آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

أخبار وتقارير


حرب أهلية أو استعمار جديد.. الحوثيون يسوقون اليمن للهاوية

الأربعاء - 18 فبراير 2015 - 08:39 ص بتوقيت عدن

حرب أهلية أو استعمار جديد.. الحوثيون يسوقون اليمن للهاوية
المسلحون الحوثيون

صنعاء(عدن الغد)وكالات:

لم تسلم جزيرة بريم في مدخل البحر الأحمر من فكر البريطانيين الاستعماري، فكانت أول منطقة في اليمن تسقط في براثن بريطانيا العظمى عام 1799، بعد عام واحد من القضاء على النفوذ البرتغالي والهولندي في منطقة الخليج.. لم يكد القرن الـ19 يلملم دفاتره حتى كانت بريطانيا قد عززت نفوذها في شبه الجزية العربية، حيث ارتبطت جميع إمارات الساحل وهي البحرين وقطر والكويت بمعاهدات سياسية معها، ومن دون شك كانت عدن –مفتاح البحر الأحمر - المحطة التالية التي تسقط في قهر الاحتلال بعد مقاومة عنيفة من سكانها..

بريطانيا التي عقدت أول معاهدة ذات طابع سياسي مع سلطان أحمد (سلطان مسقط) عام 1798، لوح مندوبها في مجلس الأمن مارك ليال جرانت بفرض قرار مجلس الأمن الأخير ولو بالقوة بشكل غير مباشر عندما قال "يجب على الحوثيين أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم والكف عن استخدام العنف والإكراه كأدوات لفرض سياستهم".

عندما تبنى مجلس الأمن الدولي أمس الأول، قرارا يدعو الحوثيين للانسحاب الفوري من مؤسسات الدولة باليمن، لم يغب عن بال اليمنيين وجيرانهم في السعودية وباقي دول الخليج، أن الخيارات انحصرت اليوم إما في الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي بين القبائل والحوثيين الشيعة، وإما تدخلا خارجيا يعيد إلى الأذهان سنوات الاستعمار البريطاني..

وحذر مجلس الأمن من أن اليمن ينهار، ولكنه لم يدعم طلب دول مجلس التعاون الخليجي باستصدار قرار يستند إلى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة أو العقوبات الاقتصادية لفرض تنفيذ القرارات.

واستولى الحوثيون على صنعاء في سبتمبر ، مما اضطر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي في شهر يناير الماضي، إلى الاستقالة، وهو ما تلاه إعلان الحوثيين حل البرلمان وتعيين مجلس رئاسي يتولى شؤون البلاد، فيما وصف بالانقلاب.

نص قرار مجلس الأمن

دعا القرار الذي صاغته بريطانيا والأردن الحوثيين إلى الإفراج عن الرئيس اليمني ورئيس الوزراء وغيرهما من أعضاء الحكومة من الإقامة الجبرية والكف عن تقويض الانتقال السياسي والأمن في اليمن بالمشاركة بنية حسنة في مفاوضات تتوسط فيها الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية.

وقال مندوب بريطانيا في مجلس الأمن مارك ليال جرانت "يجب على الحوثيين أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم والكف عن استخدام العنف والإكراه كأدوات لفرض سياستهم".

وطالب القرار "كل الأطراف في اليمن بوقف كل العمليات العسكرية ضد الناس والسلطات اليمنية الشرعية والتخلي عن الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من الجيش والمؤسسات الأمنية في اليمن".

كما دعا القرار "كل الدول الأعضاء إلى الاحجام عن التدخل الخارجي الذي يسعى لإذكاء الصراع وعدم الاستقرار وأن تدعم بدلا من ذلك الانتقال السياسي".، وهو التنويه الأممي الذي يشير إلى رغبة بعض الدول في التدخل.

الحوثيون يضربون بقرار مجلس الأمن عرض الحائط

أقرت "اللجنة الثورية" التابعة للحوثيين برئاسة محمد الحوثي تشكيل ما سمته "اللجنة الثورية العليا لتسيير شؤون الدولة"، وذلك بعد اجتماع الاثنين في القصر الجمهوري بصنعاء، ويأتي ذلك رغم قرار مجلس الأمن الذي أمهل الحوثيين أسبوعين للتراجع عن "قراراتهم الأحادية".

وذكر موقع "الجزيرة.نت" نقلا عن صحيفة "المسيرة" الناطقة باسم جماعة الحوثي أسماء 15 عضوا - بينهم امرأتان- قالت إنهم مرشحون لتشكيل اللجنة العليا التي سيرأسها أيضا محمد الحوثي.

كما نشرت ما سمته "اللائحة المنظمة" لعمل اللجنة ومهامها التي تتمثل في متابعة تسيير شؤون الدولة لحين تشكيل مؤسساتها وفقا للإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون.

كما ستراقب اللجنة الجوانب الأمنية والمالية والاقتصادية، وتتخذ الإجراءات الكفيلة بمعالجة أي اختلالات بالتنسيق مع اللجنة الأمنية، وستكون من مهامها أيضا متابعة سير العمل في الوزارات وأجهزة الدولة ومؤسساتها.

في المقابل.. منصور هادي يرفع وتيرة الأزمة

اندلعت الاشتباكات في عدن، ثاني أكبر المدن اليمنية، بين ميليشيات موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المستقيل والقوات الموالية للحوثيين.

وقتل ثلاثة أشخاص بعد أن قام أعضاء في لجان المقاومة الشعبية بمهاجمة قوات شرطة تابعة للحوثيين التي تقوم بحراسة عدد من المباني الحكومية.

وتسيطر لجان المقاومة الشعبية على مقر المخابرات ومبنى التلفزيون.

روسيا وحسابات العلاقة الوثيقة مع إيران الداعمة للحوثي

في اليوم التالي قرار مجلس الأمن، فاجأت روسيا – بحسب ما أكدته مصادر عسكرية لقناة "العربية" – الجميع بتسليم الحوثيين شحنة أسلحة في ميناء الحديدة، لاستخدامها في الغارات الجوية على مأرب والبيضاء وسط اليمن.

مطار الحديدة الذي أغلقه الحوثيون في وجه الملاحة الجوية كان غطاء لشحنة أسلحة جديدة وصلت لدعم الحوثيين في اليمن، بحسب "العربية.نت".

وتتضمن الشحنة، بحسب مصادر عسكرية، أسلحة خفيفة ومتوسطة ومضادات أرضية للطائرات وصواريخ حرارية مضادة يمكن استخدامها في المناطق الجبلية، وهي أسلحة لا تمتلكها القوات الجوية اليمنية.

وتقول مصادر في ميناء الحديدة، إن مجاميع مسلحة ومكثفة من الحوثيين قامت بتفريغ شحنة أسلحة وصلت إلى ميناء الحديدة على متن سفينتين تقول مصادر عسكرية إنهما وصلتا من روسيا.

وأكدت المصادر نيه الحوثيين إعادة تجهيز سلاح الجو لاستخدامه لشن غارات على مأرب والبيضاء وسط اليمن.

وكانت مصادر صحفية خليجية أفادت عن زيارة غير معلنة قام بها خبراء عسكريون روس إلى صعدة قبل شهرين التقوا خلالها بزعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي.

وأعلنت روسيا – التي تعد الحليف الاستراتيجي الأول لإيران المتهمة بدعمها للحوثيين ماديا وعسكريا - في وقت سابق عن دعمها للخطوات الهادفة إلى البحث عن تسوية راسخة للأزمة في اليمن لكنها تحفظت على فرض عقوبات على الحوثيين.

ودعت الخارجية الروسية الأطراف اليمنية إلى التحلي بضبط النفس معتبرة أن تعزيز الضغوط الخارجية على أطراف العملية السياسية الداخلية، بما في ذلك فرض عقوبات، سيقود إلى نتائج عكسية.

الدول تغلق سفاراتها في صنعاء وترحل رعاياها

أغلقت تركيا واليابان سفارتيهما في اليمن، وأوضحت وزارة خارجية البلدين في بيان أن الدافع إلى هذا القرار هو "تدهور الوضع الأمني" في البلاد.

وأعلنت وزارة الخارجية التركية تعليق العمل في سفارتها في اليمن، وقالت إن السفير وكل الفريق العامل في السفارة عاد إلى أنقرة.

وكانت تركيا قد دعت مواطنيها مطلع الأسبوع الماضي إلى مغادرة اليمن.

وفي اليابان أيضا أعلنت الحكومة أنها أغلقت مؤقتا سفارتها في العاصمة اليمينة صنعاء.

واتخذت دول أخرى مثل الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وهولنداقرارات مماثلة خوفا من تدهور الوضاع الأمنية بسبب الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.