آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-12:05ص

حوارات


حوار .. الحافظ الدكتور أحمد باجبير: حفظ القرآن يساعد على تنظيم الوقت واستغلال جميع الفرص المتاحة

الجمعة - 24 مارس 2017 - 03:41 م بتوقيت عدن

حوار .. الحافظ الدكتور أحمد باجبير: حفظ القرآن يساعد على تنظيم الوقت واستغلال جميع الفرص المتاحة

المكلا (عدن الغد )خاص :

وعد الله سبحانه وتعالى قارئ القرآن أنّ كلّ حرف يقرأه من القرآن بعشرة حسنات والله يضاعف لمن يشاء، كما وأنّ القرآن يدافع عن صاحبه يوم القيامة. وهناك فضائل وفوائد كثيرة لحافظ القرآن لا يمكن عدّها في هذا المقام.

أجرينا هذا اللقاء مع أحد الحفاظ المتخرجين من الحلقات القرآنية النموذجية التي ترعاها الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم بوادي حضرموت، والحاصل على الإجازة بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم برواية حفص عن عاصم من مركز الإقراء والإجازة بالسند بسيئون.

 

أجرى اللقاء/ أ. خالد بابطاط

 

 

 هل لك أن تعرّفنا على بطاقتك الشخصية؟

• الاسم/ أحمد عوض أحمد باجبير.

• محل وتاريخ الميلاد: مديرية تريم محافظة حضرموت.. 1991م.

• من حفاظ الدفعة (15) لعام 1433هـ/ 2012م، من خريجي مركز أبو موسى الأشعري بتريم التابع للجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم - مكتب تريم.

• المستوى الدراسي:  طالب جامعي، جامعة حضرموت - كلية الطب ، تخصص طب بشرى، المستوى السادس .

• رئيس الاتحاد العام لطلبة جامعه حضرموت.

 

 لكلّ أمر بداية.. كيف كانت بدايتكم مع القرآن الكريم؟ وما هي أهمّ العوامل التي أثّرت عليكم في هذا المسار القرآني؟

البداية من المسجد، وفي وقت مبكر من العمر تنقلنا في سلم الحلقات، من حلقات القراءة والكتابة وتعلم حروف الهجاء، إلى حلقات التلاوة وقراءة المصحف نظر، إلى الدخول في حلقات التحفيظ.

اما بالنسبة للعوامل المؤثرة فأولها الأهل وتحفيز الوالدين، ومن ثم أتى دور المربي والمدرس الذي يساهم دوما في غرس نبتة القرآن في صدر المتربي، وكذلك لا ننسى دور الإدارة القرآنية واهتمامهم المتواصل.

 

 قبل حفظك للقرآن.. كيف تنظر لحافظ القرآن؟

انظر له كرجل رباني نزل من السماء يقوم بتوزيع خيره للطلاب والناس، هو أكثر الناس تمسكا بالدين وأحكامه، قدوة ومثال يحتذى به، يمتلك هيبة ووقارا، يجذب قلوب الناس حوله عندما يتحدث وخصوصا بالقرآن.

 

 لمن يعود الفضل - بعد الله - في تشجيعك وحفظك لكتاب الله؟

للوالدين، أولا.. لمعلمي ثانيا، لجمعيتنا جمعية القرآن والداعمين والمهتمين بطلاب التحفيظ ثالثا.

 

 من وجهة نظرك.. ما هي الطريقة المثلى لمراجعة القرآن الكريم؟

الالتزام بورد قرآني محدد وإن قل مقداره، وإن ضاع الورد القرآني في يوم ما يعوض في اليوم التالي. وإن وجد المعين للمراجعة معلما أو زميلا فهذا يكون أفضل، يذهب اليأس والفتور، ويستفيد الواحد من الآخر، وتصحح بذلك الأخطاء.

 

 كثير من الآباء لا يولون أهمية لحفظ أبنائهم لكتاب الله، ويظهر ذلك واضحًا في عدم متابعتهم في حفظهم وحلقاتهم.. ما تعليقك على ذلك؟

من يجهل الشيء يعاديه، ربما لم يتذوق الأب يوما حلاوة القرآن، وربما لم يعرف فضله ومكانته وتأثيره في سلوك الإنسان. فالواجب على القائمين على دور القرآن مثلما يركزوا على طالب التحفيظ أيضا يتم التركيز على أب ذلكم الطالب توعية وارشادا وتوجيها؛ ليكون عونا لابنه في إكمال مشوار حفظه وليخفف العبء على مدرس الحلقة وكذا الإدارة.

 

 يحتوي القرآن على الكثير من الآيات المتشابهة.. كيف تتغلب على هذا التشابه وتتقنه؟

هناك عدة مؤلفات ومنظومات ألفت في هذا الموضوع، بإمكان الحافظ دراستها والاطلاع عليها للإستفادة منها في التغلب على الصعوبة في الألفاظ المتشابهة والآيات ولا يأت ذلك إلا بالتركيز أثناء المراجعة وتدوين المتشابهات في مذكرة إن أمكن.

 

 قال الفضيل بن عياض: حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو تعظيمًا لحق القرآن.. ماذا يعني لك ذلك؟

حامل القرآن ميزه ربه وفضله على كثير من عباده بأن سهل عليه حفظ كتابه، وحافظ القرآن هو خير الناس إن تعلم القرآن وعمل به وعلمه الناس، فعليه مراعاة النور الذي يحمله بين جنبيه ومراعاته تأتي بالإلتزام بتعاليمه وأحكامه، والابتعاد عن ما حذر منه سبحانه في كتابه.

 

 ما هو الدور المنتظر من حافظ القرآن في الحياة العملية والمهنية من حيث التعامل؟

من حفظ القرآن ثم لم يجعله واقعا معايشا في حياته فلا فرق بينه وبين الأشرطة والجوالات، والقرآن يحثنا على الإتقان والإخلاص في العمل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، والقرآن توجيهات ربانية يتوجب على العبد تطبيقها في حياته لتوصله إلى جنات ربه سبحانه، والنبي قدوتنا صلى الله عليه وسلم كان قرآنا يمشي على الأرض في اعتقاده وألفاظه وتصرفاته، في حركته وسكونه.

 

 ماذا ينبغي لحافظ القرآن الكريم أن يعمل تجاه كتاب الله؟

أن يعمل جاهدا لخدمة كتاب الله ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وخير سبيل هو التوريث وتعليم الناس ما تعلمه، ومن استطاع بماله وأفكاره وقدراته المختلفة فلا يبخل.

 

 غالبًا نجد أن حفاظ القرآن هم من الطلاب الأوائل في دراستهم، ولا يعيقهم ذلك عن تحقيق تلك المراتب المتقدمة.. في ظل تعذر بعض الطلاب عن حضور حلقات التحفيظ بحجة الدراسة والاختبارات.. فما هو سر تفوق هؤلاء الطلاب؟

التوفيق أساسا من عند الله ومن كان مع الله كان الله معه، ثم إن حفظ القرآن يساعد الإنسان على تنظيم وقته واستغلال جميع الفرص المتاحة وهذا من بركة القرآن، وكلما مارس الإنسان الحفظ وحفظ أكثر فإنه بذلك يحفز الذاكرة وينشطها لتصبح أقوى وأسرع في الحفظ  وخير دليل  أن الواقع اليوم  الأوائل في المدارس الحكومية هم جلهم من الملتحقين بحلقات التحفيظ ودور القرآن.

 

 لاشك أن لك باعًا في تعليم القرآن الكريم.. وأخيرا وليس آخرا قدّم نصيحة لإخوانك الحفظة وغير الحفظة؟

نصيحتي لهم أن يتمسكوا بحبل الله وكتابه وكلام ربهم، وأن يكونوا قدوة للناس من حولهم، أن لا يفرطوا في التحدث مع ربهم من خلال قراءة القرآن سواء كان حفظا أو نظرا، وأن يركزوا على الإتقان ثم الإتقان ثم الإتقان في قراءة القرآن.