آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:46م

وفيات


رثائية في وفاة الشاعر عمر نسير

الأحد - 14 سبتمبر 2014 - 11:39 م بتوقيت عدن

رثائية في وفاة الشاعر عمر نسير

عدن الغد -خاص

هذه رثائية في وفاة الشاعر عمر نسير. صاحب كلمات (برع برع يا استعمار) ولكل المبدعين من فنانين وادباء وكتاب ورياضيين الذين همشوا وفقدوا الرعاية والاهتمام التي كان يحظوا بها في دولة الجنوب قبل الوحدة وانعدمت في الوحدة المغدور بها واصبحوا على الهامش والمعاناة واصبح الدعم والاهتمام لعصابات الابداع في القتل والإرهاب ..رثائية في تدمير ابين واجهاض الحياه في عدن وإرهاب حضرموت وباقي مدن وقرى الجنوب ... رثائية في كل من وجد طريقا للهجرة من المبدعين ليختار وطنا بديل يقدر الابداع والانسان والتفكير .بعد ان سلط على الابداع والمبدعين سيف الاقصاء والتهميش ونكران الجميل .رثائية في من توفاه الله من قنانينا الكبار وفي الذين سنفقدهم عاجلا ام اجلا وهم لازالوا في حضن المعاناة والاقصاء والتهميش . رثائية في التدمير المنهج لكل ابداع في الجنوب سواء في المجال الرياضي او الثقافي او الاجتماعي ولكل اعمال الطمس للتراث الجنوبي الذي كان مسموعا ومرئيا في الإقليم والقاره والعالم.
 
 
 
        
 
وضاعت من فضائلها المدينة ....
 
نهب كل ما فيها من أشياء ثمينة....
 
سيطر الاوباش على القلاع الحصينة....
 
وبكت حمائم السلام وذرفت الدموع الحزينة....
 
قد عجن الألم كل قلب ...وازداد امعانا في عجينه....
 
واحكموا السيطرة على كل المفاصل...
 
حاصروا المخارج والمداخل....
 
صادروا المزارع والمصانع والمعامل....
 
وسرح كل عاملة وعامل....
 
فصلت المناصب على الاذناب والاحباب والأحزاب....
 
أعطيت لكل حاقد وجاهل...
 
دارت الأقلام تنحت مجلدات الغيبة والنميمة...
 
لتقصي عن الإنتاج بالباطل...
 
قلوب المجد العفيفة
 
ضمائر الحياة الشريفة
 
ايادي البناء النظيفة
 
ايادي الخير الأمينة ... .
 
بأدوات الاذلال المهينة
 
وابعدت عمدا لتفصل
 
على اللص الوظيفه
 
................................
 
ضاعت من محاسنها المدينة
 
نمت في احشائها الجريمة......
 
ولدت على الأرصفة والازقه.
 
اجنه الغدر والتآمر....
 
تلتهم العقول والضمائر....
 
وتحتل من مساجدها المنابر....
 
لتزرع الطوائف والتناحر...
 
اتسعت مساحات الرعب ....
 
والموت وازدادت المقابر...
 
عادت لتغزو عقول فتيانها ....
 
 أيام أبا جهل وسنينة
 
..................................
 
وضاعت من طيبتها المدينة
 
تلك التي بجمالها وسحرها كانت تفاخر....
 
 تلك التي علمائها أدباءها نورا يسافر....
 
شوارعها كانت مساطر...
 
حدائقها أجمل مزاهر....
 
هوائها تعطره المباخر....
 
تنام في بيوتها كل مساء وليله...
 
أجمل وارق المشاعر.
 
....................................
 
وضاعت من تسامحها المدينة
 
 صودر السلام في مساجدها كنائسها معابدها
 
 بفعل فاعل......
 
أصبح الوئام بين مذاهبها اعراقها اطيافها
 
 شرا يقاتل ....
 
حين تولتها النفوس السقيمة....
 
واظهرت احقادها الدفينة ...
 
واعلنت العقاب والاذلال ...
 
بأدوات الجهل اللعينة
 
.............................
 
وضاعت من ابداعاتها المدينة
 
 حرمت اعمال المبدعين...
 
اصبحت لدى الحاكم سجينه......
 
الابداع تخصص المفتي...
 
يتحسسه يتفحصه يشينه ...
 
ولفتواه يصبح رهينه....
 
حين يخاف الحاكم من المبدعين ....
 
ويظنهم الشر بعينه....
 
عندما تكون الكلمة ...
 
متلبسه بقافيه منسجمه ...
 
تمجد الوطن وتحترمه...
 
تصبح في راس هذا الوثن...
 
جريمه وعيبه مشينه
 
رحل الابداع عن عرينه
 
.................................
 
وضاعت من انتقامهم المدينة
 
حين وعد الحاكم بالانتقام
 
من التحضر والتمدن والنظام
 
ومن رعبهم أيام الانهزام
 
ووعد بان تصبح قبل ان تنام
 
على ضفاف بحرها ... هذه الفاضلة المدينة
 
قرية مرعبه ذميمة
 
م. جمال باهرمز
 
13-سبتمبر-2014م