آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:13ص

ملفات وتحقيقات


المحافظة النفطية العجوز .. تثق بحاكمها الشاب

الثلاثاء - 17 يناير 2017 - 02:43 م بتوقيت عدن

المحافظة النفطية العجوز .. تثق بحاكمها الشاب
محافظ شبوة احمد حامد لملس

تقرير / صالح علي بامقيشم:

ربما لأول مرة منذ فترات طويلة تشهد محافظة شبوة الغنية وصول محافظة شبوة سحنة رجل مدني ليعتلي كرسي الادارة فيها بعد سنوات طويلة تعاقب على حكمها عدد من الشخصيات العسكرية والقبلية .

 

لاشك ان تيارا يمتلك اذرعا طولى في شبوة قد اغتاظ بشكل كبير وهو يشاهد شاب يركض نحو العقد الخامس وهو يستقطب الاغلبية الساحقة من ابناء شبوة التي عانت طويلا من صراعات بينية تتهم سلطات الرئيس المخلوع صالح بإثارته من دون ان يلجأ - المحافظ الجديد- الى نفس الاساليب التي درجت المنظومة الموالية لصالح على استخدامها لتركيع شبوة تحت نير الهيمنة الاحادية لمراكز القوى.

 

في شبوة الواسعة التضاريس والغنية بالنفط والغاز تشتبك مصالح كثير من القوى السياسية والقبلية الا ان الملحظ الاهم انها تتضور جوعا ويتم نقل ثرواتها عبر سماسرة محليين لتضخ سيولة نقدية في ارصدة مافيا صنعاء التي تبرم صفقاتها مع شخصيات نافذة تخنق المحافظة منذ عهود طويلة .

 

يجاهر احمد لملس برفضه التام اقصاء أبناء شبوة من المعادلة وهو ما اكسبه شعبية واسعة والتفاف شرائح صنعت تغيير نسبي في توازنات صنع القرار .

 

ومؤخرا لجأ الرجل الى تحقيق تقارب مع حضرموت المجاورة لجهة الاستفادة من خبراتها الامنية والاقتصادية التي جاءت اصلا بدعم لوجيستي من السلطات الاماراتية ..في هذا المضمار تبدو فرص شبوة وافرة بشكل لا يقل عن حضرموت وبالأخص على مستوى قطاع الاستثمار الذي يعد بنقلة تاريخية في حياة الناس في شبوة وتتجه السلطة المحلية في شبوة لإعادة رونق ميناء قنا الاستراتيجي والاستفادة من فرص يوفرها موقع مدينة بالحاف الساحلي .

 

ويعتقد مراقبون ان كاريزما شخص المحافظ ليس هو ما يثير جدلا خفيا تبديه بعض الدوائر التقليدية بل منهجه ومشروعه الطموح الذي بدت علاماته عبر رؤية تم الاعلان عنها وتمتد لسنوات وتعيد المحافظة ذات الطابع الصحراوي والبنى التقليدية الى الاذهان نفس الوضعية التي كان دول خليجية عدة تعيشها قبل طفرة النفط الا ان شبوة تمتلك مخزون من الثروات الطبيعية والمناطق ذات الطابع الاستراتيجي ويؤكد انصار المحافظ بانه الشخص الذي سيقتلع مرحلة الركود والاقتتال القبلي باكملها و يفتح نافذة مستقبلية على العالم الخارجي رغم ادراكهم التام بصعوبة الامر وحاجته الى بعض الوقت بينما يشير بعض خصومه الى تأخر تحرير بلدة بيحان الحدودية باعتبارها اخفاقا واضحا له وتراهن عليه هذه القوى في فض اللحمة الشعبية الكبيرة حول الرجل .

 

وقبل اسابيع قليلة ظهر لملس مرتديا بزة عسكرية في جبهات بيحان حامية الوطيس بين القوات الموالية للرئيس هادي المدعوم دوليا وميليشيات دينية متمردة تتبع الرئيس السابق علي صالح وحليفه عبدالملك الحوثي ويقول محللون ان المحافظ اراد توجيه رسالة بانه مستعد للمضي قدما نحو لملمة شتات المحافظة المترامية الاطراف من دون التراجع عن مشروعه المدني المتمثل في اعادة بناء المؤسسات وتطبيع الحياة فيها  وهو توجه يحظى بدعم التحالف العربي .

 

تقع  شبوة في وسط الجزء الجنوبي من اليمن وتتصل المحافظة بمحافظتي حضرموت ومأرب من الشمال ، محافظة حضرموت من الشرق ، البحر العربي وجزء من محافظة أبين من الجنوب، محافظات أبين والبيضاء ومأرب من الغرب .المساحة : تبلغ المساحة حوالي( 42584  ) كم2وتتوزع في ستة عشر مديرية و  يبلغ عدد سكان محافظة شبوة وفقاً لإحصائيات عام 2004 /.440)الف  نسمة كما ان الشريط الساحلي يبلغ حوالي 300 كم.

 

لطالما كان حمل السلاح والاقتتال بين القبائل المتصارعة وتدني مستوى التعليم هو المعرقل لأية نهضة تستهدف نقل مجتمع شبوة البدائي الى اطوار متقدمة الا ان  الدعوات التي ترفعها قطاعات شابة تواقه للتغيير قد زادت في الآونة الاخيرة ولاسيما بعد انسحاب مفاجئ في العام الفائت لمليشيات الحوثي من عتق كبرى مدن شبوة .

 

واسهم طاقم السلطة الجديدة في تحقيق تغييرات بنيوية على مصاف الاجهزة والمؤسسات وافرز هذا حضور جنرال شاب الى محور عتق بعد ازدياد التذمر الواسع من قيادته السابقة .

 

ورغم ان المحافظ الجديد يحسب على تيار الحراك الداعي الى دولة مستقلة في الجنوب الا ان علاقاته ببقية الاطراف لازالت قوية وبالأخص التيار السلفي وحزب الاصلاح رغم ان الاخير يوجه انتقادات لاذعة بسبب صلات المحافظ بالإمارات العدو اللدود لجماعة الاخوان.

 

وقضى المحافظ السابق لشبوة عبدالله النسي نحبه في العربية السعودية بعد ان ادار المحافظة لأشهر قبل ان تداهمه وعكة صحية فقرر الرئيس هادي اسناد الامر الى احمد لملس .

 

وعمل المحافظ لملس كمدير  لمديرية  المنصورة في عدن لسنوات ومنذ توليه في شبوة داومت جهات اعلامية على توصيفه كممثل للحراك الجنوبي المعتدل .

 

وبمعية مدير الشرطة حققت سلطات شبوة استقرارا نسبيا في الحالة الامنية في عتق وبعض المناطق وعاد الاندية الرياضية الشعبية لأنشطتها التي تستقطب اعدادا كبيرة من الشباب  كما عادت المنظمات المدنية  للعمل .

 

يتفاءل قطاع كبير من سكان المحافظة بان يتوقف هدير المدافع ويعود الامن والاستقرار وتدور عجلة الاقتصاد الا ان عملية الانتقال تبقى بيد سلطة شبوة الجديدة ومدى قدرتها على استمرار تدفق طموحاتها.