بدأت دلائل وعلامات الشعور بالاحباط وخيبة الأمل تتكالب على نادي برشلونة الإسباني، ويظهر ذلك بعد تسجيل ليونيل ميسي لهدف حاسم ولا يحتفل به، كما أصبحت مدرجات ملعب "كامب نو" تضج بصافرات الاستهجان ضد اللاعبين، هذا بالإضافة إلى تنامي الشائعات حول رحيل إنريكي في نهاية الموسم الجاري وكذلك هجوم داني ألفيس، اللاعب السابق للنادي الكتالوني ضد إدارته.

ووقعت كل هذه الأحداث في الوقت، الذي حقق فيه برشلونة فوزا معنويا مهما على ضيفه ليجانيس في الدوري الإسباني، ولكن لسان الحال يغني عن المقال، فقد بات برشلونة مطالبا بالظهور بشكل إيجابي على الأقل من الناحية المعنوية عقب هزيمته المذلة برباعية نظيفة أمام باريس سان جيرمان في بطولة دوري أبطال أوروبا، ولكن ما حدث في مباراته أمام ألافيس جاء على عكس المنتظر.

وفي واقع الأمر، ظهر ليجانيس المتواضع، الذي صعد هذا الموسم إلى دوري الأضواء، ويجد نفسه في الوقت الراهن غارقا في صراع الإفلات من الهبوط، بشكل أفضل من برشلونة على ملعب "كامب نو" وسنحت له فرصا أكثر خطورة من تلك، التي سنحت لأصحاب الأرض، الذين أفلتوا من السقوط في فخ التعادل بركلة جزاء تصدى لها ميسي بنجاح قبل دقيقتين فقط من انتهاء المباراة.

ولم يظهر اللاعب الأرجنتيني أي إيماءة تعبر عن فرحته باقتناص نقاط المباراة الثلاث، وهو نفس حال المدافع جيرارد بيكيه، الذي اعتاد في مواقف مشابهة إظهار فرحة عارمة، ولكنه بقى هذه المرة في مكانه على مقاعد البدلاء بملامح جامدة، كما لو كان أحد عناصر الفريق المنافس.

وأزالت تلك المباراة بكل صدق النقاب عن الوضع الحالي للفريق الكتالوني، الذي بات لا يحكم سيطرته على مجريات اللعب في المباريات، وتوارى وسط ملعبه عن الأنظار وأصبح بلا فاعلية، بالإضافة إلى غياب التواصل بين الخطوط وتهديد المنافسين لمرماه بكل سهولة.

وحضر اللقاء 63 ألف و378 مشجعا، وهو أقل عدد يحضر مباراة لبرشلونة في "كامب نو"، الذي يتسع لـ 100 ألف شخص، هذا الموسم.

وشن الحاضرون طوال المباراة هجوما كبيرا على اللاعب البرازيلي اندريه جوميز، ولم يتركوا فرصة إلا وأطلقوا في مواجهته وابلا من صافرات الاستهجان، الأمر، الذي طال أيضا مدرب الفريق إنريكي.

وكشفت هذه الصافرات الفجوة الكبيرة، التي أصابت غرفة ملابس برشلونة وبدأت رقعتها في الاتساع مع كل مباراة، حيث أكد الألماني مارك أندريه تير شتيجن، حارس مرمى برشلونة أنه لا يستطيع أن يتفهم صافرات الاستهجان، فيما إنريكي الجماهير بتوجيه هذه الصافرات له وليس للاعبين.

وتزامنت كل هذه التوترات مع المقابلة الصادمة اللاعب البرازيلي داني ألفيس مع صحيفة "إيه بي سي" الأسبانية، والتي قال خلالها: "من يقودون برشلونة حاليا ليست لديهم أي فكرة عن كيفية التعامل مع لاعبيهم".

وبالنظر إلى ما قاله ألفيس عن الإدارة في برشلونة وعن سوء أدائها في التعامل مع اللاعبين، يبقى صمت ميسي خارج الملعب أيضا أمر ذا معنى، فلا أحد يعرف شيئا عن مسألة تجديد تعاقده، وكل يوم يمر تتزايد الشكوك في نفوس أنصار النادي الكتالوني حول هذا الموضوع.

وفي نفس الوقت، تتحدث العديد من وسائل الإعلام عن تدهور العلاقة بين لويس إنريكي ولاعبي الفريق.

وتحت وطأة هذه الظروف يستعد برشلونة لمباراته المقبلة في الدوري الإسباني أمام أتلتيكو مدريد، بالإضافة إلى حاجاته إعادة شحن معنوياته من أجل عودة إعجازية أمام باريس سان جيرمان في مباراة الإياب لدور الستة عشر لبطولة دوري أبطال أوروبا.