آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:25ص

هل الحربُ في اليمنِ جحيمٌ دنيويٌّ أمْ بوابةٌ إلى الجنّة؟

الخميس - 25 أبريل 2024 - الساعة 05:45 م

د. مجيب الرحمن الوصابي
بقلم: د. مجيب الرحمن الوصابي
- ارشيف الكاتب


إنْ أردنا أنْ نفهمَ الحربَ وندركَ معانيها؛ فلا ننظر إلى القادة الأبطال العظام على قمم القلاع منبهرين أو في سجلات الخالدين، إنّما علينا النظر بعمقٍ في عيون الجنود البسطاء، القتلى والجرحى وذويهم ... صوت الثكالى وعويل الأيتام ... مشاعر الفقد ... نظرة الوداع إلى بقايا جسد أو وجه قتيل نزف حتى الموت ... تحليق البنات حول جثمان أخيهم .... نعزيهم بأنّه في الجنة، تاركًا خلفه جهنم الأرضية وهم فيها !.

مِسْكينٌ هذا الجيلُ في بلادي السعيدةِ، ففي حين يرى العالمُ اليومَ أن الحربَ أمرًا جنونيًا غير معقولٍ واستثناء، يُرى في اليمن السلام حُلما وغيابا للحرب مؤقتا!

لِمَاذا يرغب الناس في بلادي بالعبودية؟ لماذا يسعى الناس إلى تعاستهم ويتقاتلون على الخضوع والاستسلام، كما لو أنهم يتقاتلون على حريتهم وسعادتهم!

هل خُلِقَ الإنسانُ اليمني للحربِ وسفك الدماء؟ مجبولٌ عليها! تتمشى في شرايينه، عودة للمكبوت في جيناته؛ أغرتها –اليوم -وضعية تاريخية معينة على الظهور، فهي نمط اشتغال المجتمع اليمني، قلبُ وجوده وحضارته، ومحرك الحياة الاجتماعية والاقتصادية فيه.

رقصة "البَرعِ" الشهيرة تجيبنا رمْزيتها القتالية الصارخة! وإيقاعاتِها الحبلى بالدلالات العنيفة ،..... شجرة" دمّ الأخوين" الأسطورية نبتت فينا؛ نصدرها عقيدةً لولادة الحضارة الإنسانية التي قوامها "قتل الأخ"!!!!....

هلِ الحربُ عندَ اليمنيِّ إمكانيةُ حياةٍ قبلَ أن تكون إمكانيةً للموت؟!.

أم الحربُ واجبٌ دينيٌّ، وأصل إيماني على الأرض باسم السماء؟!... تعالَى الله" العادلُ" أن يُقدَّس بسفك الدماء التي حرّمها ويُعبد.

مجيب الرحمن الوصابي