آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

ملفات وتحقيقات


في استقبال الشهر الفضيل .. طقوس رمضان تعرقلها معاناة المواطنين في عدن

الأحد - 28 مايو 2017 - 03:15 م بتوقيت عدن

في استقبال الشهر الفضيل .. طقوس رمضان تعرقلها معاناة المواطنين في عدن

عدن (عدن الغد) خاص:

هل علينا شهر رمضان المبارك وسط معاناة كبيرة تتجرعها مدينة عدن فأزمة الكهرباء هي من تتصدر المشهد فالانقطاعات المستمرة لها جعلت المواطنين يشعرون بالإحباط  فالعديد منهم يعاني بسبب الحر وخاصة كبار السن ومنهم من يعاني من الامراض الجلدية من الأطفال , ولا توجد أي حلول تذكر.

هناك العديد من الطقوس الرمضانية التي تمارس في كل عام من قبل الأسر في عدن وفي مختلف المحافظات المجاورة منها الأطعمة المتنوعة في وجبتي الإفطار والسحور والألعاب الشعبية  للأطفال في الحواري وشراء الأشياء التي تتعلق برمضان سواء للمنزل أو الطعام وتزيين الشوارع بالشعارات الخاصة برمضان , وزحمة المشترين والبائعين في الأسواق التي تحمل من كل مالد وطاب من البضائع والسلع.

كل هذا أصبح اليوم في تناقص بسبب ارتفاع الأسعار نتيجة هبوط العملة المحلية وارتفاع سعر الدولار الذي بدوره أدى إلى تزايد سعر المنتجات الغذائية التي تعتبر الشيء الرئيسي في حياة السكان فقد وصلت بعض المواد الى سعر مضاعف مقارنة بسعرها في العام الماضي.

إضافة الى أزمة الرواتب التي تتفاقم شهرا تلو الآخر جعل المواطنون يتنازلون عن أبسط حقوقهم في سبيل توفير لقمة العيش المر , ويرضون بالقليل وهناك الكثير من الأسر التي لا تجد هذا القوت بل تنتظر أن يطرق بابها كل يوم من أجل الحصول على وجبة تسد بها جوعها.

كل هذه المظاهر جعلت طقوس رمضان هذا العام تعرقل ولا تسمو لمثل ما كانت عليه من أعوام مضت , لكن يظل المواطن العدني يتحلى بالصبر والتحمل حتى يشعر بجو رمضان ولياليه التي لا تأتي سوى مرة واحدة كل عام فيتعايش معها بحلوها ومرها ومصارعة كل الأزمات في سبيل خلق سعادة تكسو هذا الشهر الفضيل.

لمعرفة كيف استقبل المواطنون في عدن شهر رمضان وما هي معاناتهم في ظل غلاء الأسعار والأزمات ما زالت مستمرة نعرض التقرير التالي...

 

تقرير : دنيا حسين فرحان

 

ضعف الاقبال على بعض المحلات التجارية

يقول أحمد الميسري بائع في محل لبيع البهارات :

عندما يأتي شهر رمضان نكون على أتم الاستعداد لاستقبال الزبائن وتحديدا النساء اللاتي يشترين مختلف البهارات والمستلزمات الخاصة بإعداد وجبات رمضان لذلك نعمل حسابنا من قبل في توفير كل ما يحتاجوه , ولكن في هذا العام ومع ارتفاع الاسعار قلت بعض الطلبيات ولم يعد هناك زبائن كثر ونحن نلتمس لهم العذر فالكل يعلم أن في عدن مشاكل كثيرة وأزمات مفتعلة أرهقت المواطنون جعلتهم لا يمتلكون المال الكافي للشراء فيكتفون بالأشياء الأساسية التي هي الأخرى أصبحت بأسعار عالية كان الله في عون الجميع ونتمنى أن يتحسن الوضع.

 

الغلاء يأثر على نفسية المواطنين :

يعيش المواطنون في عدن حالة من القلق بسبب ارتفاع الأسعار في كل شيء فكيف يمكنه شراء أغراض شهر رمضان والبعض منهم لم يتسلموا رواتبهم من شهور أو تأخرت بسبب الأوضاع التي تمر بها عدن , فكل شيء أرتفع سعرة كالدقيق والسكر والزيت الذي يعتبرون المكونات الأساسية التي يحتاجها كل بيت ورغم وجود بعض المبادرات والمنظمات التي توزع السلل الغذائية لكن هناك بعض الأسر لا تتلقى أي دعم مادي أو بمواد غذائية وسط فقرها المدقع فلا تعرف كيف سيمر عليها الشهر وهي لا تمتلك أي طعام في المنزل ولا تتمكن من توفيره بشكل يومي , حتى وإن وجدت هناك أسر دخلها مناسب يشكل ارتفاع الأسعار هاجسا لها فهي بحاجة لدفع مبلغ مضاعف لتوفير كل ما تحتاجه لذلك يتأثر المواطنون بشكل عام بما حولهم من غلاء في كل شيء ويستغنون عن بعض الأغراض في سبيل توفير أبسطها.

 

محلات الجملة وجمود البيع فيها :

تعد محلات الجملة من المحلات المهمة في السوق فهي تخفف على بعض التجار البحث عن كميات كبيرة من السلع والمنتجات بأسعار مناسبة وحت على المواطنون الذي يفضل البعض منهم شراء كمية من الأغراض بسعر بسيط أو أقل من سعر محلات التجزئة لكن أختلف الحال مع هبوط العملة المحلية وارتفاع الدولار.

يقول مراد سعيد صاحب محل جملة :

هناك ركود كبير في السوق وتحديدا في رمضان عند محلات الجملة بشكل عام فمع الأوضاع الصعبة نجد صعوبة في استيراد البضائع من دول كنا نتعامل معها قبل الحرب أو حتى من محافظات مجاورة تعرقل العملية بسبب قطاع الطرق أو سوء الطريق والصراع الحاصل في المحافظات الغير محررة لذلك لا نتمكن من الحصول على البضائع بكميات كافية أو نحصل عليها بأسعار باهضة وعندما نقوم ببيعها ونرفع السعر حتى نحصل على مكسب ينفر الزبائن من محلات بيع الجملة ويذهبون لأصحاب البسطات الذي يبيعون بضائعهم بأسعار بسيطة تتناسب مع احتياجات المواطنين , نحن لدينا أيجار المحل ومرتبات العمال وسعر البضائع لذلك من الصعب أن نخفض السعر لمستوى محدد لأنه سيتسبب بخسارة لنا , نريد أن تنتهي هذه الأوضاع الصعبة وأن نتمكن من عملية الاستيراد بكل سهولة.

 

نفور المواطنين من أماكن بيع اللحوم والدواجن :

كان أغلب المواطنين في رمضان يأكلون اللحوم بشكل كبير كنوع من التغيير في نوعية الطعام الذي يتناولوه في الأيام العادية ولم يكونوا يشعروا بأي مشكلة من حيث الشراء لكن أخلف الحال اليوم فمع غلاء الأسعار ومن ضمنها أسعار اللحوم والدواجن لم يعد يفكر المواطن بالتغيير أو التنوع بل أصبح يريد فقط أن يشتري ما هو رخيص من سمك أو أكلات لا تكلفة مبلغ كبير من المال لهذا تشهد محلات بيع اللحوم نفورا ملحوظة من قبل المواطنين فهناك بعض منهم لم يناولوا اللحم أو الدجاج لأيام طويلة بسبب الغلاء والظروف الصعبة التي يمرون بها , فأصبحوا فقط يفكرون بأن يسدوا جوعهم حتى بالشيء البسيط من الطعام دون التفكير بشراء الاطعمة الفاخرة وهذا ما يأثر على أقبالهم على محلات بيع اللحوم والدواجن المتواجدة في السوق.

 

مع كل هذه المعاناة يبقى شهر رمضان هو شهر الخير والبركة فيحاول المواطنون فيه أن يتناسوا صعوبة ما يمرون به من غلاء ومشكلات ويخفون همهم الكبير وراء صبرهم وتقبلهم للواقع المر بكل صدر رحب.