آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:40ص

حوارات


عبدالرحمن الجفري : شعب الجنوب العربي مصمم على نيل استقلاله وبناء دولته على كامل تراب أرضه

الأحد - 09 أبريل 2017 - 04:08 م بتوقيت عدن

عبدالرحمن الجفري : شعب الجنوب العربي مصمم على نيل استقلاله وبناء دولته على كامل تراب أرضه

الرياض /عدن الغد /خاص:

 

قال رئيس حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الحر عبدالرحمن الجفري أن شعب الجنوب العربي مصمم على نيل استقلاله وبناء دولته على كامل تراب أرضه.
وجاء ذلك في مقابلة مطولة أجرتها معه صحيفة عدن الغد.
حاوره / امين قنان


* أين تضع القضية الجنوبية بين محصول عامين من حرب عاصفة الحزم وتحولاتها المستمرة على مسرح السياسة في اليمن شمالا وجنوبا؟
يستطيع كل قارئ لما جرى قبل غزو مليشيات الحوثي وقوات علي عبدالله صالح للجنوب العربي وانقلابهم على السلطة الشرعية في صنعاء، ولما جرى خلال هذه الحرب حتى اليوم، يستطيع القارئ أن يستخلص قراءة واعية سواء على المستوى المحلي الجنوبي أو مستوى اليمن الشقيق أو الإقليم أو الأمة أو العالم.
فعلى المستوى المحلي الجنوبي، تحقق انتصار كامل لشعب الجنوب العربي، على الغزو الجديد، بدعم من الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودور ملموس للإمارات العربية المتحدة الذين تدخلوا بناءً على طلب من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي انقلب عليه الانقلابيون.
ويدرك كل من تابع الملاحم الاسطورية للمقاومة الوطنية الجنوبية ولكل قوى شعب الجنوب العربي أنه ما كان ليتحقق هذا الانتصار بتلك السرعة ما لم يكن أبطال الجنوب يحملون قضية لا تقوم على صراع على سلطة وإنما دفاع عن أرض وعرض وكرامة. ويتضح ذلك من أن إمكانات ضخمة وقوة أكبر وأعداداً لا حصر لها من المقاتلين بدعم غير مسبوق من التحالف العربي، لم يحققوا نفس القدر من الانتصارات في اليمن الشقيق إلا في مناطق محدودة؛ وذلك لاختلاف الظروف.
كل هذا أكد لكل متابع ومنصف أن شعب الجنوب العربي مصمم على نيل استقلاله وبناء دولته على كامل تراب أرضه.
كما أكدت معارك الساحل الغربي في اليمن الشقيق والتي كان عمودها الجنوبيين بدعم من التحالف العربي، أكدت اهتمام الجنوب بالقيام بدوره مع أشقائه في اليمن الشقيق في إطار التحالف العربي.. ولذلك تحقق أول نصر حقيقي في الساحل الغربي منذ بدء الحرب في مناطق كانت تشكل تهديداً للملاحة الدولية في البحر الأحمر عبر باب المندب الواقع في أرض الجنوب العربي وشماله قرب سواحل اليمن الشقيق.
لقد أوضحت هذه الحرب أن الإرهاب بأشكاله المختلفة، لم يكن له وجود في الجنوب العربي إلا منذ الوحدة. كما أنه لا يجد مجالاً للتمدد والحركة إلا من خلال الحروب التي تم شنّها على الجنوب؛ واستهدف بصورة رئيسية كوادر وقيادات الجنوب، مما يدل على أنه موجّه ضد الجنوب وشعبه وقضيته من مراكز القوى في صنعاء؛ وأن القيادات والكوادر التي تحاربه بجدية هي القيادات والكوادر الجنوبية.. وبالتالي فإن هذا الإرهاب الذي أضر العالم لن يجد له مجالاً ولا مكاناً في ظل دولة الجنوب العربي لأنها ستكون جزءاً من كل تحالف يحارب الإرهاب بجدية.
ومن هنا، يدرك المحيط والعالم جدية الجنوب وأهمية تحقيق أهداف شعبه للمنطقة وللعالم.
كما يؤكد أن الجنوب العربي المستقل لن يكون إلا داعماً للأمن والاستقرار والتنمية في اليمن الشقيق والمنطقة.
كما سيكون عاملاً مساعداً لمظلومية اليمن الأسفل ولتنمية اليمن الأعلى وللاستقرار في اليمن الشقيق.
========================= 

* كيف نحدد ونقيم مكاسب القضية الجنوبية من حرب عاصفة الحزم؟
خلافاً لما يبدو على السطح، فإن القراة المعمقة بلا شك ستكشف عن أن قضية الجنوب العربي قد أكدت مكانتها من خلال وقوف شعب الجنوب العربي الجاد والصادق مع عاصفة الحزم التي جاءت كتحوّل تاريخي لا شك أنه كان أحد المكاسب الهامة لقضية الجنوب العربي التي من خلال الأداء الجاد والصادق والتضحيات الجسيمة التي قدمها شعب الجنوب مما عمّق الفهم الحقيقي للإقليم والعالم لحق شعب الجنوب في تحقيق أهدافه وتصميمه على ذلك.
كما أكدت أهمية دور الجنوب العربي المستقل ودولته القادمة في أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وجسدت أهمية موقع الجنوب العربي الاستراتيجية على كل المستويات، العسكرية والأمنية والاقتصادية والتجارية والنقل البحري والنقل المأمون للنفط مستقبلاً وإشرافه بجزره على أهم الممرات المائية وعلى البوابة الشمالية لأهم المحيطات في العالم وهو المحيط الهندي.
كما أن هذه الحرب ودور المقاومة الوطنية الجنوبية، ومن خلفها كل شعب الجنوب العربي، ومواقف القوى الوطنية السياسية والحراكية الفاعل، قد أفرزت وضعاً جديداً في الجنوب بحيث أصبحت كل السلطات في الجنوب من أبنائه فقط، بصرف النظر عن أي قصور في الأداء فرضته ظروف الحرب وانعدام الموازنات التشغيلية للسلطات المحلية لفترة طويلة وخلو المحافظات الجنوبية من أي قوات أو أجهزة جنوبية، بالإضافة إلى الفساد المستشري والمتراكم في مفاصل تلك السلطات.
وأن قيام دولة الجنوب العربي ستمكنه أكثر من أداء دوره الهام، بعيداً عن التقلبات والأزمات، وذلك يشكل أهمية بالغة إقليمياً وعربياً ودولياً. كما ستتمكن هذه الدولة من تقليص عوامل الضعف والفساد في مفاصل السلطات حيث ستنتهي المعوقات التي تزرعها مراكز قوى نظام صنعاء.
=========================

* كيف تطمئن الشعب الجنوبي من مخاوف أن يتعرض الجنوب للتقسيم بسبب مخرجات الحوار الوطني أو مخرجات الحراك السياسي المرافق لحرب دعم الشرعية في اليمن؟
- في نظري.. فإنني أرى، أياً كان ما يبدو على السطح، أن وعي شعب الجنوب العربي بجنوبيته قد ترسخ رغم كل ما يبدو من مخاطر, ورغم كل ما يُقال عن حلول لم تكن مقبولة عند شعب الجنوب العربي قبل الحرب فكيف تكون مقبولة اليوم، بعد كل هذا التغيير الشامل في التوازنات والملاحم البطولية التي أنتجتها المقاومة الوطنية الجنوبية والتضحيات غير المسبوقة التي قدمها شعب الجنوب العربي؟
 وما يبدو على السطح من اختلالات خدماتية أو أمنية مصنوعة من خارج الجنوب لإعاقة تحقيقه لأهدافه فإنها لن تنجح.
وعلينا جميعاً أن ندرك بأن الجنوب العربي اليوم ليس نفس الجنوب خلال عدوان 1994م وليس حتى نفس الجنوب قبل عدوان مارس2015م؛ وأن خصومه في الحربين لم، ولن، يكونوا بنفس القدرة والقوة التي كانوا عليها، ليس فقط على المستوى المادي والعسكري ولكن الأهم أن الظروف كلها قد تغيرت والموازين كلها قد اختلّت.
ورغم ما يبدو من اختلالات في الصف الجنوبي إلا أنها اختلالات وقتية سرعان ما تضمحل وتنتهي عند أول خطر على الجنوب.
ولنتذكر قبيل الحرب الأخيرة كيف كانت الاختلالات في الصف الجنوبي قائمة وكيف زالت عند انطلاق أول رصاصة في هذه الحرب الباغية.
=========================

* لماذا يظل الجنوب مغيبا في جهود فرض التسوية السلمية في اليمن برعاية الامم المتحدة منذ أن بدأت في مفاوضات جنيف ثم مفاوضات الكويت وصولا إلى خطة كيري؟
- الجنوب لم يكن قط غائباً كقضية على كل المستويات الدولية والإقليمية والمحلية؛ ولكن تلك الجهود لفرض التسوية السلمية في اليمن، برعاية الأمم المتحدة وجهد من الدول الراعية والإقليم، كانت تهدف لحل المشكلة الآنية وهي الحرب والصراع على السلطة في صنعاء. والجنوب وقضيته لم يكونا جزءاً من هذا الصراع وإنما كانا، من ناحية، كالتحالف داعماً للشرعية.. ومن ناحية رئيسية أخرى، يقاتل ويقدّم التضحيات من أجل قضيته ومدافعاً عن أرضه وعرضه وكرامته.
وفي هذا الإطار وللتأكيد على ما أقول فإنه كان هناك تفكير في حضور جنوبيين منذ بدء الحديث عن اجتماع جنيف الأول، ووُجهت لي دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة السابق. وكان موقفنا بعدم الممانعة من الحضور إن كانت القضية الجنوبية ستكون مطروحة؛ أما بدون ذلك فنحن لسنا طرفاً في نتائج الصراع على السلطة في صنعاء، وأردنا أن تكون القضية الجنوبية مستقلة عن ذلك الصراع وإن كنّا نقف نفس موقف التحالف العربي من الصراع. والتقى بي طويلاً مسؤولون دوليون ليسمعوا رأيي في الحضور؛ وبيّنتُ لهم الموقف.
لذلك فالقضية الجنوبية لم تكن غائبة ولا مغيبة ولكننا نأينا بالقضية عن أن تصبح فقط جزءاً من الصراع؛ ولو كنّا نبحث عن مصالح ذاتية غير مصالح شعب الجنوب لكان الأولى أن نقبل.
كما أن المبعوث الدولي سعادة الأستاذ اسماعيل ولد الشيخ أحمد قد صرّح في الكويت بأن القضية الجنوبية ستكون حاضرة بصورة شاملة، حال الوصول إلى تسوية سلمية للصراع على السلطة في اليمن الشقيق وسيُدعى إليها القيادات الجنوبية. وهذا يؤكد أن القضية لم تكن مغيبة ولا غائبة.
=========================

* في الداخل الجنوبي هناك معطيات جديدة افرزتها الحرب يأتي في مقدمتها بروز المقاومة الجنوبية وتحولها إلى فاعل أساس على مجرى الحياة السياسية في الجنوب؟ فكيف تقيم هذا التطور؟ وكيف ترى توظيفه في إطاره الصحيح الذي يخدم القضية الجنوبية وينقلها إلى الأمام....
- ما ذكرته في سؤالك صحيح، وهو أهم عامل إيجابي أفرزته الحرب، ويجب تطويره وليس توظيفه بحيث تكون المقاومة الوطنية الجنوبية الشريك الأساسي في صناعة مستقبل الجنوب العربي، فهي في أساسها المولود الشرعي لحراك شعبنا الثوري السلمي الجنوبي الذي شاركت فيه كل القوى المؤمنة بقضية شعب الجنوب العربي وحقه في التحرير والاستقلال وبناء دولته الفيدرالية الجديدة.
ويجب تأهيل صف واسع من رجال المقاومة وشبابها وشباب الجنوب على المستوى الثقافي والسياسي والإداري والعسكري والأمني والاقتصادي ليقودوا سفينة السفر إلى المستقبل دون إقصاء أو تمييز من أي نوع، فهم جميعاً من الجنوب العربي وللجنوب العربي، من أي منطقة كانوا أو أي انتماء فالجميع جنوبيون ويؤمنون بقضية شعبهم.
وعلينا جميعاً أن ندرك أن من يجب أن يؤهل لقيادة سفينة السفر إلى المستقبل هم الذين يجب أن يقودوا المستقبل، فالمستقبل مستقبلهم ويجب أن يبنوه بمعاييرهم ومعايير العصر وقيم الجنوب وشعبه.
=========================

* كيف تقيم تجربة المكونات السياسية الجنوبية خلال عقد من النضال الثوري السلمي؟
- كل المكونات التي وقفت مع الجنوب وقضيته أدت دورها في إطار ظروف المرحلة التي مروا بها، وقدموا الكثير من التضحيات وتحمّلوا الكثير من المعاناة. وإن اعتقد البعض أن هذا الأمر شابه تعدد المكونات، فلا أرى في ذلك ضرراً كبيراً طالما أن التوجه واحد؛ فإننا نؤمن بأن التعددية والتنوع يجب أن تكون حاضرة وأساسية في دولة الجنوب العربي القادمة.
=========================

* أين يقف حزب رابطة الجنوب العربي الحر(الرابطة) في ميزان تقييم تجربة المكونات السياسية الجنوبية على صعيد الحراك السلمي؟
- أعتقد أننا قمنا بدورنا في إطار الظروف القائمة آنذاك. فنحن نؤمن ونعمل في إطار أن المرحلة الماضية في الحراك والمرحلة الحالية على مستوى كل الجنوب العربي ليست مرحلة عمل حزبي تنافسي وإنما مرحلة عمل وطني؛ أما العمل الحزبي التنافسي فيأتي بعد استقلال الجنوب العربي.. لذلك لم نحاول أن نبرز أي دور قمنا به حتى في الاستعداد للحرب التي كنّا نتوقعها في وقت مبكر؛ وقمنا قبل الحرب بكل ما نستطيع للاستعداد للمقاومة؛ ولم نتعامل في ذلك تعامل حزبي مطلقاً وإنما تعاملنا مع كل من اعتقدنا أنه سيؤدي دوراً حقيقياً في المقاومة؛ وكان كثير من هؤلاء الشباب هم من بدأوا المقاومة قبل وصول أي دعم من أي جهة كانت، ثم جاء التحالف العربي وقام بدوره الهام.
  كما أننا، اعتنينا كثيراً بوضع الرؤى منها:
- "القضية الجنوبية" التي تسند قضيتنا وتثبت حق شعب الجنوب العربي من كل النواحي التاريخية والقانونية والسياسية والمصالح مع الغير.
وأيضاً قمنا بطرح "خارطة الطريق لاستقلال الجنوب العربي" منذ العام 2013م تحوي عدة فصول أو وثائق منها مشروع دستور كامل لدولة الجنوب العربي.
كما قمنا بوضع وثيقة أخرى هي "مرتكزات قضية الجنوب العربي ودولته"، كان التركيز فيها على تصورنا لمستقبل دولة الجنوب العربي ونظام دولته ونظام حكمه وسياساته الداخلية والخارجية، فالعالم لا يتعامل مع مجهول.
وكل تلك الرؤى تُرجمت إلى اللغة الانجليزية، وقُدمت على كل المستويات إقليمياً وعربياً ودولياً، وكلها متاحة في موقعنا في الشبكة العنكبوتية www.salparty.org
يتم، الآن، تحديث خارطة الطريق لاستقلال الجنوب العربي بما يستوعب المتغيرات منذ صدورها في 2013م.
وموقفنا من هدف شعب الجنوب العربي، في التحرير والاستقلال وبناء دولته، واضح وثابت وغير قابل للتغيير.
=========================

* ما هو تقييمك لتجربة الهيئة الوطنية المؤقتة التي تشكلت لقيادة فترة التصعيد الثوري السلمي في العام 2014م؟
- تم إشهارها في 25 يناير 2015م، وهي تجربة رائدة جمعت عدداً كبيراً من المكونات وغالبية قيادات الحراك وواصلت جهودها في التصعيد الثوري السلمي قبل الحرب وانخرط رجالها وقياداتها في المقاومة الجنوبية في كل المحافظات.
وكانت من أوائل من دعم المقاومة خاصة في البدايات في عدن، وإصلاح عدد من الدبابات التي تُركت معطلة، وسُلمت للكثير من المقاومين من مختلف الاتجاهات.
وكما قلتُ، فإن المرحلة لم تكن إبراز مكونات وإنما كانت مرحلة مقاومة وطنية عامة جنوبية شاركت فيها كل فئات شعب الجنوب العربي.
=========================

* كيف تنظر إلى الدعوات المتعاظمة في المشهد السياسي الجنوبي إلى تكوين كيانات سياسية أو مجالس سياسية جديدة على قاعدة مخرجات حرب تحرير الجنوب وكيف تقيم عمل اللجان المختلفة التي تقوم بدور التنسيق لإعلان تلك الكيانات الجديدة؟
- نحن نؤمن بالتعددية، وبالتالي نقدّر جهود ومحاولات الجميع الهادفة إلى تنسيق أو توحيد الجهود للمكونات والشخصيات التي تتبنى قضية شعب الجنوب العربي وأهدافه.
علينا أن لا ننزعج من تكوين كيانات سياسية أو مجالس سياسية طالما تتبنى قضية شعب الجنوب العربي؛ وأن نشجع أي لجان أو مجموعات تحاول أن تنسق بين قوى الجنوب العربي.
أما ما ذُكر حول مخرجات حرب تحرير الجنوب، فليس لها مخرجات غير ترسيخ التصميم على تحقيق شعب الجنوب العربي لأهدافه وبناء السلطات المحلية الجنوبية لتقوم بمهامها أمنياً وخدماتياً ومكافحة للإرهاب الغريب عن جنوبنا الذي عُرِفَ طوال تاريخه بنهج مدرسته الدينية الوسطي السمح المعتدل والذي من خلاله نشرت الإسلام دون إراقة قطرة دم واحدة في أكثر من ثلث العالم الإسلامي مساحة وسكاناً؛ وهذا فخر للجنوب العربي وشعبه لم يسبقه أحد إليه
=========================

* كيف يستطيع الحراك الجنوبي الثوري أن يستوعب معطى المقاومة الجنوبية في أسس التحول إلى صناعة واقع سياسي جنوبي جديد؟
- أود أن أؤكد أن القوى الجنوبية الفاعلة والمقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي المؤمنين بقضية شعب الجنوب العربي وأهدافه، هي شيء واحد - هدفاً وتوجهاً ومصيراً.
=========================

* ماهي نظرتكم للعلاقة بين القضية الجنوبية ومطالبها الحاسمة وبين سلطة الرئيس هادي التي تمثل حاملا سياسيا لحرب عاصفة الحزم؟
- علينا أن نتفهم أن سلطة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ليست حاملاً سياسياً لحرب عاصفة الحزم، بل هي التي طلبت تدخل الأشقاء، وجاءت عاصفة الحزم لتكون داعماً لها.
كذلك علينا أن نراعي أن الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، وبالتالي لا يمكن أن يكون خطابه إلا عاكساً لمنصبه وإلا فَقَدَ شرعيته؛ فلا نطلب منه غير ذلك. وهو في النهاية، أياً كانت مواقفه التي يفرضها منصبه، جنوبي. ولا يمكن لنا أو لغيرنا أن ينكر جنوبيته.
ولا أرى تصادماً بين قضية الجنوب العربي ومطالبها الحاسمة وبين هذا الأمر؛ وكلٌ له خطابه الذي يعكس ظروفه أو مهامه.
أما من يقف ضد القضية الجنوبية، أياً كان، ويضع نفسه باختياره في موقع يبرر له ذلك، فأمره يختلف.
========================

* ما هو تحليلكم لكيفية استيعاب أهداف التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن ضمن مقررات وأسس القضية الجنوبية في المستقبل؟
- لا أرى، ولا أتوقع، تناقضاً.. بل نتفق في الأسس المستقبلية في حماية منطقتنا في الجزيرة العربية والأمة العربية والإسلامية من التدخلات الأخرى الضارة بمصالح المنطقة والأمة، سواء كانت من دول أو من منظمات إرهابية، جميعنا نحاربها ونقف ضدها بلا تناقض أو تضاد، بل بتناغم كامل.. فهذا في اعتقادنا هو الهدف الأساسي والدافع المحوري لتدخل التحالف العربي المطلوب والمرغوب إقليمياً وعربياً وإسلامياً.
وبالنسبة لنا، هذا نهجنا منذ تأسيس الرواد للرابطة، أنها جزء من هذه المنطقة وشريك فيها ومتناغم هو وأشقائه.
========================

* ماهي نظرتكم لمستوى العلاقات بين الجنوبيين وقطبي دول التحالف العربي دولة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؟
- نحن نعلم أن التحالف العربي واحد، بقيادة المملكة العربية السعودية، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم بدور رئيسي وفاعل ومحمود. ولا نقسّم تحالفنا العربي إلى أقطاب، فالأقطاب دليل على تنافر لا نظن أن له وجود، أما أن يوجد بين أخوين اختلاف في الرؤية حول بعض الأساليب فهذا أمر طبيعي يحدث في الأسرة الواحدة والمكون الواحد والدولة الواحدة. ولا نعتقد أن جنوبياً عاقلاً يسعى لمصلحة الجنوب وقضيته يحاول اللعب على وهم كهذا. وليس ذلك في مصلحة الجنوب العربي وقضيته.
========================

* أي مستقبل ينتظر القضية الجنوبية في المدى القريب والمتوسط؟
- طبقاً لأي حسابات علمية سياسية، تقوم على حسابات المصالح المتبادلة، سيصل من يقوم بها إلى أن دولة الجنوب العربي المستقلة ذات السيادة الكاملة قادمة، بإذن الله، لا محالة.
وهذا الأمر لا نبنيه على أي عواطف بل على حسابات سياسية مجردة تضع في أساسها المصالح المشتركة لكل الجهات في بلادنا، والتي تؤكد أن تلك المصالح لا يمكن تحقيقها بأقل كُلفة إلا بتحقيق أهداف شعب الجنوب العربي في استقلاله وبناء دولته؛ وأن غير ذلك سيعقد تلك المصالح وسيفتح مجالاً لتدخلات غير مرغوبة وسيعطي مساحة مرفوضة، من الجميع، للإرهاب ومنظماته.
لذلك، فإن علينا أن نبذل جهوداً مضاعفة لتأكيد مستقبل محقق لأهداف قضية الجنوب العربي يتضح في المدى القريب ويترسخ في المدى المتوسط.
========================

* ما هو تقييمكم لمستوى تطبيع الحياة العامة في محافظات الجنوب عقب التحرير خصوصا في مجالي الأمن والخدمات؟
- كلنا يعلم أنه لم يكن بيد أي جنوبي أي سلطات قرار حقيقية لحفظ الأمن وإدارة الخدمات قبل الحرب.. وأنها كانت تُدار، إن كان بعضها بجنوبيين، إلا أنه لم يكن منهم صاحب قرار.. وبالتالي فإنه مع إنجاز التحرير كان لا يوجد أي مستوى من مستويات المؤسسات الأمنية لا على مستوى الأفراد ولا الامكانيات.
كما أن الخدمات كان قرارها، في حقيقة الأمر، في غير أيادي الجنوبيين، وبالتالي عمّت الفوضى الأمنية والخدماتية.. وكل هذا موروث من النظام السابق قبل تولي فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي لم يجد فرصة لتغييره في ذلك الوقت لما كان يواجهه من مصاعب في صنعاء.
وبُذلت جهود في عهد الشهيد اللواء جعفر محمد سعد لم تُنفذ على أرض الواقع. وجاء اللواء عيدروس واللواء شلال والدكتور الخبجي واللواء أحمد بن بريك والأستاذ سعيد باحقيبه والأستاذ محمد بن كده والأستاذ أحمد لملس والأستاذ فضل الجعدي واللواء أبوبكر حسين على أوضاع متردية أمنياً وخدماتياً خاصة في عدن ولحج وأبين شبوة والضالع، وبذلوا جهوداً غير عادية وتحقق إلى حد كبير أمناً كان مفقوداً، وبقيت قضية الخدمات التي أوكل أمرها للحكومة ولا زالت قيد المعالجات التي حتى الآن لم تنجح، ونرجو لها النجاح. فالتركة ثقيلة والفساد في كل مفاصل الأجهزة مستشري؛ ولن تنجح تلك الجهود دون القضاء على الفساد أو في الحد الأدنى تقليصه إلى أقل درجة، فهو العامل الأساسي في الخراب، وهو موروث عميق من موروثات وصنع نظام الحكم في صنعاء.
ولا ننسى أن الخدمات متردية في جميع المحافظات.. كما أن سقطرى واجهت كارثة إعصارين.
========================

* ماهو تقييمكم لأداء السلطات المحلية في المحافظات الجنوبية عقب الحرب خصوصا في محافظتي حضرموت وعدن؟
- ذكرنا بعض ذلك في ردنا على السؤال السابق. أما حضرموت فوضعها الاجتماعي مختلف تماماً؛ والتجانس في مجتمعها كان أساساً لتحقيق نجاحات أكبر، كما أنها لم تتعرض لغزو الحوثي وصالح وإنما تعرضت لهجمة من زرعهم نظام صنعاء وحركهم في حضرموت وهم الإرهابيون، واستطاعت قوات النخبة في حضرموت بدعم من التحالف العربي أن تحرر عاصمة حضرموت -المكلا- من الإرهابيين المزروعين من نظام صناء.. فليس ذلك بغريب على حضرموت.
 أما شبوة فقط تُرِكت فريسة لكل التدخلات من مراكز القوى.. وحتى الآن لازالت تعبث بها، وهذا العبث يشكل خطراً حقيقياً ليس على شبوة فحسب بل على الجميع، رغم كل ما قدمته شبوة من ملاحم بطولية وقافلة من الشهداء في دفاعها ضد الغزاة.
نأتي إلى أبين التي أيضاً تُرِكت للفوضى وللإرهابيين في ظل إهمال مستغرب؛ ومع تعيين المحافظ الجديد، نسأل الله له التوفيق، فمهمته ثقيلة.
ثم نأتي إلى المهرة التي استخدمت كممر للتهريب من سواحلها إلى صنعاء مروراً بحضرموت وشبوة ومأرب حتى لتهريب الصواريخ والأسلحة؛ وهو أمر يحار فيه كل لبيب.
 وفي لحج فقد بذل المحافظة الدكتور الخبجي وفريقه في السلطة المحلية جهوداً أثمرت نسبياً رغم كل المصاعب التي واجهوها ويواجهونها. ومن ضمن لحج، منطقة الصبيحة التي قدّمت وتقدّم التضحيات دون منّة أو إدعاء، والمرجو من جميع الجهات أن يضعوا حداً لإهمالها وإهمال أهلها.
 وفي الضالع أيضاً حقق المحافظ وفريقه نجاحات ضيقة؛ وهي من البوابات الهامة للجنوب، يجب العناية بها، التي كانت مصداً صامداً للغزو وحققت انتصاراً مشهوداً بتضحيات جسام.
 ولا ننسى سقطرى، بالرغم من أنها لم تتعرض للحرب ولكنها تعرضت للعواصف الشديدة التي دمرت وخربت فيها، ولكن ما تقوم به الإمارات العربية المتحدة من دور تنموي فيها يعالج كل آثار الخراب ويساهم في تنميتها.
 وعلينا أن لا نترك المناطق المنسية التي يتم العبث فيها، وهي منطقة بيحان وكذلك مكيراس المهملة والمتروكة
=======================

* ماهي رؤيتكم لكيفية تدخل أدوات وقوى نظام 7 يوليو في شئون إدارة المحافظات الجنوبية وماهي نصيحتكم للجنوبيين إزاء هذا التدخل السلبي لتلك الأدوات؟
- أي جنوبي يقوم بدوره الوطني في أي من إدارات المحافظات الجنوبية، يجب أن نشد على يديه ونشجعه ونقف معه. وأي جنوبي، أياً كان انتماؤه، يقوم بدور سلبي أو تدخل سلبي في إدارات المحافظات الجنوبية، فعلى الجميع شعبياً أن يرفضه وأن يتم الضرب على يديه بالطرق القانونية. ولا يجوز ترك المجال مفتوحاً لعبث العابثين ولا مفتوحاً دون ضوابط لإيقافهم عند حدهم.
========================

* ما هو تحليلكم لموضوع التلاعب بملفات الأمن والخدمات في العاصمة الجنوبية عدن؟
- نحن نرفض أي تلاعب من أي كان، سواء أمنياً أو خدماتياً أو غير ذلك. أما أسباب أي تلاعب يوجد في أي دائرة من الدوائر، فلا شك أنه نتيجة لعوامل إما جهل وعدم كفاءة وجشع وغياب المسؤولية الوطنية أو أدوات مزروعة في مفاصل السلطات إما أنها تنفذ مخططات للغير أو أنها تربت على الفساد والتلاعب. ومع ذلك كله، علينا أن لا نطلق أحكاماً جزافية أو عامة دون دليل أو قرائن واضحة. ويجب تفعيل القضاء النزيه الذي يجب أن تكون له الكلمة النهائية في مثل هذه الأمور.
========================

* قدمتم العديد من أوراق القضية الجنوبية لدى سفراء الدول العشر وقمتم بجهود فردية لمحاولة كسر طوق العزلة الدبلوماسية التي تحاصر القضية الجنوبية. فما هو تقييمكم لهذه التجربة؟ وإلى أين وصلت ؟ وماذا تحملون من جديد في هذا الصدد؟
- سبق أن شرحنا ما طرحناه من أوراق حول قضية الجنوب العربي لكل الجهات ذات العلاقة ولكن تلك ليست جهوداً فردية ولا يستطيع فرد واحد القيام بها. واحتاجت إلى تخصصات مختلفة منها تاريخية ومنها قانون دولي ومنها سياسية ومنها اقتصادية...إلخ، فاحتاجت لكل تلك التخصصات من أجيال مختلفة.
وأؤكد مرة أخرى فإنه على المستوى الإقليمي والعربي والدولي لا يوجد طوق عزلة دبلوماسية يحاصر القضية الجنوبية. فالعالم بعربه وعجمه مفتوح أمام الجميع؛ وما قمنا به هو دور واجب، ومن تلك الأدوار دور مشترك كان قد بدأه وأسس له التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) وتعاوننا معاً ومن ضمننا شخصيات أخرى في طرح القضية الجنوبية في البرلمان الأوروبي حيث كان لها صدى واستجابة وتفهم. علاوة على ما تم سواء مع سفراء أو من خلال مؤتمرات قمم إقليمية ودولية وعربية أو من خلال الأمم المتحدة، وهو دور واجب قمنا به وقد يكون غيرنا قام بدوره.
وهذه ليست تجربة وإنما جهد تراكمي متواصل ويجب أن يستمر مع كل جديد وتُتابع نتائجه؛ ولا شك أن له أثراً كبيراً، وكما يقول المثل المحلي (قطرة فوق قطرة وسالت، وحبة فوق حبة وكالت).
========================

* نعود إلى حزب الرابطة والاتهامات التي تدور حول إصرار قيادة الحزب على منع تجديد الدماء في المستويات التنظيمية المختلفة للحزب؟
- هذه اتهامات يعوزها الدليل، وأنت كقاضي لا تحكم دون دليل. وعلى الجميع أن يعلم أننا قد قررنا من فترة سابقة ضخ الدماء الجديدة وأن جميع الفروع هي دماء جديدة، بل في آخر مؤتمر لنا، أكثر من 60% ممن انتخبهم المؤتمر في قيادة الحزب هم وجوه جديدة.
كما قررنا قراراً نهائياً غير قابل للنقض أن لا نرشح أنفسنا في أي انتخابات قادمة لقيادة الحزب.
وأصدرنا ما أسميناه (السفر إلى المستقبل) وهو يهدف إلى أن يتولى القيادة كاملة من الأجيال التي بعدنا، وأن يتم تأهيل قيادات جديدة من خلال دورات تنمية المهارات القيادية، وكنّا قد بدأناها على مستوى وطني لا حزبي حيث أقيمت دورات لم نظهر كقائمين بها، وشملت شباب جنوبيين بصرف النظر عن أي انتماءات لهم من منطلق أن نعمم (السفر إلى المستقبل) لكل جنوبي ولا نحصره في حزب الرابطة منطلقين من إيماننا أن المرحلة مرحلة عمل وجهد جنوبي عام وليست مرحلة تقتصر على حزب أو مكون، ولكن أعاقتنا ظروف الأزمات والحرب. و(السفر إلى المستقبل) هي رؤية ملزمة.
كما قررت شخصياً، أنني بعد المشاركة في الجهود لتحقيق هدف شعب الجنوب العربي في الاستقلال وبناء دولته، أن لا أترشح في أي انتخابات لأي منصب تنفيذي أو تشريعي، وأن نكون في الانتخابات مع انتخاب قيادات من الأجيال التي بعدنا لتقود سفينة المستقبل بمعاييرها لا بمعاييرنا، فالمستقبل مستقبلها لا مستقبلنا.
========================

* هل هناك خطوط تواصل قائمة بين قيادات الجنوب التاريخية في الخارج الجفري ؛ البيض ؛ ناصر ؛ العطاس ؛ باعوم؟
- أولاً أنا لست من القيادات التاريخية. فقياداتنا التاريخية في الرابطة قد انتقلوا إلى رحمة الله، ومن بقي منهم نسأل الله له طول العمر وحسن الخاتمة. كما أنني لم أشارك في حكم الجنوب في المراحل الماضية إلا في مرحلة حرب 94م كمرحلة استثنائية.
أما التواصل مع من ذكرت من الإخوان القيادات وغيرهم كثر، فلا نقطعها.
وعلينا أن ندرك أن شعب الجنوب العربي مليء بالكفاءات القيادية المتميزة التي حُجِبَت أو نأت بنفسها عن البروز مع قدرتها وكفاءتها؛ وأن مهمتنا العمل على إبرازها. وليس في مصلحة شعب الجنوب أن يبرز فقط من تولوا سلطة في مرحلة ما، بل نحتاج إلى من يتم إبرازهم بدون سلطة ليتولوا السلطة في المرحلة القادمة.
الذي ساعدنا في ذلك أننا لم نكن طرفاً في أي صراع دموي على السلطة في أي مرحلة من المراحل.. وأننا قد انفتحنا على الجميع من وقت مبكر وأجرينا حوارات منذ عام 1982م مع إخواننا في النظام في عدن، بل ووقعنا على اتفاقات أولية ولكن ظروف الاخوان الداخلية لم تساعدهم على تنفيذ ما اتفقنا عليه.
========================

* ماهو سر الجدلية الرئيسية في مناهج حزب رابطة أبناء الجنوب العربي بين مصطلحي جنوب اليمن والجنوب العربي؟
- لا يوجد أي سر؛ والعودة للحق فضيلة.. فلم نكن في تاريخنا كله في إطار دولة اسمها اليمن. وأي منطقة جنوبية دخلت في إطار ما أُسمي في ما بعد باليمن كانت باحتلال تم إجلاؤه بالقوة كما جاء بالقوة، ولم تبقَ إلا سلطنة البيضاء السابقة.
أن مسمى الجنوب العربي هو الذي جاء في المادة الأولى من مذكرة استقلال الجنوب.. وجاء في قرارات الأمم المتحدة.. وهو الاسم الذي على أساسه تشكلت قضية الجنوب العربي في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي والذي كان مشكلاً من مستعمرة عدن و23 سلطنة وإمارة ومشيخة. ولم يأتِ هذا المصطلح من فراغ، بل جاء ليوحّد هذا الشتات لينال استقلاله في دولة واحدة وهكذا تم عرض قضية الجنوب العربي وتوحيده واستقلاله في كل المحافل العربية والدولية منذ مطلع الخمسينيات من القرن الماضي.
كما أن سكان هذه المنطقة في كل كتب التاريخ القديم كانوا يُسمون عرب الجنوب Southern Arabia، والبحر يُسمى البحر العربي.
أما مسمى اليمن فهو مسمى جهوي يبدأ من الركن اليماني في الكعبة المشرفة إلى البحر العربي. كما يبدأ الشام من الركن المقابل حتى البحر الأبيض؛ ولم تقم دولة باسم الشام إلى اليوم.
وأول مرة في التاريخ يتم إطلاق اسم اليمن على دولة وكيان سياسي كان بعد الحرب العالمية الأولى في زمن الإمام يحيى حميد الدين، ولم يكن الجنوب من ضمنها.
إن الباب الذي دخل الجنوب من خلاله إلى هذه الوحدة والمبرر لتلك الوحدة، هو الإدعاء بأن الجنوب شطر من اليمن وليس قطراً عربياً مستقلاً. وجاء في مقدمة دستور ج. ي. د. ش. يؤكد هذا الأمر، وبأن مهمتها هو تصحيح ما أسموه بالخطأ التاريخي، مع أنه لم يكن هناك خطأ تاريخي.
وبالتالي نأتي إلى قضية في غاية الأهمية والخطورة وهي:
1- طبقاً للإدعاء بأن الوحدة تمت بين دولتين في شطرين من قطر واحد هو اليمن. وأنها كما قيل زوراً تصحيح لخطأ تاريخي، فكيف يمكن الاستقلال عن اليمن وأنت تدعي أنك جزء منه؟.. كما أن مقدمة اتفاق الوحدة، وهي جزء أساس منه، تقول (بإعادة الوحدة اليمنية)، وهي لم يكن لها وجود في التاريخ، فكيف نستعيد ما لم يكن له وجود؟
2- أن المادة الأولى من اتفاق الوحدة تقول:
المادة (1) تقوم بتاريخ الثاني والعشرين من أيار/ مايو عام 1990م الموافق 27 شوال 1415هـ بين دولتي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (شطري الوطن اليمني) وحدة اندماجية كاملة تذوب فيها الشخصية الدولية لكل منهما في شخص دولي واحد يسمى (الجمهورية اليمنية) ويكون للجمهورية اليمنية سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة.
وبالتالي كيف تستعيد ما تمت إذابته ودمجه دمجاً كاملاً.. وأصبح قانوناً في حكم العدم كدولة؟
3- لم تكن كما يُقال وحدة شراكة بين دولتين مطلقاً، بل ذوبان للدولتين.. فهل تكون هناك شراكة بين دولتين قد ذابتا؟ أو يمكن استعادة إحداهما بعد أن ذابت؟
4- سرى مفعول اتفاق الوحدة ودستورها وإلغاء دستوري البلدين من تاريخ المصادقة على اتفاق الوحدة وعلى دستورها من مجلسي الشعب والشورى في الدولتين في تاريخ 22/5/1990م، وأصبحت الانتخابات بالنسبة المئوية للسكان، فأين الدولتان أو الشراكة؟
5- تم تغيير الاسم من الجنوب العربي إلى اليمن الجنوبية ليلة الاستقلال في المادة الثانية من مذكرة الاستقلال، ونص على أن التغيير بناءً على إجراءات من الجبهة القومية بصفتها ممثلة للشعب.. فمتى أقر الشعب هذا؟ أو استُفتي حول تغيير هويته؟
6- والنقطة الهامة في هذا الأمر، أن الدول تقول:
[طالما أنتم يمن واحد، فلماذا الانفصال؟ وإن كانت القضية قضية مظالم على الجنوب فيتم إزالة المظالم.. وأن مطالبتكم بالاستقلال تجعلكم، وأنتم تقولون أنكم جزء من اليمن، تفصلون الجزء الأكبر من اليمن بالسكان القليل والثروة الكبيرة وتتركون باقي اليمن ذو المساحة الصغيرة والثروة الصغيرة والسكان الكثير، وهذا لا ينبغي.]
وردنا الحقيقي والمنطقي والمعقول والمقبول من كل عاقل أننا لسنا جزءاً من اليمن ولم نكن في يوم من الأيام جزءاً من اليمن. وأن هناك دولاً كثيرة في العالم سكانها قليل ومساحتها واسعة وثروتها كبيرة تعيش بجانب دول أخرى بسكان كثير ومساحة أقل وثروة أقل. فلماذا يُفرض علينا ما لا يُفرض على غيرنا؟!!
لذلك، فإن التمسك بالهوية الجنوبية العربية هو الحجة الأساسية لاستقلالنا؛ والتمسك بالهوية اليمنية هو المبرر الأساسي لهذه الوحدة ولمحاولة إبقائنا فيها، وهو أيضاً في نظرهم عودة الفرع إلى الأصل.
على أننا لا يمكن إلا أن نقيم علاقات متميزة مع أشقائنا في اليمن؛ وبيننا وبينهم مصالح مشتركة كثيرة، وعلينا أن ننميها بما يحقق مصالح الشعبين والدولتين. وإن استطعنا فعلينا أن ندعم الأشقاء في اليمن كما يدعمها غيرنا، فهذا أمر طبيعي بين الدول.
ولاحظوا ما هي أهم القضايا التي تمسك بها أشقاؤنا اليمنيون؟ إنها فقط الهوية اليمنية للجنوب لإدراكهم أنها الادعاءات الأساسية للوحدة وبقائها، بل حتى من لا يمانع من إخواننا اليمنيين من قيام دولة في الجنوب يصرون على بقاء الهوية اليمنية لدولة الجنوب أملاً للدخول من هذا الباب مرة أخرى لاستعادة الجنوب في أي منعطف قادم. وما أكثر المنعطفات التي يمكن صُنعها.
لذلك كله، فإننا متمسكون بالهوية الجنوبية العربية الأساسية لأنها هويتنا الحقيقية والباب الذي يحقق استقلال الجنوب ويحافظ عليه.
واليمننة هي الباب الذي يبقي الجنوب في أي صورة من صور الوحدة أو الاتحاد في إطار اليمن؛ وأي ضمانات لا يمكن الركون إليها لرهن مصير وقضية شعب.
========================

* أين ترى مخرجات الحوار الوطني بين مستقبل حرب عاصفة الحزم وكيف ترى مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب في ضوء مخرجات حرب دعم الشرعية في اليمن؟
- بالنسبة لنا، ولشعب الجنوب، فقد رفضنا جميعاً مخرجات هذا الحوار لأنه يبقينا في إطار هذه الوحدة.
ولا نتصور أن الظروف التي خلقت تلك المخرجات لازال شيء منها قائماً، بل أن الأشقاء في اليمن منقسمون حولها، كما أنها تقسم الجنوب بحيث ينتهي اسم الجنوب إلى الأبد.
كما أن أي فيدرالية بضمانات استفتاء بعد سنوات لا أمان لها. فالضمانات الدولية في ظل المتغيرات السياسية الدولية المتسارعة غير مأمونة؛ فلا أحد يستطيع أن يتوقع سياسة أي دولة حتى بعد سنة.
وقد وقعت اريتريا في هذا الفخ وحصلت على فيدرالية كاملة بحكومة وبرلمان وعلم وقوانين وضمانات دولية ومع ذلك لم يستمر هذا النظام الفيدرالي أكثر من سنة، وتم إلغاؤه بمرسوم مركزي، واستمرت اريتريا أربعين عاماً تناضل حتى عندما تغير نظام الحكم وجاء النظام الشيوعي استمرت اريتريا جزءاً من اثيوبيا، ولولا قرب انهيار الاتحاد السوفيتي آنذاك لبقيت اريتريا حتى اليوم في إطار دولة اثيوبيا.
أما مستقبل العلاقة بين اليمن والجنوب العربي في ضوء مخرجات حرب دعم الشرعية في اليمن، فهو استقلال الجنوب العربي وقيام دولته؛ فلا حل غيره يحقق مصالح الجميع كما أسلفنا.
========================

* نصيحتكم للجنوبيين في هذا الظرف؟
كما قلنا سابقاً، ونقوله اليوم، الثبات على الهدف والتصميم على تحقيقه والصبر، فما النصر إلا صبر ساعة. كما أنصح أن نبتعد عن أي إثارة للمناطقية أو للقبلية فذلك مفتاح كل شر وبوابة كل فساد وبلية. ومن أخطأ فيُنتقد خطأه هو ولا نحمّل ذلك منطقته أو قبيلته. فالخصوم يسعون إلى زرع الفتنة في الجنوب، فلا نمكّنهم من ذلك. فهم يعلمون أن دولة الجنوب العربي قادمة، ويعملون على إفشال هذا الأمر بإثارة الفتن.. ولو كانوا مطمئنين لبقاء هذه الوحدة، لما كان همهم الأول اليوم هو إثارة الفتن بين أبناء الجنوب العربي.
========================