آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:03ص

أخبار المحافظات


عاصمة الثقافة الإسلامية الغناء تريم ... روحانية المكان ... وصفاء الزمان ...!!!

الإثنين - 19 يونيو 2017 - 04:10 م بتوقيت عدن

عاصمة الثقافة الإسلامية الغناء تريم ... روحانية المكان ... وصفاء الزمان ...!!!

تريم (عدن الغد) خاص:

كتب: سعيد شكابة

 

 

عادات وتقاليد روحانية رمضانية متميزة على مر الزمان في الغنّاء تريم..!!!!

تريم الغناء عاصمة الثقافة الإسلامية وحاضرة العالم الإسلامي وقبلته الثقافية للعام 2010م بمحافظة حضرموت شرقي اليمن ....مدينة  لها مميزات جمة في التفرد بالكثير من العادات والتقاليد الدينية والشعبية المتعددة التي تملك بموجبها مدينة الصديق علامة الجودة الحصرية في عبق الخصوصية .

ولعل من أشهر وأبرز تلك العادات والمميزات والصفات .... عادات تميزت بها الغناء تريم في شهر رمضان المبارك وانفردت بها دون غيرها من مدن وقرى محافظة حضرموت عموماً ، وإن كان البعض منها قد انقرضت وبعضها في طريقها إلى الانقراض ولكن البعض الأخر لازال مستمراً بروحانية كاملة وتميز فريد ......

 

تريم روحانية المكان .... وصفاء الزمان :-

في تريم توجد بيئة روحانية باهرة لا توجد في أي مدينة غيرها كيف لا وهي بلد علم ونور وصلاح وروحانية ، وإن الداخل إليها يشعر بالسكينة والطمأنينة ، وكان لكل ذلك هذا الأثر في أولئك الذين يبحثون عن الطمأنينة ويأتون إلى تريم للتزود بتلك الروحانية والسكينة والطمأنينة .

وجاء عن تريم في كتاب (منحة الإله) أن أحمد المحضار التقى أحد الدراويش السائحين وقال له: إني ما رأيت مثل بلدة (تريم) لأن كل أسرار الأولياء وأنوارهم مقصورة عند قبورهم إلا  في (تريم) فإني رأيت أسرارهم وأنوارهم مبسوطة في مساجدها وشوارعها وأسواقها حتى في طهاراتها ((بيت الماء أو الخلاء بالمعنى الحضرمي)) .

  كما ذكر أن المغربي خرج لزيارة (تريم) فلما وصل إلى منطقة (باجلحبان) رأى الأسرار والأنوار على (تريم) فاندهش وصُرع ومات في الحال .

إضافة إلى السمعة الواسعة والمنتشرة المعروفة بها الغناء تريم كمنبع العلم والحضارة ومركز الإشعاع العلمي والمنار التربوي والعطاء الدعوي .

عادت تميزت بها تريم على مر العصور والأزمان :-

ومن الأمثلة على  تلك العادات التي كانت سائدة آنذاك في تريم إنه عند استقبال شهر رمضان المعظم كان السلف الصالح يقومون بتقديم التهاني والترحيب بالشهر الفضيل في مساجد تريم قبل ستة أشهر من قدوم هذا الشهر المبارك ترحيباً وابتهالاً بقدومه كما أنهم يعملون عند نهايته ولمدة ستة أشهر على توديعه ، هذه العادات مازالت مستمرة وتشهدها مساجد تريم حتى اليوم ولكن ليس بمثل ما كانت عليه ، حيث يتم الآن تقديم التهاني والترحيب بالشهر الفضيل في النصف الأول من الشهر وفي النصف الثاني منه تتم عملية التوديع له .

ومن العادات أيضاً في تريم الغناء أنه عند حلول شهر رمضان كان الناس يقومون بإشعال النار في قمة أعلى جبل فيها ولكن هذه العادة انقرضت مع تطور الأمور ومواكبة التطور العلمي الهائل كون تلك العادات كانت تستخدم لإعلام أصحاب المناطق البعيدة من المدينة بحلول شهر رمضان المعظم .

تهيئة المساجد ورشها بالعطور:-

وهناك الكثير من العادات والممارسات الدينية التي كانت تتميز بها مساجد تريم دون غيرها في هذا الشهر ومنها إنه في شهر رمضان تفتح مختلف مساجد تريم من أول النهار وحتى آخر الليل وتهيأ تهيئة كاملة لمكوث المصلين فيها من خلال رشها بالعطور وتطييبها بالبخور وتوفير كل احتياجاتهم ومتطلباتهم المختلفة وهذه العادة تتم في أغلب المساجد وخصوصاً مسجد الجامع ومسجد المحضار ومسجد باعلوي وغيرها وهي لازالت مستمرة حتى يومنا هذا .

قراءة القرآن في المساجد:-

وفي شهر رمضان ترى الناس في تريم يجتمعون في المساجد لقراءة القرآن على هيئة حزب ويتم ختم القرآن في أغلب المساجد كل أربعة ليال ويسمى ذلك غلاق الربع ، وعند الختم يتم الاجتماع في المساجد و خصوصاً في مسجد المحضار ويكون اجتماعاً قرآنياً فريداً ومتميزاً .

وأكثر ما يميز مساجد تريم دون غيرها هو أن لكل مسجد على حدة ختم القرآن في ليلة محددة تبدأ من ليلة التاسع من شهر رمضان ((اليوم الثامن)) ولذلك يأتي الناس من شتى الأماكن لأداء صلاة التراويح وختم القرآن والابتهال بالأدعية والأذكار حتى طلوع الفجر.

الروحة منذ مائة عام:-

ومن العادات والممارسات الدينية التي تتم في مساجد تريم خلال أيام شهر رمضان المبارك إلقاء الدروس العلمية وتسمى جلسات هذه الدروس «الروحة» وأغلب الأوقات التي يتم فيها إلقاء الدروس في المساجد تكون بعد صلاة العصر ويتم خلالها قراءة السير النبوية وكتب الفقه وكذلك الأحاديث والآداب النبوية وكتب التصوف  ومن أشهر المساجد التي تلقى فيها تلك الدروس الأن مسجد جامع تريم الشهير والذي يقوم بإلقائها هناك الداعية الإسلامي الحبيب العلامة/سالم بن عبدالله الشاطري عميد معهد رباط تريم للعلوم الشرعية وفضيلة الحبيب العلامة/علي المشهور بن محمد بن سالم بن حفيظ رئيس مجلس الإفتاء الشرعي بتريم مدير معهد دار المصطفى للدراسات الإسلامية والحفاظ على استمرارها وإقامتها دليل اقتداءً بمؤسسها الشيخ العلامة/عبدالله المحضار الذي أسسها قبل حوالي أكثر من مائة عام ومازالت قائمة حتى اليوم .

الموشحات الدينية بألحان جديدة:-

ومن عادات ومميزات مساجد تريم أيضاً تعدد صلاة التراويح من حيث أوقاتها فكل ربع ساعة تقام صلاة تراويح في مسجد معين وتبدأ من الساعة الثامنة مثلاً في المسجد الأول وتستمر تباعاً بعد كل ربع ساعة لتبدأ في المسجد الآخر وهكذا تستمر هذه الصلوات حتى بعد منتصف الليل حيث تكون آخر صلاة الساعة الثانية بعد منتصف الليل في مسجد الجامع وتنتهي الساعة الثالثة .

ومن عادات أبناء تريم أيضاً ترديد الأهازيج أو ما يسمى عندنا بالموشحات الدينية وتردد تلك الموشحات بعد صلاة التراويح وتكون بأصوات وألحان جديدة ومعظمها تتضمن مدح النبي صلوات الله عليه وسلامه وخلال ترديد هذه الموشحات يوزع على الحضور الماء البارد والقهوة ورشهم بالعطور والمشي في أوساطهم بالبخور وهذه العادة لا تزال موجودة ومستمرة حتى الآن ويتم القيام بها في معظم مساجد تريم .