آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:55ص

اليمن في الصحافة


«العربية لحقوق الإنسان» تستعرض كارثة ألغام الحوثيين

الأربعاء - 22 مارس 2017 - 12:03 م بتوقيت عدن

«العربية لحقوق الإنسان» تستعرض كارثة ألغام الحوثيين

(عدن الغد)الخليج

15 دقيقة فقط كانت كافية لاطّلاع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان على الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون باستخدام الألغام في حربهم في اليمن، ففي آخر فعاليتها على هامش الدورة ال 34 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، كشفت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان عن الآثار الإنسانية المدمرة لاستخدام الميليشيات الحوثية للألغام ضد المدنيين من مختلف الأعمار. وعرضت المنظمة فيلماً وثائقياً صادماً يصور حجم الآثار البدنية والنفسية على ضحايا استخدام الحوثيين الألغام في الحرب. وخلال الفيلم تحدث الكثير من الضحايا من مختلف الأعمار عن مآسيهم.
ورغم توقيع اليمن على اتفاقيتي عامي 1955 و2002 بشأن إزالة الألغام المضادة للأفراد، فإن الحوثيين مازالوا يستخدمونها في الحرب الحالية ضد الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وحسب الفيلم، فإن الحوثيين يزرعون الألغام في المناطق السكنية وفي الطرق التي يسلكها المدنيون ولا تستخدمها أي قوات عسكرية. وتحدث أطفال وشباب وشيوخ، تعرّضوا للتشوه، بسبب الألغام، عن أن حياتهم تحولت إلى جحيم بسبب الإصابات التي أدت إلى شل حياتهم.
وحكى الطفل عبد الرحمن عبد الله لحظات الرعب التي عاشها وهو يرى لغماً ينفجر في الطريق، وتأثير هذا الحادث على حياته. وقال مهندس يمني متخصص في إزالة الألغام إنه وزملاءه يعثرون على الألغام بكل أنواعها في الكثير من المناطق. وكشف الفيلم أيضاً، نقلاً عن خبراء متخصصين في اليمن، عن أن الحوثيين زرعوا نصف مليون لغم في مختلف أنحاء البلاد. ونجح المهندسون الذين دربهم التحالف العربي في نزع 40 ألف لغم، ومازالوا يسابقون الزمن لدرء هذا الخطر عن اليمنيين. وقال مسنّ يمني يدعى سامر ناصر إن صديقه قتل أمام عينيه بسبب لغم وهما في الطريق إلى خور مكسر لتفقّد منزل صديقه الذي دمره الحوثيون. وقال بنبرة أسى «لقد قتل الحوثيون صديقي بعد أن دمروا منزله وحولوا حياة أسرته إلى جحيم». كما حكى رجل آخر يدعى حسن محمد يبكي أن الحوثيين فعلوا نفس الشيء في قريته «الفيوش».
وانتقد الفيلم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لعدم اتخاذ تدابير ملائمة لمحاسبة المسؤولين الحوثيين عن جريمة الألغام. وحسب التقديرات، فإن 700 شخص قتلوا بسبب الألغام فقط في اليمن.
وفي الندوة التي ناقشت قضية «الإرهاب والطائفية كمهددين لحقوق الإنسان»، حذر حمزة الكمالي، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالحكومة اليمنية الشرعية، من أن اليمن يعاني من طائفية أتته من إيران، التي تغذي الإرهاب. وأشاد الكمالي باهتمام الفيدرالية العربية بكارثة الألغام ذات الأبعاد الإنسانية المؤلمة في اليمن.
ونبّه الحاضرين إلى أن الفيلم يعرض في اليوم الموافق لذكرى قصف طائرات الرئيس المخلوع على عبد الله وحلفائه الحوثيين عدن، ما أدى إلى تدخل قوات التحالف العربي لنجدة اليمن. وقال «الحكومة اليمنية تؤكد الحرص على ضمان حقوق الإنسان ولكن يجب أن تعاد الدولة وكياناتها أولاً ووقف الإرهاب والطائفية اللذين يغذيهما الحوثيون». وعلق عبد الرحمن المسيبل، رئيس المركز الاستشاري للحقوق والحريات، على الفيلم قائلاً إن الألغام قاتل صامت غير أنه أحقر أنواع القتلة لأنه لا يميز بين الطفل أو المرأة أو الشاب أو العجوز. وقال إن الحرب في اليمن طائفية قبل أن تكون سياسية أو عسكرية. وقال إن هدف الحوثيين من مواصلة هذه الحرب هو طائفي واضح لأنهم مدفوعون بأجندة إيرانية.
ومن ناحيتها، وصفت كريستين هوسيل، مديرة رابطة المنظمات غير الحكومية، الطائفية بأنها داء خطر لأنها تغذي العنف وتثير الكراهية تجاه الآخر، ما يؤدي إلى الإرهاب وإهدار حياة الناس، التي هي أول حق إنساني.
يذكر أن الدكتور أحمد الهاملي، الخبير في قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، أسس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان في سبتمبر/أيلول 2015 بهدف تلبية الحاجة الملحة للمنظمات العربية لتوحيد جهودها الرامية لممارسة عمل حقوقي بنّاء ومتكامل، وللعمل على تحسين واقع حقوق الإنسان العربي، والدفاع عن حقه في العيش بكرامة وعدالة، ولحمايته مما يتعرض له من انتهاكات ومحاسبة الجناة، وسعينا لرصد التنفيذ الفعال للمعايير الدولية لحقوق الإنسان على الصعيد العربي.
وتضم الفيدرالية 32 منظمة حقوقية من مختلف الدول العربية.