آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-06:31م

أخبار المحافظات


كيف يعيش الناس في عزان؟

الأربعاء - 16 مايو 2012 - 07:55 م بتوقيت عدن

كيف يعيش الناس في عزان؟
سيارة تابعة للجماعات المسلحة في عزان فيما تطلق عليه هذه الجماعات (الحسبة)

عزان ((عدن الغد )) خاص:

الأمن والاستقرار ضالتهم التي لطالما ينشدونها، ولم يجدوها غير في ظل حكم أنصار الشريعة يقولون، أهالي عزان كما يروون لنا القصة الكاملة التي عاشوها في ظل أوضاع مأساوية حد وصفهم كانوا عاشوها في ظل أنظمة سابقة، ونترك الحديث لهم.

بعد ان وجهنا سؤال عن الأوضاع من قبل ومن بعد أجاب حسين البيضاني صاحب سوبر ماركت الخير قائلا من قبل كان لا أمن ولا أمان مع وجود عناصر تمثل الدولة الا أن وجودها ليس الا للسكن وتقتات الرشوات من قبل المواطنين مستفيدة من مشاكلهم العديدة وكذلك من الضرائب، أما اليوم فيوجد أمن ليس له مثيل وهنا أنصار الشريعة ضبطوا جميع المظاهر الفوضوية وحلوا مشاكل الناس بدون مقابل وبأسرع وقت ممكن وحتى عفونا جميعا أصحاب المحال من الضريبة.

 

ولا يقلقنا غير همجية الجيش اليمني كما هو حاصل في المناطق المتنازع عليها وكذلك الطيران الأمريكي الغادر، وأتمنى من حكومة الوفاق والرئيس هادي أن يشركوا أنصار الشريعة في الحكم أو يحكموا مثلهم.

أما بلال يحيى حسين صاحب معرض الإخلاص لأدوات التجميل فقال كنا من قبل في وضع مأساوي ، كانت تتعرض المحال للسرقة بل للنهب والسطو  لأنه يتم أمام أعيننا من قبل عناصر مسلحة تابعة القبائل وإذا اشتكينا إلى الشرطة طلبت منا مبالغ مالية بدون نتيجة أو ضبط الجاني، وكنا لا نستطيع توريد البضائع غير بالنهار خوفا من التقطعات.

 

 أما اليوم ولله الحمد أمن واستقرار تامين حتى أننا نبقى فاتحين حتى منتصف الليل ، ولكن أكثر مايقلق السكينة العامة تلك الطائرات وأتمنى من حكومة الوفاق والرئيس هادي وقف تلك الغارات ووقف الحرب على القاعدة لأن المواطن اليمني في الحالتين هو الضحية وهو من يدفع ثمن الحرب على القاعدة.

 

وأضاف خالد علي صاحب معرض الكبوري قائلا كانت توجد هنا عناصر تمثل الدولة وقد كان عدم وجودها خير من وجودها حيث كانوا مصدر للمشاكل لكي يستفيدوا من وراءها من خلال شكاوي المواطنين إليهم، وقد كانوا يأخذون منا ضرائب باهظة مقابل نظافة وتحسين ولا نظافة ولا تحسين، أما اليوم فأمن واستقرار غير مسبوق ولم نعهد له مثيل حتى أنهم يقومون بنظافة المدينة بدون مقابل وقد عفونا من الضرائب، أما عن الخدمات الأساسية فالكهرباء خارج عن السيطرة قادمة من عتق أما عن الماء فهنا مشروع أهلي وهم قائمون عليه وقد

أضافوا إليه شاحنات تنقل الماء العذب من الحوطة إلى هنا ويقومون بتوزيعه على المنازل والمحال التجارية.

 

وكما أكد لنا ذلك أبو عبد الله الحوطي سائق شاحنة الماء قائلا أمارس عملي من السادسة صباحا وحتى السادسة مساء حيث أقوم بجلب الماء العذب الصالح للشرب من الحوطة إلى عزان وأقوم بتوزيعه على السكان وبالذات ذوي الحاجة.

 

وهذا فضل الحبيشي صاحب كفتيريا الشجرة قائلا كان الوضع هنا عائم في بحر من الفساد والرشاوي بشكل لا يتصور وكانت هناك هيمنة من قبل القبائل وكذلك كان أصحاب الحراك يعملوا بلطجة ويتهجموا على أصحاب المحال التجارية ويغلقوها غصبا عنهم بحجة العصيان المدني الذي كانوا يقررونه وينفذونه علينا مع إحجام وصمت الدولة المتمثلة في مركز شرطة المدينة، أما اليوم فقد اختفت جميع تلك المظاهر من حراك وقبائل وبلاطجة بفضل الله ثم أنصار الشريعة.

 

"الحسـبـــــــــــــــــــــــــــــــــــة"

عندما وصلت عزان قبيل صلاة العصر فوجئنت بسيارة تشبه سيارة الإسعاف كتب على جانبيها كلمة "الحسبة" وعلى سطحها ميكرفونات بها شخص يلقي محاضرة عبر مكبرات الصوت ويجوب شوارع المدينة، استوقفته وسألته عن هذا؟! فرفض الإجابة وطلب مني مرافقته حتى يكمل عمله ونذهب إلى الصلاة، فاستجبت ومن ثم استضافنا في أحدى الاستراحات بعزان ثم بدأ بالتعريف باسمه قائلا أنا أبو الخطاب المهاجر قدمت من بلاد الخليج مهاجرا إلى اليمن واعمل هذه الأيام على هذه السيارة التابعة للحسبة والحسبة مأخوذة من الاحتساب وهو العمل بدون مقابل احتسابا لوجه الله، أما بالنسبة لطبيعة العمل فاعمل بأي وقت على مدار الساعة نجوب شوارع المدينة نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونلبي شكاوي الناس ولنا رقم هاتف للطوارئ مسجل على السيارة، أما العمل الخاص والمؤقت هو بعد أذان كل صلاة نطوف جميع الشوارع ونحث الناس على الصلاة ونذكرهم بالآيات والأحاديث والمواعظ التي تحث على الصلاة وتتوعد تاركها، ثم نقوم باجبار أصحاب المحلات إغلاقها أو تركها مفتوحة والحراسة الأمنية تحرسها المهم ينصرفوا إلى الصلاة ومن تخلف يتعهد في الأولى والثانية السجن.

 

هنا سألنا صالح عداد صاحب الكترونيات فأجاب قائلا بالنسبة للحسبة بادرة طيبة أما انا عن نفسي فقد كنت من قبل أذهب للصلاة وأترك ابني بالمحل يحرس البضاعة الخارجية ولعدم انصراف الزبائن ثم أعود ويذهب ابني وهكذا، أما الآن نذهب سويا ونترك المحل مفتوحا تحرسه الحراسة الأمنية  أما عن الزبائن فينصرفون عندما يرون الحسبة بدون إحراج، وأتمنى ان يعم هذا الوضع من صعدة إلى المهرة.

 

أما حسين البيضاني صاحب سوبر ماركة الخير فقال عن نفسه الحسبة فكرة جيدة لكنها تسبب لنا إحراج مع الزبائن القادمين من خارج عزان.

 

وهذا محسن الجعفري صاحب مطعم الخير متحدثا عن الحسبة كنا نظن أن أصحاب المطاعم لا يمكن أن يذهبوا لصلاتي الظهر والمغرب لأنها أوقات وجبات ولكن مع الحسبة أدركنا الخطأ واتضح لنا ان كل عامل في مطعم يمكنه الذهاب للصلاتين في جماعة وذلك من خلال الإعداد المسبق للوجبات وهكذا استطعنا أن نحافظ على صلاة الجماعة، وأتمنى من جميع أصحاب وعمال المطاعم ان يدركوا هذا كما ادر كناه نحن، كما ذكر لنا ذلك أيضا عبد الرزاق النجار صاحب مطعم ليالي العرب.

 

وهنا ننتهي بهذا الشاب محسن عداد صاحب بسطة يقول عن نفسه كنت قبل عامين فارش بسطة بإحدى الجولات في صنعاء وقد كنت شاقيا على رجال البلدية ثم تركت ذلك العمل وذهبت في الأعمال الشاقة في ذمار إلى ما قبل خمسة أشهر أتصل لي عمي صالح عداد ان أتي إلى عزان حيث بإمكاني فتح بسطة بدون مضايقة من قبل رجال البلدية، واتيت ولكن كانت هناك مضايقة من قبل رجال الحسبة على الصلاة في جماعة حيث كانوا يجبروننا عليها أو السجن ولكنهم بفضل الله كانوا يحرسون البسطات والمحال وهذا ما سهل لنا حضور الصلاة في جماعة نشكرهم على ذلك.

 

وهكذا تبدو  الحياة في عزان بحال أن يرفع الأذان حتى تتحول المدينة وشوارعها إلى مدينة وشوارع خالية من البشر وكأنها أزلية عهد بالسكان.

*من علي العقيلي

تنويه : ينشر "عدن الغد" هذه المادة عملا بحرية الرأي والرأي الآخر ولايتحمل اي مسئولية عن مدى صحة الوقائع المروية فيها