هز انفجار عنيف مساء أمس الثلاثاء، مبنى الأمن السياسي (المخابرات) في محافظة تعز، مخلفاً أضراراً في بعض مباني الأمن السياسي الواقع في منطقة صينة غربي المدينة، دون أن يحدث أضراراً بشرية.
ويأتي تفجير الأمن السياسي بعد ساعات من التوصل إلى اتفاق ينهي الخلاف بين طرفي المقاومة بتعز (الاصلاح وأبو العباس)، بعد أن كلف الرئيس عبدربه منصور هادي، أمين عام التنظيم الناصري، المحامي عبدالله نعمان، بمهمة وضع حل للأزمة.
وتبادل طرفي المقاومة الشعبية بتعز الاتهامات حول من قام بتفجير المبنى، واتهم نائب مدير أمن محافظة تعز، العقيد محمد عبدالله إبراهيم المحمودي، وهو المحسوب على حزب الإصلاح، مجاميع القيادي في مقاومة تعز، الشيخ السلفي عادل عبده فارع (أبوالعباس)، بتنفيذ عملية التفجير، وقال المحمودي: "إن جماعة (أبو العباس) وتنظيم القاعدة هما من فجرا مبنى الأمن السياسي".
وأضاف: "اليوم خلع (أبوالعباس) القناع الذي كان يلبسه، وتم الانقلاب على الدولة ومؤسساتها من قبله، ما تسبب بانهيار الدولة في تعز ببساطة".
ونفى الطرف الآخر (كتائب أبو العباس) القيام بعملية تفجير مبنى الأمن السياسي، لافتاً أن عملية التفجير مفتعلة ومدبرة من قبل جماعات تعارض الاتفاق الذي حدث بواسطة المحامي عبدالله نعمان ورعاية الرئيس عبدربه منصور هادي.
وقال مدير المكتب الإعلامي لكتائب أبو العباس، الصحافي رضوان الحاشدي، بأنه قبل حادثة تفجير مبنى الأمن السياسي بأربع ساعات غرد أحد أفراد حزب الإصلاح الصحافي، مازن عقلان، بسلسلة من التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، تضمنت إشارات إلى أن "أبو العباس" سوف يقوم بتفجير الأمن السياسي، وأيضا قبل التفجير بساعة، صرح العميد صادق سرحان قائد اللواء 22 مدرع، والذي يدعم عصابة غزوان المخلافي، في تصريح لقناة بلقيس خلال مداخلة تلفونية، أن جماعة "أبو العباس" فجرت المؤسسات الحكومية ومبنى الأمن السياسي وكان ذلك قبل حادثة التفجير.
وأكد الحاشدي أن كتائب "أبو العباس" هم من أخرجوا مليشيات المخلوع صالح من داخل الأمن السياسي في منتصف العام 2015، وتم حينها تسليم موقع المبنى للعميد صادق سرحان، بحكم أنه كان قائد المجلس العسكري، "وكيف سنقوم بتفجيره الآن"؟
أوضح أن القيادي في المقاومة أبو العباس طلب من المحامي عبدالله نعمان، المكلف من الرئيس هادي بحل الخلاف، تشكيل لجنة للتحقيق لمعرفة أسباب الانفجار.
وكان مسلحون يتبعون لكتائب المقاومة في الجبهة الشرقية (كتائب أبو العباس)، الثلاثاء، فرضوا السيطرة على مبان حكومية، أبرزها إدارة الشرطة والبحث الجنائي وديوان المحافظة ومبنى الأمن السياسي ومكاتب حكومية أخرى، وذلك بعد أن اندلعت اشتباكات بأسلحة خفيفة ومتوسطة في شارع جمال بمدينة تعز، بين الكتائب التابعة للشيخ السلفي عادل عبده فارع (أبو العباس)، ومسلحين تابعين لغزوان المخلافي، المحسوب على العميد صادق سرحان، والمقرب من حزب "الإصلاح"، وذلك على خلفية اختطاف جماعة غزوان المخلافي للشيخ رضوان كواتي، القيادي في جماعة "أبو العباس" وقاضي "اللجنة العدلية" في جماعته، أثناء تواجده للعلاج في مستشفى التعاون وسط المدينة.
ويأتي تجدد الاشتباكات بعد أسبوعين على المعارك السابقة بين الطرفين في سوق ديلوكس بشارع جمال عبدالناصر وسط المدينة.
وكانت اللجنة المكلفة من قبل الرئيس هادي لحل المشكلة بين الطرفين برئاسة المحامي عبدالله نعمان، القيادي بالتنظيم الناصر قد توصلت الى إتفاق يقضي أن يقوم أبو العباس بتسليم المدعو صهيب المخلافي بنظر نعمان إلى اللجنة الأمنية للتحقيق معه، والتصرف طبقاً للقانون، وتكلف اللجنة الأمنية بالقبض على المدعو غزوان المخلافي، وعرفات منصور المخلافي، والتحقيق معهم والتصرف طبقاً للقانون، وتسلم الأسلحة والأطقم التي تم الاستيلاء عليها من إدارة الأمن لمدير أمن المحافظة، على أن يتم تسليم موقع قلعة القاهرة المطلة على مدينة تعز ومقر الأمن السياسي لقوات من اللواء 35 مدرع، وتسلم إدارة الأمن وإدارة البحث الجنائي لقيادة إدارة الأمن والبحث الجنائي.
كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة للتحقيق في الوقائع الجنائية التي حصلت الثلاثاء، وتسليم المنهوبات التي تم اقتحامها من كافة الفصائل المسلحة المختلفة من مرافق الدولة، ورفع كافة المظاهر المسلحة من شوارع المدينة، وتكلف اللجنة الأمنية بممارسة مهامها لضبط الأمن ومتابعة الاختلالات الأمنية.
وتسود مدينة تعز التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية الموالية للرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي حالة من الفوضى وانتشار لمسلحين يتبعوا تنظيمات عدة، حيث يقوم المسلحون بجمع إتاوات من المحلات التجارية التي تقع تحت سيطرتهم، كما يشكو مواطنون من اعمال نهب وسرقة تعرضت لها منازلهم ومحلاتهم التجارية.
ويلاحظ كذلك في مدينة تعز انتشار لعناصر يتبعوا تنظيمات جهادية لها ارتباطات بجماعات تصنف بانها إرهابية.