آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:38م

حوارات


أ / حسين الوردي ، لـ (( عدن الغد )) : اتجاهنا مشروعه إنساني اقتصادي تنموي بحت . . و لا أُريد أن أتَكَلَّم عن أحد . . فاتركوا الأمر مثلي للواحد الأحد

الإثنين - 20 مارس 2017 - 08:52 م بتوقيت عدن

أ / حسين الوردي ، لـ (( عدن الغد )) : اتجاهنا مشروعه إنساني اقتصادي تنموي بحت . . و لا أُريد أن أتَكَلَّم عن أحد . . فاتركوا الأمر مثلي للواحد الأحد

عدن (( عدن الغد )) عـيـدروس زكـي

قال الأستاذ حسين عبد الحافظ الوردي ، رئيس الغرفة التِّجاريَّة و الصِّناعيَّة بمحافظة لحج ، رئيس الملتقى الوطني الاقتصادي للتَّنمية و الاستثمار ، أنه : (( لا يريد الخوض في غمار الحديث حول أي أحد من الأشخاص من الذين يعرفهم و آثر الإعراض عن مشروعه الوطني ، في الفترة الزمانية الفائتة القريبة ، و أنه يمد يديه لكل النَّاس مجدَّدَاً كما عهدوه سلفاً لكل النَّاس ، مهما بَدَرَ منهم أي شيء في المدة الفارطة ، و أن هدفه الرئيس هو انطلاقة وطن )) .

و أضاف في حديث صحافي خاص أدلى به إلى (( عدن الغد )) . . قائلاً : (( لا أُريد أن أتَكَلَّم عن أحد ، لذلك فاتركوا الأمر مثلي للواحد الأحد )) . . واعظاً بعض المسؤولين . . بالقول : (( إنني أنصح بعض المسؤولين بأن عُمْر الإنسان محدود جِدَّاً و عليهم العودة إلى الله جلَّ جلاله )) .
و استطرد . . بقوله : (( إن اتجاهي إنساني اقتصادي بحت و ليس سياسياً ، لأن المنحى الاقتصادي هو تنمية للناس لتتعايش بسلام و أمان مع بعضها بعضاً ، بينما الجانب السياسي هو صراع البشر في ما بعضهم و اقتتالهم في ما بينهم و خراب للوطن ، لهذا نُعلِن للجميع منذ هذا اليوم ، أي الـ 21 من مارس " آذار " 2017 م فصاعداً ، استمرارنا في المسيرة التي دشناها منذ انتخابنا الشَّرعي رئيساً لمجلس إدارة الغرفة التجارية و الصناعية بمحافظة لحج ، في الـ 20 من أكتوبر " تشرين الأول " 2001 م ، و إقامتنا للملتقيات الاقتصادية الإعلاميَّة الثقافيَّة ، منذ أول ملتقى لرجال المال و الأعمال ، شهدته مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج ، في الـ 28 من مايو " أيار " 2002 م ، و تلته الملتقيات الأخرى المُنَظَّمَة منَّا ، الملتقى الثاني لرجال المال و الأعمال و الإعلاميين و الباحثين و المُبدعين في العام 2003 م ، و الملتقى الثالث لرجال المال و الأعمال و الإعلاميين و الباحثين و المُبدعين في العام 2004 م ، و الملتقى الرابع لرجال المال و الأعمال و الإعلاميين و الباحثين و المُبدعين المُقَام منذ الـ 21 حتى الـ 27 من مارس " آذار " 2006 م ، لتصبح في مجملها ملتقيات أربعة ، و اختيارنا ليوم الـ 21 من مارس " آذار " لتنظيم ملتقياتنا الوطنيَّة الاقتصاديَّة التَّنمويَّة الاستثماريَّة الصَّرفة مواكبةً لعيد الأم المُكَرَّس في الـ 21 من مارس " آذار " من كل عام ، ففي فكرنا يعشش ثابتاً لا يتزحزح قيد أنملة هَمْ الوطن و شعبه المُكافِح الصَّبُور ، و سنواصل مخلصين لعملنا الاقتصادي بالاعتماد الكُلِّي على الله سبحانه و تعالى ، و مع النَّاس الطيبين بعيداً عن السياسة و متاعبها التي لا تُؤكِّل عيشاً ، لأنه : " من لا سلام و أمان له ، لا إسلام و إيمان له " )) .
مؤكِّدَاً أنه كان قد حاول مراراً و تكراراً مخاطبة رئاسة الدولة السَّابقة ، طاعةً لقوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ ، صدق الله العظيم ، كما أن خسارته الماديَّة الخاصَّة الإجماليَّة ، عن جهوده الجِسَام المبذولة منه تلك كلها ، طيلة " 7 " سنوات مضت ، بَلَغَت : " 270 مليون ريال يمني " .
و أردف . . قائلاً : (( إننا نبَّهنا في نوبات مختلفة كثيرة سنحت لنا و اغتنمناها ، بأنه أمام الوطن فرصة لبناء اقتصاده المتين خلال عامين ، من 21 مارس " آذار " 2009 م لغاية 21 مارس " آذار " 2011 م ، لأن العمل الاقتصادي هو أساس بناء الأوطان و تنميتها ، و لا يفهم ذلك و لا يدركه إلَّا من عايش الواقع في التَّعامل البَنَّاء ، لكن لم نجد آذاناً صاغية لنا من أصحاب القرار السياسي ــ حينها ــ حتى وقع الفأس على الرأس ، و آلت البلد إلى هذا المنزلق الخطير الذي وقعت فيه راهناً و اكتوى بنيران هاويته العميقة المواطن البسيط المسكين الذي حاولنا مساعدته ببذل و عطاء سخيين من اتجاهنا بشتى السُبُل )) .
مشيراً إلى أنه رغم ملايين الرِّيالات المهولة التي صُرِفَت من جيبه الخاص ، للنهوض بمستوى معيشة المواطن اقتصاديَّاً بتنظيم له الملتقيات العلمية المُطَابِقَة للواقع الفعلي ، لم يجد ــ وقتها ــ تفاعلاً من قيادة الدولة ، غير ظهورها بلباسها الشكلي جِدَّاً الرَّمزِي صَرَاحَةً ، و أنَ الحكومات السَّابقة المُتعاقِبَة لم تساهم معه ، سوى بمبلغ زهيد مقداره : (( " 5 " ملايين ريال يمني فقط )) ! ! ؟ ؟ ، مُقَدَّمَة منها إليهم ، كما لم تمنحهم ليس غير توجيهات يتيمة بصرف مستحقاتهم الماليَّة ، و هي أيضاً لم تكن إلَّا مُجَرَّد حبر على ورق من دولة الأخ الأستاذ محمد سالم باسندوة ، رئيس مجلس الوزراء الأسبق ، و لأشدِّ الأسف لم يتم صرف المبلغ كذلك حتى الآن .
و نَوَّه بأن المضمار الاقتصادي يحتاج إلى فهم واقعه و خصوصيته ، و لا يستطع أي أحد تنفيذ برامجه المُنَظَّمَة و دراسات جدواه و خطط أعماله المدروسة علميَّاً و تطبيقيَّاً ، سوى من يدرك خصوصية كل منطقة و أُناسها عن كثب ، فـ : (( درهم حكمة خير من قنطار علم )) ، حتى في القرآن الكريم أولاً نقول : ﴿ أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ ، ثم بعدها آية البسملة الحكيمة : ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ ﴾ ، صدق الله العظيم ، فإن شياطين الإنس أبغض من شياطين الجن ، و الأوطان تُبْنَى بشخوص أمناء ثقات لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة ، كما إن الأوطان تُعَمَّر بالسَّوَاعِد الحَقَّة للرَّجال الذين عندهم روح الإنسانية و وطنيتها .
متمنياً أن تتحوَّل البلد من الدَّمار و قتل النَّاس لبعضهم بعضاً بشتى أنواعه ، في كل النطاقات معيشيَّاً و اقتصاديَّاً و خدماتيَّاً ، إلى تنمية النَّاس مع بعضهم بعضاً ، فالوطن كبير ملك للجميع و يتَّسع للجميع و مصادره الاقتصاديَّة يجب الحفاظ عليها و استغلالها بإخلاص .
و أوضح . . بقوله : (( لا أتَّجِه مع أي شخص أو فئة أو حزب ، و صلتي فحسب بالله الواحد الأحد ، و سنكمل المشوار متى ما سَنَحَت لنا الفرصة ، لأن المرحلة السَّابِقَة أرهقتنا و تحمَّلنا أعباء ماليَّة جَمَّة و معنويَّة كبرى ، لأجل إيصال الرسالة ، و لكن لعظيم الأسف لم نَلْقَ التَّجاوب و المُساهمة معنا لمواصلة اتجاهنا الاقتصادي ، و حذَّرنا في كتابنا الذي أوصلناه إلى الرئاسة في أوانه الأبكر ، و أيضاً رأينا الثَّاقب الذي قَدَّمْنَاه في جامعة عدن ، في العام 2010 م ، و كان مغزاه عميقاً ، و قلنا ــ آنذاك ــ مقولتنا الشَّهيرة : (( لا خير في المسؤوليَّة إذا لم تكن من أجل الوطن و المواطن ، و لا خير في الثروة و المال إذا لم يسعد فيهما النَّاس ، و لا خير في النَّاس إذا لم يشعروا بالإنسانية و الرَّحمة داخل هذا الوطن )) ، و الآن الآن و ليس غداً سنواصل عملنا التنموي مع من يدرك توجهنا الاقتصادي المحض للوطن )) .
و قال : (( إن رسالتنا نبيلة توعويَّة تنفيذيَّة لوجه الله ، على أرض الواقع الملموس ، فمن يصدق مع الله في شؤون النَّاس البُسَطَاء يوفقه الله في ما يسعى إليه من مرامٍ سامٍ من أجلهم ، و إننا على استعداد تام لمحاورة الاتجاهات المتصارعة الباحثة دائماً عن المال و السُّلطة بأساليب معيَّنَة ، بالارتقاء مع الله ثم الوطن و تكون نتيجة ذلك كسب ما هو أكثر من المال و الدَّنيا ، و الله جلَّ شأنه حَرَّم قتل النَّفس إلَّا بالحق ، فقتل النَّفس في كل المحاور ، حاصل في المعيشة و الاقتصاد و الحزبيَّة و المذهبيَّة و الإعلاميَّة و التَّكتلات ، و الله تعالى يقول : ﴿ وَ كَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطَاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَ مَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَ إِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوْفٌ رَّحِيمٌ ﴾ ، صدق الله العظيم .
مكملاً القول : (( كما نبَّهنَا سلفاً بالأولويات العشر ، و كيفيَّة التنفيذ في (( مُثَلَّث الخَير )) و (( مُرَبَّع الخَير )) ، و للاطلاع على كل ما أنذرنا به في الكتب أصدرناها و الصحف التي كتبت عنَّا و وثَّقَت كل ما أخطرنا به آنفاً قبل الانهيار الكبير الذي حدث للوطن كافة ، و هذه حكمة الله و علينا جميعاً أن نؤمن بالقضاء و القَدَر خيره و شره ، و تلجأ إلى الله بيقين و إخلاص للفرج و إصلاح البلاد و العباد لما يحبه و يرضاه في الخير و النماء ، أو أن الأمر فيه دعوة على أهل (( سَبَأ )) ؟ ! ، عندما تُقْرَأ سورة ﴿ سَبَأ ﴾ ، عندما قالوا : ﴿ فَقَالُوا : رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَ مَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ ، صدق الله العظيم ، فَبَدَّلَ سبحانه الجنتين ، و يقول عَزَّ و جَلَّ ، في هذا السياق : ﴿ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴾ ، صدق الله العظيم . . فندعو الله العلي القدير ، أن يُقارب ما بين أسفارنا ، و يؤلِّف ما بين قلوبنا على مستويات جميع الدول العربيَّة و الإسلاميَّة و العالم بأسره )) .
و أتبع حديثه مستشهداً كذلك من آيات الله البَيِّنَات . . فقال : (( إن الله تعالى قال : ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَ قَالُوا سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ ، صدق الله العظيم . . فلا بد أن نتحول من الصراعات و الدَّمار إلى المعيشة و التعايش و الاتحاد في كل الاتجاهات ، قال تعالى : ﴿ قُلْ : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَ لَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَ لَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا : اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ ، صدق الله العظيم )) .
و ضَرَبَ الأستاذ حسين عبد الحافظ الوردي ، رئيس الغرفة التِّجاريَّة و الصِّناعيَّة بمحافظة لحج ، رئيس الملتقى الوطني الاقتصادي للتَّنمية و الاستثمار ، الأمثلة الإقتصادية العمليَّة ، في ختام حديثه . . بقوله : (( مثالاً ليس إلَّا عندما روَّجنَا لمحافظة لحج اقتصاديَّاً استثماريَّاً في المرحلة السَّابقة ، تحوَّلت لحج إلى مصانع ضخمة في كل متطلَّبَات البناء و بالتالي الوطن برمته تبدَّلَت حاله من دولة مستوردة إلى دولة مُصَنِّعَة و مُنْتِجَة و مُصَدِّرَة ، و بأدنى عملية حسابية ذات جدوى شاملة جامعة تكاملية ، على سبيل المثال : " إذا كان داخل المصنع " 1000 " عامل ، فخارج المصنع ينتفع مليون عامل " ، و من هنا يكون المردود الاقتصادي ، فـ : " لنأخذ مصنع الإسمنت مثالاً ، إذ يعمل داخله " 1000 " عامل ، و خارجه مليون عامل ، فالذي يحمل ، و البَنَّاء ، و البائع ، بالإضافة إلى الطرق ، و توصيل الإسمنت إلى المناطق ، الكل يستفيد اقتصاديَّاً ، إذ تعم المصلحة إيجاباً على كلٍ من : " مالك محل البنشر و شَغِّيلَته " ، و " صاحب المطعم و عماله " ، و " الحَمَّال " ، و " المقاول و أتباعه " ، و " صاحب دكان البيع بالتَّجزِئة " ، و ملَّاك " سيارات النَّقل الكبيرة " ، و غيرها من المصانع ، و كان في محافظة لحج ، أكثر من " 40 " مصنعاً ، بفضل الله ، ثم بنوايانا الصَّادقة بواسطة جمعنا للمعلومات و التَّرويج لها في القطاعات كلها ، الحكوميَّة و الخاصَّة و الإعلام و الثقافة و الجامعات ، لأن أي عمل اقتصادي في حاجة إلى تكامل اقتصادي و يُنَفِّذَه من حمل الإحساس بالمسؤوليَّة الوطنيَّة بروح إنسانيَّة موقنة بالله و تحقيق هدفها بتوفيق منه تعالى ، و نناشد الجميع أن يتجهوا صوب التكامل الاقتصادي و لنكمل مشواره معاً )) .