آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-04:49م

صفحات من تاريخ عدن


صفحات من تاريخ عدن .. من ذكريات يوم الزيارة ، وشي لله يا عيدروس

الخميس - 10 مايو 2012 - 06:13 م بتوقيت عدن

صفحات من تاريخ عدن .. من ذكريات يوم الزيارة ، وشي لله يا عيدروس
صورة نادرة لزيارة العيدروس وتظهر الفرقة الموسيقية التي كانت تشارك الناس بهجتهم في الخمسينات.

عدن - عدن الغد - خاص

إعداد وترجمة: بلال غلام حسين

[email protected]

لعدن تاريخ عريق يحكي قصة حب عظيمة,  في حواريها وأزقتها سطرت أقدامنا أولى خطوات الطفولة والصباء,, لازلنا نتذكر فصولها وشريط الذكريات يمر أمامنا كطيف نشتم من خلاله عبق الماضي الجميل.   تلك الأحداث والذكريات دون منها الكثير والكثير على مدار الفترات المتلاحقة, ولكني في هذا العدد سوف أعرف القارئ الكريم عن جانب إنساني مهم من تلك الحقبة التاريخية الجميلة, هذا الجانب لم يُشار إليه كثيراً, ولكني تعجبت كثيراً عندما وجدت بأن بريطانيا دونت الكثير من فصول العادات والتقاليد العدنية من حياة الناس في أرشيفها الوطني الخاص حتى تكتمل الصورة التاريخية لهذه المدينة العريقة.   وعندما يتمعن القارئ أو المتابع لتاريخ عدن, يجد فيه العديد من الجوانب الإنسانية الممتعة وقد ذكرتها في كتابات سابقة.  وهذا الجانب الذي سنذكره في عددنا اليوم هو زيارة أوليا الله الصالحين والعادات والتقاليد التي كانت ترافقها....

 

 

كان يوم الزيارة هو أهم أحد أنواع الترفيه الذي يحصل في عدن, كانت هُناك 14 زيارة سنوية تقام في عدن منها 13 في كريتر وواحدة في التواهي.  كان بعض هؤلاء الأولياء الذين تقام لهم الزيارة بُنيت لهم مساجد خاصة لتخليد ذكراهم, والبعض الأخر بُنيت لهم أضرحة فقط في المواقع التي كانوا يداومون العبادة والمكوث بها.   وأقدم لكم بشكل موجز تاريخ تلك الزيارات والتي كانت تقام سنوياً حتى يتسنى لأبناء عدن من الجيل الجديد التعرف على تلك العادات والتقاليد الجميلة ...

 

 

زيارة الشيخ السيد أبوبكر بن عبدالله العيدروس باعلوي:

كان الشيخ رجلاً حكيماً, خاشعاً ومستقيماً, عاش في عهد عبدالوهاب وتوفي في 14 شوال سنة 914 هجرية.  وقد أنشى الشيخ السيد أبوبكر مسجداً قبل وفاته يحمل إسمه, والذي يقع في كريتر, وأعيدت توسعته وترميمه في العام 1859م, من قبل فاعل خير من طائفة (الميمن – الكشوش) وأسمه إسماعيل حبيب من مدينة بومباي, بمبلغ وقدره (مئة ألف روبية) وكانت تقام له زيارة سنوية في 15 ربيع الأخر من كل عام حتى يومنا هذا.

 

 

الشيخ أبو البهاء جوهر بن عبدالله العدني:

تقول المصادر بأنه كان عبداً وأُعتق, وعمل في تجارة البز, وقد كان أميناً ومستقيماً في تعامله, إلى حد أن الذين تعاملوا معه لم يخسروا أبداً في تجارتهم,  توفي الشيخ في 626 هجرية.   كانت تقام له زيارة سنوية في 12 ربيع الأول من كل عام.  وأنشى الشيخ جوهر مسجداً قبل وفاته, وكانت تقام له زيارة سنوية في 12 ربيع الأول من كل عام.

 

 

الشيخ عبدالله بن أحمد:

درس الشيخ في حجة وشغل منصب قاضي عدن لمدة 3 سنوات قبل وفاته في 703 هجرية.  وأُنشئ مسجداً تخليداً لذكراه في حارة الشيخ عبدالله في كريتر, من قبل الشيخ سعيد الزُبيدي في العام 1856م, وكانت زيارته تقام في 13 ربيع الأخر من كل عام.

 

 

الشيخ حسين بن صادق الأهدل:

وكان الشيخ رجلاً بليغاً, حكيماً وعالماً فقيها في أمور الدين.  توفي الشيخ في 915 هجرية, وشُيد له مسجداً بجانب ضريحه في العام 1847م, وأُعيد ترميمه في فترة ما لم تذكرها المصادر من قبل حسن علي رجب علي, وكانت تقام له زيارة سنوية في 16ربيع الأخر من كل عام.

 

 

الشيخ أحمد حسين المهدلي:

ويقال أنه كان أبن الشيخ حسين الأهدل ومشى على خطاه, توفي الشيخ في 932 هجرية, وشُيد له مسجداً وبناه محمد يحيى الجبلي في العام 1860م, وكانت تُقام له زيارة سنوية في 17 ربيع الأخر من كل عام.

 

 

الشيخ علوي بن محمد عيدروس:

وكان عالماً وفقيهاً, توفي مابين 1000 – 1100 هجرية, بناء مسجداً قبل وفاته, وكانت زيارته تُقام في 11 ربيع الأخر من كل عام.

 

 

الشيخ عبداللطيف العراقي:

كان الشيخ عالماً جليلاً, شُيد مسجداً لم يُذكر تاريخ إنشاؤه, ولكن كانت تُقام له زيارة سنوية في 15 رجب من كل عام.

 

 

الشيخ علي بن محمد العراقي:

كان الشيخ رجلاً متديناً وغنياً, توفي في 685 هجرية ويبلغ من العمر 88 عاماً.  وكان الشيخ يتبرع سنوياً لأعمال الخير وكانت تُقام له زيارة سنوية في 13 شعبان من كل عام.

 

 

الشيخ أحمد بن علي العراقي:

عمل الشيخ قاضياً في عدن, توفي في حوالي 563 هجرية, وكانت تُقام له زيارة سنوية إلى ضريحه في التواهي مقابل رصيف أمير ويلز في 15 رجب من كل عام.

 

 

الشيخ الحكم بن أبان بن عثمان بن عفان:

وهو حفيد الخليفة الثالث عثمان بن عفان, وكان قاضياً فقيهاً في عدن.  عاش في عدن في الفترة 154 هجرية, كان دائماً ما يقيم الليل ويصلي بجانب شاطئ البحر وكان كثير البكاء.  بناء والده أبان بن عثمان بن عفان مسجداً سُمي بإسمه, تمت عملية توسعته وصيانته من قبل إسماعيل حبيب من طائفة الميمن (الكشوش) في أواسط القرن الثامن عشر, وكانت تقام له زيارة سنوية في 15 شعبان من كل عام.

 

 

الشيخ أحمد بن علوان:

أقام في عدن في الفترة 647 هجرية, ويُقال أنه كانت له كرامات, بُني له مسجداً في الزعفران في عدن في العام 1847م, وبناه محمد حسن المصري, وكانت تقام له زيارة سنوية في 12 شعبان من كل عام.

 

 

الشيخ سليم محمد العراقي:

وكان رجلاً حكيماً ومتديناً, يحتكم له الناس من كل مكان, كان يأتيه الناس من أماكن بعيدة لزيارته والإحتكام إليه وتوفي في 635 هجرية.   شُيد له مسجداً في عدن في العام 1871م, وكانت تقام له زيارة سنوية في 13 رجب من كل عام.

 

 

كانت هُناك العديد من الزيارات تُقام في عدن مثل زيارة الهاشمي في الشيخ عثمان, والخضر في الغدير والشاطري في المعلا و أبو الوادي في حقات لايسع الحيز لذكرها,  هذه الزيارات كان لها معنى عميق في قلوب سكان عدن في تلك الفترة, وكانت الإحتفالات التي تُقام في يوم الزيارة جميلة وبسيطة.  وأهم وأكبر الزيارات التي كانت تُقام هي زيارة العيدروس أهم مساجد عدن وأكبرها, حيث كان يقصدها الكثير من سكان عدن والمناطق المجاورة من الرجال والنساء والأطفال.  والجميل في زيارة العيدروس كانت تبداء في الليلة التي تسبق يوم الزيارة وبالتحديد من الساعة العاشرة مساءً حتى الساعة الثالثة فجراً وتُنشد فيها الأناشيد والتواشيح الدينية وتطبخ الهريسة التي كانت توزع ليلاً.  وفي يوم الزيارة تُحضر الكسوة إلى المسجد مصاحبة بتواشيح دينية, تتقدمها الفرقة الموسيقية, وتباع القهوة والحلويات المتنوعة وألعاب الأطفال وغيرها من الأشياء الأخرى...

 

 

وتُنصب المراجيح المختلفة وألعاب أخرى, يتسابق عليها الأطفال, ولاننسى الكركوس وصاحبه (اللحجي) صديق الأطفال وهو يردد (فين كُنتي يا مليحة فين كُنتي مستريحة).   ولكن أهم ما في يوم الزيارة هي تلك الرقصات الجميلة التي كان يُؤذيها الناس القادمين من المناطق الريفية المختلفة خصيصاً لهذه الزيارة كلاً بحسب منطقته, والفرق الموسيقية تشارك الناس فرحتهم وتضيف للمشهد البهجة والسرور.  وكان الشئ المميز في يوم الزيارة هو منع حمل السلاح والعصيان, حيث كانت هناك قوة من البوليس العدني لحفظ الأمن أثناء فترة الزيارة, وكانت الاحتفالات تستمر حتى وقت متأخر من الليل ولكن النساء والأطفال يغادرون إلى منازلهم الساعة العاشرة مساءً.

 

 

هذه هي عدن وتلك كانت أيامها الجميلة, عاش فيها الناس بمختلف أطيافهم وأعراقهم لايعرفون الحقد والكراهية, يتقاسمون الخير مع الجميع غريباً كان أم مُقيم, ويعطفون على الفقير  لأن عدن أم الفقراء والمساكين, وستظل كذلك دوماً مهما عبث بها العابثون والحاقدون والناهبون, ستظل كذلك لأن الله حباها من فضله وكرمه, لأنها أرض سُقيا التي كان يتواجد بها 350 بئراً, وأرض المآذن ... لأنها أرض الأولياء والصالحين حرسها الله من كل مكروه.

 

 

صورة نادرة لزيارة الشيخ الخضر في منطقة الغدير في البريقة في الخمسينات

 

 

صورة نادرة لزيارة العيدروس وتظهر الفرقة الموسيقية التي كانت تشارك الناس بهجتهم في الخمسينات

 

صورة نادرة لزيارة الشيخ هاشم بحر في الشيخ عثمان قديماً

 

 

صورة نادرة لزيارة الغدير قديماً

 

صورة نادرة من الخمسينات لزيارة الشخ أحمد علي العراقي في التواهي

 

ضريح ولي الله الصالح أبو الوادي في حقات