آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:19ص

ملفات وتحقيقات


الصراع الخفي يُعلّق قرار تعيين محافظ لأبين!! لماذا لا تتدخل أبوظبي كما فعلت في عدن ولحج وتضّغط لتغيير السعيدي؟!!!

الثلاثاء - 07 فبراير 2017 - 11:22 م بتوقيت عدن

الصراع الخفي يُعلّق قرار تعيين محافظ لأبين!!  لماذا لا تتدخل أبوظبي كما فعلت في عدن ولحج وتضّغط لتغيير السعيدي؟!!!

القسم السياسي بصحيفة عدن الغد

 


تتصاعد النزعة الغاضبة في أبين شرق عدن، تجاه الحكومة اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة، على وقع عدم تغيير محافظ المحافظة من منصبه.
فيما يسود بالتوازي، جدل شعبي واسع من بقاء الرجل محافظًا،مع تصاعد تدهور الوضع الإداري والأمني في المحافظة الساحلية وغياب الخطة الناجعة لإحتواء مشاكل المحافظة التي تشهد
إنفلاتًا أمنيًا مُريعًا منذ العام.
ويتزعّم د.الخضر السعيدي محافظة أبين، منذ عام ونصف،بُعيد الحملة العسكرية التي أطلقها التحالف الذي تقوده السعودية ،وقادتها الإمارات المتحدة جنوبًا، في ال10 من أغسطس/آب 2015،وعززتها على الأرض فصائل جنوبية مُسلحة، دخلت الأجزاء الواقعة تحت سيطرة تحالف الحرب في اليمن(الحوثيون وصالح) من العاصمة زنجبار، قبل إن تتقدم بمحاذاة الشريط الساحلي صوب شقرة وأحور قليلًا،وصولًا إلى بلدتي العين ولودر، لكن الحملة توقفت أسفل السلسلة الجبلية في عقبة ثرة، قبل إن يعاود تنظيم القاعدة زمام المبادرة مجددًا بعد العام2011 ويسيطر على أجزاء واسعة،لكن الأخير طُرد بخجل منها، وعاد إلى الواجهة للمرة الثانية بعد حملة يصفها مراقبون بالفاشلة.

تقود السعودية منذ مارس/آذار 2015، تحالفًا عربيًا ضد الحوثيون وقوات الرئيس السابق ،لكن الإمارات العربية المتحدة تبقى صاحبة الدور الأبرز والأكثر تأثيرًا في مدن جنوب اليمن،ويبدو ذلك جليًا من خلال قيادتها المباشرة لعمليات التحالف في محافظات عدن ولحج وحضرموت وأبين،لكن الأخيرة لم يبرز فيها تأثير أبوظبي إداريًا على غرار الأولى والثانية والثالثة.
تواجدت أبوظبي في أبين عسكريًا، بخجل ،عبر الحزام الأمني القوة الأمنية المدعومة إماراتيًا،لكن الأخيرة أيضًا، باتت مرتبطة بفشل الحملة العسكرية والأمنية في المحافظة ذاتها.

تبدو النكهة السياسية والإدارية الإماراتية موجودة بقوة في مدن الجنوب،لاسيما في الجزء الأكبر من القرارات العسكرية والإدارية في محافظات عدن ولحج وحضرموت.

بات يشار إلى أبوظبي بالوقوف بشكل أو بآخر وراء قرار تعيين محافظي عدن ولحج وحضرموت مع بعض القرارات في المناصب والعسكرية والأمنية في المحافظات الثلاث.

هنا يبرز السؤال الأكثر تداولًا في محافظة الدلتا والبحر..لماذا لا تتدخل الإمارات إداريًا في أبين كما فعلت في عدن ولحج وحضرموت؟

يعتقد مراقبون إن فشل المحافظ السعيدي وبقائه مع ذاك هو أحد أبرز أسباب الإنهيار لمنظومة الإدارة والأمن في المحافظة.
يرى هؤلاء إن فشل الرجل بات جليًا للعيان لسلطة الرئيس هادي وللإمارات بوصفها المُحرّك الفاعل لأبرز قرارات الرئيس اليمني في الجنوب،ولا يحتاج الإثنان لدلائل تثبت فشل الرجل،لكن ثمة أحاديث مُخيفة تُدار شعبيًا من الإبقاء على المدير السابق لمكتب الصحة العامة والسكان في أبين.

يصف مراقبون التجاهل الإماراتي للوضع الإداري المُربك في أبين بالصادم،إذ إن تأثير الفشل في أبين سيضرب عدن أولًا،كما أن النجاج في ضبط إيقاع الإدارة والأمن، فيها قد يسهم في تعزيز موقف الإمارات في عدن.

يرى مراقبون إن ثمة صراع خفي بين جناحي فريق الرئيس هادي ودولة الإمارات العربية المتحدة حول بقاء السعيدي من عدمه.

يعتقد هؤلاء إن فريق هادي عبر نجله يحاول الإبقاء على السعيدي مع شبوة المجاورة، لمحاولة خلق توازن قوى قرب عدن في مواجهة الضلع الآخر(عدن ولحج) اللتان تبدوان خارج إطار منظومة نفوذ نجل هادي الأكبر من جهة،وبقاء أبين بيد المنظومة نفسها يعني بالضرورة قوة ضغط موازية تربك تواجد الإماراتيين في عدن التي تبدو أنها على تباين في المواقف مع نجل هادي.

ويرى مراقبون إن دولة الإمارات من جانبها تبدو في حالة صراع مزدوج على جبهتين، لم تتضح وتتأكد معالمه كثيرًا مع هادي ونجله على حد سواء،لكن التباين الأكثر مع الأبن أكثر منه مع هادي الأب.

عدم التدخل بجديّة لتغيير المحافظ والتدخل بخجل في أبين مقارنة بعدن ولحج وحضرموت، دفع الكثيرين للقول بإن أبوظبي تفعل ذلك نكايةً في هادي أكثر منه في نجله، لأسباب تتعلق بخطط السلام المطروحة وللتباينات في مواقف الطرفان بشأن الحل السياسي في اليمن.

لا يبدو منصب محافظ أبين مؤثرًا إلى الحد الذي يمكن من خلاله تحديد نجاح محافظة بأكملها في الإدارة والأمن،لكن ذلك يعتمد بالضرورة على الصلاحيات التي قد تُمنح لهذا المحافظ أو ذاك.

يرى مراقبون إن تغيير محافظ أبين بات ضرورة ملّحة، مع التأكيد على أختيار شخصية قوية ذات أجماع سياسي وشعبي في أبين،وبالمقابل يعتقدون في ذات الصدد إن إستتاب الأمن في المحافظة الساحلية قد يمتد تأثيرة إلى عدن المجاورة التي ترتبط معها بأراضي متداخلة فضلًا عن إمتداد إجتماعي طويل ما يجعل العاصمة الحنوبية المؤقتة في مرمى التهديد من جارتها فيما إذا أستمر الوضع على ماهو عليه دونما جديد يلوح في الأفق.

*من صالح محوري