آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:09م

أخبار وتقارير


اليمن : هادي والقاعدة من يكسب رهان التحدي ..؟

الخميس - 24 مايو 2012 - 10:52 ص بتوقيت عدن

اليمن : هادي والقاعدة من يكسب رهان التحدي ..؟
أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور أن من يقاتلهم في جبهات لودر من جنسيات مختلفة وأن غالبيتهم من الجنسيات الافريقية المرتزقة

اليمن (( عدن الغد )) المدينة

دخلت المواجهات بين الحكومة اليمنية وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب والجماعات المتشددة التابعة له، مرحلة التحدي وتبادل التهديدات فيما بين المعسكرين، بعد التفجير الارهابي، الذي استهدف تشكيلات عسكرية من قوات الأمن المركزي اثناء مشاركتها بميدان السبعين، وسط العاصمة صنعاء، الاثنين الماضي، وأسفر عن مقتل»101» جندي يمني وإصابة 300 آخرين من الجنود اليمنيين، كانوا يؤدون تدريبات اخيرة استعدادا لإقامة عرض عسكري بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين الذكرى الثانية والعشرين للوحدة اليمنية التي قامت بين شطري اليمن في 22 مايو عام 1990م.

 

 

والذي كان مقررا له ان يقام في نفس مكان التفجير، غير ان التطورات اضطرت الرئيس هادي الى نقل الاحتفال الى مقر كلية الطيران بجوار منزله في شارع الستين، غرب العاصمة.



وفيما لا تزال الاجهزة الامنية اليمنية تجهل تفاصيل وملابسات العمل الارهابي وهوية منفذية وعدد الضحايا لهول الصدمة وفظاعة الجريمة.



أكدت مصادر عسكرية يمنية لـ»المدينة» ان لجنة الاحتفالات اليمنية كانت أقرت اقامة العرض العسكري بـ (عيد الوحدة) داخل معسكر الامن المركزي بمشاركة قوات من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي يتولى قيادتها العميد احمد علي عبدالله صالح وقوات الامن المركزي التي يقودها ابن عمه العميد يحيي محمد عبدالله صالح ومشاركة قوات من الفرقة الاولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر،غير ان الاخير رفض المشاركة في العرض العسكري داخل معسكر الامن المركزي مصرّا على اقامته في ميدان السبعين.


وأضافت المصادر ان الرئيس هادي أراد من اقامة العرض العسكري المشترك لأول مرة لقوات الجيش المنقسم منذ الاحتجاجات التي شهدتها اليمن مطلع العام الماضي ، ازالة الحواجز الموجودة بين هذه الوحدات العسكرية تمهيدا لدمجها.. لكن العمل الارهابي، اضطره الى الغاء مشاركة هذه القوات.



وجاء الحادث فرصة للرئيس هادي لإقالة اربع قيادات امنية مقربة من الرئيس السابق صالح، وأيًا كانت الجهة المدبرة والتي تقف وراء هذا التفجير.



فقد استغله تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لرفع المعنويات المنهارة لمسلّحيه جراء تضييق الخناق عليهم من قبل عشرة ألوية عسكرية من قوات الجيش اليمني مسنودة بمجاميع شعبية ومدعومة باستشارات خبراء عسكريين أمريكيين، استعدادا لاقتحام مدينة جعار-المركز الرئيسي وآخر معاقلهم في محافظة ابين، جنوب اليمن، بعد طردهم من كل بلدات أبين التي كانت جماعات مسلحة تسمى نفسها بـ»انصار الشريعة» موالية للقاعدة، قد سيطرت عليها أواخر مايو من العام الماضي.


ووفقا لمصدر عسكري يمني، قال لـ»المدينة»: ان قيادة وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة هيئة الاركان وقيادات الوحدات العسكرية المرابطة في جبهات المعارك مع القاعدة في ابين، كانت قد وضعت خطة عسكرية لحسم الموقف عسكريا مع القاعدة واستعادة جعار وزنجبار من تحت سيطرة القاعدة أمس الاربعاء.


وفيما لقي العمل الارهابي ادانة واستنكارا محليا وعربيا ودوليا، بدا تنظيم القاعدة منتشيًا، واعتبره نصرًا معنويًا لمسلّحيه، وان التفجيرالانتحاري كان ردا على ما وصفه بالحرب الأمريكية على اتباعه في جنوب اليمن.


وقال إن الهجوم استهدف وزير الدفاع اليمني وكبار القادة، متوعدا بمزيد من الهجمات إذا لم تتوقف الحملة العسكرية في محافظة أبين في جنوب البلاد، وقالت: إنها ستثأر وستردّ بهجمات في كل مكان وإن ما حدث ما هو إلا بداية مشروع للدفاع عن الشرف والحرمات.


غير أن الرئيس هادي لم يرضخ لتهديدات تنظيم القاعدة، ولم ينتظر طويلا ليردّ،حيث جدد تعهده بالقضاء نهائيا على تنظيم القاعدة واستئصال الارهاب مهما كانت التضحيات.


وقال: « إن الحرب على الإرهاب سوف تستمر حتى يتم استئصاله والقضاء عليه نهائيا مهما كانت التضحيات وبفضل تلاحم أبناء الوطن الشرفاء بمختلف قواه السياسية وشرائحه الاجتماعية مع أبطال القوات المسلحة والأمن الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء في سبيل هذا الوطن الغالي الذي تهون من أجله كل التضحيات»..


مؤكدا ان تلك العناصر التي أبت بفعلتها الإجرامية إلا أن تحوّل إفراح شعبنا بـ (عيد وحدته) المباركة إلى أتراح، وهو ما دأبت عليه هذه الفئة الضالة والباغية منذ نشأتها وتواجدها في بعض المناطق اليمنية.


وفي سابقة هي الأولى من نوعها، تحولت الحرب ضد تنظيم القاعدة في أبين، جنوبي اليمن إلى ما يشبه “الملحمة الشعبية” التي تشترك في صياغة يومياتها الحاسمة، سواعد العسكر وبنادق القبائل وهتافات الأطفال وزغاريد النساء التي تصدح عند تحقيق كل انتصار ضد مقاتلي التنظيم.


واعتبر الناطق الرسمي لملتقى شباب لودر- اللجان الشعبية - التي طردت مسلحي القاعدة من تخوم المدينة بعد اربعين يوما من القتال الشرس، التحاق ابناء أبين في صفوف قوات الجيش لقتال القاعدة والجماعات المسلحة التابعة لها تعبير عن رفض شعبي لفكر هذه الجماعات.


وقال على احمد عيدة، لـ» المدينة»: إن اندفاع معظم القطاعات الشعبية في أبين إلى دعم القوات الحكومية في المواجهات المسلحة التي تخوضها ضد مسلحي جماعة أنصار الشريعة، يعبر في مضمونه عن حالة من الرفض الشعبي القاطع لممارسات “التطرف والغلو” التي اتسمت بها سلوكيات مسلحي القاعدة الذين وصلوا في تطرفهم إلى حد تنفيذ أحكام الإعدام الميدانية على مدنيين لمجرد الاشتباه في مخالفتهم ورفضهم لتوجهات الجماعة ووجودها القسري في أبين”.


وكشف المتحدث الرسمي باسم اللجان الشعبية لـ»المدينة» ان حوالى»55» شهيدا من مقاتلي اللجان والسكان المدنيين وأكثر من 215 جريحا سقطوا خلال معارك لودر، وأن الخسائر البشرية للقاعدة التي رصدتها اللجان في جبهة المعارك تتجاوز الـ(500) قتيل.

 
ولم يستبعد الناطق الرسمي للجان الشعبية والذي زار غرفة العمليات الحربية اثناء المعركة مع القاعدة في لودر، ان تكون الاحداث والمعارك في لودر لعبة سياسية تدعمها اطراف داخلية وإقليمية- اشارة الى اجندة اجهزة الاستخبارات الايرانية والبحث عن موطئ قدم لها في اليمن من خلال تمويل الجماعات الارهابية والتخريبية في أبين..

 

 

مؤكدا أن من يقاتلهم في جبهات لودر من جنسيات مختلفة وأن غالبيتهم من الجنسيات الافريقية المرتزقة.


وكانت جهات يمنية مرتبطة بإيران حاولت في بداية المعركة مع مسلحي القاعدة في التاسع من ابريل الماضي، إرسال مبالغ مالية لأسر الجرحى الذين أصيبوا في المعارك التي دارت مع تنظيم القاعدة.


وسبق وان دعمت ايران تنظيم القاعدة في افغانستان،إثر سقوط نظام حركة طالبان افغانستان اواخر العام 2001، وسهلت الفرار للمجموعة الأولى من «القاعدة» الى ايران برئاسة المصري سيف العدل وسعد اسامة بن لادن.


وكثفت المخابرات الايرانية من أنشطتها في جنوب اليمن، من خلال دعم الجماعات المسلحة والمناوئة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والحكومة اليمنية. 


وكشفت تقارير استخباراتية يمنية عن وجود قوى سياسية وشخصيات قبلية وعسكرية- بالاضافة الى جماعة الحوثيين- تتلقى اموالا ورعاية من ايران ويتم ذلك بإشراف مباشر من قبل قيادة جهاز الاستخبارات الايرانية الذي يتولى الاشراف على عملية التدريبات والفعالية والمؤتمرات،التي يتم تنظيمها برعاية ايرانية في اكثر من دولة.

 

 

*من منصور الغدره