على ظهر خشبة مسرح خشبية وسط مدينة تريم العريقة يقف شاب في ال 26 من عمره ويتحلق حوله المئات من الأشخاص الذين شاركوا لتوهم في تظاهرة مناوئة للرئيس صالح في المدينة التي لم تشهد طوال عقود أي تظاهرة سياسية .
يقف احمد شاكر وهو فنان شاب ويملك صوت جميل أعلى خشبة المسرح ويبدأ بالغناء مطالبا الرئيس صالح بالتنحي عن الحكم فيما يبدو ان المشاركين يشعرون بالطرب ويهتفون مؤيدين لشاكر .
تخرج شاكر قبل سنوات من اليوم من الجامعة ولكنه وحسب قوله بسبب الفساد الذي تعاني منه البلد لم يتحصل على وظيفة حتى اللحظة ولم يلاق شيء من الاهتمام الذي كان يجب ان يولى له .
يقول شاكر لــ"عدن الغد":" الأغنية التي غنيتها كانت تطالب برحيل النظام صالح كتب كلماتها الشاعر كرامة علو وهو شاعر شعبي كبير بحضرموت وكان اللحن من التراث .
يضيف شاكر بالقول:" نتمنى ان يكون القادم جيد ونستطيع ان نحقق الكثير من أحلامنا .
فيما سبق كان شاكر قد قدم الكثير من الأعمال الفنية التي حازت على إعجاب كثيرين لكنه حتى اللحظة لم يجد أي اهتمام من قبل المسئولين في الحكومة اليمنية.
تسببت الاحتجاجات التي تشهدها اليمن هذه الأيام بتفجير طاقات إبداعية لدى الكثير من الشباب في اليمن وفي عدد من المدن تحولت الساحات الاحتجاجية إلى أماكن لأداء وصلات غنائية أو تقديم عروض مسرحية كساحة الحرية في عدن وساحة التغيير في صنعاء وتعز وغيرها .
لم تمنع أعمال العنف التي أسفرت عن مصرع مالايقل عن 13 شاب من شباب عدن خلال تظاهرات مناوئة ضد الرئيس صالح من إبراز الكثير من الشباب لمواهبهم الإبداعية وسط الساحات الاحتجاجية.
وسط ساحة اعتصام بمدينة كريتر وقف مخرج مسرحي شاب يدعى "عمر جمال" مساء وهو يتحدث إلى زملاء له في فرقة مسرحية أسسها قبل سنوات في عدن بإسم "خليج عدن".
دفعت الاحتجاجات بجمال وزملائه إلى المشاركة فيها ولكنهم لم يكتفوا بالمشاركة بل امتد الأمر إلى المشاركة بأعمال فنية .
وسط ساحة اعتصام مسائية بكريتر قدم "جمال" وفرقته اسكتش مسرحي بعنوان عجايز "معك نازل" يطالبن برحيل علي عبدالله صالح وزبانيته.
يتحدث عمر جمال إلى عدن الغد عن تجربة فرقته ومشاركتها في الاحتجاجات بالقول :" في البداية نحن كأعضاء فرقة خليج عدن شاركنا في المظاهرات منذ انطلاقها في الـ 16 من فبراير لإيماننا المطلق بالتغيير نتيجة للأمل الذي زرعته في أنفسنا ثورتي تونس ومصر فوجدنا أنفسنا في الشارع مع الشباب اليمني جنباً إلى جنب ، وقد ازداد إصرارنا على المشاركة منذ بدأ النظام المجرم والسفاح بقتل إخوتنا في المنصورة وبعد ذلك في كافة المديريات.
ويضيف:" ساهمنا في البداية في تكوين الاعتصامات في ميدان زكو والمنصورة.. ويعد ذلك أسهمنا أيضا في نقل الاعتصام إلى ساحة البنوك ومتواجدون كذلك في اعتصام الشيخ عثمان.. تم اختياري لأكون مسؤولاً إعلاميا عن اعتصام ساحة الحرية (البنوك سابقا) ومن هنا تعرفت على عدد من الشباب المبدعين في شتى المجالات الإبداعية الذين تفجرت مواهبهم تفاعلا مع ثورة التغيير.. وكل يوم تجد موهبة جديدة تطرق الباب وتكشف عن نفسها.. شعراء ، مغنون، خطباء وفرق غنائية وإنشادية ومسرحية كل هذه المواهب وحدت رسالتها في كلمة ارحل .. وكان يزيد حماسها وشدة لهجتها مع كل شهيد يسقط على يد النظام القاتل.
ويختتم بالقول:" بالنسبة لمشاركة فرقة خليج عدن في عمل مسرحي فقد كان الآمر محسوماً منذ بداية الأحداث وجهزنا اسكتشا مسرحياً ساخراً نال الاستحسان والحمدلله .. فلطالما كنا لسان الناس في الشارع ونحاكي معاناتهم وننقلها عبر المسرح فكان واجباً منا ان نعبر عن نبض الشارع المطالب برحيل السفاح والمطالب بمحاكمته.. وبالفعل ترجمنا هذا الكلام في عمل مسرحي وستستمر مشاركتنا في كافة المديريات والاعتصامات حتى يسقط هذا النظام الإجرامي ويفارق اليمن إلى الأبد.
تسجيل مرئي للأسكتش المسرحي الذي قدمته فرقة "خليج عدن"
