آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-03:40م

ملفات وتحقيقات


هل يذهب الحزب الحاكم وحيدا صوب الانتخابات.؟

الأحد - 12 ديسمبر 2010 - 02:24 م بتوقيت عدن

هل يذهب الحزب الحاكم وحيدا صوب الانتخابات.؟
وقعت المعارضة اليمنية مع الحزب الحاكم عدد من الاتفاقات السياسية بأت جميعها بالفشل

عدن(( عدن الغد)) خاص:

لا يبدو محمد الهيثمي متفائلا حيال ما آلت إليه نتائج الحوار الذي استغرق عدة أشهر بين الحزب الحاكم في اليمن ولفيف معارضة هشة وانتهى مؤخرا إلى الإعلان عن فشله ونية الحزب الذي يرأسه الرئيس اليمني صالح منذ أكثر من 30 عاما خوض الانتخابات منفردا.


يتحدث الهيثمي وهو يقود سيارة أجرة خاصة يملكها ويمرغ بها شارع الزعفران وسط مدينة كريتر  عن ازدياد الصعوبات التي تواجه البلد الأشد فقرا في محيط الدول العربية ، ويشير بيده صوب مجموعة من الشباب يحملون معاول ويقول:" لا اعتقد ان البلد بحاجة إلى مزيد من الأزمات نحن بحاجة في اليمن إلى مزيد من الحوار لأجل فهم كل الأطراف والوصول إلى حل لمشاكلنا ، الأمور هنا تزيد سوء . 


يذهب د. ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي في اليمن وهو أخر الأحزاب اليسارية ذات النزعة التقليدية في هذا البلد إلى اتهام الحزب الحاكم ويدعي "المؤتمر الشعبي "  بتعطيل الحوار الذي دشن بين ائتلاف واسع من أحزاب المعارضة مع الحزب الحاكم.


ووصف ياسين في مقال نشر باسمه مؤخرا تحت عنوان " القصة الكاملة للحوار مع الحزب الحاكم" قرار الأخير  بوقف كافة  أعمال الحوار وخوض الانتخابات  بالحماقة  .

 

 بداء واضحا من الوصف الذي اختاره الرجل لوصف ماحدث بان أحزاب المعارضة كانت تنتظر الكثير من الحوار الذي  جاء بعيد  دعوات مكثفة أطلقها مسئولون أمريكيون وأوربيون حينها ودعوا فيها إلى ضرورة إجراء حوار شامل لحل مشاكل اليمن المتفاقمة.

 

 


ورغم حدة الرد الذي قابلت به أحزاب اللقاء المشترك إلا ان الحزب الحاكم ممثلا بالمؤتمر الشعبي العام يبدو انه هو الآخر يتجه بقوة نحو إجراء الانتخابات منفردا أو التلويح باجراءها على هذه الشاكلة في الوقت الحالي.

 


وصوت مجلس النواب أمس بغالبية نواب الحزب الحاكم على قانون الانتخابات المعدل على رغم رفض نواب احزاب المعارضة المنضوية في تحالف «اللقاء المشترك» الذين رفضوا عملية التصويت بالوقوف صفاً أمام منصة رئاسة المجلس، واعتبروا التصويت على المشروع انقلاباً على اتفاق شباط (فبراير) 2009 بين احزاب المشترك والحزب الحاكم، الذي تم بموجبه تأجيل الانتخابات النيابية لمدة عامين، والتمديد لمجلس النواب الحالي لإتاحة الفرصة لإجراء الحوار الوطني بين الأحزاب السياسية، والاتفاق على الإصلاحات السياسية والانتخابية قبل موعد الانتخابات النيابية في نيسان (ابريل) 2011.

 

كان قرار الحزب الحاكم بإعلانه الفشل عن الحوار الذي خاضه مع أحزاب المعارضة طوال أشهر مثيرا للاستغراب حيث انه جاء في  ظل شبه توافق بين الجانبين حول أمور كثيرة -ظاهرا على الأقل- ، وفاجئ الجميع ظهور الرجل العسكري السابق عبدربة منصور هادي نائب الرئيس اليمني منذ العام 1994 بعد حرب أهلية قصيرة  وإعلانه انتهاء الحوار والكشف عن نيته خوض الانتخابات منفردا.

 


يرى كثيرون في أحزاب اللقاء المشترك ان قضية الطرود المفخخة التي تم الكشف عنها مؤخرا والتي وضعت اليمن والنظام الحاكم فيه في قلب الأحداث ومثار تناول واسع النطاق من قبل وسائل الإعلام العربية والعالمية ،وهو مادفع  إدارة الرئيس صالح إلى البحث عن بدائل ممكنة يمكن توجيه وسائل الإعلام إليها .

 


وبحسبهم فانه لم يكن حينها ممكنا اختيار القاعدة كقضية يمكن لها ان تثير أي جدل كون ان النظام لايرغب حينها في  إثارة أي حديث يتصل بالتنظيم ولم يكن ممكنا حينها اختيار الحراك الجنوبي أو الحوثيين كمجال للصراع كون ان الصراع مع هذه الأطراف يمكن له ان يعطي نتائج عكسية فالحرب قد تنشب في أقصى الشمال نتاجا لأي تصعيد محتمل والحراك الجنوبي قد يكسب نقاط جديدة في مواجهة الحكومة اليمنية ان سلطت وسائل الإعلام على صراع محتمل بين الجانبين .

 


بداء ان الخيارات مستنفذة – بحسب مسئولين في المعارضة- إلا من التوجه صوب أحزاب المعارضة في الداخل ولم يكن من سبيل إلا  عبر التوجه إلى استخدام ورقة الحوار مع أحزاب المعارضة والدفع بالخلاف القديم المتجدد إلى واجهة الإعلام العربي والعالمي لعلها تخفف من ضغط الأخبار التي يتناول فيها هذا الإعلام اليمن من حيز واحد.

 


وعلى النقيض من ذلك يصر النظام الحاكم ممثلا بحزب المؤتمر الشعبي ولفيف أخر من أحزاب صغيرة هشة على ان اللجوء إلى إنهاء الحوار مع أحزاب المعارضة جاء بسبب محاولة هذه الأحزاب استغلال حالة الضغط التي  يمارسها المجتمع الدولي مؤخرا على الحكومة اليمنية ومحاولة فرض شروط مجحفة والحصول على مكاسب سياسية لا تكون الانتخابات مجالها بل الاشتراطات السياسية المسبقة وهو أمر أكد النظام الحاكم رفضه المجمل له .

 


يرى محمد الهيثمي انعدام نية إصلاح الأوضاع في هذا البلد الذي قال ان الصراعات أنهكته وتساءل الرجل الخمسيني عن كيفية الحوار الذي يمكن له ان يفضي إلى حلول لكل هذه المشاكل ، يمضي بسيارته إلى جوار حديقة عتيقة تقع بقلب مدينة التواهي احد اعرق الأحياء في عدن ، هناك حيث لاتزال هنالك الكثير من المباني التي تحمل مسحة انجليزية .

 


حكم الانجليز عدن لأكثر من 129 عام وتميزت العقود الأخيرة من الحكم البريطاني لعدن بالرفاهية والتطور والمدنية لينتهي الحكم البريطاني بتولي ثوريين هم خليط من القوميين العرب والماركسيين قال الهيثمي أنهم دمروا المدينة طوال 30 عاما من حكمهم للمدينة .

 


يشير بيده مرة أخرى صوب تمثال ضخم لملكة بريطانيا السابقة وضع وسط الحديقة ويبتسم بمرارة  ويقول :" هذا كل ماتبقى من العصر الجميل .

 


مثل الهيثمي كثيرون يشاركونه الراي في ضرورة  وجود حوار وطني جاد بهدف حل قضايا اليمن والوصول في مجملها إلى  حل يرضي جميع الأطراف  أمر لايلوح في الأفق انه ممكنا .

 


 من محمد عبد الكريم