آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-03:03م

ملفات وتحقيقات


تقرير : تنفيذ برنامج "المعايير الدنيا للتعليم في حالة الطوارئ" في بلادنا.. توقيته وأهدافه

الجمعة - 24 مارس 2017 - 08:04 م بتوقيت عدن

تقرير : تنفيذ برنامج "المعايير الدنيا للتعليم في حالة الطوارئ" في بلادنا.. توقيته وأهدافه

عدن (عدن الغد)خاص:

 

تقرير: صديق الطيار

إن التعليم حق من الحقوق الإنسانية العالمية، فهو يوفر مهارات يحتاج إليها الناس للوصول إلى قدراتهم القصوى وليمارسوا حقوقهم الأخرى.. ولكن قد تتعرض بعض المجتمعات لحالات طوارئ إما نتيجة لكوارث طبيعية أو حرب، عندها يحرم المتعلمون تأثيرات التحولات الناتجة عن التعليم النوعي.. لذا عنيت وكالات تعليم عالمية بعمل برنامج لـ (المعايير الدنيا للتعليم في حالة الطوارئ) لضمان حق جميع الناس والمجتمعات بتعليم نوعي وآمن في حالات الطوارئ ومرحلة التعافي بعد الأزمات.. وبلادنا تعيش حالة طوارئ بسبب الحرب التي تأثرت منها جميع مناطق الجمهورية، وأدت تلك الحرب والتي مازالت مشتعلة في بعض مدن ومحافظات البلاد إلى حرمان الكثير من الطلاب من المعرفة والفرص التي يمكن للتعليم أن يوفرها.. فرعت وزارة التربية والتعليم - ممثلة بمعالي الوزير د. عبد الله لملس، ودعم وتمويل منظمة اليونيسيف -  تنفيذ دورات تدريبية حول البرنامج العالمي (المعايير الدنيا للتعليم في حالة الطوارئ)، كون هذا البرنامج يشكل ضرورة من شأنها إنقاذ الحياة والحفاظ عليها، وتوفير الحماية المادية والنفسية الاجتماعية والادراكية، من خلال تقديم البنية والاستقرار والأمل في المستقبل خلال أوقات الأزمة.. فالمدارس ومساحات التعليم الأخرى يمكن لها أن تكون نقطة دخول لتوفير دعم جوهري أبعد من قطاع التعليم على غرار الحماية والغذاء والمياه والصرف الصحي والخدمات الصحية، فالتنسيق بين العاملين في التعليم وتلك القطاعات مهم لإقامة مساحات آمنة وصديقة للمتعلم.

ينفذ برنامج (المعايير الدنيا للتعليم في حالة الطوارئ) في اليمن على مراحل استهدف إلى الآن إحدى عشرة محافظة يمنية (ست محافظات شمالية وخمس جنوبية).

يقول د.فضل الطلي، القائم بأعمال وكيل قطاع التدريب والتأهيل بوزارة التربية والتعليم: "الوضع الحالي الاستثنائي في البلاد أضر كثيرا بالجانب التربوي، وأثر كثيرا على الجانب النفسي للطلاب والمعلمين، وبرنامج "المعايير الدنيا للتعليم في حالة الطوارئ" له تأثير إيجابي كبير للعودة بالمعلمين والطلاب إلى الحالة الطبيعية لهم.. وإننا نسعى جاهدين من خلال التنسيق مع الأخوة المانحين لإيجاد الحلول المناسبة وتخفيف الأعباء على المعنيين بالشأن التربوي والتعليمي في المحافظات، وذلك من خلال تنفيذ مثل هذه البرامج وغيرها من البرامج الأخرى المكملة الموجودة في برنامج منظمة اليونسيف والتي لها الأثر الكبير للتخلص من الآثار السلبية الطارئة على المعلمين والطلاب".

ويؤكد جواد أحمد، مسؤول التعليم في الطوارئ في منظمة اليونسيف، بأن "برنامج المعايير الدنيا للتعليم في حالة الطوارئ" يتطرق إلى معايير عالمية للحصول على جودة التعليم..

وقال: "هذا البرنامج التدريبي ينفذ للمناطق التي عانت وتعاني نتيجة للحروب والأزمات الطارئة والظروف الاستثنائية، فمن خلال هذا البرنامج يمكن التعرف على المشكلات وبالتالي إيجاد الحلول المناسبة لها".

الأستاذة مايسة محمود عشيش، رئيس شعبة التدريب والتأهيل بمكتب التربية والتعليم - عدن، قالت: "برنامج (المعاير الدنيا للتعليم في حالة الطوارئ) يتم تنفيذه على حالة الطوارئ نتيجة لما تعيشه بلادنا من ظروف استثنائية نتيجة للحرب الشرسة العبثية التي أثرت سلباً على نفسية الطلاب والمعلمين، كمحاولة لمحو تلك الآثار والتغلب عليها، أو التخفيف من حدتها".

وأضافت: "يهدف البرنامج إلى استمرارية التعليم، باعتباره ضرورة ملحة في كل الظروف، وإن كانت هذه الظروف طارئة، كأن يعيش الطلاب والتلاميذ تحت وطأة الحرب والأزمات النفسية والأحداث الصادمة، فمع ذلك كله لابد علينا من أن نضع ونوفر المتطلبات اللازمة والأساسية لاستمرار التعليم في حالة الطوارئ، على اعتبار أن التعليم يمكن ان يستمر في أي موقع وتحت أي ظرف بحيث يكون الموقع آمنا للطلاب.. فعلى الكل تسخير جهوده وطاقاته لاستمرار التعليم وتحقيق الأهداف المرجوة منه".

وأوضح الأستاذ مجيب مهيوب المخلافي، منسق برنامج الدعم النفسي بوزارة التربية والتعليم أن "برنامج المعايير الدنيا للتعليم في حالة الطوارئ" "من البرامج الهامة التي يتم تنفيذها لبناء قدرات لجان التعليم في الطوارئ في التخطيط للطوارئ بما يتناسب مع المعايير الدنيا العالمية للتعليم، وهذا المعايير محددة ويستطيع من خلالها العاملون تحديد المؤشرات والأنشطة التي تتناسب مع التعليم في حالة الطوارئ".

وقال المخلافي: "كانت مخرجات البرنامج أكثر من رائعة، حيث خرجنا بخطط من كل محافظة للتعليم في حالة الطوارئ، هذه الخطط سيتم الترويج لها عبر المانحين لتمويل الأنشطة والبرامج في تلك المحافظات.. ونرجو أن نكون قد وفقنا في إيصال الهدف الرئيسي من البرنامج وهو وضع خطة للتعليم في هذه المحافظات في ظل الطوارئ.

وهناك برامج مكملة لهذا البرنامج تخطط لها الوزارة لبناء قدرات لجان التعليم في الطوارئ، منها التعليم الحساس للنزاع وبرنامج الدعم النفسي وبرنامج بناء السلام ونشر ثقافة الحوار في البيئة التعليمية.. وهذه البرامج سيكون لها مردود إيجابي على الميدان لتلافي الوضع الحالي القائم في المدارس".

وأكد الأستاذ صبري عبدالله الحكيمي، مستشار وخبير تدريب بوزارة التربية والتعليم بالقول: "برنامج (المعايير الدنيا للتعليم في حالة الطوارئ) برنامج عالمي ينفذ في حالة الطوارئ، فبلادنا من البلدان التي تمر بحالة طوارئ التي تخطط وفق معايير وهي المعايير الدنيا في الطوارئ".

وأضاف: "هذا المجال يعتبر مجالا أساسيا لراسمي السياسات والمنفذين على مستوى الميدان، وأيضا على مستوى الشركاء الداعمين أو الشركاء المحليين الذين لا يمكن أن يدعموا إلا وفق هذه التوجهات، فالتخطيط يرشّد الموارد في ظل هذا الاتجاه.

هدفنا الأخير هو الطالب والبقية عبارة عن مساندين وداعمين لاستمرار العملية التعليمية وبقائها.. فالهدف من البرنامج هو ضمان جودة العملية التعليمية، وكذا تفعيل الرقابة والشفافية والأنشطة فيما يتعلّق بالطوارئ".

وأفاد صبري أن "البرنامج طبق لإحدى عشرة محافظة في اليمن، ست محافظات شمالية، وخمس جنوبية.. المستهدفون هم مدراء مكاتب التربية في المديريات ومنظمات المجتمع المدني، وأيضا كبار المدربين في إطار هذه المحافظات، حتى نضمن الديمومة والاستمرارية بعد انتهاء التدريب".

وقال : "أهم مخرج من مخرجات البرنامج هو بناء القدرات، وكذا الخروج بخطة للطوارئ في إطار المحافظة، هذه الخطة تحدد طبيعة المعيار وطبيعة النشاط والجهة المسؤولة عن تنفيذ هذا النشاط.

نحرص على عملية المتابعة في كل مجال من مجالات الطوارئ، فنحشد المشاركة المجتمعية بشكل كبير كأنشطة، بحيث يكون المجتمع عنصرا أساسيا في تلك الأنشطة، لأن أول من يصل في الطوارئ هو المجتمع، فعندما تحل الأزمة تتقطع أوصال الدولة لكن يبقى المجتمع قويا ويقدر الوصول لعملية المشاركة".

وأوضح أن "من نتائج الطوارئ أننا نرى الكثير من الأطفال أصبحوا خارج المدرسة بسبب عدم وصولهم إلى مناطق آمنة، وكذلك هناك معلمون نازحون من مناطقهم، ومعلمون توفوا إما بسبب المعارك أو بسبب الأمراض المصاحبة لعملية النزوح وغيرها.

ومن نتاج الطوارئ ايضا احتياج المدارس، فالمدرسة التي كانت طاقتها الاستيعابية بسيطة أصبحت طاقتها أكبر، وبحاجة إلى التفكير خارج الدائرة أو خارج النمط التنموي الذي هو معروف لكل محافظة، مثل: عدد الطلاب وعدد المعلمين وعدد الإدارات المدرسية.. فلابد من وجود خدمات أكثر لاستمرار العملية التعليمية.

وقال: "المحافظات التي تم تنفيذ البرنامج فيها تم تسويق الخطة التي قمنا بإعدادها بمشاركة فرق تلك المحافظات، فلاحظنا استجابة لتمويل هذه الخطط، بحيث إننا نبدأ بعملية التعافي ثم تصبح جزءاً من عملية التنمية في البلد.

التدريب الحقيقي للمتدربين يكون في الميدان لتطبيق ما تدربوا عليه عمليا، فالمطلوب منهم أن يضعوا خططا على مستوى المحافظة وعلى مستوى المديرية وكذا على مستوى المدرسة، إلى جانب تفعيل الرقابة المجتمعية وخاصة منظمات المجتمع المدني التي ستكون جزءاً اصيلا في عملية المراقبة ممثلة للمجتمع..  وستكون معظم الأنشطة التي سيقومون بها غير محتاجة إلى موارد كبيرة بل الموارد ستكون بسيطة ببناء قدراتهم خلال الدورات التدريبية التي تلقونها.

 وأشار الحكيمي إلى أن "هناك أنشطة مستمرة للطوارئ، فمن أنشطة برنامج (المعايير الدنيا للتعليم في الطوارئ) نشاط خاص بالتعليم والتعلم والحماية والسلامة وهو برنامج الدعم النفسي الاجتماعي التربوي، فهذا البرنامج يشكل محورا ومرتكزا أساسيا لعملية استعادة الطلاب لوضعهم الطبيعي وتجنيبهم الانهيارات أو الصدمات النفسية".