آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

أخبار وتقارير


تقرير : زنجبار زنجبار .. ذات الصوت القديم يصدح مجدداً

الثلاثاء - 12 يونيو 2012 - 10:25 م بتوقيت عدن

تقرير : زنجبار زنجبار .. ذات الصوت القديم يصدح مجدداً
مسافرون من اهالي زنجبار في طريقهم الى مدينتهم ظهر اليوم الثلاثاء - عدن الغد

عدن (( عدن الغد )) خاص:

منذ عام ونيف مضى لم يصدح هذا الصوت مطلقا .. زنجبار زنجبار

مرة أخرى يعاود محمد البدوي وهو فتى في الـ 16 من عمره  الصعود على منصة قريبة من  محطة حافلات مركزية تصل بين مدينة عدن ومحافظات جنوبية أخرى  ويهتف .. زنجبار .. زنجبار.

 

البدوي فتى في الـ 16 من عمره  يعيش بحي الشهيد عبدالقوي بالشيخ عثمان وسط أكوام من المباني المحطمة دأب منذ سنوات على ان يصحو صباحا ويتوجه صوب محطة الهاشمي هناك حيث ينادي على الركاب المتوجهين إلى زنجبار مقابل بضع اوراق مالية يمنحها له السائقون نظير ذلك .

 

في الـ 27 من مايو 2011 توقفت حنجرة البدوي عن الصياح قيل له يومها لم يعد هنالك زنجبار حينها كانت المدينة قد سقطت بيد الجماعات المسلحة التي تطلق على نفسها "أنصار الشريعة" .

ومن ذلك الحين التزم "البدوي" منزله بالشيخ عثمان واليوم فقط عاد إلى محطة الهاشمي ليعتلي ذات المنصة التي غادرها منذ أكثر من عام .

ظهرا فيما يتزاحم العشرات من أبناء زنجبار العائدين إلى ديارهم يقف البدوي" اعلن منصته الاسمنية ويصيح "زنجبار زنجبار " وكأنه ينطقها لاول مرة .

 

يقول لـ"عدن الغد" كنت على وشك ان افقد الامل في العودة إلى هذا المكان هانحن نعود وهاهي زنجبار تعود ايضا.

يدير عبدالله المسعودي ظهر اليوم محرك حافلته الصغيرة ليكون أول شخص يتوجه بها إلى زنجبار ويلتفت إلى  الطفل الصغير البدوي ويقول له بلهجة بدوية:" قفلت امباب؟ فيرد البدوي الصغير بالايجاب.

 

منذ عام ونيف لم تنطلق حافلة أجرة ما صوب مدينة زنجبار .. يهرش "المسعودي" رأسه بيده النحيلة ويستدير بوجهه صوب الركاب ويضحك مازحا .. ياجماعة نسينا كم الأجرة إلى زنجبار حد يذكرنا بالله .

يغرق الجميع بالضحك فيما تكون الحافلة تسير مسرعة مغادرة عدن على طول الطريق البحرية المحاذية لمنطقة العلم وبحر العرب ..

كل الديون مشدودة  إلى الامام وكأنها لاول مرة تمضي على طول هذا الطريق الانظار تتجه صوب المدينة التي غادروها ذات يوم على حين غفلة .

 

مروان صالح سهل معلم بمدرسة سواحل الابتدائية ينظر من خلف زجاج الحافل صوب مدينة زنجبار .. لاشيء يلوح في الأفق إلا بقايا اشجار نالها الكثير من الضرر.

يتحدث مروان إلى رفاقة بالقول :" اشتقتنا والله ياجماعة لزنجبار وتراب زنجبار احس وكأنني احلم ..

تقترب من الحافلة الصغيرة من مدينة زنجبار  وتمضي في طريق منطقة الكود .. هنا كان العشرات من المزارعين يقفون على جانبي الطريق وهم يعرضون انواع شتى من الفواكه..

لم يعد هنالك شيء على الاض سوى حفر ضخمة على جانبي الطريق خلفتها أعمال القصف طوال عام كامل .

تقترب الحافلة من جسر وادي بناء وتمر من هناك وفي الطريق إلى وسط زنجبار ، مبنى الحكومة المحلية لم يتبق منه سوى اطلال كومة مباني العيون مشدوهه لكل شيء .

 

معقول هذه زنجبار يقول المعلم "مروان  وهو ينظر بدهشة إلى كل ماحوله تمضي الحافلة ببطئ وسط حفر كثيرة تناثرت على جانبي الطريق .

كل شيء تغير في زنجبار .. زنجبار لم تعد زنجبار اليوم لكنها ستعود زنجبار القديمة يوم غد

يقول سائق الحافلة ويمضي بها إلى وسط زنجبار.