قالت مصادر عاملة في ميناء عدن ان هنالك مخاوف شديدة تسود الدوائر العمالية في الميناء من مخطط يهدف وزير النقل الجديد " بدر باسلمه" لتنفيذه بالتنسيق مع مجموعة من كبار رجال الأعمال في اليمن بينهم مجموعة شركات هائل سعيد انعم وتهدف إلى تسليم إدارة الميناء إلى عدد من التجار تحت يافطة "إشراك القطاع الخاص" في إدارة الميناء .
وقالت المصادر لـ"عدن الغد" ان باسلمه غادر قبل أسابيع إلى العاصمة المصرية القاهرة حيث التقى هناك وبشكل سري عدد من رجال الأعمال اليمنيين وبينهم ممثلون عن مجموعة شركات هائل سعيد انعم لمناقشة إمكانية اشراك رجال أعمال في إدارة الميناء .
وقالت المصادر ان الاجتماع أفضى إلى الاتفاق على تسليم أجزاء واسعة من ميناء عدن (كالتكس) والميناء القديم (الدكة) ومؤسسة موانئ خليج عدن إلى عدد من التجار لإدارتها تحت حجة إشراك القطاع الخاص وهي الخطوة التي لم تقدم عليها إي حكومة يمنية سابقة حتى في عهد الرئيس اليمني السابق الذي تنازل عن أجزاء واسعة من ميناء المعلا لصالح مجموعة شركات هائل سعيد انعم بصورة "غير مشروعة .
وبحسب المصادر فان هذه التحركات وفي حال تنفيذها فإنها ستوجه أقوى ضربة من نوعها إلى ميناء عدن وستعني تدميره بشكل كامل حيث سيتحول الميناء من مؤسسة حكومية فاعلة موحدة الأداء والإدارة إلى كنتونات صغيرة يتقاسم إدارتها عدد من رجال الأعمال والتجار.
وأوضحت المصادر ان رجال الأعمال والشركات الذين باتوا يدفعون بالوزير "باسلمه" لتسليمهم الميناء إنما يهدفون لاستخدامه لمصالح شركاتهم الخاصة ولايمكن ولا يعقل ان يقوم القطاع الخاص بالعمل لأجل تنمية القطاع العام .
وكان الوزير قد كشف عن هذه التوجهات لإدارته بشكل علني خلال حضوره ورشة عمل أقيمت في العاصمة المصرية القاهرة قبل أيام وأكد فيها على أهمية إيجاد شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص للمساهمة الفعالة والبناءه في عملية التنمية الشاملة في مجال النقل والموانئ .
وشدد باسلمة على ضرورة ما اسامها بإعداد وتهيئة التشريعات الضمانات والتسهيلات اللازمة وبناء جسورالثقة بين الدولة والقطاع الخاص المحلي للمساهمة في عملية التنمية الشاملة تمهيدا لجذب ومشاركة القطاع الخاص الإقليمي والدولي .
وأوضح وزير النقل أن الورشة التي شارك فيها ممثلون عن القطاع الخاص والمنطقة الحرة وموانئ عدن ومجموعه من الخبراء الدوليين والمحليين خلصت إلى التوصية بتحسين البنية التحتية و الخدمات في موانئ عدن المختلفة خلال الثلاثة الأشهر الأولى من العام القادم ، والإسراع في تجهيز مجموعه من المشاريع المختلفة في الموانئ بهدف إدخال وإشراك القطاع الخاص بشكل سريع في الخدمات المقدمة بالميناء والمطار .
ويوم الثلاثاء نفذ عدد من العاملين في مؤسسة موانئ خليج عدن وميناء عدن وقفة احتجاجية للتعبير عن رفض تحركات الوزير "باسلمة" مؤكدين أنهم سيتصدون لأي محاولة للتصرف بالميناء لصالح الشركات التجارية الخاصة .
