آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:00م

أخبار وتقارير


كيف تنظر أمريكا إلى الاحتجاجات المناوئة للرئيس صالح؟

الخميس - 10 مارس 2011 - 01:57 م بتوقيت عدن

كيف تنظر أمريكا إلى الاحتجاجات المناوئة للرئيس صالح؟
الأسبوع الماضي شن صالح هجوما عنيفا على إدارة اوباما الا ان البيت الابيض قال انه اعتذر عن ذلك لاحقا

القسم السياسي بعدن الغد

منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل الرئيس صالح عن الحكم التزمت الإدارة الأمريكية الصمت حيال هذه الأحداث ، إلا ان السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فاير ستاين قطع هذه الحالة يوم أمس حينما أدلى بتصريح صحفي أشار فيه إلى ان الإطاحة بصالح لن تنهي مشاكل اليمن.

 

وجاء تصريح السفير رغم عدم صدور أي موقف رسمي من الإدارة الأمريكية حيال هذه الاحتجاجات حيث اكتفت مؤخراً بتوجيه الدعوة إلى مواطنيها بمغادرة اليمن سريعا باعتباره احد المناطق التي ينعدم فيها الأمن بسبب ارتفاع حدة المخاطر التي تواجه المسافرين إليه.

 

تقف الإدارة الأمريكية في تعاملها اليوم مع اليمن أمام سيناريوهات متعددة للتغير والأول وهو مايدعمه ويشدد عليه طرف في الإدارة الأمريكية وهو دعم الانتفاضات الشعبية التي يأمل منها ان تدفع بحكومات ديمقراطية منتخبة تنهي حالة الاستبداد والفساد السياسية التي تعاني منها الكثير من الأنظمة العربية .

 

في الــ 2 من هذا الشهر قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايك مولن في موجز صحافي إنهما متفائلان من التغيرات الحاصلة في المنطقة.

 

وقال غيتس "أظن بداية أن الثورتين في تونس ومصر والاحتجاجات في أماكن أخرى التي تؤدي إلى إصلاحات في عدد من الحكومات هي انتكاسة استثنائية للقاعدة".

 

وأضاف إن ما يحصل "يكذب زعم القاعدة بأن الطريقة الوحيدة للتخلص من الحكومات الاستبدادية هو العنف المتطرف".

 

يعكس تصريح وزير الدفاع الأمريكي ورئيس هيئة أركانه رؤية طرف في الإدارة الأمريكية يرى ان التغييرات  الحاصلة في عدد من البلدان العربية  ومن بينها اليمن يمكن لها ان تدفع بحكومة ديمقراطية ذات تمثيل سياسي واسع ويرون انه يمكن للاحتجاجات في اليمن ان تنهي الكثير من المشاكل بينها الحرب في صعده ودعوات الانفصال في الجنوب وزوال مثل هذه المشاكل سيمنح اليمن فرصة التركيز أكثر من ذي قبل على شن حرب فاعلة على تنظيم القاعدة كون ان الكثير من جهود الجيش اليمني استهلكتها 6 جولات من الحرب في صعده مع طائفة سياسية لاترى فيها واشنطن أي تهديد لها ورفضت مرارا وتكرارا دعوات وجهها نظام الرئيس صالح بإدراج هذه الحركة ضمن قائمة الحركات الإرهابية.

 

يوم أمس الأربعاء كشف الوسيط اليمني عبدالكريم أحمد جدبان الذي تربطه علاقات وثيقة بالحوثيين أن المتمردين في شمال اليمن استلهموا الانتفاضتين الشعبيتين في تونس ومصر، وأوقفوا قتالهم ضد الحكومة لينضموا إلى الاحتجاجات غير العنيفة التي تجتاح أنحاء البلاد.


وصرح جدبان، الذي توسط بين الحكومة والمتمردين، أمس الأول، بأن الحوثيين ألقوا السلاح وانضموا إلى الاحتجاجات السلمية التي اجتاحت البلاد للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح المستمر منذ 32 عاماً. وأضاف أن الحوثيين لم يطلقوا رصاصة واحدة في الأسابيع الأخيرة، واكتفوا بالنزول إلى شوارع صعده بالآلاف مثلما هو الحال في باقي أرجاء اليمن.

 

ترى الإدارة الأمريكية في مثل هذه التأكيدات إشارات ايجابية على ان هنالك حالة من الود السياسية تسود صف المعارضة الذي يقف صفاً واحدا ضد صالح اليوم ، ورغم وجود هذا الإحساس إلا ان المخاوف الأمريكية  تثور في مواجهة عدم وجود تأكيدات من أقطاب المعارضة لن يرفعون السلاح فيما بينهم لاحقا.

 

في مواجهة الطرف المتفائل والمؤيد للاحتجاجات الشعبية في العالم العربي الموجود في الإدارة الأمريكية  هنالك طرف أخر ينظر بخشية لكل هذه التحركات وبخصوص اليمن يرى هذا التيار ان التعامل مع الرئيس صالح ربما قد يكون أسهل وأفضل من التعامل مع منتجات احتجاجات شعبية قد تكون غير مفهومة أو غير قابلة للتعامل.

 

يسود هذه الأطراف  تخوفات عدة من بينها ان تدفع هذه الاحتجاجات بتيارات إسلامية إلى واجهة السلطة خلفا للرئيس صالح وهو ماسيشكل صدمة قوية للإدارة الأمريكية  التي دأبت على  تهميش التيارات الراديكالية في العالم العربي .

 

ويضاف إلى التخوف السابق هو انه لاتوجد أرضية عمل سياسية مشتركة بين كل القوى التي تسعى جاهدة اليوم بهدف الإطاحة بالرئيس صالح حيث تتخوف الإدارة الأمريكية من  نشوب صراعات مستقبلية  بين هذه القيادات التي تبدو متفقة اليوم .

 

وبنظر الإدارة الأمريكية فان أي صراع مستقبلي يمكن له ان يعكس على تحركات تنظيم القاعدة في اليمن والذي سيكون هو المستفيد الأول من مثل هكذا صراعات.

 

تقف الإدارة الأمريكية حائرة اليوم أمام أمرين الأول تفاؤل بالتغيير في اليمن ومخاوف من انزلاق اليمن إلى فوضى مابعد الإطاحة برحيل صالح.