آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-10:22م

أخبار وتقارير


هل اتجهت الأزمة السياسية في اليمن نحو نقطة اللاعودة؟

الأربعاء - 09 مارس 2011 - 11:26 ص بتوقيت عدن

هل اتجهت الأزمة السياسية في اليمن نحو نقطة اللاعودة؟

القسم السياسي - عدن الغد

حينما شقت أصوات العيارات التي أطلقها جنود أمن مساء أمس الثلاثاء هدوء عاشته مدينة صنعاء منذ أسابيع خلت منذ توقف المواجهات بين أنصار الرئيس صالح ومناهضيه لم يكن يدر بخلد مطلقي النار بأنهم ربما يصنعون تحولاً جذريا في مسيرة الاعتصامات السلمية المناهضة للرئيس صالح ولليمن عامة.

 

هل تتجه الأوضاع في اليمن نحو نقطة اللاعودة ؟ وكيف سيتعامل نظام الرئيس صالح مع الاعتصامات التي بدأت تتحول في أماكن كثيرة إلى مسيرات ؟ سؤال يفرض نفسه على الكثير من المراقبين على الشأن اليمني اليوم  مع تسارع وتيرة الأحداث.

 

قبل دقائق من لعلة الرصاص في سماء صنعاء كان الرئيس صالح يجدد دعوته إلى عقد مؤتمر وطني للحوار بهدف الخروج من الأزمة السياسية الحالية .

 

أكد صالح في دعوته  بأنه يجدد دعوته لعقد مؤتمر وطني عام,تشارك فيه كافة الأحزاب والفعاليات السياسية على الساحة الوطنية من السلطة والمعارضة, دون إستثناء, بالإضافة إلى أصحاب الفضيلة العلماء والفعاليات الإجتماعية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني وأعضاء مجلسي النواب والشورى وأعضاء المجالس المحلية والمشائخ والشخصيات الإجتماعية .

 

وقال المصدر الذي وصف بالمسئول والذي تولى نقل الخبر ان  ذلك بهدف  الوقوف أمام الأوضاع الراهنة على الساحة الوطنية والخروج برؤى موحدة إزاء تداعيات الأزمة القائمة في اليمن والمنطقة وذلك بما يخدم مصلحة الوطن ويصون أمنه واستقراره ووحدته والسلم الإجتماعي.

 

بعد ساعات فقط على دعوة صالح كانت الدماء تسيل وسط ساحة التغيير بصنعاء فيما أدخنة الغازات المسيلة للدموع تتعالى في المكان .

 

جاء الرد من قبل المعارضة سريعا على لسان الناطق الرسمي للقاء المشترك (محمد قحطان) الذي قال انه يحمل السلطة ممثلة بالرئيسصالح شخصياً المسئولية الكاملة عن  ما وصفها الجريمة التي ارتكبتها قوات من الأمن المركزي والحرس الجمهوري ضد الشباب المعتصمين, ولم تسلم منها الفرق الطبية التي قدمت لإنقاذ الجرحى.

 

وقال :"ان هذا الاعتداء مؤشر على بدء تهاوي النظام أمام صيحات ثورة الشباب برحيله, محذرا السلطة من التمادي في إعتداءاتها على الاحتجاجات السلمية وإرتكاب هذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم. "


يواجه نظام الرئيس صالح اليوم تحدياً هو الأعظم  على الإطلاق حيث تتسع بمرور الأيام رقعة الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه الذي استمر طيلة 33 عاما يقابلها تراخ شديد ومتسارع لقبضة وسيطرة أجهزته الأمنية على الكثير من المناطق اليمنية وبدت الكثير منها وكأنها تتحول رويداً رويداً صوب الفوضى .

 

إلى الجنوب من العاصمة صنعاء تعيش مدينة عدن حالة من الفوضى يبدو أنها تتسع يوماً عن أخر بعد إصابة الحياة بحالة شلل شبه تامة جراء تعطل المدارس والجامعات وورود أنباء عن قيام مواطنين بالاستيلاء على عدد من المؤسسات الحكومية في ظل تراخ مخيف وغياب تام لنشاط السلطات المحلية.

 

 

وفجرا تبادلت الحكومة اليمنية والمعارضة الاتهامات حول الجهات المتسببة بإطلاق النار على المعتصمين  أمام جامعة صنعاء ليل أمس ففي حين قالت المعارضة ووسائل إعلام مستقلة ان الأمن هو من أطلق النار نفت الحكومة واتهمت مسلحين قبليين بذلك.

 

يرى كثير من المراقبين ان حركة الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل صالح يبدو أنها وصلت إلى نقطة اللاعودة ويمكن لها ان تتسم بزخم إضافي خلال الأيام الماضية في حال استمرت قوات الأمن في عملية قمعها لهذه الاحتجاجات.

 

ويرى  هؤلاء ان عنصر السيطرة على هذه الاحتجاجات يتبقى له خيار واحد وحيد يمكن له تهدئة هذه الاحتجاجات ألا وهو التوصل إلى تسوية سياسية بين الرئيس صالح والمعارضة اليمنية وهو مايبدو بعيد المنال.

 

ورغم اقتناع كثيرين بان الاحتجاجات لاتملك المعارضة اليمنية السيطرة عليها إلا أنهم يرون ان التوصل إلى اتفاق مع الرئيس صالح يمكن له ان يعطي النظام فرصة للتماسك ووقف النزيف الذي يعاني منه جراء الاستقالات التي قدمها عدد من قيادات الحزب الحاكم مؤخراً.

 

يبدو نظام الرئيس صالح اليوم في اضعف حالاته منذ عقود وهو النظام الذي تمكن من الخروج من الكثير من الأزمات سالما إلا انه اليوم يواجه خليط متعدد من الأعداء حركة احتجاج شعبية وأحزاب معارضة وحراك جنوبي وتمرد شيعي في الشمال والكل يتفق على إسقاط النظام.

 

وتحاول المعارضة اليمنية بدورها كسب الوقت وتحقيق انتصارات على الأرض بعد التملص من دعوات الحوار وإصرارها على تأييد مطالب المحتجين وهو مايعني ان الوضع في اليمن يمضي سريعا نحو نقطة اللاعودة.