آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-01:48ص

ملفات وتحقيقات


تقرير : عام على التحرير والنصر .. كيف ساهمت القوات الاماراتية في عملية تحرير المكلا ؟

الثلاثاء - 25 أبريل 2017 - 10:49 ص بتوقيت عدن

تقرير : عام على التحرير والنصر .. كيف ساهمت القوات الاماراتية في عملية تحرير المكلا ؟
صورة لحظة دخول قوات الجيش الى مدينة المكلا وطرد عناصر القاعدة

المكلا (عدن الغد )خاص :

ليلة سقوط المكلا كانت صور الإرهابي «خالد باطرفي» التي التقطت من داخل «القصر الجمهوري» بحاضرة حضرموت «المُكلاَّ»، صادمة للأهالي الذين تفاجئوا في 2 نسيان من العام 2015م، بسقوط مدينتهم بين عشيِّة وضحاها، في أيدي ما تسمى بجماعة «أنصار الشريعة» المتفرعة عن «تنظيم القاعدة» بـ «جزيرة العرب».

 

 

 

 

وفي غضون ساعات انتشر المسلحون الملثمون، ذو «الرَّايَات» و«العمائم السُـود»، في أنحاء المدينة فارضين سيطرتهم الكاملة عليها، بعد انسحاب مريب للوحدات و الألوية العسكرية التابعة الجيش اليمني. انتشار تعالتْ بعدهُ «التكبيرات» والانفجارات العنيفة بمواقع متفرقة من المدينة التي أُعلنت كـ «ولاية إسلامية» لمدة عام من قبل حكَّامها الجدد القادمين على متن سيارات «رباعية الدفع».

 

 

 

 

عام كان بمثابة الكابوس بالنسبة لأهالي محافظة حضرموت «المُسَالِمِين»، شُلت خلاله الحركة بـ «المُكلاَّ» وتعطلت فيه الحياة العامة، فنهبت المؤسسات ودمرت المنشآت ونُبِشَتْ «القبور» من قبل من أطلقوا على أنفسهم تسمية «أبناء حضرموت»، فظل الناس قابضين على «جَمْرٍ» إلى حين موعد التحرير في العام التالي 24 ابريل 2016م.

 

 

 

 

 

أنصار الشريعة

سيطر ما يعرف بجماعة «أنصار الشريعة» على مدينة المكلا الساحلية محكما قبضته على العديد من المباني الحكومية بما في ذلك القصر الرئاسي، ومقر المنطقة العسكرية الثانية ، وهاجم مقاتلو التنظيم السجن المركزي بالمدينة بقذائف صاروخية وأطلقوا سراح 300 سجين، بينهم الارهابي خالد باطرفي الموقوف منذ أكثر من أربعة أعوام والذي يعد أحد أبرز قادة القاعدة في «أبين» الجنوبية التي سيطر عليها التنظيم خلال الفترة من 2011 إلى 2012م. كما قام عناصر التنظيم بمهاجمة مقر شرطة المكلا ومبنى الإدارة المحلية لمحافظة حضرموت.

 

 

 

غزوة «ذات البنوك»

وفور سيطرة التنظيم على «المُكلاَّ» قامت عناصره بتنفيذ عمليات نهب واسعة النطاق شملت عددا من بنوك المدينة التي تعرض لعمليات سطو مسلح ونهب للأموال و الودائع النقدية ، فيما بات يعرف بـ «ذات البنوك»، ومن أبرز تلك الخزائن خزينة البنك المركزي التي تمكنت القاعدة من تفجيرها ونهب مبلغ ( 11 مليار ريال يمني) منها. كانت مرصودة لرواتب الموظفين ومؤسسات الكهرباء والمياه والخدمات.

 

 

 

عمليات

ولم تسلم من تلك العمليات الإذاعة المحلية بالمدينة التي يقع مبناها في ديوان المحافظة، حيث اقتحم مسلحو التنظيم مبنى الإذاعة وقاموا بإحراق محتويات مكتبتها السمعية التي تعد ذاكرة جمعية على المستوى التاريخي والثقافي والفني.

 

 

 

 

كما عمد التنظيم على تفخيخ مداخل ومخارج مدينة «المُكلاَّ» بكميات كبيرة من المتفجرات علاوة على تفخيخ الجبال المطلة والطرق الرئيسية، وكذا الجسور الأرضية الواقعة على المدخلين الشرقي والغربي للمدينة، تحسبًا لأي هجوم يشنه الجيش اليمني عبر المدخل الشرقي، أو المسلحين التابعين للحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح عبر المدخل الغربي باتجاه محافظة شبوة.

 

 

 

 

وعمل التنظيم على أنشاء معسكرات تدريب خاصة به على الأطراف الغربية للمدينة، لتجنيد المئات من الشباب صغار السن ، في «المكلا» والمدن المجاورة لها، كـ «الشحر» و«الحامي» و«الديس الشرقية» و«قصيعر»، شرقاً، و«بروم» و«حجر» و«ميْفَع»، غرباً.

 

 

 

 

ولم يكن بمقدور «تنظيم القاعدة» اقتحام مدينة «المُكلاَّ» والسيطرة عليها مدة عام كامل لولا معرفته المسبقة بأن الفرصة كانت سانحة لتنفيذ هذه الخطوة الجريئة التي كانت لها عوامل مساعدة ، أهمها استغلال التنظيم لمعارك «الاحتراب السياسي» التي تمر بها البلاد، والشلل التام الذي أصاب الأجهزة الأمنية والعسكرية إضافة إلى حملة التصفيات التي تبناها التنظيم ضد الكوادر العسكرية و الأمنية من ضباط الجيش و الشرط في حضرموت التي تسارعت وتيرها بعد وصول الرئيس «عبد ربه منصور هادي» إلى سدة الحكم بالبلاد العام 2012م.

 

 

 

الترغيب والترهيب

 

 

انتشرت جماعة «أنصار الشريعة» في مساجد المدينة بهدف «ترغيب» المواطنين بالفكر «القاعدي» الذي تم تغليفه بخطاب ديني يعتمد على تكفير المخالفين، واستنكار البدع والمظاهر الدينية لـ «مدرسة حضرموت الدينية» الصوفية العريقة، غير أن خطابهم اصطدم بممانعة الأهالي عن تأييد ذلك الفكر الطارئ على مجتمعهم.

 

 

 

كما لجأت القاعدة إلى سياسية «الترهيب» كوسيلة لترسيخ حكمها واسكات الأصوات المنادية بخروجها من المدينة، ومن أجل تلك الغاية اعتقل التنظيم عددا من الحقوقيين و الصحفيين و الناشطين السياسيين إضافة إلى وقيادات أمنية وعسكرية وشخصيات اجتماعية وقبلية، تم احتجازها في «مركز بلفقية» الذي تتخذه إدارة المحافظة مقرا لها ، وتم توزيع كشوفات بأسماء معارضين آخرين على النقاط المنتشرة في مداخل ومخارج المكلا.

 

 

 

المجلس الاهلي

وسعت «القاعدة» لخلق ذراع سياسي لها ، ليكون غطاء مجتمعيا لها بالأساس يقوم بالتفاوض مع الأهالي وتسند إليه مهام إدارية وخدماتية تتعلق بالحياة اليومية . فتم تشكيل ما عرف بـ «المجلس الأهلي» بهدف إحلاله بدلا من السلطة المحلية التي تم كنسها تماما بعد فرار المحافظ المحسوب على تيار «الإخوان» و «حزب الإصلاح».

 

 

وتصدر عملية الترويج للكيان الجديد «مجلس علماء أهل السنة والجماعة» وهو كيان «إخواني» يضم مجموعة من رجال الدين المتشددين الأقرب لخط القاعدة ، وعلى هذا النحو تم تقاسم السلطة في «ولاية حضرموت» وتبادل الأدوار بين المجلس بوصفه جهازا تشريعياً وبين «إدارة الحسبة» التي أنيطت بها مهمة تنفيذ الأحكام و تطبيق الحدود وفقا للشريعة الإسلامية كما كان يُروِّج التنظيم .

 

 

 

الإخوان

ويتهم «إخوان اليمن» بالتواطؤ في عملية سقوط مدينة «المكلا» في قبضة تنظيم القاعدة الارهابي الذي تربطه علاقة وطيدة بقيادات تنتمي إلى «حزب التجمع اليمني للاصلاح»، حيث سهلت هذه القيادات عملية سيطرة التنظيم على محافظة حضرموت في 2 من ابريل العام 2015م.

 

 

 

 

 

 

 

وكشفت التحقيقات التي جرت مع أحد المسؤولين المحليين في «حزب الإصلاح» الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، تورط الإخوان

ويتهم «إخوان اليمن» بالتواطؤ في عملية سقوط مدينة «المكلا» في قبضة تنظيم القاعدة الارهابي الذي تربطه علاقة وطيدة بقيادات تنتمي إلى «حزب التجمع اليمني للاصلاح»، حيث سهلت هذه القيادات عملية سيطرة التنظيم على محافظة حضرموت في 2 من ابريل العام 2015م.

 

 

 

وكشفت التحقيقات التي جرت مع أحد المسؤولين المحليين في «حزب الإصلاح» الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، تورط الجماعة في تنفيذ العديد من العمليات اللوجستية للقاعدة بالمكلا علاوة على الضلوع في عمليات التستر على العناصر الارهابية و التغطية على ممارسات ما يعرف بـ «جماعة أنصار الشريعة» بـ «المكلا».

 

 

 

معركة تحرير المكلا

وفي 24 أبريل 2016م أطلق التحالف العربي عملية عسكرية ضخمة لتحرير «المكلا» استطاعت، في غضون ساعات من إطلاقها، السيطرة على العاصمة الإدارية لمحافظة «حضرموت» بعد معارك شرسة مع عناصر «تنظيم القاعدة» أسفرت عن دحر فلول الجماعات الإرهابية من المدينة.

 

 

وتعد «عملية تحرير المكلا» إحدى العمليات العسكرية النوعية لقوات «التحالف العربي» التي دفعت بقوات عسكرية بنحو 2000 جندي يمني مدعومين بقوات خاصة سعودية، وإماراتية توغلت في أنحاء « المكلا» وسيطرت على الميناء والمطار، بدعم جوي من طائرات «التحالف العربي». وفي 25 أبريل 2016م أعلن «التحالف العربي» تحرير مدينة المكلا بالكامل من العناصر الإرهابية إثر المعارك التي أسفرت عن قتل أكثر من 800 من مسلحي «تنظيم القاعدة».

 

 

 

الحرب ضد الإرهاب

وتعدّ عملية «تحرير المكلا» التي كان للقوات الاماراتية الخاصة الدور الأكبر فيها أضخم عملية عسكرية من نوعها ضد الارهابيين منذ انطلاق «عاصفة الحزم» في مارس 2015. تم تنفيذها بعد استدراك الأجهزة الميدانية لـ «التحالف» إلى أن الجماعات الإرهابية من «القاعدة» و«تنظيم الدولة الإسلامية» أصبحت تستغل انهماك «التحالف» في القضاء على التمرد لتعزيز نفوذها في جنوب اليمن بشكل خاص، وهذا لا يخدم الاستراتيجية الخليجية في ترتيب الأوضاع باليمن والمحيط الإقليمي العربي أيضا.

 

 

إذ جاء تحرير «المكلّا» كتطوّر في غاية الأهمّية، ليؤكد أن «عاصفة الحزم» ليست مجرّد حدث عابر، بقدر ما أنّها حرب على الإرهاب بكلّ أنواعه. ولعبت القوات الخاصة الإماراتية دورا أساسيا في استعادة المدينة والمحافظة على الاستقرار فيها.

 

 

وتعدّ حضرموت، أكبر محافظات اليمن، إذ تمثل ثلث مساحة البلاد، وتنقسم إداريا وعسكريا إلى منطقتين هما ساحل حضرموت، ومديريات وادي وصحراء حضرموت.

 

 

 

 

دور الامارات

وعقب تحرير مدينة «المكلا» من قبضة «تنظيم القاعدة»، قال قائد القوات الإماراتية في حضرموت العميد الركن مسلم الراشدي، الذي يقود عمليات تحرير المكلا، في مؤتمر صحفي خاص : " إن دعم قوات التحالف العربي في اليمن أسهم في تحقيق النصر في مدينة المكلا وتحريرها من تنظيم القاعدة، مضيفا أن تلك القوات تتعهد بالمضي قدما في محاربتها.

 

 

 

 

وكشف الراشدي، حينها، أن «تنظيم القاعدة» قام بنهب ( 100 مليون دولار) من مدينة المكلا بشكل يومي، إلا أنه فقد مصدر تمويله الرئيسي بعد تحريرها المدينة. وأشار الراشدي إلى أن عملية تحرير المكلا أثبتت أن القاعدة ضعيفة وهشة، وأثنى على دور الضربات الجوية التي شنها التحالف في تسهيل مهمة الجيش اليمني في المدينة.

 

 

 

 

وأوضح الراشدي أن «القوات الإماراتية» تدرب القوات اليمنية التي أثبتت جدارتها في معارك بالمكلا، منوها إلى أن أطنانا من المساعدات الإنسانية تنطلق باتجاه «المكلا» من الإمارات.

 

 

ولعبت القوات الإماراتية دورا محوريا في تحرير عدن من «المليشيات الانقلابية الحوثية» بغطاء من سلاح الجوّ التابع لقوى التحالف العربي والإسلامي الذي يخوض معارك “عاصفة الحزم”.

 

 

وقال «مايكل نايتس» الخبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى "إن الإمارات كان لها دور حاسم في إجبار الحوثيين على التراجع عبر اللجوء إلى قدرات عسكرية متطورة في مقدمتها كتائب مشاة ميكانيكية أثبتت فاعلية حاسمة".

 

 

وأضاف "كانت الإمارات اللاعب المركزي الرئيسي في القتال البري". وتعززت قدرات القوات الإماراتية في مواجهة «تنظيم القاعدة» عبر سلسلة واسعة من القبائل التي تتعاون معها على الأرض. فعملت القوات اليمنية عملت تحت قيادة إماراتية خلال الأيام الثلاثة الأولى على مداهمة عدة منازل يعتقد أنها تستخدم كأوكار من قبل خلايا نائمة تابعة للقاعدة.