آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:24م

أخبار وتقارير


قوات اليمن تتقدم في الجنوب وتعهدات بمنحه 4 مليارات دولار

الأربعاء - 23 مايو 2012 - 10:58 م بتوقيت عدن

قوات اليمن تتقدم في الجنوب وتعهدات بمنحه 4 مليارات دولار
اجتماع اصدقاء اليمن في الرياض يوم الاربعاء - رويترز

عواصم (( عدن الغد )) رويترز

خاضت قوات الحكومة اليمنية معارك ضد متشددين إسلاميين في مدينتين في جنوب اليمن يوم الأربعاء فيما تعهد مانحون دوليون اجتمعوا في السعودية بتقديم أربعة مليارات دولار لمساعدة اليمن على تحقيق الاستقرار في دولة أصبحت معقلا لتنظيم القاعدة.

 

وقال مسؤولون وسكان إن القوات اليمنية استعادت السيطرة على مناطق في مدينة زنجبار الاستراتيجية المهمة وحاربت متشددين في مدينة جعار مما أسفر عن مقتل 33 متشددا وتسعة جنود.

 

ومنح متشددون سيطروا على مساحات كبيرة من جنوب اليمن العام الماضي ملاذا ودعما للقاعدة في جزيرة العرب وهو جناح محلي لتنظيم القاعدة قتل يوم الاثنين الماضي نحو 100 جندي في تفجير انتحاري أثناء عرض عسكري في العاصمة صنعاء.

 

 

وتراقب السعودية ودول غربية بانزعاج متزايد استفادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من غياب القانون لإقامة قاعدة قادرة على التخطيط لشن هجمات متطورة على المستوى الدولي.

 

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لمبعوثي الدول "أؤكد هنا مرة أخرى للأشقاء في اليمن وقوفنا جميعا معهم ومؤازرتنا لهم لدعم استكمال مراحل المبادرة المرتبطة بالعملية السياسية والمساعدة في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار ومواجهة تهديدات التطرف والإرهاب."

 

 

واجتماع الرياض يوم الأربعاء هو أول اجتماع يعقده "أصدقاء اليمن" منذ تنحي الرئيس علي عبد الله صالح في فبراير شباط بعد حكمه الذي دام 33 عاما ليسمح بانتخاب رئيس انتقالي جديد للدولة.

 

 

وتعهدت السعودية بتقديم 3.25 مليار دولار لليمن من مبلغ المساعدات الإجمالي الذي يقدر بأكثر من أربعة مليارات دولار.

 

وخلال نحو عام من الاحتجاجات والاضطرابات انقسم الجيش إلى فصائل متنافسة وأصبح للإسلاميين وجودا عسكريا في الجنوب وانهار الاقتصاد.

 

 

وقال أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني إن الدعم يوضح مدى قوة الشراكة اليمنية السعودية وإدراك السعودية أن استقرارها يعتمد على استقرار اليمن.

 

 

وقالت مجموعة تضم سبع وكالات إغاثة يوم الأربعاء قبل اجتماع الرياض إن نصف اليمنيين تقريبا لا يجدون غذاء كافيا وقالت إن هناك حاجة لتقديم مساعدات عاجلة لتجنب كارثة.

 

ويشكل تقدم القوات الحكومية في المناطق الشمالية الشرقية في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين جبهة جديدة في الهجوم الذي تدعمه الولايات المتحدة لاستعادة مناطق استولى عليها المتشددون في جنوب البلاد.

 

 

وقال مسؤول عسكري لرويترز "الجيش يسيطر على مناطق رئيسية من وسط وشمال المدينة بما في ذلك الاستاد ومبان حكومية لكن لا تزال هناك جيوب للمقاومة."

 

وقتل سبعة متشددين وجرح جندي في المعارك في البلدة التي كانت جائزة كبيرة للمتشددين عندما سيطروا عليها العام الماضي.

 

وأضاف مسؤولون أن 26 متشددا وتسعة جنود قتلوا في الاشتباكات في بلدة جعار التي يسيطر عليها المتشددون.

 

 

وفي صنعاء قتل محتج مؤيد للرئيس اليمني السابق صالح عندما حاولت شرطة مكافحة الشغب تفريق مظاهرة في العاصمة.

 

ومن شأن استعادة زنجبار ان يمثل ضربة موجعة للمتمردين وان يرفع معنويات الجيش بعد أن أعلنت صحيفة الثورة الرسمية إن عدد قتلى التفجير الانتحاري يوم الاثنين اثناء تجارب الأداء الخاصة بعرض عسكري بمناسبة العيد الوطني ارتفع إلى 100 قتيل.

 

 

ويقول مسؤولون يمنيون ان عسكريين امريكيين يساعدون في تنسيق حملة القوات اليمنية مع وجود عشرات المدربين الامريكيين في اليمن. وكثيرا ما تشن الولايات المتحدة ايضا هجمات على المتشددين باستخدام طائرات بلا طيار.

 

وتتفق الولايات المتحدة والرياض في رؤية أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أخطر جناح للجماعة. وأعلنت واشنطن في أوائل مايو أيار أن أجهزة مخابرات غربية وعربية أحبطت مؤامرة تفجير استهدفت طائرة ركاب.

 

 

واستضافت الرياض التي قدمت بالفعل مساعدات نفطية وعسكرية لجارها الفقير مؤتمرا بمشاركة دول غربية لبحث كيف يمكنهم مساعدة اليمن في المضي قدما في الإصلاحات والتعامل مع مشكلات الفقر وغياب القانون.

 

وسيعقد في الرياض اجتماع آخر في أواخر يونيو حزيران مخصص بشكل خاص للإعلان عن التعهدات المالية لمساعدة سيعقبه اجتماع وزاري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر أيلول.

 

 

وقال أليستير بيرت الوزير بوزارة الخارجية البريطانية بعد اجتماع الرياض يوم الأربعاء "مستقبل اليمن لا يتوقف على تبرعات تقدم لمرة واحدة. إنما يتعلق بالعملية التي وضعت بالفعل على المسار من أجل الانتقال في ذلك البلد."

 

وقال إن بريطانيا تعهدت بتقديم 44 مليون دولار إضافية علاوة على المساعدات التي تقدمها لليمن.

 

ويستهدف اجتماع المانحين في الرياض يوم الأربعاء تقوية الدولة اليمنية وإعادة مظهر الاستقرار الاقتصادي إلى دولة يعيش 40 في المئة من سكانها بأقل من دولارين في اليوم.

 

وتضررت صادرات اليمن النفطة المتواضعة والتي تعد مصدرا للعملة الصعبة من الهجمات المتكررة على أنابيب النفط العام الماضي. وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني في المؤتمر إن بلاده تحتاج إلى 2.17 مليار دولار مبدئيا لمساعدته على تحقيق الاستقرار في البلاد والتصدي لهجمات المتشددين وتخفيف الأزمة الإنسانية.

 

وأضاف أن اليمن سيحتاج إلى 5.8 مليار دولار أخرى في المستقبل لتطوير الاقتصاد والبنية التحتية الوطنية وأن 3.7 مليار دولار مطلوبة قبل عام 2014.

 

 

وقال وزير المالية اليمني صخر الوجيه للصحفيين في بداية الاجتماع إنه سيكون سعيدا إذا حققت بلاده نموا اقتصاديا قدره واحد في المئة في عام 2012 وأنه حتى هذا الهدف المتواضع سيعتمد على سخاء المانحين الأجانب.

 

وأضاف أن اليمن سيعاني على الأرجح عجزا في الميزانية قدره 2.5 مليار دولار هذا العام. لكنه لم يستطع تحديد حجم انكماش الاقتصاد نتيجة للاضطراب السياسي في عام 2011.

 

وقالت الحكومة اليمنية في فبراير شباط إن مساعدات مالية قيمتها حوالي 3 مليارات دولار تعهد بها "اصدقاء اليمن" في عام 2006 لم يتم الوفاء بها حتى ذلك الوقت.

 

وقال جلال يعقوب نائب وزير المالية اليمني لرويترز إن السعودية أبدت سخاء كبيرا وإنه يتعين على اليمن أن يزيد قدرته على استيعاب هذه الأموال بكفاءة وان تترجم هذه الأموال إلى مشروعات يستطيع المواطنون أن يشعروا بها.

 

وحضر الاجتماع دول من مجلس التعاون الخليجي -الذي يضم السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات وسلطنة عمان- إضافة إلي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر وروسيا وصندوق الوقت الدولي والبنك الدولي.

 

وفي أبريل نيسان استأنف صندوق النقد إقراض اليمن بالموافقة على دفع قرض بقيمة 93.7 مليون دولار لمساعدة البلاد على مواجهة عجز في ميزان المدفوعات تفاقم اثناء الاضطرابات السياسية.

 

(شارك في التغطية تيم فين في صنعاء وآمنة بكر وليلى نغربي في دبي -إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

 

من محمد مخشف وانجوس ماكدوال