آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-06:32م

صفحات من تاريخ عدن


رحالة زاروا عدن

السبت - 17 ديسمبر 2016 - 01:33 م بتوقيت عدن

رحالة زاروا عدن
ماركوس بولو رحال ايطالي

عدن (عدن الغد)خاص:

كتب : عفيف السيد عبدالله

  في عصر الدولة الرسولية (1229م – 1454م) وهو واحد من أزهى العصور والفترات التي مرت على اليمن زار عدن واحداً بعد الآخر، ثلاثة من أشهر الرحالة العالميين.  وبعدهم مباشرة زارها الرحالة الإيطالي فارتيما دي في عصر الدولة الطاهرية (1415م - 1517م) التي تأسست في مناطق نفوذ الدولة الرسولية بعد إندثارها. وكتب الأستاذ محمد عوض باعليان من جامعة عدن عن رحالة خامس هو جان دو لاروك الذي زار عدن ما بين الفترة 1710 -  1713.

 وتكمن أهمية هذه الزيارات أنها تقدم شواهد على واقع الإزدهار الحضاري والتجاري وأهمية عدن التاريخي في العصور الوسطى، والحق أنه توجد أيضا شواهد تاريخية كثيرة تدل على أن عدن عاشت من قبل في مقدار أكبر من هذا الثراء واليسر في العصور الذي شغلته في عهود آشور وبابل والبيزنطيين واليونان والرومان ومصر. لكنها أيضا مرت بفترات كانت هي الأسوأ في تاريخها عندما مر بالمدينة ودمرها كرب إل وتر (ملك سبأ) وهو يهاجم مملكة أوسان، وهيمن على جميع الأودية والسهول في الجنوب والشمال وإلى أرض نجران، كما جاءت أخبار تلك الحملة في النقش الكبير(النصر) الموجود إلى الآن في مأرب. وكذلك عندما حكمها في الفترة الموصولة الأتراك وسلطان لحج نائبا التي سبقت مباشرة دخول الإنجليز عدن في 19 يناير 1839م.

والرحالة هم:

 

   ماركو بولوMarco Polo : وهو تاجر ورحالة إيطالي، ومحل ميلاده على الأرجح أن يكون البندقية (فينيسيا)، ولد عام 1254م وعندما توفى عام 1324م كان إبن بطوطة عمره 21 عاما. كان والده يتاجر مع الشرق الأوسط وأصبح ثريا. وفي عام 1269 م سافر مع والده وخاله وقابلوا قبلاي خان. دونت رحلاته في كتاب سماه Milione ساعد في تعريف أوروبا لبلدان الشرق الأوسط ووسط آسيا والصين. وماركو بولو هو أول من أشار إلى إنتشار الإسلام في بلدان جنوب آسيا. وقد ألهمت رحلاته كريستوفر كولومبس وآخرين لمزيد من الإستكشافات. زار ماركوبولو عدن في عهد الملك شمس الدين أبو المحاسن مرتان، الأولى أتجه إليها بعد زيارته لشرق إفريقيا، والثانية عند عودته من جنوب آسيا، وصف عدن بأنها مدينة كبيرة تضم عددا من القرى والبلدات، ويزورها كثير من التجار الذين يبيعون سلعهم فيها ويستبدلونها بالذهب. وقال إن كل السفن الكبيرة تأتي إليها من الهند ثم تفرغ حمولتها من البضائع إلى سفن صغيرة التي تبحر في البحر الأحمر لمدة أسبوع ثم تناولها إلى قوافل من الجمال تتجه بعدها نحو مصر وبلدان الشرق الأوسط.

  إبن بطوطة Ibn Battuta: وهو أبوعبالله محمد بن عبدا لله اللواتي الطنجي إبن بطوطة، ويدعى أيضا بشمس الدين. ولد في طنجة في المغرب العربي من أبوين من البربر في 26 فبراير 1304م، وتوفى في المغرب عام 1369م. أشتهر بأسفاره الطويلة التي استغرقته خمسة وثلاثون عاما، قطع خلالها نحو 121 ألف كيلومتر، وهو رقما قياسيا لم يتجاوزه أحد إلا بمجيء عصر البخار بعد 450 عاما.

وبعد عودته من أسفاره عام 1356م دونت رحلاته بإيعاز من سلطان المغرب أبو عنان فارس في مخطوطة عرفت بإسم "الرحلة", وإسمها الكامل هو "تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار". زار خلالها 44 بلدا في العالم الإسلامي، وشمال وشرق وغرب إفريقيا، وجنوب وشرق أوروبا، والشرق الأوسط، وجنوب ووسط آسيا، والصين. وفي رحلته تجاه شرق إفريقيا، زار عدن عام 1330م، في عهد الدولة الرسولية السلطان مجاهد نور الدين علي مالك. وقد وصفها بالمركز التجاري القوي وبالثراء الفاحش، وأنه في بعض الأحيان كانت السفينة بكامل حمولتها مملوكة لفرد واحد من سكانها، وأن هذا كان مصدر فخر وتنافس فيما بينهم. يحثهم في ذلك انشغالهم في التجارة وإدارة الميناء.

 

   فارتيما دي  :Varthema Di (1470م -1517 م) أرستقراطي إيطالي ومدون ورحالة مشهور. ومعروف بأنه أول أوربي غير مسلم يزور مكة والمدينة. ولد في بولونيا بإيطاليا.

 بدأت رحلته في نهاية عام 1502م متجها إلى الشرق الأوسط، ومن دمشق توجه إلى مكة والمدينة في أبريل – يونيو عام 1503م ثم أبحر جنوبا إلى عدن وزارها عام 1504م، وعند وصوله إليها قبض عليه وأتهم بأنه أحد أفراد طاقم إحدى سفن الأسطول البرتغالي التي كانت تحوم في خليج عدن وتهاجم السفن العربية، تظاهر فارتيما بالجنون فأطلق سراحه، وذهب إلى صنعاء ثم عاد إلى عدن وركب سفينة متجهة إلى الهند في مارس 1504م. وقد دون فارتيما رحلاته بنفسه ونشرها في روما عام 1510م في كتاب تم ترجمته لاحقا إلى خمسين لغة. ومن ضمن وصفه فيه لعدن قال إنها مدينة فائقة الجمال، وثرية جدا، تحيط بها جبال وحصون قوية لم يراها من قبل في مدينة عند مستوى سطح البحر، وقدر أنها تضم نحو ستة آلاف عائلة.

 

   شنج هي  :Zheng He هو أدميرال بحري ومستكشف ورحالة   وديبلوماسي صيني مسلم يعود أصله إلى وسط آسيا، وكان والده المسئول الريفي في مقاطعة يونن المنغولية، شملت رحلاته المحيط الهندي والشرق الأوسط وشرق إفريقيا، وذلك قبل نحو مئة عام من إكتشافات كريستوفر كولمبس لأمريكا. وكان أسطوله من الضخامة حتى أن مقارنة اساطيل المستكشفين الأوربيين معه تبدو هزيلة وتافهة. وفي عام 1421م أثناء فترة حكم السلالة الصينية مينج، أمر الإمبراطور الصيني يونجل Yongle، لغرض توسيع نفوذه وتجارته، بإرسال مبعوث له وتلاث سفن متخمة بالهدايا إلى ملك عدن، برفقة الرحالة الصيني المسلم الشهير الادميرال شينج هي) Zheng He 1371م-1421م) والملقب (بالفارسية) بحاجي محمود شمس الدين. وقد أبحرت السفن الى عدن من ميناء سومطرة، وبعد أن وصل الرحالة إلى عدن وأنهى مهمته أتجه إلى شرق إفريقيا. كما سجلها كاتب وقائع الرحلة ما هوان Ma Huan الذي شارك في الرحلة الإمبراطورية في كتابه Sheng-lan. Ying-Yain.

 

جان دو لاروك: هو كاتب وقائع أول رحلة قام بها الفرنسيون لإستكشاف بلاد العرب لأغراض تجارية. زار عدن بين عامي 1708-  1713 بعد توفي المتوكل على الله إسماعيل بن أحمد الكبسي عام 1676م وإنهيار الدولة القاسمية. وقد وصف جان دو لاروك عدن بأنها مدينة مهمة ومشهورة، تتربع على سفح جبال عالية تحيط بها الأسوار وتحميها نحو خمسة او ستة قلاع. وأنه فيما مضى كانت مدينة مهمه وأن ميناءها هو الأفضل في العالم. كما وصف سوق المدينة بأنه كان مخططا على أحدث طراز وأن صهاريج عدن تؤمن إمدادات المياه العذبة لكل سكان المدينة. وأشار إلى أن بيوت عدن الخاصة والعامة كانت كبيرة وجميلة وأنيقة وان المدينة فيها حمامات عامة، لا يعرف أجمل منها، مكسوة كليا بالرخام واليشب، ولسقوفها قبب رائعة ومزينة في الداخل بأروقة وحجرات وقاعات ترتكز على أعمدة جميلة.