آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

حوارات


كشفت عن أسرار (كلام الناس) .. أم ترعش : البرنامج لا يكتب، وبعض حلقاته تخلق (زوبعة) وقد تم توقيفه ستة أشهر

السبت - 04 فبراير 2017 - 07:00 م بتوقيت عدن

كشفت عن أسرار (كلام الناس) .. أم ترعش : البرنامج لا يكتب، وبعض حلقاته تخلق (زوبعة) وقد تم توقيفه ستة أشهر
الاعلامية زهرة عوض عبد فرج (أم ترعش)

حاورها / صلاح بوعابس

في أواخر أكتوبر عام 2008م كنت مرافقًا للرجل الأول في حضرموت خلال زيارته الميدانية والانسانية لوادي حضرموت الذي تعرض -حينذاك – لنكبة عنيفة ومؤلمة أثر موجة الأمطار والسيول التي اجتاحت معظم مناطق حضرموت , فبينما كنت في طريقي - بعد الظهيرة - لمقر الإقامة وسط سيئون طلبت من مرافقنا ان يفتح اذاعة سيئون لعلي أتعرف على اخبار الساعة , فألتفت إليّ مبتسمًا : "شفه ذلحين ابو ترعش في الاذاعة" , فزاد فضولي وسألته : "أيش يعني هذا" , فرد عليّ "انا قلت لك ابو ترعش في الاذاعة" .. وضحك .. فأصريت عليه ان يشغل الراديو , فكان يذاع – حينها - برنامج حواري شعبي , يقدم بأسلوب مشوق وبلهجة عامية , "سيئونية" اللكنة , تلقائية الأداء , بساطة في المعالجة , سلاسة في المعني , خالي من كل أنواع التكلف والتعقيد , فشدني أكثر في الاستماع اليه منذ الوهلة الأولى , وحرصت على متابعته بين حين وآخر عند عودتي للمكلا عبر "نافذة الانترنت"..

من بين أبرز شخصيات وأصوات ذلك البرنامج الشعبي "أم ترعش" .. التقيت بها مصادفة في المكلا , أثناء مشاركتها في أحد اللجان التخصصية لمؤتمر حضرموت الجامع , وكانت سعيدة بمن يناديني عليها بـ "أم ترعش" , فتعرفت عليها, واكتشفت إلى جانب أنها اعلامية "مقتدرة" فهي ناشطة اجتماعية "بارزة" , ومثقفة "متميزة" , حضورًا ونباهة , إضافة إلى ما تتمتع به من جرأة وشجاعة في الحوار والمناقشة ..

طلبت منها أن تعرف على نفسها إذاعيًا فقالت :

"زهرة عبد فرج" أسم الشهرة "أم ترعش".. طبعًا هذا الاسم حصلت عليه بعد أداء كثير من الحلقات وتجربة كبيرة جدًا في المجال الاذاعي  في برنامج "كلام الناس"  هو برنامج شعبي نقدمه باللغة العامية يفهمه الصغير والكبير , المثقف وغير المثقف, يعالج كثير من القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية , له زخم وحضور لا حدود عبر اذاعة سيئون وشعبية كبيرة جدًا في الداخل والمهجر ..

 

- وماذا عن تجربتك مع العمل الاذاعي؟

تجربتي في هذا المجال الابداعي بدأت من عام 1991م , عندما كنت اتردد على اذاعة سيئون بدعم من أحد الزملاء الخيرين وهو الأخ أحمد سعيد بزعل الذي أعتبره أول داعم لي , وكما تعرف  في وادي حضرموت صعب لامرأة أن تنخرط في العمل الإذاعي , ولكن الحمد لله بوجود الأهل وتشجيعهم لي أكثر ووجود بعض الزملاء بدأت اتردد على اذاعة سيئون في تقديم برنامج "تهاني وأغاني" ومن هنا انطلقت.. من ثم اشتركت تقريبًا في عام 2000م في برنامج "كلام الناس" وأعجبتني طريقته وكانت تجربة ثرية لي بوجود زميلين عزيزين على قلبي وهما المرحوم "رمضان باصالح" وهو الأخ والصديق والاب والزميل في الاذاعة , وزميلي الآخر الذي مثل شخصية "ابو ترعش" "عوض عنبر هادي" , وهذان الأخوين كانا بمثابة أسرة كاملة لي وكان تواجدي ما بينهم شجعني أكثر ودخلت تجربة معهم في عدة حلقات والحمد لله نالت استحسان المستمعين وأثبت وجودي بالنسبة للبرنامج واصبح البرنامج هذا يمشي في دمي .. ولا أخفيك سرًا أنه في اليوم الذي ما فيه حلقة مسجلة تأتيني اتصالات من الكثير من المستمعين وهذا حافز لنا لنكون متواجدين في العمل الاذاعي  مع هذا البرنامج بالذات .

 

- الملاحظ أنك تتحدثي بكثير من الاعتزاز عن برنامج "كلام الناس", فما الذي اضافه لك؟

البرنامج خلق لي شعبية كبيرة بين أوساط النساء والرجال أيضًا , وأصبحت معروفة للناس باسم "أم ترعش" , وسعدت كثيرًا بأنني اتلقى اتصالات من بعض الأسر يشرحون بعضًا من القضايا المتعلقة بالبيت أو بالأسرة أو بالأولاد أو بالبنات , وكنا نتحاور حول هذه الأشياء ونسجلها , طبعًا البرنامج أعطى نكهة خاصة وأصبح يسمى بفاكهة الظهيرة إذ أن البرنامج له وقت محدد في الساعة الثانية في الظهيرة ولنا عادات وتقاليد في المجتمع "السيئوني" بالذات مع عدة الشاهي ووجود الأسرة متجمعة مع المذياع لاستماع البرنامج .. ومما شجعني أكثر في هذا البرنامج أن له أثر وصدى في المجتمع المحلي بين الأسر وعلى مختلف المستويات العمرية , بعد أن عالج الكثير من القضايا بأسلوب ناقد وهادف, كم امرأة قالت لي "استفدنا من البرنامج ,وعدلنا في بعض الأخطاء وبدأنا نصحح كذا وكذا , أيضًا في بعض المدارس وفي المناسبات بالذات عندنا في الزواجات يتغالون في المهور والمشتروات , والبرنامج ساهم في ارشاد الناس وحثهم على الاقلاع عن بعض الأخطاء وتجنب السلبيات.

كما اضاف لي البرنامج أشياء أخرى منها عدم الخجل والجرأة بالظهور أن كان وراء مكرفون الاذاعة أو على خشبة المسرح , وحفزني هذا البرنامج - أيضًا - لكتابة بعض القصص المسرحية , منها على ما أذكر مسرحية من ثلاثة فصول حول نظرة المجتمع للفتاة المعاقة , خاصة أن الفتاة المعاقة عندنا في وادي حضرموت مظلومة فلو وجدت فتاة معاقة في أحد الاسر يخفوها عن الانظار , والحمد لله هذه المسرحية نالت الاعجاب ومثلها مسرحية أخرى بعنوان "اغيثوني" تتحدث عن عمالة الأطفال . وسعيت شخصيًا بتكوين فرقة مسرحية نسائية تابعة لاتحاد نساء اليمن مكونة من ست نساء  لكن أغلب مسرحياتي كانت مع زملائي فريق "ابو ترعش" "عوض عنبر" و "رمضان باصالح" حيث مثلت الكثير من المسرحيات عن الزواج المبكر , والجهل , والفقر وغيرها من القضايا المجتمعية الأخرى .

 

- ولكن كيف استطعتم تحقيق هذه الشهرة للبرنامج والحفاظ عليه ؟

البرنامج فرض نفسه بنفسه وهو حاصل على المرتبة الاولى في اذاعة سيئون في كل تقييم سنوي وأيضًا عملوا مسح أو استبيان فجاء هذا البرنامج الوحيد الذي له صدي واسع بين المستمعين . ولازلنا محتفظين بهذه المرتبة في اذاعة سيئون, وكما قلت لك البرنامج هو أشهر نفسه بنفسه , وهذه ميزة قد لا تكون موجودة في برامج اذاعية اخرى , فنحن اصبحنا كفريق "ابو ترعش" نطلب في المناسبات أو الاحتفالات الرسمية وبدأنا ندخل على المسرح , وفي مسارح المدارس بطلب من التربية والتعليم , بدأنا أيضًا ننتقل من مديرية إلى مديرية وهذا دليل على أن البرنامج له صداه في المجتمع .

 

- من يكتب مادة البرنامج ؟

البرنامج لا يكتب , ولكن مادته تتداول بيننا الثلاثة , كان بوجود المرحوم "رمضان باصالح" , وهو مجرد فكرة نحطها نحن "الثلاثة" ولا نكتبها أنما نتداولها "من رمضان ومن عوض ومني" ونصيغ حوار نتناقله فيما بيننا  "الزوجة والأخ والزوج" المرحوم الله يرحمه "رمضان باصالح" لما مات ترك فراغ كبير جدًا بالنسبة لنا كفريق أو كأسرة للبرنامج ولكن الحمد لله - اللهم لا اعتراض على قدرة المولى - بدأنا في استقطاب شخص وهو الان معنا والذي يمثل دائمًا دور "الأبن ترعش"  لأنه ما لقينا من يغطي  دور "أبو متعب" , وهذه الشخصية "أبو متعب" كانت كل المصائب على رأسه هو المسؤول , والشيخ , وهو الفقير , والغني , الآن معنا "أبو ترعش" , و"ترعش", و "أم ترعش" .. الحمد لله مشينا على نفس المنهج وبدأنا نطور فيه تدريجيًا , والشيء الذي نعتز ونفتخر به هو ما نناله من شهادة الناس واعجاب مستمعينا الكرام .

 

- سألنا "أم ترعش" ممكن تفسري لنا كيف يتم اجازة برنامج اذاعي من غير كتابة مادته؟

"ابتسمت" وقالت : أقول لك " البرنامج" لا يكتب , ربما تكون هذه تجربة فريدة من نوعها , وهذا سر نجاح برنامج "كلام الناس" كما أعتقد , وقد حاولوا في أوقات سابقة ان يكون البرنامج مكتوبًا لتقدم مادته للمناقشة أو لقراءة صيغته ومعرفة ما يتضمنه ما بين سطوره , ولكن البرنامج بطريقته وأسلوبه العفوي التلقائي, حتى ولو كتبناه نحن كفريق عمل لما ندخل به الاستديو لنسجل حلقته "نجيب كلام ثاني" ما نتقيد بالمكتوب في الورقة , لأنه برنامج ناقد  وفيه تلقائية تأتيك احيانًا فكرة في ثانية أحسن من الفكرة التي كتبناها , ولهذا السبب ما قدرنا نكتب البرنامج.

 

- قبل التحاقك ببرنامج "كلام الناس" هل كان هناك عنصر نسائي إلى جانب فريق البرنامج أو يكتفي على الاصوات الرجالية؟

كان هناك محاولة لأحد الأخوات الفاضلات من أصول حضرمية لكن تربت في السودان الشقيق على ما أعتقد وهي تجربة قصيرة جدًا لها  لم تدم شهر أو شهر ونصف , وكان العائق الوحيد أمامها لهجتها , فابتعدت عن البرنامج والتحقت اني بعدها مباشرة وتمسك بالبرنامج "بيداتي ورجولي" .

 

- هل التحاقك بالاعلام كموظفة أم مساهمة؟

انطلاقتي في الاعلام كمساهمة فاني موظفة في ديوان وكيل المحافظة وحاليًا أمين عام اتحاد نساء اليمن , وتوظفت قبل ان التحق باذاعة سيئون , وحقيقة عندي غريزة من الصغر وهو حب التمثيل كنت دائماً اللعب بالعرائس , واتقمص أدوارًا ولدي رغبة في التمثيل واصبح هذا شيء مدفون لكن وجدت ضالتي في الاذاعة بدأت , ومن هنا انطلقت والحمد لله بتقديمي برنامج "تهاني وأغاني" ومن ثم التحقت بالبرنامج المحبب لقلبي "كلام الناس" ومن هذا البرنامج هذا صار عندي رغبة في كتابة بعض الحلقات الاجتماعية والثقافية نمثلها عبر المسرح وأكتب أني النص المسرحي لها إلى جانب أنني اقدم برنامج "الشقائق" لاتحاد نساء اليمن , وهذا الشيء لم يأتي من فراغ بل نتيجة الدعم من مدير عام اذاعة سيئون السابق الاستاذ أحمد بن زيدان الله يذكره بالخير إذ كان الداعم الرئيسي لي ووجودي للآن في الاذاعة.

 

- كيف تعاملت السلطة مع البرنامج خاصة وانه كما قلتي ناقدًا ؟

"تضحك" أحيان بعض من حلقات البرنامج تخلق "زوبعة" ومثل ما يقول المثل " اللي على راسه بطحة دايم يتحسسها" , ونحن دائمًا نختم الحلقة بمثل , وهذا المثل لنا هدف فيه اصلًا , ولهذا كانت تجي أوامر لمدير الاذاعة السابق بأن هذه الحلقة لابد توقف نهائيًا ,  حتى لو بثت ممنوع تعاد بثها مرة ثانية ويتم التركيز والملاحظة على هؤلاء لما يسجلوا البرنامج , وفعلًا أوقفنا في فترات سابقة حوالي ستة أشهر متواصلة تم منع فريق البرنامج من التسجيل ولكن الحمد لله بجهود مدير الاذاعة والأخوة الخيرين عادت المياه لمجاريها .

سألتها : هل هذا التوقف جاء بسبب انتقاد شخصية نافذة أم ماذا؟

قالت : انتقدنا شخصيات وليس شخصية, والانتقاد في الوقت الحالي أعتقد  أنه مضر.

 

- هل تناولتم قضايا سياسية؟

نحن نعتبر البرنامج حر  وفي الاذاعة أحرار  فهذه اذاعة الشعب وطبعًا القضايا التي نتناولها والتي هي حساسة احيانًا يكون لها صدى في المجتمع .

 

- ما هي ابرز هذه القضايا؟

في الوقت الحالي نتناول القضايا الاجتماعية مثل الطلاق , تأخير القضايا في المحاكم , قضايا الثأر , والسلوكيات والقضايا التربوية , وانتشار المخدرات وتعاطي القات وغيرها من الآفات الغير مستحبة , و"البلاوي" المنتشرة بين الشباب , كما نتناول قضايا اخرى مثل الصحة وكل ما يهم المجتمع والأسرة .

 

- وماذا عن المعيقات التي رافقت مسيرة عملك الاعلامي والاذاعي على وجه التحديد؟

أني عانيت ولا استطيع ان اقول غير ذلك , لكن الحمد لله قد يكون أني أمتاز بميزة الصبر والتمرد على العادات والتقاليد الكاذبة الذي يفرضها علينا المجتمع وهي غير موجودة , أعتقد أن العمل في الاعلام أو في أي مجال آخر هو مش عيب ولا حرام ولكن مجتمعنا أحيانًا قاسي جدًا ولهم أغراض كما أعتقد بوجود بعض الأحزاب التي تحرم وتحلل , ولكن الحمد لله اني با تكلم عن نفسي ولا اتكلم على الآخريات , الذي اشوفه صح أعمله ودائمًا التشجيع يأتيني من الأهل ومن زميلاتي والزملاء المقربين لدي .

 

- هل شاركت اذاعة سيئون بـ "كلام الناس" في مهرجات خارجية؟

بالبرنامج لا , إنما شاركت بالمسلسلات , وكانت انطلاقة جيدة جدًا لإذاعة سيئون , بذلك المسلسل الذي كتبة الاستاذ "نزار باحميد" وهو "حكاية سلمى" وشاركت ببطولته , فقد كان هذا المسلسل الاذاعي رائع جدًا يعالج قضايا الفتيات والتعليم , واذاعة سيئون شارك به في مهرجان الاذاعات بدولة البحرين ونال المسلسل الجائزة الأولى .

^ وكيف ترين الأصوات النسائية الآن في اذاعة سيئون ؟

-       لا اخفيك سرًا بالنسبة للأصوات الاذاعية في اذاعة سيئون تكاد تكون منقرضة لولا مشاركة بعض الأخوات الجامعيات على عدد الأصابع مثل "نايفة العامري" في تقديم برنامج خاص يتعلق بالجامعة  , أما  كمساهمة اذاعية داخل الاذاعة كانت مقتصرة على اثنتين هما  زميلتان عزيزتان "سلمى الناصري" وهي تزوجت وتعيش في صنعاء والأخرى "صباح سعيد العاقل" التي كان لها دور كبير في الاذاعة لكن الان تزوجت واحتجبت عن العمل الإذاعي.

^ أخيرًا ما هي رسالتك للمرأة وللمسؤولين على الاعلام؟

-       دائمًا في حديثي في أي لقاء اوجه رسالة للمرأة أو الفتاة نفسها , الاذاعة اذاعة الجميع والذكور ليس هم المستغلين الوحيدين داخل الاذاعة لكن اثبات وجود المرأة داخل الاذاعة تلاقي له اهتمام لأنني عشت التجربة, وحصلت الكثير من الاهتمام من بعض الزملاء الذين يحافظون على وجود المرأة في الاعلام في المقابل في الجانب الآخر هناك الذي لا يريد ان تكون المرأة حضورًا ولا تواجدًا ,لكنني اوجه رسالتي أولاً للمرأة نفسها عليها ان تزاحم اخوانها في طرق ابواب الاذاعة وتثبت وجودها داخل الاذاعة والتلفزيون وفي مختلف مواقع اجهزة الاعلام , أيضًا اوجه رسالة أو نداء للمسئولين في الاذاعة أو وزارة الاعلام بان وجود المرأة مهم جدًا فإذا كان وجودها مهم داخل البيت فوجودها مهم جدًا داخل مؤسسة الأعلام.