آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:29ص

فن


"الجميلة والوحش".. تعود للحياة

الإثنين - 20 مارس 2017 - 10:15 ص بتوقيت عدن

"الجميلة والوحش".. تعود للحياة

عدن (عدن الغد) متابعات

«ديزنى» تعيد إنتاج الفيلم بتقنية «لايف أكشن».. العمل يناقش عدة قضايا مهمة من خلال طرح فكرة «الجمال والقُبح» 
 
أسطورة الجميلة والوحش واحدة من أهم أساطير التراث الأوروبى القديم، ظهرت هذه القصة لأول مرة فى فرنسا خلال القرن الثامن عشر.. ومنذ ذلك الوقت ذاع سيط وشهرة القصة وانتشرت بعدة أشكال أدبية فى جميع أرجاء العالم حتى وقتنا هذا، ولكن تبقى نسخة ديزنى الأشهر على الإطلاق، والتى أُصدرت عام ١٩٩١ بتقنية الرسوم المتحركة.
وتُعيد «ديزنى» طرح الأسطورة الشهيرة من جديد بخاصية «اللايف أكشن» فى خطوة جديدة من الشركة نحو تحويل عدد من الأساطير والقصص القديمة التى قدمتها الشركة فى السابق بخاصية الرسوم المتحركة لنسخ سينمائية حية.
فبعد أسطورة الجميلة والوحش، تُعيد الشركة أفلام علاء الدين وسندباد بتقنية اللايف أكشن أيضا فى ٢٠١٨، وتقدم ديزنى الجميلة والوحش فى إطار موسيقى قام بإعدادها الموسيقى الشهير «آلان مينكين» الفائز بجائزة الأوسكار ثمانى مرات، والذى قام بتأليف الموسيقى الخاصة بنسخة الرسوم المتحركة للفيلم أيضا، وحصد من خلالها جائزة الأوسكار عام ١٩٩٢.
ولنسخة اللايف أكشن أهميتها فى إضفاء بعض اللمسات واللحظات الإنسانية المؤثرة، عن نظيرتها من نسخ الرسوم المتحركة، فوعت ديزنى هذا الدور المهم مؤخرًا وسعت لاستقطاب المزيد من متابعيها عبر تحويل عدد من القصص الشهيرة لأعمال سينمائية حية بها الكثير من المؤثرات البصرية، ونذكر أهمها أفلام «أليس فى بلاد العجائب، غاتسبى العظيم، كتاب الأدغال»، والتي كان لها ردود أفعال إيجابية كثيرة، وكذلك إيرادات ضخمة، وهو ما دفع الشركة للاستمرار نحو هذا الطريق.
وفى نسخة الجميلة والوحش التى أطلقت بشكل رسمى الجمعة الماضى، حاول مخرج الفيلم «بيل كوندون» أن يُكرم النسخة الكلاسيكية من القصة، وكذلك إعطاء الجديدة هويتها الخاصة، وهو ما دعى منتج الفيلم «تود ليبرمان» للحديث عن أهمية النسخة الحية فى إظهار العديد من المشاعر، وتوضيح خلال الخط الدرامى للقصة كيف تشكلت هذه العواطف واللحظات الإنسانية، فشخصية بيل (الجميلة) نتعرف عليها هنا فى هذه النسخة بشكل أوضح، فهذه الفتاة القروية البسيطة المطلعة على قراءة الكتب، لم تجد فى قريتها الشخص المناسب الذى تشاركه لحظاتها الخاصة، فلا أحد يرقى لمستوى تفكيرها لذلك هى كانت بحاجة إلى أن تخرج من مجتمعها المحدود.
وعلق كاتب سيناريو الفيلم «إيفان سليتوبوليس» خلال أحد المناقشات الخاصة بالفيلم، بأنهم لم يرتكنوا إلى إظهار «بيل» كفتاة حسناء فقط، نحن الآن فى القرن الحادى والعشرين، كان يجب أن نرتقى بهذه الشخصية لتكون امرأة واثقة النفس وذكية وعميقة الفكر، عامرة بالكثير من المشاعر الرومانسية، وإظهار أيضا علاقتها بشخصية جاستون، ومدى الاضطهاد الذى يُمارس عليها من قِبله هو وصديقه لى فو، لمحاولة التأكيد هنا على فكرة عدم اضطهاد المرأة داخل المجتمع، على الرغم من أنها ممكن أن تكون فى بعض الأوقات ذات دور فاعل فى المجتمع أكثر من الرجل.
وتدور القصة الرئيسية للفيلم حول أمير فرنسى مغرور يتم تحويله إلى وحش دميم على يد إحدي الساحرات، والتى رفض الأمير استضافتها فى قصره بسبب شكلها القبيح بعد أن لجأت إليه بسبب الطقس البارد، وحاولت الساحرة أن تُوضح له أن الجمال ليس بالشكل الخارجى فقط وإنما الجمال هو الجمال الروحى، ولكنه لم ينصت لها وأصر على طردها، لذلك قامت بإلقاء اللعنة عليه وعلى باقى خدمه وتحويلهم إلى أدوات منزلية داخل القصر، ثم أعطت له وردة حمراء وقالت له إن اللعنة سوف تزول فى حال قابل فتاة تحبه ويحبها، ولكن ما إن ذبلت الوردة تبقى اللعنة على حالها مدى الحياة، لتشاء ظروف القصة فيما بعد بأن يقابل الفتاة القروية البسيطة بيل، بعدما ذهبت للقصر الملعون لتحرير أبيها مقابل أن تُحتجز هى مكانه، لتبدأ رحلة التعارف فيما بينهما، ويبدأ التقارب بشدة بينهما بعدما ينجح الوحش فى إنقاذها من ذئاب الغابة، وتعود معه للقصر لتعتنى به بعد ما أصيب ليبدأ قلبه بالخفقان إليها، فيقرر بعدها إطلاق سراحها لتعود لأبيها فى القرية، ولكنها ما إن تعلم مسعى جاستون للتخلص من الوحش هو وأهل القرية، حتى تعود للقصر من جديد لكى تنقذ الوحش، وهنا تبدأ أولي كلمات الحب بينهم، ليعود الوحش مرة أخرى إلى طبيعته الأمير الوسيم.
ومن الجيد أن يناقش الفيلم القضية الأهم وهى الجمال والقبح، فنتذكر كلمات الساحرة فى بداية القصة للأمير قبل أن تلقى عليه لعنتها، وهى تقول له الجمال هو جمال الروح وليس الشكل، ولكن الأمير المتعجرف لم يكن يعطى اهتمامه لمثل هذه الأشياء.