آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-09:57ص

صفحات من تاريخ عدن


جيش اللانجوس في عدن

الإثنين - 25 أغسطس 2014 - 10:47 م بتوقيت عدن

جيش اللانجوس في عدن
ضباط من عدن بوليس زمان .

عدن((عدن الغد))خاص:

 

في عام 1920 قامت بريطانيا بتشكيل أول جيش في المستعمرة أطلقت عليه اسم الكتيبة اليمنية الأولى وعرف باللهجة الدارجة * فص يمن * وكانت قوة بسيطة محدودة ثم تطور الأمر إلى توسيع قوة الجيش وأطلقت عليه اسم * جيش محمية عدن * - APL - عُرف بجيش الليوي – وأطلق ظريف عدني في المناجمة العدنية اسم على هذا الجيش هو جيش اللانجوس ، والسبب في ذلك إن أفراد الجيش كان يُعطى لهم شهريا علبة كبيرة من مسحوق شراب الليمون – لايم جيوس .

 

في الخمسينيات قامت بريطانيا بتطوير هذا الجيش بسرعة كبيرة ليجابه الأحداث في المنطقة ، وأرسلت الكثير من الضباط الشباب إلى بريطانيا والأردن في دورات عسكرية ، وفخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي كان ضابطآ في هذا الجيش، وكثير من الضباط في يومنا هذا قد خدموا في جيش محمية عدن.

 

استطاعت بريطانيا في فترة زمنية قصيرة جدا ان تنشئ أحدث جيش في الجزيرة العربية ، لم تكن قوة كبيرة في عدد الأفراد ولكن كانت قوة نوعية مميزة ولها جاهزية قتال متطورة تحمل سلاح حديث في ذلك الوقت. في الخمسينيات والستينيات ضرب جيش محمية عدن دورا تاريخيا هاما في الجزيرة العربية والقليل يعرف ذلك بسبب عدم انتشار الأعلام وقتها.

 

يعرف هذه الحركة العسكرية كثير من الذين عملوا في الجيش وأرخوا لها باسم في اللهجة الدارجة * مرشت قطر * - أي Marching to Qatar – أي الزحف إلى قطر ، نقلت بعض كتائب الدبابات ومدرعات *صلاح الدين* الثقيلة من عدن إلى البحرين ومنها إلى قطر ، قاموا بحركة عسكرية سريعة ، وصحى الناس في قطر عند الفجر ليشاهدوا جيش محمية عدن يحاصر بالدبابات قصر شيخ قطر - أحتلوا قطر وأعتقالوا شيخها وأعادوا النظام إلى المنطقة.

 

 في الستينيات قاموا بنفس الحركة وتدخلوا عسكريآ وأحتلوا واحة البريمي واستقر الأمن والنظام . حين كنت في الشارقة زرت المتحف ورأيت صور لكتائب جيش محمية عدن وهي تحرس مطار الشارقة العسكري. قوة عسكرية ضاربة متفوقة سريعة الحركة بناها الإنجليز لتخدم مصالح الإمبراطورية البريطانية في الشرق.

 

أثار إنتباهي تقرير في غاية الأهمية نشرته مؤسسة *جلوبل فاير باور* تبين أرقام مهمة عن الجيش اليمني وشعرت بالذهول حول المعلومات التي ذكرها التقرير : " إن الجيش اليمني قد حل المرتبة الخامسة بين الدول العربية بعد مصر ، السعودية ، الجزائر وسوريا، ويصنف عالميآ في درجة 43 بين جيوش العالم.يملك الجيش اليمني 106 دبابة ، و600 مدرعة ، و 25 مدفع ذاتي الحركة ، 500 أنظمة هاون ، 420 صاروخ متعدد القدرات ، وذكر التقرير في المجال الجوي : يمتلك 362 طائرة ، و94 مروحية إضافة إلى 5 مهاجمات برمائية ، و 33 قطعة بحرية. يا وزير الدفاع ..

 

جيش بمثل هذه الترسانة التي دفع الناس قيمتها من قوت اولادهم تعجز عن حراسة ابراج الكهرباء. يا وزير الدفاع .. في قوة بوليس عدن في بداية الستينيات كان الهوردال – أي العريف احمد الفروي يحكم منطقة كريتر بكاملها وفيها البنوك وخزينة الدولة ، وكان الهوردال حسين الكمراني يحكم منطقة الشيخ عثمان وفيها آبار الماء الهامة للمستعمرة.

 

يا وزير الدفاع .. نقترح عليكم إرسال هوردال أصلي مش هشتي إلى كل برج من أبراج الكهرباء، ولكن القضية ليست الأبراج بل هي غياب هيبة الدولة ، إن ابراج الكهرباء وحراستها هو مسؤولية مدير الأمن ، ولكن عندما يحمل الموضوع صفة الأمن الوطني ، فالقضية هنا مسؤولية الجيش لحماية الامن الوطني .يا وزير الدفاع .. إن الناس لا تريد جيشا للاستعراضات العسكرية , تريد جيشآ يحمي المواطن والوطن وليس جيش للزينة وحماية الحكومة . يا وزير الدفاع .. يجب حماية الناس أولآ.

 

يا وزير الدفاع .. اذا كنت تملك هذه القوة العسكرية الضاربة ولم تستطع ان تحمي ابراج الكهرباء .. فكيف ستحمي البلاد من الغزو الخارجي - فالجيش إذن .. جيش الزينة . رحم الله زمن جيش محمية عدن وشبرد وآرم بوليس ..

 

محمد أحمد البيضاني

كاتب عدني ومؤرخ سياسي  - القاهرة