آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-06:12م

ملفات وتحقيقات


كيف عاش زعيم الحركة الإحتجاجية في الجنوب حياته؟

الإثنين - 06 يونيو 2011 - 10:25 ص بتوقيت عدن

كيف عاش زعيم الحركة الإحتجاجية في الجنوب حياته؟
في الـ20 من فبراير الماضي قامت اطقم من الأمن المركزي اليمني بإقتحام مستشفى النقيب بالمنصورة بعدن واعتقلت باعوم من داخله حيث لايزال معتقلا حد اللحظة .

عدن ((عدن الغد )) خاص:

حيث تثقل المسؤوليات كالجبال ..وحيث تفرض خلال احتدامها وجيشانها توترا قاسيا على الإرادة والفكر ..تجد الفضائل الطارئة فرصتها للانكماش والتقهقر أما الفضائل الصلبة الجليلة فلا شيء يشحذ تفوقها واقتدارها مثل هذا المجال .

 

,وإن الأصلاء العظماء لا ينشدون النصر مجرد النصر إنما ينشدونه عفا ,شريفا ,فاضلا فإذا لم يأتهم النصر موشى بهذه الفضائل فلا خفقت له راية ولا جندلت من اجله جماجم وقد يعلم الرجل منا أن الأوطان و مانؤمن به ليس شرطا أن يكون الطريق إليه سهلا يسيرا وحمل الرايات بعيدا عن المغانم والأطماع والمناصب أولوية وشرطا للظفر والفوز .

 

وإذا فتحنا سيرة باعوم يحسن بنا جميعا حتى من يختلف معه في الطرح والرؤية والمشروع الاعتراف ان نضاله في كل مراحل عمره كلها  كانت في خدمة تلك المبادئ التي أفنى سني عمره في سبيلها وما شاهد احدنا قصرا له مشيدا في المكلا يناطح السماء طولا أو يخرق  الأرض عمقا وعرضا وما اشتغل  بالتجارة مهنة أهله وأصحابه وذويه يجمع الثروات والاموال وما وطن أسرته ومن يحب بطانة ومستشارين حين تولى المناصب والنفوذ .

 

إن طبيعة المناضل هي التي جعلت كلمة  نضال شعار حياتة بأسرها وليس شعار مناسبة بذاتها.

ولد باعوم في الرشيد عام 1943وقدرة شاء أن يتربى بين أحضان بيت ورث التدين منهاجا وفكرا وابتنى للعلم قدرا وشأونا عظيما تلقى تعليمه الابتدائي هناك ثم انتقل إلى غيل باوزير القريبة من قريته الرشيد ليمكث فيها ما شاء الله له ان يمكث قبل ان يشد رحاله الى عدن فتى يافعا ليكمل دراسته حتى عام 1959م وكعادة  الحضارم ما شذ باعوم وما غوى واجتر تاريخ أجداده وأبائه الأولين كعامل في معمل جبر للملابس في مدينة كريتر يقتات مما كسبت يداه .


وفي أواخر الخمسينات من القرن الماضي انخرط الغلام في أتون السياسة ولاكها واعتصرها للأبد عضوا في الحركة الوطنية طور الإنشاء والتكوين , ومع بداية الستينات كان حسن من طلائع المشاركين في الاحتجاجات والمسيرات التي اندلعت آنذاك لمناهضة الاستعمار البريطاني المحتل للجنوب .

 

 

وعندما قويت شوكة الحركة الوطنية تنظيميا وأصبحت رقما مهما بين حركات التحرر شارك باعوم في ما سمي آنذاك (مسيرة الزحف المقدس )إلى المجلس التشريعي الرابض  فوق  الهضبة اعلى البنك المركزي قبالة قلعة صيرة   .

 

ولما اختمرت الظروف على الأرض وتهيأت الوسائل والسبل والإمكانات للانتقال إلى مربع الكفاح المسلح حمل باعوم سلاحه ضمن فصيل الجبهة القومية كواحد من مؤسسيها وذلك  في عام 1963م ومركزها عدن.

رفيق الدرب سالمين        

لزم باعوم الرئيس الشهيد سالم ربيع علي منذ التحقا معا في الجناح المسلح للجبهة القومية منذ انطلاقتها وحتى معركة إسقاط كريتر والتي قضى   فيها الشهيد  على سالم يافعي  في20-يونيو  67م وكان للصديقين فيها دورا بارزا ومميزا .

 

-علاقة سالمين ببا عوم كانت علاقة مصير أكثر منها علاقة نضال وكفاح مسلح ودرب مليء بالمحطات والمنعطفات كثيرة المنحدرات الصعبة , بنيت على شفى مسيرة وتاريخ مغلف بالصراعات والمؤامرات والانقسامات التي أطاحت بالرئيس الشهيد سالمين ليدفع باعوم فاتورة صداقته بالرجل الأول في دولة الجنوب آنذاك فزج به في السجن محسوبا على هذا  الفريق .

 

وقبل أن يعود باعوم ورفاقه أمثال عبد العزيز عبد الولي وعبد الرزاق شايف وآخرون من جبهة مناصرة  الثورة في الشمال كانت تباشير الاستقلال والتحرير تلوح من فوق جبل صيرة وترفرف راياتها اعلى قمم جبل شمسان, فبريطانيا قد حزمت حقائبها  للرحيل من عدن بعد أن حملت عصاها وخرجت من الهند على يد ذلك الهندي العجوز ذو السيقان  الرفيعة والجسد العاري إلا من لبوس إرادة اختارت النضال السلمي طريقا ومنهجا للتحرر من الاستعمار ومن وراء تلك العينين الغائرتين المختبئتين خلف نضارة رنت بتجرد عن الذات ومحت من صدرها نرجسية الأنا تراجعت جيوش الإمبراطورية التي لم تغب عنها الشمس امام خطوات غاندي العظيم فلم تعد بحاجة للبقاء في خليج عدن لتأمين خط التجارة الرابط بين مستعمراتها في أقاصي بلاد السند وأوربا ولا من سبب يدفعها للبقاء .

 

وبعد استقلال الجنوب عين باعوم عضوا في المكتب السياسي للجبهة القومية ورئيسا للجنة الرقابة التنظيمية العليا أي ما يوازي اليوم نائبا لرئيس الوزراء ,ثم مسؤلا للعمل التنظيمي والسياسي في المحافظتين الثانية والرابعة .

وبعد قيام الوحدة كان باعوم يشغل منصب مستشارا لمجلس الرئاسة بدرجة نائب رئيس وزراء وفي حرب صيف 94م كان باعوم مشرفا على محافظة شبوة والتي حارب فيها بشراسة كبيرة حتى أصيب في الجهة اليسرى من الصدر أجريت له جرائها عملية جراحية في مستشفى ابن سيناء في حضرموت .


وما أن تعافى باعوم من إصابته حتى خرج في أول مسيرة رافضة لنتائج حرب صيف 94 م وذلك في عام 1995م وعند إجراء الانتخابات عام 97م جيش باعوم الناس في حضرموت  لتخرج مسيرات الاحتجاج والغضب الشعبي في العاصمة المكلا وبقيادة باعوم وحضوره وكان ممن شارك ونظم ما عرف فيما بعد بمسيرات الغضب عام 1998م والتي أطلق فيها الرصاص الحي عليه وبقية المتظاهرين ليسقط فيها لشهيدين  بارباش وبن همام .

إصلاح مسار الوحدة   

قاد  باعوم من بعد حرب 94تيار مابات يعرف بإصلاح مسار الوحدة ورفيقه في الحزب الاشتراكي اليمني احمد حيدرة مسدوس وللمفارقة انه لم يك ممن أسس جمعية  أبناء ردفان في عدن غير انه أيد تشكيلها قبل أن يتزعم ملتقيات التصالح والتسامح التي أسست لاندلاع الحراك الجنوبي السلمي في عام 2007م  .

 

اعتقل بعدها لمدة شهرين في حضرموت ليعود مجددا إلى تأليب الشارع ضمن فعاليات الحراك ليصدر أمر اعتقاله مجددا في 30ابريل 2008 م من مدينة كريتر ذاتها التي قضى فيها أيام شبابه وصباه ورحل اثرها  الى صنعاء ومجموعة من رفاقه في قيادات الحراك ومن بينهم الغريب وبن فريد وقدموا حينها الى محاكمة  في صنعاء قبل ان يصدر عنهم عفو رئاسي .


وفي 30اكتوبر من نفس العام أعلن من عسكرية يافع  عن تأسيس المجلس الوطني كتنظيم سياسي مستقل ,  غادر بعدها الى الشعيب ليقول جملته الشهيرة من هناك ان (أرضنا الجنوب وسقفنا السماء ) وفي يناير 2009 م تم  توحيد مكونات الحراك في إعلان زنجبار باسم مجلس قيادة الثورة  وعين باعوم رئيسا له ثم تم تعديل التسمية إلى مجلس الحراك السلمي وهو ما يزال رئيسا له حتى اللحظة .

وفي 3-6-2009م سافر باعوم الى الصين للعلاج لتجرى له عملية جراحية استمرت 15ساعة  بعد تعرضه لكسر في الساق عاد بعدها الى حضرموت في شهر رمضان 16-8-2010م مرورا بالقاهرة والصين والمانيا والنمسا  .

وفي 9-11-2010م خرج باعوم الى الضالع مارا بمدينة زنجبار وعدن قبل ان يتم اعتقاله ونجله فواز في نقيل الربض على مشارف مدينة الضالع  ليرحل ورفاقه مجددا  الى السجن المركزي في مدينة اب سرا وبقي هناك حتى تم الإفراج عنه في 1-1-2011م وفور الإفراج عنه خرج قاصدا  أعالي  جبال يافع مارا بالحبيلين وقبلها حل ضيفا على مدينة الشعيب في محافظة الضالع.

 

 ومن يافع اعلن تقديم استقالته كعضو في اللجنة المركزية  للحزب الاشتراكي اليمني في خطوة ظل باعوم يرفض النقاش فيها أو الحوار حولها طوال عمر تزعمه للحراك وقبلة وهو يقول ان الحزب حقنا وليس حقا لهم .

في الـ20 من فبراير الماضي قامت اطقم من الأمن المركزي اليمني بإقتحام مستشفى النقيب بالمنصورة بعدن واعتقلت باعوم من داخله حيث لايزال معتقلا حد اللحظة .

 

من عبد الخالق الحود