات في البطن وكسور في عظام القديمين.

يقعد الجريح "نظمي" في منزله نظرا لعدم قدرته على تكلفة العلاج في المستشفيات بسبب الحالة المادية الصعبة التي يعاني منها.

وبعد مرحلة اليأس التي وصل إليها وجه "نظمي" مناشدته عبر "عدن الغد" آملا أن يجد من ينقذه مما هو عليه ومن الآلام التي يعيشها.

وكما تشير التقارير التي يحملها فإن الجريح بحاجة إلى زراعة عظم في ساقه اليمنى وصفيحة معدنية في ساقه اليسرى .

 

- وعود وتصريحات

عدد من الجرحى الذين التقينا بهم قالوا تلقينا وعودا وقرأنا تصريحات للأخ علوي النوبة وكيل محافظة عدن لشؤون الشهداء والجرحى بأنه سيتم صرف مستحقات ومرتبات للجرحى والشهداء، لكن كل تلك الوعود والتصريحات لم نرَ لها أثرا على أرض الواقع, مطالبين من الاخ النوبة عرض مطالبهم على قيادة التحالف العربي وعلى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي .

 

- تلاعب وعبث كبير

إعلاميون ونشطاء أكدوا أن هناك تلاعبا وعبثا كبيرين في ملف الجرحى الجنوبيين، موضحين أن هناك جرحى في الهند لا يستحقون أن يكونوا ضمن ملف الجرحى فيما تم علاجهم ضمن  المحسوبية الضيقة المقيتة، فيما هناك عشرات الجرحى بالداخل في مستشفيات يفتقرون لأبسط أنواع العلاج والإهمال في التطبيب حد بتر أطرافهم فيما كان بالإمكان إنقاذهم بالسفر للخارج.. لكن لأن المحسوبية والولاءات الضيقة إضافة إلى العبث والفساد بملف الجرحى أصبح ليس من الغريب وفاة أحد الجرحى بين الحين والآخر في مستشفيات عدن.

 

- من يلعب بأموال الجرحى التي تصرف لهم ولماذا لايتم إيصالها لمن يستحقها ؟

- متى تلتفت الحكومة إلى من دافع عنها ووقف في وجه المليشيات الانقلابية؟.